×

Χρησιμοποιούμε cookies για να βελτιώσουμε τη λειτουργία του LingQ. Επισκέπτοντας τον ιστότοπο, συμφωνείς στην πολιτική για τα cookies.


image

سلسلة المرأة, الإسلام وضرب المرأة (2)

الإسلام وضرب المرأة (2)

يجيبوا الزُّوج، ويُضرب كما ضربها،

وتُطلَّق منه إنْ أرادَتْ.

طيِّب، ضربها ضربًا غيرَ مبرِّحٍ لكنَّه كان بغير حقٍّ؛

لم يكن هناك داعٍ أصلًا لضربها. ما العمل؟

قال الدُّسوقيُّ من المالكيَّة:

"إِذا ثبَتَ تعدِّيه عليها يزجرُه الحاكمُ، ثمَّ يضرِبُه

حيث لمْ تُرِد التَّطليقَ منه،

بل أرادَتْ زجرَه وإبقاءَها معه".

يعني تذهب الزَّوجة للحاكم،

تقول له: زوجي ضربني بغير حقٍّ.

حقَّقَ الحاكم فوجدَ كلامَها صحيحًا.

هذا الزَّوج الشَّابُّ مش متزن

ولا يُحْسِن ممارسةَ القِوامة بل تعدَّى؛

يقول لها: أنا زوجِك وحقِّي عليكِ،

ولا هُوَ فاهم حقِّه ولا حقِّها، ولا فاهم دينِه.

يسألُ الحاكمُ الزَّوجة: طيِّب يا بنتي، تريدين أنْ تُطلَّقي منه؟

لأ، أريدُ أنْ أبقَى معه لكن أريد أن يُعاقَبَ لأنَّه ظلمَني.

بيبهدله الحاكم يزجرُه في هذه الحالة

ثم يضربه، ويقول له: روحْ يا ولد،

اِفهمْ دينَك قبلما تضرب،

واعْلمْ أنَّ الَّذي يضربُ زوجتَه

ويستقوي عليها بهذا الشَّكل ناقصُ الرُّجولة.

طيِّب، إذا ضرب الزَّوجُ زوجتَه،

وادَّعى كلُّ واحدٍ منهما شيئًا، قال الدَّسوقي:

"وإن ضربها فادَّعتْ العداءَ وادَّعى الأدبَ، فإنها تصدَّق.

وحينئذٍ يعزِّرُه الحاكمُ على ذلك العداء".

يعني: ثبَت أنَّ الزَّوجَ ضربَها،

وهو يقولُ: ضربتُها تأديبًا على ذنبٍ،

وهي تقولُ: بل اعْتدَى.

تُصدَّقُ هي، وممكن يأكل حضرته اللي فيه النَّصيب.

والمسألةُ فيها خلافٌ،

مثلًا: قال عبد السلام سحنون المالكي:

"أنَّه في هذه الحالة يُسْأَلُ جيرانُ الزَّوجين

فإنْ ثبتَ أنَّه يتكرَّر أذاه أُدّبّ الزَّوجُ وحُبِس.

وأشار بدر الدِّين العينيُّ من الأحناف إلى أنَّه

"إنْ شكَتْ المرأةُ أنَّ زوجها يضرِبُها

فإنَّ من حقِّها أنْ يُسكِنها زوجُها بجوار قومٍ صالحين لِيشهدوا لها،

فيزجُرَ القاضي الزَّوجَ إن اعتدى على زوجته".

يعني: تُتَّخذ إجراءاتٌ خاصةٌ

كنقل السَّكن ضمانًا لحقِّ المرأة.

ومثله كلامٌ لمحمَّد بن جمالٍ الخرشيِّ المالكيِّ:

أنَّ الَّتي ضربها زوجُها ضربًا مؤلمًا

فلها أن تطلِّق نفسَها منه بطلقةٍ واحدةٍ،

لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:

«لا ضَرَرَ ولا ضِرَار» (الألباني : صحيح)

و يطلع لك بعد ذلك كلِّه

مجموعة ببغاوات يقولون لكِ:

الفقه على مرِّ التَّاريخ الإسلاميِّ

كان فقهًا ذكوريًّا منحازًا للرَّجل

ويجب تجديدُ الفقه الإسلاميِّ.

روحي بالله عليك اسألي أيَّ واحدةٍ من هؤلاء

إذا كانت تعرف أيَّ شيءٍ عن هذه الأقوال الَّتي ذكرناها للعلماء.

علشان تشوفي كم هي البغبغاويَّة بجهلٍ مؤذيةٌ.

لكن أليس الأصل في العلاقات الزوجيَّة أن تكون مستورةً؟

وألا يطلب الزوجان تدخُّل الدَّولة المسلمة؟

بلى، هذا هو الأصل، والأصل أنَّ الضَّرب نادرٌ،

وأنَّ الأزواجَ حكماءٌ؛ أسودٌ في الدِّفاع عن الدِّين رُحماءٌ بزوجاتهم،

والأصلُ كذلك أن:

﴿فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكًَما مِّنْ أَهْلِهَا﴾ [النساء:35]

ستَحُلُّ المشكلةُ إذا تفاقمَتْ

لأنَّ العوائل لا تخلو من عقلاء.

لكنَّ النِّظام الإسلاميَّ المتكامل يعالج الحالات كلَّها

ولا يسمحُ بظلم أحدٍ لأحدٍ،

ولا يترك الزَّوجةَ لرحمة الزَّوجِ إذا كان لا يتَّقي اللهَ فيها:

﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ

وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ﴾ [النحل:90]

والبغي: الظلم

﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام:115]

لكن -يا أخي- نحن لَسْنا في دولٍ إسلاميَّةٍ تُقيم شَرْع الله،

وإذا ضرب الرَّجل المرأة فإنَّ حقَّها قد يضيع!

صحيحٌ مئة بالمئة،

لكن لازم نكون فاهمين جيِّدًا جدًّا

أنَّه ليس الإسلامُ الَّذي ظلَمها في هذه الحالة

بل الجاهليَّة: جاهليَّةُ مجتمعاتِنا وبعضِ الأزواج

بشريعة الله وجمالِها وكمالِها،

وجاهليَّة تَنْحِيَةِ شريعة الله عن الحكم.

لازم تكوني فاهمة جيِّدا أنَّه ليس الإسلام الَّذي ضربكِ،

الضَّربُ الغاضب الموجعُ الانتقاميُّ مع السُّباب هذا من الجاهليَّة،

الَّتي جاء الإسلام لينقذكِ منها،

والتي عُدتِ تُعانين -أنت ونساء العالم- منها لمَّا غاب الإسلام.

لازم تفهمي -حضرتك- لمَّا تقرئي آية:

﴿وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ [النساء:34]

وتقولي لنفسك: يعني زوجي هذا يضربني أنا!

زوجي اللِّي عينُه تنظر للحرام،

وماخِد راحتُه مع زميلاته في العمل،

ويُظهِر للنَّاس الطِّيبة والْأدب،

بينما في البيت العنف وسرعة الغضب.

زوجي اللِّي لمَّا يِمْرض ولدٌ من أولادنا باللَّيل

بيقول لي: أنا تعبان، اطْلعي إنتي بالسَّيَّارة،

و مُش خايف عليَّ باللَّيل،

هذا يضربُني؟! -لأ يا ستي!

ليس هذا الزَّوج هو المعنيَّ؛

ليس هذا الزَّوج الَّذي لمْ يفهم:

﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة:228]

ليس هذا الزَّوج الَّذي يظنُّ

أنَّ الذُّكورةَ بحدِّ ذاتها ميزةٌ،

حتَّى لو لمْ يتحمَّل تكاليفَ القِوامة وأعباءَها.

لمَّا تقرأي الآية ضعيها في السِّياق الصَّحيحِ

والصُّورة الذِّهنيَّة المناسبة، الله يكرمكِ!

طيِّب، ماذا تفعلُ المرأةُ في أيَّامنا إذا ظُلِمتْ؟

هل تشكو للقضاء؟

هل تطلُب تدخُّلَ الدُّولِ القائمة في أيامِنا هذه؟

فأقول: ليس المسلمون في دولٍ ترعى حقَّ الله،

وتحفظُ كرامةَ الإنسان وتحترمُ كيانَ الأسرة،

فمن يطلبُ تدخُّلَهم

هو كالمستجير من الرَّمضاء بالنَّار.

ولذلك فخطابي هو لكِ أيَّتُها الزَّوجة

ولكَ أيُّها الزَّوج، ويا عوائلهم

لِنَحُلَّ مشاكلَنا بأنفسنا.

وكما ذكرتُ في حلقة (المرأة والCBT)

لستُ هنا لأُفصِّل فقهيًّا كلَّ حالةٍ بحالتها

لكن لنعلمَ عظمةَ ديننا فلا نطلب الشِّفاء إلَّا بهِ

ولنسعى لإقامته كاملًا في حياتنا،

فهو كفيلٌ بحلِّ المشاكل بعدلٍ وإحسانٍ وتوازنٍ.

راح يجي واحدٌ يقول: يا أخي، تنظيرٌ في تنظيرٍ!

هل هذا الكلامُ ينجحُ على أرض الواقعِ؟!

أيواه تعالَ نرى التَّطبيقَ على أرض الواقع

لمَّا كان الإسلامُ مُقامًا بالفعل.

رأينا من الكتاب، ومن السُّنَّة،

ومن أقوال الفقهاء،

والآن تعالَ نرى التَّاريخ...

هل عندما كان هناك نظامٌ إسلاميٌّ متكاملٌ،

هل كانت إساءة استخدام الضَّرب ظاهرةً منتشرةً؟

هل أنتجتْ لنا الآياتُ امرأةً مضروبةً معقَّدةً ضعيفة الشَّخصيَّة؟

مين هاي المرأة المعقدَّة؟!

معلِّمة الأُمَّة أمُّنا عائشة -رضي الله عنها-

أَمْ صفيَّة الشَّيبانيُّ أمُّ أحمد بن حنبل

أمْ خديجة خاتون أمُّ محمَّد الفاتح

أمْ أمَّهات الجنود الَّذين داسوا تيجان كسرى وقيصر

وأخرجوا الشُّعوب من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد.

الأمَّهات اللَّاتي يَصدُق فيهنَّ حقًا وراء كلِّ رجلٍ عظيمٍ امْرأة

واللَّواتي كان لهنَّ إنجازاتٌ أخرى منوَّعةٌ

نتكلَّم عنها لاحقًا بإذن الله.

دوَّنتْ كتبُ التَّاريخ تلك المراحلَ بتفاصيلِها،

هل سمعتَ فيها عن ظاهرة ضرب النِّساء؟

طيِّب، إذا كان هذا هو وضع الضَّرب في القرآن والسُّنَّة والفقه والتَّاريخ

فمن أين تقفز إلى أذهاننا صورة (أبو زعبل وفتحيَّة)؟

تقفز إلينا من غسيل العقول عبر السَّنوات

بالأفلام التي تأتي بعمي الحاج الَّذي يضرب زوجته

ويقول لها حجيبك لبيت الطَّاعة قال الله... قال رسول الله...

ثم إذا بأبناء الحاج يجدونه في ملهى مع راقصة!ٍ

تقفز إلينا من ممارساتٍ مشوَّهةٍ من المسلمين أنفسِهم؛

وقد صدق من قال:

لا يبلغ الأعداء من جاهلٍ ما يبلغ الجاهلُ من نفسه.

تقفز إلينا من مقاطع يعمل عليها أعداء البشريَّة ليلَ نهارٍ ليشوِّهوا الإسلام،

هل تعلمون من أين أخذتُ صورة (أبو زعبل وهو يضرب فتحيَّة)؟

من فيديو منتشرٍ على اليوتيوب"Youtube"

ترعاه مؤسساتٌ أوروبيَّةٌ،

والمقطع يشجِّع الفتاةَ المسلمة الَّتي تميل جنسيًّا للفتيات مثلها،

يشجِّعها على التَّمرُّد على عائلتها المسلمة

واللِّقاء بالمسؤولين الَّذين سيحمونها من أبيها الشِّرير،

ويمكِّنونها من العيش بأمانٍ

مع عشيقتها الشَّاذة (بالإنجليزية) مثليَّة مثلها.

مجتمعاتٌ فيها نساءٌ مشوَّهاتٌ نفسيًّا؛

أصابتْهنَّ العقد من إهانة الرَّجل للمرأة

وتسلُّطه عليها، واغتصابه لها

وتحرُّشه بها في مجتمعاتهم،

فأصابتهنَّ عقد النَّسويَّة

ولجأْنَ للشُّذوذ لمقاطعة الجنس الذِّكوريِّ،

وَيُرِدْنَ أن يَنقُلْنَ عُقَدَهُنَّ إليكِ أنتِ -أيَّتُها المسلمة- وينفِّروكِ عن دينكِ.

بعض النِّساء مش عاجبها هذا الكلام كلُّه؛

تقول: حتَّى لو ناشز وحتَّى لو متمرِّدة،

وحتَّى لو من زَوْجٍ عاقلٍ حكيمٍ -كما تقولون-

وحتَّى لو بآدابٍ ورفقٍ وإحسانٍ،

وحتَّى لو برعاية دولةٍ مسلمةٍ تعاقب الزَّوج الظَّالم،

وحتَّى لو المرأة في التَّاريخ الإسلاميِّ

كانت عزيزةً ومصدر عزَّةٍ؛ أنا معترضةٌ!

معترضةٌ على ماذا؟!

ليس للزَّوج أيُّ حقٍّ في ضرب زوجته،

وهذا ظلمٌ للمرأة.

نقول لها: آيوة! الآية تجرحكِ

لأنَّك تضعين نفسكِ في خانة اللَّاتي يُخاف نشوزُهنَّ؛

يعني كأنَّكِ تقولين: لأَّه! أريدُ أنْ أتمرَّد

وأَخرَّب بيتي و ما حدش يقرَّب عليَّ!

كالَّذي يقول أريد أنْ أسرق وأشرب الخمر

و معترضٌ على الشَّريعة الَّتي تعاقبني على هذا؛

واللِّي على راسه بطحة بيحسِّس عليها.

مش شايفة -حضرتك- أنَّكِ إذن

لازلتِ متأثِّرةً بالصُّور النَّمطيَّة والعقد النَّفسيَّة

أو أنَّ عندكِ نوعًا من التَّألُّه؛

فكرة المرأة المتألِّهة -الَّتي تكلَّمنا عنها في الحلقة الماضية-

لأَّه، المرأة لا تُضرَب ولا تُعاقَب

ولا تُمَسُّ مهما أساءَتْ؛

وكأنَّها إلهةٌ لا تُسأَل عمَّا تفعل!

نفس المرأة المتألِّهة هي الَّتي كانت منسجمةً

وعيناها مرغرغةٌ من مشهد (بيتر وجولي)،

ويمكن كانت تتمنَّى -كمان- لو كانت محلَّ جولي

علشان بيتر الوسيم يهزَّها،

ويقول لها:

(بالانجليزيَّة) هذايكفي، جولي!

توقفي، من فضلكِ!

بل ويمكن كمان معاندهاش مانع

لو بيتر رأعها كفّ مِن باب

ضرب الحبيب الزَّبيب،

و على قلبي زيِّ العسل.

نفس الشَّباب والشَّابات الِّلي زعلوا

لما قطعتُ عليهم لحظاتِ الرُّّومانسيَّة في مشهد بيتر وجولي

ماكانش يهمُّهم كثيرًا

لو كانت علاقة بيتر و جولي بالحرام ولَّا بالحلال بل على العكس؛

لأنَّ فكرة الزَّواج شوِّهتْ لدى كثيرٍ من شبابنا وفتياتنا،

فيمكن حيتعاطفوا أكثر مع مشهد عشيقين من مشهد زوجين.

خدوا بالكم يا شباب! وخدوا بالكم يا بنات!

العلاقات المحرَّمة قبيحةٌ، بشعةٌ، وحشةْ،

اللِّي بيجمِّلها أشياءٌ خارجةٌ عنها؛

تزيين الشَّيطان: وسامة الممثِّل والممثِّلة والميك أب والموسيقى.

أمَّا الحرام نفسُه فوحشٌ بشعٌ جدًا.

بإمكانكم -ولو كنتم أقلَّ وسامةً-

أنْ تجعلوا حياتكم جميلةً رقيقةً،

يحفُّها الإحسان والرُّومانسيَّة الحلال

إذا اتَّبعتم هدي نبيِّكم صلَّى الله عليه وسلم.

بيتر الحقيقيُّ وجولي الحقيقيَّة -يا شباب-

ما بينتهيش بِهمُ الأمر إلى هزَّه

وارتماء في الأحضان كما في الأفلام،

وإنَّما النِّهايات الحقيقيَّة هي ما أخبرناكِ عنه في حلقة تحرير المرأة الغربيَّة

بالإحصائيَّات الرَّسميَّة الغربيَّة.

جولي لمَّا بتصير أبشع

ولَّا لمَّا بتحمل من بيتر بالحرام

لأنَّها تعمَّدت ماتخدش حبوب منع الحمل

وحابَّه يكون عندها طفل،

بينما هو لا يريد إلَّا المتعة الجنسيَّة

ولا يريد أيَّة مسؤوليَّة،

ولَّا لما يكتشف بيتر أنَّها بتخونه مع شابّ آخر،

ولَّا لمَّا يكون بيتر الحقيقيُّ سكران،

أو محشِّش أو محبّ بالمخدرات،

فإنَّه لن يهزَّها برفقٍ وعقلانيَّةٍ،

بل حيدِّيها بالبوكس والشَّلُّوت،

البوكس الرُّومانسي الَّذي تخفيه عنكِ هوليود.

إذا كنَّا أتينا لكِ بالإحصائيَّات الرَّسميَّة

أنَّ واحدةً من كلِّ أربعة نساءٍ

تتعرَّض لعنفٍ شديدٍ من الشَّريك الحميم

فما بالكِ بنسبة النِّساء اللِّي

بتنضرب الواحدة فيهم كفّ ورا كفّ

وبتنشتم وبتتمرمط لكن

ما بتوصلش المسألة للعنف الشَّديد

علشان يحطَّها في إحصائيات

الواحدة من كلِّ أربع نساء،

كم ستكون نسبة هؤلاء النِّساء المتبهدلات؟

فأكثر النِّساء بيتعرَّضوا لنوع من أنواع المرمطة وقلَّة القيمة في الغرب،

تعالي الآن نريكِ بعض النَّماذج

ممَّا يحصل خارج أسوار هوليود،

تعالي نريكِ الجزء الثَّاني غير المنشور من القصص الغراميَّة،

تعالي نريكِ نماذج ممَّا يحصل مع ملايين

النِّساء حسب الإحصائيَّات الرَّسميَّة:

هذه أبي "Abbie"

الَّتي حطَّم (بالإنجليزية)الصديق الحميم بتعها

شاشة التِّلفاز على مؤخِّرة رأسها

وضربها مرارًا على وجهها.

وهذه جيد"Jade"

الَّتي قام (بالإنجليزية)الصَّديق الحميم بتعها بلكمها

ثمَّ جرَّها في الشَّارع وواصل ضربها

وهو تحت تأثير الخمر والكوكايين،

وهذه ميليسا من جامعة ساوث فلوريدا بأمريكا

والَّتي كانت مع (بالإنجليزية)الصَّديق الحميم بتعها

في يوم من الأيام فشرب الكثير من الخمر

والوسكي ثم بدأ يضربها وألقاها على الأرض

وركلها برجله ثم أصبح يجرُّها

من شعرها حول الغرفة

ويضربها بزجاجةٍ في وجهها

حتى فتح فيها جرحًا.

وهذه ميجان في أوهايو بأمريكا

والتي كانت تشرب الخمرة

مع (بالإنجليزية)الصَّديق الحميم بتعها

في احتفاليَّة رأس السَّنة

قبل الماضية في 2019

وفجأة ضربها الصَّديق الحميم فركلته

فانهال عليها ضربًا حتَّى الإغماء.

وهذه بريتني والَّتي ضُربتْ

على إثر مشادةٍ مع رجلٍ

-أقصد ذكر لا رجل- في ملهىً ليليٍّ باستراليا.

وهذه البريطانية كاري الَّتي ضربها زوجها

بعد ثلاثة أيَّامٍ من إنجابها لمولودٍ جديدٍ

يعني وهي في قمة ضعفها.

وهذه كارلي من إنديانابولس في أمريكا

والَّتي هشَّمها الصَّديق الحميم

وأحدث كسورًا في جمجمتها

وعضَّات شرسة في جسمها،

وحاول أن يخلع لسانها بعد مشادةٍ بينهما.

وهذه أنجيلا من ولاية تينيسي بأمريكا

والَّتي قام الصَّديق الحميم بتعها بضربها

لأنَّها تجرَّأت أن تطلب الانفصال عنه

بعد علاقةٍ استمرَّت ستَّة أشهر.

هذه عيِّناتٌ من المآسي

الَّتي تحصل بالملايين سنويًا.

الأخت التي طلبتُ منها

أن تحصِّل بعض الصُّور وتكتب موجزًا عنها

قالت لي: أنا بالعافية قدرت أخرج هذه الحالات

ولا أستطيع أن أنظر إلى هذه البشاعات أكثر من ذلك

وبالمناسبة كلُّ هؤلاء النِّساء

والفتيات -تقريبًا- تجد لهن صورًا غراميَّة

مع (بالانجليزية) الأصدقاء الحميمين بتوعهم

قبل أن يتعرضن للضرب.

الأفلام والأغاني تريك النِّصف الأوَّل من القصَّة

ولا تريك تتمَّة القصَّة

عنفٌ أوَّل ما يتَّجه

يتَّجه للوجه للإهانة والتَّحقير،

عنفٌ يكسِّر العظام والأسنان ويفتح الجروح،

ويقتل إلى حدٍّ جعل المسيرات تخرج في أوروبا،

فما بالك بما يحصل في البيئات الفقيرة

حيث ضيق الفقر وضنَك العيش.

بعد حلقة تحرير المرأة علَّق أحد الإخوة بأنَّه

كان يسير في الشَّارع في ألمانيا فرأى رجلًا

ماشيًا شاف ست فضربها على وجهها وكمِّل طريقه،

فقال الأخ لصاحبه: كيف يفعل ذلك؟!

فردَّ عليه مش هيَّ أرادتْ المساواة مع الرَّجل

فلتدافع عن نفسها؛ لن يدافع عنها أحد،

فين على بال ما تشكي للشٌّرطة ويجوا

ويبحثوا عن الرَّجل يضيع حقُّها بين الأقدام.

في المقابل، المجتمع النَّبويُّ

ومجتمعات القرون الفاضلة بعده،

والَّتي قامت على (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ) [النساء:34]

وعلى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء:19]

وعلى (لا تُؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها) (حسن صحيح - الترغيب والترهيب)

وعلى (خيرُكم خيرُكم لأهلِه) (الطبري - صحيح)

على خطابٍ متوازنٍ للجميع.

ماذا كانت النَّتيجة فيها؟!

العنف الأسريُّ وضرب المرأة؟!

هل سمعتم أو قرأتم في كتب التَّاريخ

-الَّتي دوَّنت تلك المرحلة بتفاصيلها-

عن نساءٍ كُسِرتْ عظامهنَّ أو أسنانهنَّ؟!

أو أُحدِثتْ فيهنَّ العاهات؟!

كما يحصل عند العاهات

الَّذين يتطاولون على ديننا

ويدَّعون أنَّهم يريدون إنقاذ المرأة منه.

أمَا وقد عرفنا جمال ديننا

وكم نحن عنه غافلون،

وكم تعاني المرأة في الجاهليَّة الحديثة َّالغربيَّة

والجاهليَّة الجزئيَّة في المجتمعات المسلمة،

فقد حُقَّ لنا أن نتعلَّم ديننا،

وننشر الوعي بهذه القضايا في أمتنا

الإسلام وضرب المرأة (2) Islam and the beating of women (2)

يجيبوا الزُّوج، ويُضرب كما ضربها،

وتُطلَّق منه إنْ أرادَتْ.

طيِّب، ضربها ضربًا غيرَ مبرِّحٍ لكنَّه كان بغير حقٍّ؛

لم يكن هناك داعٍ أصلًا لضربها. ما العمل؟

قال الدُّسوقيُّ من المالكيَّة:

"إِذا ثبَتَ تعدِّيه عليها يزجرُه الحاكمُ، ثمَّ يضرِبُه

حيث لمْ تُرِد التَّطليقَ منه،

بل أرادَتْ زجرَه وإبقاءَها معه".

يعني تذهب الزَّوجة للحاكم،

تقول له: زوجي ضربني بغير حقٍّ.

حقَّقَ الحاكم فوجدَ كلامَها صحيحًا.

هذا الزَّوج الشَّابُّ مش متزن

ولا يُحْسِن ممارسةَ القِوامة بل تعدَّى؛

يقول لها: أنا زوجِك وحقِّي عليكِ،

ولا هُوَ فاهم حقِّه ولا حقِّها، ولا فاهم دينِه.

يسألُ الحاكمُ الزَّوجة: طيِّب يا بنتي، تريدين أنْ تُطلَّقي منه؟

لأ، أريدُ أنْ أبقَى معه لكن أريد أن يُعاقَبَ لأنَّه ظلمَني.

بيبهدله الحاكم يزجرُه في هذه الحالة

ثم يضربه، ويقول له: روحْ يا ولد،

اِفهمْ دينَك قبلما تضرب،

واعْلمْ أنَّ الَّذي يضربُ زوجتَه

ويستقوي عليها بهذا الشَّكل ناقصُ الرُّجولة.

طيِّب، إذا ضرب الزَّوجُ زوجتَه،

وادَّعى كلُّ واحدٍ منهما شيئًا، قال الدَّسوقي:

"وإن ضربها فادَّعتْ العداءَ وادَّعى الأدبَ، فإنها تصدَّق.

وحينئذٍ يعزِّرُه الحاكمُ على ذلك العداء".

يعني: ثبَت أنَّ الزَّوجَ ضربَها،

وهو يقولُ: ضربتُها تأديبًا على ذنبٍ،

وهي تقولُ: بل اعْتدَى.

تُصدَّقُ هي، وممكن يأكل حضرته اللي فيه النَّصيب.

والمسألةُ فيها خلافٌ،

مثلًا: قال عبد السلام سحنون المالكي:

"أنَّه في هذه الحالة يُسْأَلُ جيرانُ الزَّوجين

فإنْ ثبتَ أنَّه يتكرَّر أذاه أُدّبّ الزَّوجُ وحُبِس.

وأشار بدر الدِّين العينيُّ من الأحناف إلى أنَّه

"إنْ شكَتْ المرأةُ أنَّ زوجها يضرِبُها

فإنَّ من حقِّها أنْ يُسكِنها زوجُها بجوار قومٍ صالحين لِيشهدوا لها،

فيزجُرَ القاضي الزَّوجَ إن اعتدى على زوجته".

يعني: تُتَّخذ إجراءاتٌ خاصةٌ

كنقل السَّكن ضمانًا لحقِّ المرأة.

ومثله كلامٌ لمحمَّد بن جمالٍ الخرشيِّ المالكيِّ:

أنَّ الَّتي ضربها زوجُها ضربًا مؤلمًا

فلها أن تطلِّق نفسَها منه بطلقةٍ واحدةٍ،

لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:

«لا ضَرَرَ ولا ضِرَار» (الألباني : صحيح)

و يطلع لك بعد ذلك كلِّه

مجموعة ببغاوات يقولون لكِ:

الفقه على مرِّ التَّاريخ الإسلاميِّ

كان فقهًا ذكوريًّا منحازًا للرَّجل

ويجب تجديدُ الفقه الإسلاميِّ.

روحي بالله عليك اسألي أيَّ واحدةٍ من هؤلاء

إذا كانت تعرف أيَّ شيءٍ عن هذه الأقوال الَّتي ذكرناها للعلماء.

علشان تشوفي كم هي البغبغاويَّة بجهلٍ مؤذيةٌ.

لكن أليس الأصل في العلاقات الزوجيَّة أن تكون مستورةً؟

وألا يطلب الزوجان تدخُّل الدَّولة المسلمة؟

بلى، هذا هو الأصل، والأصل أنَّ الضَّرب نادرٌ،

وأنَّ الأزواجَ حكماءٌ؛ أسودٌ في الدِّفاع عن الدِّين رُحماءٌ بزوجاتهم،

والأصلُ كذلك أن:

﴿فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكًَما مِّنْ أَهْلِهَا﴾ [النساء:35]

ستَحُلُّ المشكلةُ إذا تفاقمَتْ

لأنَّ العوائل لا تخلو من عقلاء.

لكنَّ النِّظام الإسلاميَّ المتكامل يعالج الحالات كلَّها

ولا يسمحُ بظلم أحدٍ لأحدٍ،

ولا يترك الزَّوجةَ لرحمة الزَّوجِ إذا كان لا يتَّقي اللهَ فيها:

﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ

وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ﴾ [النحل:90]

والبغي: الظلم

﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام:115]

لكن -يا أخي- نحن لَسْنا في دولٍ إسلاميَّةٍ تُقيم شَرْع الله،

وإذا ضرب الرَّجل المرأة فإنَّ حقَّها قد يضيع!

صحيحٌ مئة بالمئة،

لكن لازم نكون فاهمين جيِّدًا جدًّا

أنَّه ليس الإسلامُ الَّذي ظلَمها في هذه الحالة

بل الجاهليَّة: جاهليَّةُ مجتمعاتِنا وبعضِ الأزواج

بشريعة الله وجمالِها وكمالِها،

وجاهليَّة تَنْحِيَةِ شريعة الله عن الحكم.

لازم تكوني فاهمة جيِّدا أنَّه ليس الإسلام الَّذي ضربكِ،

الضَّربُ الغاضب الموجعُ الانتقاميُّ مع السُّباب هذا من الجاهليَّة،

الَّتي جاء الإسلام لينقذكِ منها،

والتي عُدتِ تُعانين -أنت ونساء العالم- منها لمَّا غاب الإسلام.

لازم تفهمي -حضرتك- لمَّا تقرئي آية:

﴿وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ [النساء:34]

وتقولي لنفسك: يعني زوجي هذا يضربني أنا!

زوجي اللِّي عينُه تنظر للحرام،

وماخِد راحتُه مع زميلاته في العمل،

ويُظهِر للنَّاس الطِّيبة والْأدب،

بينما في البيت العنف وسرعة الغضب.

زوجي اللِّي لمَّا يِمْرض ولدٌ من أولادنا باللَّيل

بيقول لي: أنا تعبان، اطْلعي إنتي بالسَّيَّارة،

و مُش خايف عليَّ باللَّيل،

هذا يضربُني؟! -لأ يا ستي!

ليس هذا الزَّوج هو المعنيَّ؛

ليس هذا الزَّوج الَّذي لمْ يفهم:

﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة:228]

ليس هذا الزَّوج الَّذي يظنُّ

أنَّ الذُّكورةَ بحدِّ ذاتها ميزةٌ،

حتَّى لو لمْ يتحمَّل تكاليفَ القِوامة وأعباءَها.

لمَّا تقرأي الآية ضعيها في السِّياق الصَّحيحِ

والصُّورة الذِّهنيَّة المناسبة، الله يكرمكِ!

طيِّب، ماذا تفعلُ المرأةُ في أيَّامنا إذا ظُلِمتْ؟

هل تشكو للقضاء؟

هل تطلُب تدخُّلَ الدُّولِ القائمة في أيامِنا هذه؟

فأقول: ليس المسلمون في دولٍ ترعى حقَّ الله،

وتحفظُ كرامةَ الإنسان وتحترمُ كيانَ الأسرة،

فمن يطلبُ تدخُّلَهم

هو كالمستجير من الرَّمضاء بالنَّار.

ولذلك فخطابي هو لكِ أيَّتُها الزَّوجة

ولكَ أيُّها الزَّوج، ويا عوائلهم

لِنَحُلَّ مشاكلَنا بأنفسنا.

وكما ذكرتُ في حلقة (المرأة والCBT)

لستُ هنا لأُفصِّل فقهيًّا كلَّ حالةٍ بحالتها

لكن لنعلمَ عظمةَ ديننا فلا نطلب الشِّفاء إلَّا بهِ

ولنسعى لإقامته كاملًا في حياتنا،

فهو كفيلٌ بحلِّ المشاكل بعدلٍ وإحسانٍ وتوازنٍ.

راح يجي واحدٌ يقول: يا أخي، تنظيرٌ في تنظيرٍ!

هل هذا الكلامُ ينجحُ على أرض الواقعِ؟!

أيواه تعالَ نرى التَّطبيقَ على أرض الواقع

لمَّا كان الإسلامُ مُقامًا بالفعل.

رأينا من الكتاب، ومن السُّنَّة،

ومن أقوال الفقهاء،

والآن تعالَ نرى التَّاريخ...

هل عندما كان هناك نظامٌ إسلاميٌّ متكاملٌ،

هل كانت إساءة استخدام الضَّرب ظاهرةً منتشرةً؟

هل أنتجتْ لنا الآياتُ امرأةً مضروبةً معقَّدةً ضعيفة الشَّخصيَّة؟

مين هاي المرأة المعقدَّة؟!

معلِّمة الأُمَّة أمُّنا عائشة -رضي الله عنها-

أَمْ صفيَّة الشَّيبانيُّ أمُّ أحمد بن حنبل

أمْ خديجة خاتون أمُّ محمَّد الفاتح

أمْ أمَّهات الجنود الَّذين داسوا تيجان كسرى وقيصر

وأخرجوا الشُّعوب من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد.

الأمَّهات اللَّاتي يَصدُق فيهنَّ حقًا وراء كلِّ رجلٍ عظيمٍ امْرأة

واللَّواتي كان لهنَّ إنجازاتٌ أخرى منوَّعةٌ

نتكلَّم عنها لاحقًا بإذن الله.

دوَّنتْ كتبُ التَّاريخ تلك المراحلَ بتفاصيلِها،

هل سمعتَ فيها عن ظاهرة ضرب النِّساء؟

طيِّب، إذا كان هذا هو وضع الضَّرب في القرآن والسُّنَّة والفقه والتَّاريخ

فمن أين تقفز إلى أذهاننا صورة (أبو زعبل وفتحيَّة)؟

تقفز إلينا من غسيل العقول عبر السَّنوات

بالأفلام التي تأتي بعمي الحاج الَّذي يضرب زوجته

ويقول لها حجيبك لبيت الطَّاعة قال الله... قال رسول الله...

ثم إذا بأبناء الحاج يجدونه في ملهى مع راقصة!ٍ

تقفز إلينا من ممارساتٍ مشوَّهةٍ من المسلمين أنفسِهم؛

وقد صدق من قال:

لا يبلغ الأعداء من جاهلٍ ما يبلغ الجاهلُ من نفسه.

تقفز إلينا من مقاطع يعمل عليها أعداء البشريَّة ليلَ نهارٍ ليشوِّهوا الإسلام،

هل تعلمون من أين أخذتُ صورة (أبو زعبل وهو يضرب فتحيَّة)؟

من فيديو منتشرٍ على اليوتيوب"Youtube"

ترعاه مؤسساتٌ أوروبيَّةٌ،

والمقطع يشجِّع الفتاةَ المسلمة الَّتي تميل جنسيًّا للفتيات مثلها،

يشجِّعها على التَّمرُّد على عائلتها المسلمة

واللِّقاء بالمسؤولين الَّذين سيحمونها من أبيها الشِّرير،

ويمكِّنونها من العيش بأمانٍ

مع عشيقتها الشَّاذة (بالإنجليزية) مثليَّة مثلها.

مجتمعاتٌ فيها نساءٌ مشوَّهاتٌ نفسيًّا؛

أصابتْهنَّ العقد من إهانة الرَّجل للمرأة

وتسلُّطه عليها، واغتصابه لها

وتحرُّشه بها في مجتمعاتهم،

فأصابتهنَّ عقد النَّسويَّة

ولجأْنَ للشُّذوذ لمقاطعة الجنس الذِّكوريِّ،

وَيُرِدْنَ أن يَنقُلْنَ عُقَدَهُنَّ إليكِ أنتِ -أيَّتُها المسلمة- وينفِّروكِ عن دينكِ.

بعض النِّساء مش عاجبها هذا الكلام كلُّه؛

تقول: حتَّى لو ناشز وحتَّى لو متمرِّدة،

وحتَّى لو من زَوْجٍ عاقلٍ حكيمٍ -كما تقولون-

وحتَّى لو بآدابٍ ورفقٍ وإحسانٍ،

وحتَّى لو برعاية دولةٍ مسلمةٍ تعاقب الزَّوج الظَّالم،

وحتَّى لو المرأة في التَّاريخ الإسلاميِّ

كانت عزيزةً ومصدر عزَّةٍ؛ أنا معترضةٌ!

معترضةٌ على ماذا؟!

ليس للزَّوج أيُّ حقٍّ في ضرب زوجته،

وهذا ظلمٌ للمرأة.

نقول لها: آيوة! الآية تجرحكِ

لأنَّك تضعين نفسكِ في خانة اللَّاتي يُخاف نشوزُهنَّ؛

يعني كأنَّكِ تقولين: لأَّه! أريدُ أنْ أتمرَّد

وأَخرَّب بيتي و ما حدش يقرَّب عليَّ!

كالَّذي يقول أريد أنْ أسرق وأشرب الخمر

و معترضٌ على الشَّريعة الَّتي تعاقبني على هذا؛

واللِّي على راسه بطحة بيحسِّس عليها.

مش شايفة -حضرتك- أنَّكِ إذن

لازلتِ متأثِّرةً بالصُّور النَّمطيَّة والعقد النَّفسيَّة

أو أنَّ عندكِ نوعًا من التَّألُّه؛

فكرة المرأة المتألِّهة -الَّتي تكلَّمنا عنها في الحلقة الماضية-

لأَّه، المرأة لا تُضرَب ولا تُعاقَب

ولا تُمَسُّ مهما أساءَتْ؛

وكأنَّها إلهةٌ لا تُسأَل عمَّا تفعل!

نفس المرأة المتألِّهة هي الَّتي كانت منسجمةً

وعيناها مرغرغةٌ من مشهد (بيتر وجولي)،

ويمكن كانت تتمنَّى -كمان- لو كانت محلَّ جولي

علشان بيتر الوسيم يهزَّها،

ويقول لها:

(بالانجليزيَّة) هذايكفي، جولي!

توقفي، من فضلكِ!

بل ويمكن كمان معاندهاش مانع

لو بيتر رأعها كفّ مِن باب

ضرب الحبيب الزَّبيب،

و على قلبي زيِّ العسل.

نفس الشَّباب والشَّابات الِّلي زعلوا

لما قطعتُ عليهم لحظاتِ الرُّّومانسيَّة في مشهد بيتر وجولي

ماكانش يهمُّهم كثيرًا

لو كانت علاقة بيتر و جولي بالحرام ولَّا بالحلال بل على العكس؛

لأنَّ فكرة الزَّواج شوِّهتْ لدى كثيرٍ من شبابنا وفتياتنا،

فيمكن حيتعاطفوا أكثر مع مشهد عشيقين من مشهد زوجين.

خدوا بالكم يا شباب! وخدوا بالكم يا بنات!

العلاقات المحرَّمة قبيحةٌ، بشعةٌ، وحشةْ،

اللِّي بيجمِّلها أشياءٌ خارجةٌ عنها؛

تزيين الشَّيطان: وسامة الممثِّل والممثِّلة والميك أب والموسيقى.

أمَّا الحرام نفسُه فوحشٌ بشعٌ جدًا.

بإمكانكم -ولو كنتم أقلَّ وسامةً-

أنْ تجعلوا حياتكم جميلةً رقيقةً،

يحفُّها الإحسان والرُّومانسيَّة الحلال

إذا اتَّبعتم هدي نبيِّكم صلَّى الله عليه وسلم.

بيتر الحقيقيُّ وجولي الحقيقيَّة -يا شباب-

ما بينتهيش بِهمُ الأمر إلى هزَّه

وارتماء في الأحضان كما في الأفلام،

وإنَّما النِّهايات الحقيقيَّة هي ما أخبرناكِ عنه في حلقة تحرير المرأة الغربيَّة

بالإحصائيَّات الرَّسميَّة الغربيَّة.

جولي لمَّا بتصير أبشع

ولَّا لمَّا بتحمل من بيتر بالحرام

لأنَّها تعمَّدت ماتخدش حبوب منع الحمل

وحابَّه يكون عندها طفل،

بينما هو لا يريد إلَّا المتعة الجنسيَّة

ولا يريد أيَّة مسؤوليَّة،

ولَّا لما يكتشف بيتر أنَّها بتخونه مع شابّ آخر،

ولَّا لمَّا يكون بيتر الحقيقيُّ سكران،

أو محشِّش أو محبّ بالمخدرات،

فإنَّه لن يهزَّها برفقٍ وعقلانيَّةٍ،

بل حيدِّيها بالبوكس والشَّلُّوت،

البوكس الرُّومانسي الَّذي تخفيه عنكِ هوليود.

إذا كنَّا أتينا لكِ بالإحصائيَّات الرَّسميَّة

أنَّ واحدةً من كلِّ أربعة نساءٍ

تتعرَّض لعنفٍ شديدٍ من الشَّريك الحميم

فما بالكِ بنسبة النِّساء اللِّي

بتنضرب الواحدة فيهم كفّ ورا كفّ

وبتنشتم وبتتمرمط لكن

ما بتوصلش المسألة للعنف الشَّديد

علشان يحطَّها في إحصائيات

الواحدة من كلِّ أربع نساء،

كم ستكون نسبة هؤلاء النِّساء المتبهدلات؟

فأكثر النِّساء بيتعرَّضوا لنوع من أنواع المرمطة وقلَّة القيمة في الغرب،

تعالي الآن نريكِ بعض النَّماذج

ممَّا يحصل خارج أسوار هوليود،

تعالي نريكِ الجزء الثَّاني غير المنشور من القصص الغراميَّة،

تعالي نريكِ نماذج ممَّا يحصل مع ملايين

النِّساء حسب الإحصائيَّات الرَّسميَّة:

هذه أبي "Abbie"

الَّتي حطَّم (بالإنجليزية)الصديق الحميم بتعها

شاشة التِّلفاز على مؤخِّرة رأسها

وضربها مرارًا على وجهها.

وهذه جيد"Jade"

الَّتي قام (بالإنجليزية)الصَّديق الحميم بتعها بلكمها

ثمَّ جرَّها في الشَّارع وواصل ضربها

وهو تحت تأثير الخمر والكوكايين،

وهذه ميليسا من جامعة ساوث فلوريدا بأمريكا

والَّتي كانت مع (بالإنجليزية)الصَّديق الحميم بتعها

في يوم من الأيام فشرب الكثير من الخمر

والوسكي ثم بدأ يضربها وألقاها على الأرض

وركلها برجله ثم أصبح يجرُّها

من شعرها حول الغرفة

ويضربها بزجاجةٍ في وجهها

حتى فتح فيها جرحًا.

وهذه ميجان في أوهايو بأمريكا

والتي كانت تشرب الخمرة

مع (بالإنجليزية)الصَّديق الحميم بتعها

في احتفاليَّة رأس السَّنة

قبل الماضية في 2019

وفجأة ضربها الصَّديق الحميم فركلته

فانهال عليها ضربًا حتَّى الإغماء.

وهذه بريتني والَّتي ضُربتْ

على إثر مشادةٍ مع رجلٍ

-أقصد ذكر لا رجل- في ملهىً ليليٍّ باستراليا.

وهذه البريطانية كاري الَّتي ضربها زوجها

بعد ثلاثة أيَّامٍ من إنجابها لمولودٍ جديدٍ

يعني وهي في قمة ضعفها.

وهذه كارلي من إنديانابولس في أمريكا

والَّتي هشَّمها الصَّديق الحميم

وأحدث كسورًا في جمجمتها

وعضَّات شرسة في جسمها،

وحاول أن يخلع لسانها بعد مشادةٍ بينهما.

وهذه أنجيلا من ولاية تينيسي بأمريكا

والَّتي قام الصَّديق الحميم بتعها بضربها

لأنَّها تجرَّأت أن تطلب الانفصال عنه

بعد علاقةٍ استمرَّت ستَّة أشهر.

هذه عيِّناتٌ من المآسي

الَّتي تحصل بالملايين سنويًا.

الأخت التي طلبتُ منها

أن تحصِّل بعض الصُّور وتكتب موجزًا عنها

قالت لي: أنا بالعافية قدرت أخرج هذه الحالات

ولا أستطيع أن أنظر إلى هذه البشاعات أكثر من ذلك

وبالمناسبة كلُّ هؤلاء النِّساء

والفتيات -تقريبًا- تجد لهن صورًا غراميَّة

مع (بالانجليزية) الأصدقاء الحميمين بتوعهم

قبل أن يتعرضن للضرب.

الأفلام والأغاني تريك النِّصف الأوَّل من القصَّة

ولا تريك تتمَّة القصَّة

عنفٌ أوَّل ما يتَّجه

يتَّجه للوجه للإهانة والتَّحقير،

عنفٌ يكسِّر العظام والأسنان ويفتح الجروح،

ويقتل إلى حدٍّ جعل المسيرات تخرج في أوروبا،

فما بالك بما يحصل في البيئات الفقيرة

حيث ضيق الفقر وضنَك العيش.

بعد حلقة تحرير المرأة علَّق أحد الإخوة بأنَّه

كان يسير في الشَّارع في ألمانيا فرأى رجلًا

ماشيًا شاف ست فضربها على وجهها وكمِّل طريقه،

فقال الأخ لصاحبه: كيف يفعل ذلك؟!

فردَّ عليه مش هيَّ أرادتْ المساواة مع الرَّجل

فلتدافع عن نفسها؛ لن يدافع عنها أحد،

فين على بال ما تشكي للشٌّرطة ويجوا

ويبحثوا عن الرَّجل يضيع حقُّها بين الأقدام.

في المقابل، المجتمع النَّبويُّ

ومجتمعات القرون الفاضلة بعده،

والَّتي قامت على (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ) [النساء:34]

وعلى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء:19]

وعلى (لا تُؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها) (حسن صحيح - الترغيب والترهيب)

وعلى (خيرُكم خيرُكم لأهلِه) (الطبري - صحيح)

على خطابٍ متوازنٍ للجميع.

ماذا كانت النَّتيجة فيها؟!

العنف الأسريُّ وضرب المرأة؟!

هل سمعتم أو قرأتم في كتب التَّاريخ

-الَّتي دوَّنت تلك المرحلة بتفاصيلها-

عن نساءٍ كُسِرتْ عظامهنَّ أو أسنانهنَّ؟!

أو أُحدِثتْ فيهنَّ العاهات؟!

كما يحصل عند العاهات

الَّذين يتطاولون على ديننا

ويدَّعون أنَّهم يريدون إنقاذ المرأة منه.

أمَا وقد عرفنا جمال ديننا

وكم نحن عنه غافلون،

وكم تعاني المرأة في الجاهليَّة الحديثة َّالغربيَّة

والجاهليَّة الجزئيَّة في المجتمعات المسلمة،

فقد حُقَّ لنا أن نتعلَّم ديننا،

وننشر الوعي بهذه القضايا في أمتنا