٤،١٦،١٠٨ - استعمالات الماء
وتصرف المدن والمصانع فضلاتها في البحيرات والأنهار، وهي بذلك تلوث المياة، ثم يعود الناس بعد ذلك للبحث عن مصادر جديدة للماء. وقد يحدث نقص في الماء، حينما لا تستثمر بعض المدن مصادرها المائية على الوجه الأمثل. وكلما زاد احتياجنا للماء مرات ومرات، وجبت عليما الاستمادة أكثر فأكثر من مصادر مياهنا . وكلما تعلمنا أكثر عن الماء ازدادت مقدرتنا على مواجهة تحدي نقصان المياه.
الماء في المنازل: يستعمل الناس الماء أكثر من حاجتهم للبقاء أحياء فهم يحتاجون إلى الماء للتنظيف والطبح والاستحمام والتخلص من الفضلات. فاستعمال الماء بهذه الصورة يعتبر ضربا من الرفاهية لكثير من الناس، وملايين المنازل في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية ليس بها ماء جار. ويتعين على الناس هناك سحب الماء يدويا من بثر القرية، أو حمله في جرار من البرك والأنهار البعيدة عن منازلهم. ويمكن أن يستعمل كل فرد في بلد متقدم ما معدله ٢٦٠ لترا من الماء في منزله يوميا. تتطلب معظم النباتات التي يزرعها الناس كميات كبيرة من الماء. فعلى سبيل المثال ، يلزم ٤٣٥ لترا من الماء لزراعة كمية من القمح تكفي لخبز رغيف واحد. ويزرع الناس معظم محاصيلهم الزراعية في المناطق ذات الأمطار الوفيرة، ولكنهم في سبيل الحصول على ما يكفيهم من الغذاء، فإنه يلزمهم ري المناطق الجافة. ولا تعتبر كميات الأمطار التي تستهلكها المحاصيل الزراعية من ضمن استعمالات الماء: حيث إن مياه هذه الأمطار لم تأت من موارد مياه البلد . ولكن مياه الري من الناحية الأخرى، تعتبر ضمن استعمالات الماء، إذ إنها تسحب من الأنهار والبحيرات والآبار. الاستعمال الوحيد الكبير للماء هو في الصناعة، ويلزم حوالي ۲۷۰ طنا مثريا من الماء، لعمل طن مثري واحد من الورق ويستعمل أرباب صناعة النفط حوالي عشرة لثرات من الماء لتكرير لتر واحد من النفط، وتسحب المصانع في الولايات المتحدة حوالي ٥٣٠ بليون لتر من الماء يوميا من الآبار والأنهار والبحيرات. ومع أن الصناعة تستعمل كميات وفيرة من الماء، إلا أن نحو فقط من هذا الماء يعتبر مستهلكا مهدرا . ويعاد معظم الماء المستعمل في عمليات التبريد ثانية إلى الأنهار والبخيرات التي أخذ منها أصلا . والماء المستهلك في الصناعة هو ذلك الماء المضاف للمشروبات الغازية والمنتجات الأخرى. وتعتبر هذه الكمية معادلة لحوالي %٥٢ من كميات الماء المستعمل في ذلك القطر: وكذلك كميات الماء القليلة التي تتحول إلى بخار في أثناء عمليات التبريد.
يستعمل الناس الماء أيضا في إنتاج الطاقة الكهربائية اللازمة، لإضاءة منازلهم وتشغيل مصانعهم. وتقوم محطات توليد الطاقة الكهربائية باستعمال الفحم الحجري، أو أي وقود أخر لتحويل الماء إلى بخار .
الماء في عمليات النقل والترويح : بدأ الناس استخدام الأنهار والبخيرات في تنفلاتهم، وحمل بضائعهم، بعد أن تعلموا بناء القوارب الصغيرة. وبعد أن بنوا القوارب الكبيرة، أبحروا في المحيطات بحثا عن بلاد وطرق تجارية جديدة وما زالوا يعتمدون على عمليات النقل البحري لنقل منتجاتهم الثقيلة كالأليات والفعم الحجري والحبوب والزيوت. بنى الناس معظم متنزهاتهم ووسائل ترويحهم، على امتداد البحيرات والأنهار والبحار. وهم يتمتعون بالرياضات على الماء: كالسباحة وصيد الأسماك والإبحار، كما يتمتعون بجمال البخيرات الهادئة، وشلالات الماء الهادرة، وبالأمواج الصاحبة، وهي تتكسر على الشاطئ.