زاد الحكايا - قصص اطفال - النمر الوفي
ما بكما لا تتكلمان؟
إنَ سلحوفة ترفضُ الحديثَ معي.
هل هذا الكلامُ صحيحٌ يا سلحوفة؟
نعم يا أمّي.
لماذا تمتنعينَ عنِ الكلامِ مَع أخيكِ؟
كنتُ أحملُ كيساً ثقيلاً فناديتُ عليهِ لِمساعدَتِي فرفضَ ذلك.
كانَ عليكَ أنْ تساعدَ أختكَ يا سلحوف
فربَّما تحتاجُ يوماً ما إلى المساعدةِ ولنْ تجدَ أحداً.
ولكنَّني قويٌّ ولن أحتاجَ لمساعدتِها.
حسناً وهل تعتقدُ بأنَّ النمرَ بحاجةٍ إلى مساعدةِ الأرنب؟
كيف ذلك؟ لا أعتقدُ أنَّ النّمرَ بحاجة الأرنب!
حسناً، استمع.
في ذاتِ مرَّة، بينما كانَ الأرنبُ عائداً مِنْ رِحلتِهِ إلى الغابةِ المجاورة
سمعَ صوتَ أنينٍ مُرتفع.
اقتربَ الأرنبُ بِحذرٍ شديدٍ وهو خائف
فشاهدَ نمِراً كبيراً عالقاً تحتَ صخرةٍ، كانت قد وقعتْ عليِهِ من أَعلى الوادي.
أسرعَ الأرنبُ
وحاولَ مساعدةَ النَّمرِ
وبدأَ يَحْفرُ تحتَ الصَّخرَةِ حتّى تمكَّنَ الَّنمرُ مِنْ إخراجِ قَدَمِهِ.
تشكّرَ النمرُ الأرنبَ كثيراً
اطلبْ ما تُريد، وسأُنَفِّذُهُ لكَ حالاً أنتَ أنقذتَ حياتي.
شكراً لك لا أريد شيئاً.
رفضَ الأرنبُ أنْ يأخذَ شيئاً مقابلَ ما فعلَه
وشكرَ النَّمرَ وتابعَ سيرَهُ إلى الغابة.
وبعدَ دقائقَ معدودةٍ
شاهدَ ثعلبٌ الأرنبَ وهو يجري داخلَ الغابة.
ها هي وجبةُ الفُطورِ جاهزةٌ
عليَّ أنْ أمسكَ بكَ أيُّها الأرنبُ الصّغير.
وانقضَّ الثعلبُ المكّارُ على الأرنبِ المسكينِ مُحاولاً أنْ يصْطَادَه
فشعرَ بذَلِكَ الأرنبُ وبدأَ بالجَّري مُسرِعَاً.
استمرَّ الأرنبُ يجري ويجري حتَّى وصلَ إلى طريقٍ مسدود
وقدْ أصابَهُ التّعب.
لقد أتعبتَني أيُّها الصَّغير.
أرجوكَ أيُّها الثعلبُ القويُّ اتركنِي أذهبُ، إنَّ أمِّي تنتظرُنِي
وكيفَ أتركُ هذا الطعامَ اللَّذيذَ
سآكُلُكَ نيّاً
لا لا سأقومُ بِشويكَ.
أيُّها الثَّعلبُ القويّ
لي طلبٌ عندَكَ قبلَ أنْ تَأكُلَنِي
ما هو؟ تكلَّمْ فَوراً أشعرُ بالجُّوعِ أيُّها الأرنبُ اللَّذيذ.
لقدْ أرسلَتْنِي أُمِّي إلى السُّلحفاةِ لِتفسّرَ لَها حُلْمَاً قدْ رأتْهُ فِي مَنَامِها.
فأنا أطلبُ منكَ طلباً واحداً أنْ تذهبَ إلى السُّلحفاةِ وتَسألَهَا عَنِ الحُلم
فهي قلقلةٌ وتخافُ مِنْ تفسيرِ هذا الحُلم.
فكّرَ الثعلبُ بأن يأكلَ هذا الأرنبَ ثم يذهبُ إلى أمهِ ويأكلَها
ولكن عليه أن يعرفَ مكانها من الأرنب.
لستَ بحاجةٍ إلى السلحفاةِ العجوزِ الخَرِفَة
أنا سأفسّرُ لها الحُلمَ
فما هو حُلْمُ أُمّكَ؟
تظاهرَ الأرنبُ بالفرحِ وشكرَ الثعلبَ كثيراً ثمَّ قال:
شاهدتْ أمِّي نفسَها في غابةٍ كبيرةٍ لوحدِها وهي تجري
والأسدُ يجري وراءَها يحاولُ افتراسَها
وهي تصرخُ وتستغيثُ بالنمر وتقولُ:
النَّجدة، ساعدْنِي أيُّها النَّمر، أنا الأرنب
وبدأ الأرنبُ يَصرُخُ النَّجدة ساعدنِي أيُّها النّمر أنا الأرنب
توقَّفْ عَنِ الصُّراخِ وقلْ لِي، ألمْ تقلْ لكَ أُمُّكَ ما لَونُ ذاكَ النَّمر؟
بَلَى لقدْ قالتْ أنّهُ نمرٌ برتقاليّ اللّون ومخطَّطٌ بالأسود.
ماذا حدثَ بعد ذلك؟
بقيتْ أمّي تصرخُ وتقولُ : النَّجدة أيّها النمرُ ساعدنِي، أنا الأرنب.
ورفعَ صوتَهُ أكثرَ فأكثر، والثعلبُ بحدّقُ محاولاً تفسيرَ هذا الحُلم.
النَّجدة أيّها النمرُ ساعدنِي، أنا الأرنب.
سمعَ النّمرُ صوتَ صديقِهِ الأرنبِ
شكراً لك أيُّها النمر، لقد أنقذتَ حياتي
وهل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسان؟
وهكذا ردَّ النمرُ الدَّينَ للأرنبِ
فلو تركَهُ عالقاً تحتَ الصخرةِ لكانَ الأرنبُ وجبةً لذيذةً للثَّعلبِ المكّار.
أنا آسف يا سلحوفة
ما رأيكِ يا سلحوفة أنْ أساعدَك في تنظيفِ غرفتك؟
شكراً يا سلحوف عندما أكونُ بحاجتك سأطلبُ منكَ ذلك.