الذاكرة السياسية: علي الخضيري - الجزء الثاني
أهلا بكم مشاهدينا الكرام، أنا طاهر بركة أحييكم وأقدم إليكم هذه الحلقة من الذاكرة السياسية أيضاً نتابع فيها مع علي
الخضيري مستشار السفراء الأميركيين في العراق من ألفين وثلاثة حتى ألفين وتسعة، ومستشار قادة القيادة المركزية الأمريكية في
العراق منذ ذلك التاريخ وحتى استقالته في نهاية عام ألفين وعشرة، أهلاً بك معنا أستاذ علي مجدداً في الذاكرة السياسية.
شكراً.
نصحت السفير الأميركي خليل زاد بالتركيز على حلّ الميليشيات،
التخلص من الفساد وإنهاء العمليات ضد الجيش الأميركي، يعني
تحدثنا في سياق وسنتحدث عن إنهاء العمليات وعن حل الميليشيات
وما إلى هنالك ولكن موضوع الفساد
إلى أي مدى كان مستشرياً فعلاً بين المسؤولين العراقيين منذ الغزو وحتى خروجك؟
للأسف السرطان .. سرطان الفساد في العراق
إلى هذه الدرجة؟
سرطان.
سرطان.
وكبر من سرطان صغير في البداية في الألفين وثلاثة والآن هو الآن تقريباً
انتشر إلى ... بلا شك إلى بدون استثناء
جميع المكوّنات وتقريباً جميع الأحزاب
الكل يتحمل المسؤولية عن ذلك.
مئة بالمئة.
نحكي يعني أن ما نسمعه من الأرقام ليس مبالغاً فيه يعني؟
مئات المليارات الدولارات.
مئات المليارات؟-نعم.
نعم.
من الألفين وثلاثة
وما وفق حتى الآن.
نعم يعني الآن إذا
تشاهد ميزانية الحكومة العراقية تقريباً مئة مليار دولار في
السنة الكثير منها رواتب، كثير من الميزانية، ولكن عشرات
المليارات في السنة
مخصصة لمشاريع وفي كثير من المشاريع تساوي مليارات الدولارات، فساد مائة بالمائة
فلا تزال مشاريع يعني؟
لا تزال مشاريع بدون أي تنفيذ للأسف.
صحيح أن هناك أناس من المسؤولين يعترفوا بشكل عادي وعلناً هكذا يكونوا يتكلمون أنا سرقت كذا مثلاً مئة ملايين الدولارات؟
في مرة ... في رئيس كتلة في البرلمان قال لي
أنا حرامي والجميع يعرفون بأنني حرامي، وأنا سرقت مئات ملايين الدولارات وأنا أعترف وأفتخر بهذا الشيء.
معقول؟
للأسف معقول.
يعني، لكن الآن لهذا السبب حقيقة مثل
هذا النموذج يؤدي إلى النتيجة الآن التي وصلنا إليها، لهذا السبب العراق
هو دولة فاشلة بسبب عدم قيادة حكيمة.
بمارس ألفين وثمانية اتخذ المالكي القرار بمهاجمة جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر المدعوم من إيران. إيران كانت
تقف مع الصدر لأنه يقاتل الأميركان، ولم تقف مع المالكي في ذلك ولكن إلى أي حد؟ ما الكواليس؟ هل أرادت أن تطيح بالمالكي؟
في فبراير ألفين وثمانية، المالكي كان عنده بعض المشاكل الصحية فأنا ذهبت معه في طائرة عسكرية أميركية إلى لندن وتعالج وعاد
خلال أسابيع وهاجم جيش المهدي في البصرة.
هاجمهم بدون أن ينسق مع الولايات المتحدة، وهاجمهم بدون
معلومات استخباراتية دقيقة وبدون جهود لوجستي إلى آخره، وواجه
حقيقة عدو شرس،
جيش المهدي وعناصرهم هاجموا مقر المالكي في قصر صدام في البصرة.
صواريخ ..
سأعود إلى هذه النقطة ولكن ماذا كان هدف المالكي تحديداً يعني كيف؟
هو رأى بأن مقتدى الصدر وجيش المهدي هما كانا خطر
أساسي للدولة العراقية ولحكومته مثلما كان يصوّر الشيء نفسه على البعثيين والقاعدة
فهاجمهم.
يعني كخطر ميليشيات على الوطن أم يعني كخطر على سلطته؟ أو يعني ...
على الوطن والسلطة.
الاثنين كانا من الأولويات عنده؟
نعم نعم.
فهاججهم ...
لم يكن ينظر للموضوع من منظور طائفي؟ يعني كان غير طائفي في هذا الموضوع؟
يعني كما هاجم القاعدة هاجم الشيعة؟
هاجم جيش ... يعني لو هو طائفي، لو هو طائفي مئة بالمئة ما كان ليهاجم جيش المهدي بالبداية وهذه الميليشيا المدعومة من قبل
إيران،
حسناً.
كان فقط هاجم مثلاً البعثيين أو القاعدة.
فهاجمهم وهم ردوا بشكل-عنيف
عنيف
عنيف، وحقيقة قصفوا القصر وقتلوا ...
القصر الذي
شاطئ العرب الذي كان هو فيه؟-نعم.
نعم.
الذي هو أحد قصور صدام حسين
نعم هذا كان مقر المالكي. فهو ذهب معهم ...
كان هناك خشية حقيقية أن يقتله الصدر؟
كانوا ينوون أن يقتلوه وقصفوا القصر بصواريخ وهاونات،
وقتلوا حقيقة المدير الأمني مدير الحماية للمالكي-نعم.
نعم.
أبو ليث أظن كان اسمه،
ونحن حقيقة كنا خائفين بأن يعني يهاجمون القصر ويقتلون المالكي ووزير الداخلية ووزير الدفاع والقادة الآخرين و ...
هل كان لديكم معلومات انهم يذهبون بهذا الاتجاه الصدريين؟
كانت بعض الأدلة نعم.
فالجنرال بتريس أرسل بعض القوات الخاصة الأمريكية ليدعمون الجيش العراقي والقوات المالكي.
وهذا جعل الأمريكيين يعني يدعمون أكثر وأكثر المالكي؟
بلا شك، بلا شك
واعتبروا أنه قوي
وأيضاً بصراحة بعض القادة في الدول العربية الذين كانوا يشكون في حزب الدعوة ويشكون في المالكي أيضاً يعني ..
صار لديهم ثقة فيه أكبر؟
أكيد يعني لأنه هو كان إنجاز عظيم بصراحة.
استتبع المالكي ذلك بعد أسابيع من نجاحه في التغلب على حالة الصدر في البصرة تتبعه بتطهير مدينة الصدر أيضاً من جيش المهدي
ولكن بهذه المرة في بغداد العاصمة،
ماذا شهدت حينها؟ كيف كان يحضّر المالكي لذلك؟
فكانت عندنا اجتماعات مشتركة بين مجلس الأمن القومي العراقي والسفير الأميركي [غير واضح]، في أثناء أحد الاجتماعات
بعض القادة العسكريين العراقيين كانوا يطلبون من المالكي ستة أشهر حتى يجهّزوا لعملية التطهير في مدينة الصدر، وأنا أذكر أنه
قال لهم أنه لن يكون عراق بعد ستة أشهر، نحن سنهاجم خلال أسبوع أسبوعين جهزوا أنفسكم وهيا.
نحن سنمشي.
دائماً كان حاسماً هكذا-حاسم.
حاسم.
سريع في اتخاذ قرارته؟-نعم نعم.
نعم نعم.
هذا كان ..
وهذا يعني بشكل عام
واحد من الأشياء الإيجابية يعني [غير واضح]
زيارة بوش إلى العراق الأخيرة يعني بواقعة رميه بالأحذية الشهيرة في المؤتمر الصحافي مع المالكي، حدثنا قليلا، أنت كنت
بالداخل، خبايا المشاعر والأحاديث الأمريكية والعراقية بعد الواقعة؟
طبعاً المالكي خجل لأنه عندك رئيس الولايات المتحدة الذي دعمك كل هذه الفترة وأنت يعني ... هو ضيف في العراق وفي داخل بيتك
في داخل مقرّك مواطن عراقي يرمي الأحذية، فحقيقة هو كان منزعج للغاية
وحققا، ولكن الرئيس بوش بعدما غادرنا المؤتمر الصحفي حاول يهدئ رئيس الوزراء وقال له يعني no big deal لا يوجد مشكلة قضية
بسيطة بصراحة لأن الرئيس بوش لم يكن يفهم
القضية مثل ما العرب يفهمون أهمية قضية أحذية إلى الآخرين
المالكي ماذا قال؟
المالكي كان يعني منزعج وتأسف و...
كان يعني منزعج للغاية
هل قال شيء عن زيدي او يعني عن... اعطى اوامر
كان يتصور بان هو بعثي
هو طبعا اللقوا القبض عليه واظن بقي في السجون العراقية اظن..
قبل التحقيق مباشرة قال هذا بعثي؟-نعم
نعم
لا بد ان يكون بعثي
مؤامرة بعثية
بدايات ألفين وتسعة وعهد اوباما والتعهد بالانسحاب
وإنهاء الحروب والتدخلات الخارجية بدأت الأمور تتغير وبدأ المالكي يحاول الاستفادة من هذه الفرصة لصالحه
كما تقول في مقالتك التي اشرنا إليها، ما هي الأفعال والقرارات التي جعلتك تعتقد بذلك؟
السيد المالكي شكل مثلا القيادات العمليات مثل كانت في قيادة بغداد
وكانت البصرة، وبعض الفرات الأوسط اظن إلى آخره
فبدل من ان يتعامل مع القادة العسكر أثناء السلسلة العسكرية
بالترتبية
نعم، كان يتعامل مع مثلا يعني قائد فرقة بدل من ان يتعامل مع
وزير دفاع او...
لماذا؟ لأنه يكون اكثر موالاة له او..؟
نعم، فشكل المكتب العام للقوات المسلحة، وجعل القادة العسكر بأن يتكلمون معه شخصيا بدلا
عن طريق وزارة الدفاع، بدل كثير من القادة
لأسباب سياسية فالمهنيين غادروا او طردوا وتقاعدوا وبعض الشخصيات الموالية إلى حزب الدعوة أو رئيس الوزراء شخصيا، اصبحوا في
القيادة، أيضا
شكل بعض المنظومات الاستخباراتية وبعض السجون السرية وأيضا كانت جزء من مكتبه الشخصي، فكثير من هذه الأمور مع بعض الضغوطات
من مكتب المالكي على القضاة العراقية، كان لها تأثير على مثلا الانتخابات الفين وعشره،
قبل الانتخابات عندما اصروا على اشتثاث بعض المرشحين
بعض الخصوم؟
بالضبط ، المنافسين للمالكي
وأيضا بعد الانتخابات أيضا القضاة تدخلت طبعا
وقالت بأن العراقية [غير واضح] العراقية لم تفز بأن التحالف
الوطني -سوف نتحدث عن هذا الشيء بعد الفاصل، ولكن اريد ان
اسألك لهذا الحد كان حجم التأثير والنفوذ الأمريكي في تلك
الفترة اصبح ضعيف؟
نعم، تبخر بالكامل تقريبا
نتابع بعد الفاصل استاذ علي الخضيري شكرا لوجودك معنا مجددا،
مشاهدينا الكرام نتابع ما لدينا في هذه الحلقة من الذاكرة
السياسية بعد الفاصل، معالي الخضيري مستشار السفراء الأميركيين
في العراق، والقيادة المركزية الأمريكية من الفين وثلاثة حتى
ألفين وعشرة.
[موسيقى]
[موسيقى]
اهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام نتابع واياكم في هذه الحلقة من الذاكرة السياسية
اهلا بك معنا مجددا استاذ علي الخضيري بعد انتخابات الفين وعشرة ورغم خسارة المالكي امام منافسه اياد علاوي، فاز المالكي في
ولاية جديدة، صحيح اتهمكم بشكل مباشر بتزوير الانتخابات؟
نعم انا حضرت اجتماع
مع السيد المالكي مع وفد من مجلس العلاقات الخارجية الامريكية، واجتماع غير رسمي يعني ليس حكومي، بين السيد المالكي والوفد،
من رجال أعمال يعني امريكيين، وهذا كان في الشهر الرابع او الخامس اظن الفين
وعشرة والسيد المالكي يتهم الولايات المتحدة مع بريطانيا والسعودية والأمم المتحدة بتزوير الانتخابات
لصالح علاوي
لصالح علاوي وأيضا يعني قال بان أكد بان هي مؤامرة وحقيقة يعني هؤلاء رجال الاعمال كبار الأمريكيين انزعجوا
من هذا الكلام
طبعا لأنه هو يعني آلاف الجنود الأمريكيين استشهدوا وانجرحوا
اثناء الحرب ومئات مليارات الدولارات صرفت في دعم العملية
السياسية والديمقراطية فاتهام
اتهام هكذا كان اتهام صعب جدا لهم.
لم تشكل حكومة لتسعة اشهر بعد الانتخابات ولكن خلال تلك الفترة تدخلت ايران وفق معلوماتك بقوة بصياغة شكل الحكم والحكومة في
العراق ما بعد انتخابات الفين وعشرة، ما الذي حصل كيف تشكلت الحكومة ما بعد الفين وعشرة؟
الحكومة و مجلس الوزراء العراقي في الفين وعشرة، تشكل في ايران تحت اشراف قاسم سليماني وفيلق القدس
قائد فيلق القدس التابع
للحرس الثوري لإيران؟
نعم، لأن هو الايرانيين وجهوا دعوه لكثير من القادة العراقيين،
على اساس للعيد بعد رمضان-نعم
نعم
في بداية الشهر التاسع، جمعوهم في طهران وفي قم
وقالوا
للسيد المالكي يجب ان تتعاون مع التيار الصدري ومقتدى الصدر
هم جمعوا المالكي والصدر مع بعضهم بعد الاقتتال الذي صار بينهم؟
نعم، فبعد سنتين جمعوهم وقالوا لهم يجب ان الكتلة البيت الشيعي يجب ان يتوحد
من اجل ان يفوز المالكي بولاية جديدة؟-نعم
نعم
والمقتدى تتذكر كان رافض هذا الشيء ولم يكن يريد المالكي يرجع لولاية ثانية
ولكن ضغط ايراني
ولكن الايرانيين
فرضوا على الجهتين ان يعملون مع بعض، ووعدوهم ببعض الدعم السياسي والمال وامور أخرى، وأيضا هددوهم بان ان لم تعملوا مثل ما
نريد ومتى تتابعون او تنفذون أوامرنا
كل شيء ممكن
هذه المعلومات يعني
هذه معلومات من بعض القادة الذين حضروا الاجتماع
كان في الاجتماع قادة من الشيعة وكذلك الرئيس
طالباني وأيضا قالوا له يمكن ان تبقى في منصبك؟-نعم
نعم
نعم فالقاسم سليماني اراد السيد المالكي يبقى رئيس وزراء، واراد السيد طالباني ان يبقى رئيس جمهوريه، نعم.
مع بعض الشخصيات الأخرى تكون في مثلا رؤساء لجان كبرى في البرلمان العراقي او مناصب وزارية،
كان في يعني شروط ايرانية إذا صح التعبير بين قوسين، أو يعني وفق المعلومات التي وصلت؟
من اهم الشروط
الايرانية على القادة العراقيين بان نحن سوف ندعمكم ولكن اهم شيء الولايات المتحدة تسحب قواتها من العراق في نهاية الفين
واحدى عشر والاتفاقية الأمنية بين العراق و الولايات المتحدة لا تتجدد، هذا كان اهم شيء، وطبعا
وطبعا يعني الكثيرين قالوا بأنها كانت مفاوضات حقيقية بين الولايات المتحدة والعراق
في الألفين وإحدى عشر، ولكن هذه لم تكن حقيقية، كانت لعبة سياسية
لعبة مِمَن؟
من القادة العراقيين المدعومين من إيران، وبصراحة لا أظن
الرئيس أوباما لم يكن منزعجا لهذه الدرجة لأنه مثلما قلت لك كان يحب أن يتخلص من العراق، أظن أن البيت الأبيض لم يفهم اهمية
هذا اللقاء في طهران وفي قم، ولم يعترضوا
على الحكومة العراقية التي تشكلت في إيران،
حاولوا مثلا أن يطلبوا من الرئيس طالباني أن يتنازل عن رئاسة الجمهورية، والدكتور إياد علاوي يأتي مكانه،
ولكن -يعني علاوي مكان طالباني؟-رفض
رفض
المسؤولون كانوا قد تحدثوا أكثر من مرة مع طالباني
الرئيس أوباما كلمه
مرات، جو بايدن نائب الرئيس كلمه مرتين، السفير والجنرال لويد أُوستن قائد القيادة المركزية الآن، كان قائد القوات الملكية
في العراق التقوا مع طالباني ورفض بشكل تام.
وللأسف -لماذا كانوا يريدونه ان يتنحى؟-عفوا
عفوا
لماذا كانوا يريدونه أن يتنحى؟-لأنه
لأنه
بعض الإخوان في واشنطن كانوا يتصورون بأن طالباني وحزبه
فشلوا في الإنتخابات وبأن دوره انتهى في
في العملية السياسية في العراق
لأنه لابد من إرضاء علاوي
بالضبط، ارضاء علاوي لأن..
إذا لم يكن المالكي،
لأن القائمة العراقية فازت، فلم يحصلوا على رئاسة الوزراء، فدعهم يحصلون على رئاسة الجمهورية.
لم يكن هناك مشكلة
بأن السيد علاوي شيعي بالنسبة لمنصب رئيس الجمهورية؟
كان هناك بعض
المسؤوليين الكبار الأمريكيين يقولون أن إياد علاوي هو السني بدلا من الحقيقة طبعا أنه هو شيعي ألماني من عائلة
هل كان هناك مسؤولون كبارا يعتقدون بأنه هو سني؟
نعم، وكانوا يقولون هذا الأمر دائما.
طيب، إذن هذا على ماذا يدل؟
يدل على أنهم لم يفهموا البلد، وتاريخه، وثقافته، والحقيقة على الأرض
هل تعتبر أنهم خسروا في العراق؟
بلا شك، الولايات المتحدة الآن أمام.
بغض النظر عن الآن كذاكرة عشر سنوات أو إحدى عشر سنة.
يعني الحرب في العراق فشلت بشكل كامل، هذه خسارة تاريخية واستراتيجية للولايات المتحدة.
ماذا كان يقول طالباني عندما تطلبون منه التنحي؟-لا
لا
لماذا؟
بصراحة قال أنتم لا تفهمون الوضع في العراق، وأنا كنت الشخص
الوحيد في السفارة وفي الإدارة في ذاك الوقت الذي اعترض على
سياسة
البيت الأبيض، وقلت لهم بأنني أعرف السيد طالباني منذ الألفين وثلاثة، من أيام من مجلس الحكم، ومن المستحيل أن يتنازل هو عن
رئاسة الجمهورية، ومن المستحيل السيد مسعود البرزاني أن يدَع شريكه في كردستان أن يتنازل عن رئاسة الجمهورية
عفوا، لماذا؟ ما المشكلة؟
لأنه يعني طبعا الاخوة الأكراد يتصورون بأن هذا إنجاز تاريخي بعد
أيضا بعد القمع المدني؟
ربما بعد القمع، أو يعني الأنفال، حلبجة... إلى آخره، فكانوا متمسكين برئاسة الجمهورية
فهذا كان غير معقل، وبعض المسؤولون الأمريكيون كانوا يقولون دعوا الطالباني يستثير الأمم المتحدة مثلا، هذا كان أمرا غير
معقول طبعا، ولكن كانوا للنقد لا يسمعون-نسقت
نسقت
لقاء بين جيفري وأنتوني بلينكن كبير مستشاري بايدن للأمن
القومي من جهة، وبين احد كبار رجال الدين الشيعة في العراق في
ذلك الوقت،
ما الذي دار في اللقاء؟ ما كان رأي رجل الدين؟
هذا رجل الدين الذي هو من اهم رجال الدين الشيعة في العراق قال لنا بشكل صريح
جدا بأن
الدكتور إياد علاوي والدكتور عادل عبدالمهدي هما الخياران الوحيدان اللذان من الممكن أن يقودا ويجمعا العراق-نعم
نعم
وقال الدكتور إياد علاوي أنه مهتم بالجانب الأمني، وأنه سيقضي على القاعدة،
وعلى الميليشيات، والدكتور عادل عبدالمهدي هو طبعا رجل اقتصادي كان وزيرا للمالية،-صحيح،
صحيح،
وهو يبني البلد، قال صراحة بان السيد المالكي هو ليس رئيس وزراء العراق ولكن بل هو رئيس وزراء حزب الدعوة،
وقال تحت قيادة السيد المالكي بأن العراق سينهار.
ولكن
للاسف الادارة..
ايضا يعني لم يكن نفوذ لدى رجال الدين الكبار الشيعة؟
مثلما تعرف يعني بشكل عام المرجعية لا تتدخل بشكل قوي ومباشر
في العملية السياسية، فكانوا يطلبون من الولايات المتحدة بأن تستخدم نفوذها حتى لا ينهار العراق،
اوفدك السفير الى الأردن للقاء قيادات سنية رفيعة من أجل إقناعها بالمشاركة في الحكومة، ماذا اشترطوا؟ وكيف حصل ذلك؟
افادتي كانت
من الادارة ومن السفير بأنه يجب ان تشاركون وأن تكونوا جزءا من حكومة المالكي، وهم يعني
اقتنعوا في النهاية ولكن كانوا منزعجين
للغاية بعد وعود الولايات المتحدة بعد أن قضوا
السنة العرب على القاعدة ودخلوا في العملية السياسية الى آخره
ولكن حذروا في نفس الوقت بأننا لسنا مستعدين أن نعيش
كدرجة ثانية..
مواطنين درجة ثانية.
درجة ثانية في العراق، لسنا مستعدين أن نكون يعني نعيش في دولة شيعية اسلامية التي هي ولاية ايرانية،
كانوا يقولون هكذا، وقالوا بكل صراحة بأنه اذا لم يكن هناك شراكة حقيقية في بغداد سيثورون مرة ثانية،
سنحمل السلاح من جديد.
نحمل السلاح ونهاجم بغداد.
لكن وافق بعضهم على المشاركة.
وافقوا بالنهاية..
هل كان هناك ضمانات حقيقية او غلبوا مصالح شخصية؟
كانت ضمانات الولايات المتحدة وأيضا للأسف أظن بعض القادة
منهم يعني يريدون بعض الكراسي، وكانوا مهتمين بالمصالح الشخصية والمالية الى اخره وشاركوا في الحكومة، وخلال يعني كم سنة
اكثرهم تمت تصفيتهم، يعني مثلا طارق الهاشمي خلال سنة
هذا الذي سأسألك عنه طارق الهاشمي
أُصدر مذكرة قبض عليه ومن ثم حكم غيابيا بالإعدام، ثم حصلت قصة وزير المالية رافع العيساوي الذي اعتقل قتل شقيقه خلال
المداهمة، هل تأكدت واشنطن من اتهامات المالكي باستخباراتها واجهزتها وسياستها اتهامات المالكي لليسد الهاشمي أو للسيد
العيساوي؟
المعلومات كانت غير واضحة عن السيد الهاشمي وحمايته، ولكن
الاتهامات ضد رافع العيساوي كانت اتهامات غير دقيقة،
والمعلومات كانت غير دقيقة حسب مصادرنا،
ولكن الشيء المهم نرجع الى..
فقط عفوا هل فاتحتم المالكي أو احد القادة فاتح المالكي بموضوع العيساوي؟
العيساوي بالذات يعني منذ ألفين
ثمانية أو تسعة جنرال اوديانوا قائد القوات الأمريكية قال لرئيس الوزراء المالكي بأن معلوماتك وتصوراتك عن العيساوي هي خطأ،
أنت مخطئ، ولكن يبدوا انه لم يقتنع بهذا الشيء، لكن من المهم جدا أن نركز ليس على الأشخاص، لكن نركز على القضاة العراقيين
ودور الحكومة، اذا أنت لديك،
القضاة العراقيين.
العراقيين يعني اذا أنت تتهم نائب رئيس الجمهورية
بجرائم..
ارهابية
ارهابية يجب أن تتعامل مع القضية بجدية ولا تسييسها، ولا تدعها تكون قضية طائفية، ولكن للأسف هو هذا الذي حدث، فلم تصبح قضية
قانونية، صارت قضية سياسية طائفية،
وأدت طبعا الى تصعيد
يعني المشاكل الطائفية في العراق مرة ثانية.
علي الخضيري شكرا جزيلا لمشاركتنا بذاكرتك في الذاكرة السياسية عبر العربية.-شكرا.
شكرا.
مشاهدينا هكذا نكون وقد وصلنا لختام هذه الحلقة وهاتين
الحلقتين من الذاكرة السياسية مع علي الخضيري مستشار السفراء
الأمريكيين وقادة القيادة المركزية الأمريكية في العراق من
ألفين وثلاثة حتى استقالته في نهاية ألفين وعشرة. شكرا
لمتابعتكم والى اللقاء.