×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.

image

Ancient worlds, هل الأهرامات مقابر الملوك ؟8

هل الأهرامات مقابر الملوك ؟8

ليس من قبيل الصدفة أو البساطة، أن يعكف قدماء المصريين على نقل ملايين الأحجار، بعضها مسافة ألف كيلومتر لبناء صروح عملاقة

إلا إذا كان خلفها حافز قوي، أكبر من مجرد كونها مقابر ملكية

الإجماع الحالي بين كل الأثريين إن الأهرامات هي مقابر الملوك، وهي وسيلة تساعد روح الملك في الصعود لأعلى للإلتحاق بـ "رع" في السماء

على الرغم من شيوع نظرية إن الأهرامات مقابر من قديم الأزل، إلا إنها لم تجب على عشرات الأسئلة، إجابات مقنعة

إذا كان الهرم مقبرة، فلماذا بنى الملك سنفرو ثلاثة أهرامات عملاقة كمقابر، ودفن في أنهي فيهم

هل التصميم الداخلي للأهرامات مناسب فعلا للأنشطة الجنائزية؟، زي الصلوات وحمل الجثمان وتشييع الموتى

ولو كانت الأهرامات مقابر، فلماذا إنعدمت النقوش الجنائزية في أهرامات الأسرة الرابعة في الجيزة ودهشور؟

بالرغم من كل التنقيبات والحفائر اللي حصلت في مصر على مدار ال200 سنة اللي فاتوا، لم يتم العثور على مومياء واحدة أصلية في أي هرم

كل ما سبق بيخلينا نعيد تفكير في الأهرامات، ونحاول نوصل لإجابة على السؤال المطروح، هل بنيت الأهرامات لتكون مقابر الملوك؟

مجمع عليه من علماء الآثار الأكاديميين، إن الأهرامات بنيت لتكون مقابر الملوك، وإنها إتبنت كلها غرب وادي النيل حيث غروب الشمس رمز الموت

وإن الملك فور وصوله الحكم بيدي أوامره بالبدء في إنشاء هرمه، ولا يدخر وسعا في الإسراع بالمهمة المقدسة اللي هتكون وسيلته في الخلود والصعود إلى السماء

لكن عندنا دلوقتي مجموعة كبيرة من علامات الاستفهام على فكرة إن الأهرامات مقابر، المفترض إن أي مقبرة ليها على الأقل 3 سمات مميزين

أولا: بيكون فيها إسم المتوفى مكتوب بشكل لائق في مكان واضح ومكرم، خصوصا لو كانت مقبرة ملك، وبيكون معاها النصوص الجنائزية أو النقوش

ثانيا: بتحتوي على مومياوات، ثالثا: إن لازم يكون التصميم الداخلي يشبه تصميم المقبرة، ودا مثلا بنشوفه بوضوح في وادي الملوك

لكن بالنسبة للأهرامات

أعظم 6 أهرامات مصرية خالية من أي نقوش أو رسوم، 3 في الجيزة، 2 في دهشور، وواحد في ميدوم

بل إن أهرامات الجيزة كلها مشتملة على أهرامات الأميرات خالية من أي نقوش

بإستثناء تسع أهرامات صغيرة الحجم ترجع للأسرة السادسة، فإن جميع أهرامات مصر اللي بتزيد عن 120 هرم، ليس بها أي نقوش

طيب ليه الأهرامات الأعظم في الحضارة المصرية خالية من أسماء أصحابها والنصوص الجنائزية

رد الأثريين بيقول إن الكتابة لم تكن تطورت في الوقت ده، ولكن ده حصل بعد كده مع أهرامات الأسرة السادسة

والحقيقة إن الكلام دا بيناقض الحقيقية، لإن عندنا أكتر من آثر بيرجع لعصور الأسرة الثالثة والرابعة فيها نقوش

عندنا مثلا لوحة "حسي رع" في المتحف المصري، طبيب أسنان يعود للأسرة الثالثة

عندنا جداريات مرسومة ومنقوشة وملونة من مقابر الأسرة الرابعة، في متحف اللوفر

وقبل ده كله عندنا صلاية مينا اللي بتنسب للأسرة الأولى، وفيها نحت بارز، واضح من لوحاته إن الكتابة كانت واصلة لمستوى جيد جدا

وفي أدلة تانية كتيرة، كلها بتدل إن عصر بناة الأهرام كان لديهم المقدرة الكاملة للكتابة والنقش والرسم في المقابر

فـ ليه معملوش كده؟، إلا إذا كان هو اصلا مش مهتم بكتابة النصوص

ثانيا: إذا كانت الأهرامات مقابر، فيجب أن يكون هناك مومياء ملكية

العبارة اللي هقولها دلوقتي منقولة عن (د. مارك لينر) أشهر عالم في مجال الأهرامات، والشواهد كلها بتأكدها

بيقول: إنه في جميع الأهرامات المُكتشفة في مصر اللي بتزيد عن 120 هرم، لم يعثر في أي هرم، ولا حتى في حالة واحدة على سبيل الإستثناء على مومياء واحدة أصلية

يعني إيه مومياء أصلية؟، يعني مثلا ده هرم منكاورع، مفترض غرفة الدفن تحتوي على مومياء الملك منكاورع

المستكشف الإنجليزي (هاورد فايس) لما دخل الهرم في القرن ال19 ملقاش جثمان منكاورع، لكن وجد شخص يرجع للأسرة ال26، بعد وفاة منكاورع ب 2000 سنة

يعني غرفة الهرم تم إعادة إستعمالها كغرفة دفن، كمان عندنا نص مكتوب على الهرم، نص غير واضح، لكن صديقي (م. محمد عبدالعليم) قارئ للهيروغليفية وإستطاع إستخراج بعض الكلمات

زي "رع"، "الدفنة الملكية" والعام "24"

واللي بنى الهرم بالتأكيد كان قادر ينقش عليه بشكل أفضل من كده معنى كده إن الهرم اعيد إستعماله كمدفن من عصور لاحقة

هرم خفرع لما دخله (بلزوني)، وجد بقايا عظام في الناووس الجرانيتي إفتكر إنها بقايا عظام خفرع، فجمعها وأرسلها لإنجلترا للفحص

فبعتوله الرد إن النتيجة بتقول: إنها عظام ثور، مش بني آدم حتى وهو ذكر الواقعة دي في كتابه عن مصر

فواضح برضو إن حد أعاد إستعمال غرفة الهرم كمأوى ليه، وترك بقايا عظام حيوانات في الجزء ده

لما دخل (المأمون) هرم خوفو، نقلنا (المقريزي) إن بعثة المأمون وجدت في الهرم الأكبر..

رغم إن رواية (المقريزي) - في بعض الأحيان - حول الهرم فيها مبالغات كتير لكن حتى لو إفترضنا صحة الرواية

إلا إنها كانت بتتكلم مش عن جثمان واحد، لأ دول كتير ودا بيشير مرة تانية إن الهرم الأكبر، اعيد إستخدامه كمقابر في عصور لاحقة

هرم زوسر اللي المفترض إنه أول الأهرامات الحجرية هل عثرنا على مومياء زوسر؟، الحقيقة مش متيقنين برضو

أسفل تابوت هرم زوسر اللي في الصورة ده، عثر على أجزاء من عظام ذراع وساق طبعا لا يمكن الإستدلال على صاحب الذراع والساق، مينفعش حتى تنسب لزوسر

كمان سنة 1837م، عثر أسفل هرم زوسر على ما يقرب من 60 مومياء تعود للعصور البطلمية .. يعني بعد بناء الهرم ب 2400 سنة

وعثر كمان أسفل هرم زوسر على تابوت خشبي لتاجر يمني، يدعى "زيد"، ومنقوش على التابوت بالخط المسند وعليه تراتيل وصلاوات، ويعود أيضا للحقبة البطلمية

والواضح إن التاجر كان على علاقة جيدة مع البطالمة، فتم معاملته معاملة النبلاء، وتم تكريمه ودفنه أسفل الهرم بعد وفاته

هرم (نفر إف رع) عثر فيه على بقايا ورفات لشخصين، والإتنين شخصيات مجهولة، والإتنين تم العثور عليهم في نفس الغرفة داخل الهرم

كمان هرم الملك (مرن رع) عثر فيه على مومياء بلا إسم، وموجود الجثمان بتاعه في متحف إيمحوتب في سقارة .. وبنسبة كبيرة دي مش المومياء الأصلية

لإن العالم الإنجليزي (إليوت سميث) لما شافها في أوائل القرن ال20، إستبعد إنها من الدولة القديمة، وكان رأيه إنها دفنة حديثة من الأسرة ال18 من شكلها

وحسب كلام (مارك لينر)، إنه حتى الآن لم يتم الكشف عليها بشكل جيد، بالكربون المشع مثلا، لمعرفة عمرها

إذا فـ الواضح إن كان في حقبة معينة شاع إستعمال الأهرامات كمدافن لبعض الشخصيات المهمة

أهرامات سنفرو بـ دهشور وميدوم التلاتة، وحتى الأهرامات الصغيرة اللي في سقارة وأبو صير، لم يتم العثور على أي مومياء أصلية في أي هرم

هل من المنطقي إن بعد المجهود الخارق والتكلفة الضخمة من أجل إتمام البناء، ألا يستخدم أي ملك مقبرته في الدفن؟

الرد الوحيد اللي بيتم تقديمه، إن جميع المومياوات سرقت، والمحتويات نهبت، في عصور الإضمحلال

يعني مثلا الهدف الأساسي من أهرامات الجيزة وتخليد الملك، والمجهود الرهيب اللي إتبذل في بنائها وبناء المعابد الجنائزية اللي حواليها

كل المنظومة دي إنهارت بعد 300 سنة بس، بسبب إن واحد حرامي دخل سرق المومياوات

أنا مقر بحقيقة إن في أهرامات بالفعل تعرضت للسرقة (هاورد فايس) سرق هرم منكاورع عيني عينك قدام الناس كلها

وخد التابوت الحجري اللي فيه وللأسف السفينة اللي شيلاه وهي رايحة إنجلترا ، غرقت أمام سواحل إسبانيا، وغرق التابوت معاها.. لكن برضو مشكلة إننا مش لاقيين مومياء أصلية في أي هرم

هل ممكن نلاقي على الأقل هرم واحد لم يسرق؟، من حسن الحظ إن عندنا حالة مؤكدة لم تتم فيها سرقة الهرمـ وتم العثور على التابوت سليم ومقفول

في منطقة سقارة، كان الآثري المعروف (د. زكريا غنيم) بيقوم بالتنقيب في هرم نسب للملك (سخم خت) من ملوك الأسرة الثالثة

وبعد تنقيب لأكثر من سنتين، إستطاع دخول الممر الرئيسي اللي إحتوى على ثلاث جدران حجرية، وبعد محاولات إنفتح الجدار الثالث وظهرت أمامه غرفة الدفن الملكي

فتح الجدار الثالث وظهرت أمامه غرفة الدفن الملكي، وفي وسطها تابوت أبيض رائع من الألباستر

دخل الدكتور (زكريا غنيم) مع عماله، وكانت فرحته كبيرة جدا لما لقى إن حواف التابوت سليمة، وإنه مغلق ولم يسبق فتحه

معنى كده إن المومياء الملكية داخل التابوت سليمة، وإن دي هتبقى أول مومياء ملكية كاملة يتم الكشف عنها داخل أحد الأهرامات المصرية

بعد شهر كامل من الفحص والتنظيم، كان العمال مستعدين لفتح التابوت، وحضر رئيس هيئة الآثار وكبار الموظفين والآثريين

والجميع واقف مترقب في غرفة التابوت على عمق 40 متر من سطح الأرض، (د. زكريا غنيم) أعطى أمر بالبدء في عملية الفتح

وطيلة ساعتين كان العمال بيعملوا بأقصى طاقتهم لإزالة طبقة الملاط، اللي بتلزق الغطاء الجانبي للتابوت

وبعد جهد كبير، إستطاع العمال رفع جزء من الباب .. ليظهر ما بداخل التابوت

لكن لشدة الصدمة .. كان التابوت فاضي

المومياء راحت فين؟، الدكتور زكريا كان هيتجنن، سآل نفسه: "هل ممكن يكون التابوت إتسرق؟"

لكنه سرعان ما نفض عن ذهنه الفكرة دي، ووصفها بالسخيفة غير المنطقية، لإنه ليه اللص هيهتم بعد سرقة المومياء ببناء 3 جدران، وإغلاق التابوت بهذا الإحكام

هل يمكن إن يكون الملك جهز الغرفة دي وبعدين إتدفن في مكان تاني؟

لكنه برضو تراجع عن الفكرة دي، لإنه مش معقول إنه يكون أغلق التابوت ولزقوه كمان، لدرجة إنه يستغرق ساعتين لفتحه، إلا عشان في حاجة مهمة جواه

(د. زكي اسكندر) من معمل التحاليل الكيميائية، كان موجود وقت فتح التابوت، وأخد عينة من الغبار الموجود في الصندوق لتحليلها، لكن لم يتم ذكر إن التحليل توصل لحاجة مهمة

ودكتور (زكريا غنيم) ذكر قائلا: إن هو كلما تعمق في دراسة التابوت بشكل أكبر من الداخل، تأكد إنه لم يحتوي يوما على جثمان لإنسان

إذا بناة الهرم، قطعوا الصندوق وفرغوه وبعدين قفلوه عن عمد، وكان المقصود إنه يبقى مفرغ.. لكن ليه كل ده؟

الحادثة دي سببتله إحباط شديد، وهو أورد القصة بالكامل في كتاب "الهرم الدفين"، وترك السؤال معلق في آخر الكتاب ولم يعثر له على إجابة.. أين إختفى جثمان الملك؟!

الحقيقة إن قصة (د. زكريا غنيم) مهمة جدا، لإنها بترد على الحجة بتاعت إن لا يوجد مومياوات وإن كل الأهرامات إتسرقت .. طب عندنا هرم أهو متسرقش وبرضو مفيهوش مومياوات

كمان فكرة إن الأهرامات مقابر وقعتنا في مشكلة أكبر، وهي تفسير أي إكتشاف أو آثر من خلال منظور المقبرة .. إزاي؟!

عندنا مثلا 3 أهرامات عملاقة منسوبة للملك سنفرو، هرم ميدوم، الهرم المنحني والهرم الأحمر، مفترض إن سنفرو هيتدفن في هرم واحد بس من دول

فأصبح السؤال دلوقتي، هو الملك سنفرو ليه بنى 3 أهرامات كمقابر له؟ وأصبح الآثريين مطالبين بتبرير وجود هرمين من دول بإنهم غلطة

موضوع إن هرمين بالحجم دا، بالضخامة دي، إتبنوا وتركوا بسبب إنهم غلطة، شيء غريب جدا ومحتاجين نقف عنده شوية عشان نفهم .. هل هما فعلا إتسابوا كغلطة ولا لأ؟

هرم ميدوم أحد الأهرامات الضخمة في مصر وإرتفاعه الأصلي المفترض كان 92 متر، والمتبقي 65 متر

تم بنائه بواسطة الملك "حوني" ومات حوني فجأة، فجاء الملك "سنفرو" وأتم بناء الهرم، حسب ما هو مذكور في المراجع ولسبب لا نعلمه

قرر الملك سنفرو وقف العمل في الهرم، والبدء في هرم جديد في دهشور

خد بالك، بدأ يتغطى بالكسوة الحجرية، اللي هي بتكون أحد آخر الأعمال في الهرم، وأيضا المعبد الجنائزي مبني

ومائدة القرابين موجودة ومصقولة، علامة الإنتهاء يعني تقريبا الهرم خلص

فإيه اللي خلى الملك سنفرو بعد بذل المجهود الكبير ده في هرم ميدوم، اللي أوشك على الإنتهاء، إنه يصرف نظر عنه؟

(د. أحمد فخري) و(د.مارك لينر) في مراجعهم قالوا إن التوقف حدث لسبب ما، ولم يذكروا السبب، لكن عثرت على رأي للدكتور زاهي حواس في مقال بجريدة المصري اليوم

إن مهندس الهرم "نفر ماعت" لم يجد الأحجار التي تكفي لإستكمال الهرم

هو رأي غريب جدا برضو (:P) ، لإن حساب المواد الخام ده مفترض إنها من اوائل الإجراءات اللي بتتعمل قبل بناء أي منشأة

طب حتى لو إفترضنا إن أحجار المحجر خلصت، ليه مجبش أحجار من أقرب محجر أستكمل بيه الهرم

رغم كل المجهود في إنشاء الهرم إلا إن الملك سنفرو لم يدفن فيه، وحتى والده الملك حوني اللي هو المؤسس الأصلي برضو لم يدفن فيه

ولم يدون أسمائهم فيه، ولم يستعمل ميدوم كمقبرة، لأن الهرم معجبش الملك أو لأي سبب تاني، وتم البدء في هرم دهشور المنحني

الهرم المنحني هو واحد من أضخم الأهرامات المصرية، بيوصل إرتفاعه لـ100 متر لما وفد الآثريين الأوروبيين إلى مصر لدراسة الآثار، وشافوا الإنحناء ده إحتاروا في تفسيره

فإقترح واحد من الآثريين الإنجليز المعروفين وهو السير (جون جاردنر)، إن البنائيين غيروا فجأة من زواية البناء، للإنتهاء بشكل أسرع من الهرم

لإننا لو كملنا الهرم بالزاوية الأصلية هيوصل إرتفاعه 130 متر وشاف إن الإرتفاع ده ممكن يسبب إنهيارات للهرم

لكن بعد التعديل، الملك سنفرو معجبوش الهرم، وإعتبر إن المشروع فشل، وأمر ببناء هرم جديد

والحقيقة إن الرأي ده إتفرض علينا برضو من الأثريين الأوروبيين، وأصبح حقيقة دامغة، ومحتاجين نشوف إذا كان هرم سنفرو كمان غلطة ولا لأ

أولا: بإفتراض إن هرم ميدوم الأول ده كان غلطة، المفروض بقا يكون المهندسين على قدر كبير من الحرص والتأني وكل حاجه تدرس كويس علشان منغلطش تاني

ومع ذلك حصل برضو غلطة، في بناء يعادل تكلفته حاليا عشرات أو مئات المليارات

هل الملك سنفرو كان جايب ناس مبتدأين يبنوا الأهرامات بتاعته؟

علامات إنتهاء الهرم موجودة، زي الكسوة الحجرية والمعبد الجنائزي اللي تم إكتشاف بقاياه، وكمان هرم الكا العقائدي اللي ورا الهرم الأصلي

كل الحاجات دي كانت إتعملت بالفعل

طب ليه إتعمل كل ده، وتم تغطية الهرم بالكسوة الحجرية إذا كان الهرم أصلا فيه مشكلة

وده يدل إن الملك متفاجئش بالميل ولا حاجة

في رأي بيقول إن حصل تداعي للهرم والبناة خافوا عليه من الإنهيار وبالتالي إعتبر المشروع فشل

الخطأ وارد في أي مشروع كبير أو صغير، عندنا برج بيزا اللي في إيطاليا، مال بعد بناءه مباشرة بسبب ضَعف التربة

فالخطأ وارد، لكن النقطة، إنك لازم تثبت الخطأ ده

في إتنين من الأثريين الإيطاليين جم في فترة الخمسينات لمصر لدراسة الأهرامات المصرية، (ماراجوليو) و رينالدي

وملخص دراستهم أخرجوا كتاب بعنوان (الهندسة المعمارية لأهرامات ممفيس)، وصلوا فيه لنتيجة إن الهرم المنحني بحالة جيدة، وإن مفيش دليل على موضوع تداعي الهرم المنحني

ولسه من قريب فيه لجان هندسية مصرية وأجنبية، أكدت إنه بحالة جيدة.. بدليل إن الهرم مفتوح للزيارة والناس النهارده بتدخل وتخرج بأمان من غير أي مشاكل

إذا موضوع الهرم متداعي ده برضو رأي، مفيش دعم قوي ليه، ولجأناله فقط كتبرير

طيب بإفتراض فعلا إن الهرم المنحني فشل كمشروع، وقررنا نعمل عمل هرم تاني جنبه

في أي مكان لما بيتعمل مشروع ويفشل، وناوي أعمل حاجة بديلة، فريق العمل بيبدأ يفكر إزاي أقدر أستفاد من المشروع اللي فشل ده

المنطق بيقول لو الهرم غلطة، هاخد حجارته أستفاد بيها في الهرم الجديد، بدل ما أروح تاني المحاجر وأقطع حجارة وأبذل مجهود ووقت وفلوس مهدرة

إحنا أحيانا بنفضل نتغنى بعبقرية بناة الأهرام، وقدرات بناة الأهرام وذكاءهم.. لكن في نفس الوقت بننسب لهم أعمال في منتهى الغباء وعدم الكفاءة

الخلاصة في موضوع الهرم المنحني إن أدلة كونه غلطة أدلة ضعيفة جدا، وواضح إن الهرم تم تصميمه ليكون منحنيا من أول يوم

وهو فريد في تصميمه الخارجي، وفي ممراته الداخلية الطويلة، ومفيش فيه أي أخطاء، ورغم كده فيه إصرار إنه يتم إعتباره غلطة

ولحد أخر كتاب صادر عن الأهرامات بعمل مشترك بين (د. زاهي حواس) و (د. مارك لينر)، كتاب جيزة اللي صدر سنة 2018، ما زال الهرم المنحنى بيعتبر غلطة

وده كله بسبب فكرة المقبرة، اللي بتجبرنا إننا نعين هرم واحد بس كمقر دفن للملك سنفرو

بعد فشل الهرم المنحني -حسب النظرية الرسمية - أعطى الملك أوامره ببناء الهرم الأحمر

المفترض إن الهرم الأحمر إتعلموا فيه من الأخطاء اللي قبل كده، وأصبح أول هرم كامل.. لكن محتاجين نشوف دلوقتي الجزئية التالتة

هل تصميم الهرم من الداخل تصميم مقبرة ولا لأ؟ تعالى نحط تصور ونفترض عملية الدفن في الهرم الأحمر ممكن تتم إزاي

أولا إرتفاع المدخل 28 متر.. أدي أول مشكلة

ليه المدخل إتعمل على إرتفاع 28 متر، هيكون في مشقة في عملية رفع تابوت الملك

التصور إنه أكيد بنوا مدرج أو حاجة يطلعوا عليها، هنفترض إن ده اللي حصل، ووصلوا للمدخل الرئيسي

عايزين بقى يدخلوا تابوت الملك.. هنا المشكلة التانية، المدخل ضيق جدا

باني هرم عملاق بإرتفاع 100 متر، وجِه عند المدخل، وعمله متر في متر

يعني لو عايز تمشي في الهرم لازم تمشي محنى طول الطريق.. والممر بيعدي شخص واحد بس

طبعا ده مينفعش بأي حال يكون ممر جنائزي، حتى لو فيه كهنة أو وزراء بيشيعوا الملك هيبقى ضهرهم محني وكأن مصمم الهرم كان ناوي يقسم ضهر المشيعين

وطول الممر 60 متر

وجثمان الملك علشان ينزل، لازم ينزل لوحده، مينفعش يتشال لإن المساحة ضيقة جدا

طريقة نزوله حاجة من إتنين.. يا إما هيزحلقوه وطبعًا دي حاجة لا تليق بالملك، لإن ممكن الجثمان يتخبط أو يتحطم، الطريقة التانية إن هما هيربطوه بحبل وينزلوه

أعتقد دي الطريقة الوحيدة المنطقية للإنزال وإن كانت برضو لا تليق بالملك.. طيب تم إنزال الملك بالحبال

من غرابة التصميم بقا، إنه نزل الملك على نفس مستوى الأرض، يعني هو طلع فوق، وبعدين نزل تاني لمستوى الممر

إيه المشكلة إنه كان يعمل الممر الجنائزي مستقيم، ويكون واسع ومريح

بالعكس كمان، هيكون أسرع في الوقت، وأقل في الأحجار المستعملة، وأسهل في التصميم والتنفيذ

بعد ما جثمان الملك نزل لمستوى الأرض، بتقابلنا أول غرفة، بيتم تصنيفها إنها غرفة لوضع الأثاث الجنائزي وحاجات المتوفي وكده

الغرفة بسقفها المتدرج، بننتقل بعد كده للغرفة اللي بعدها

وهنا بتظهر مشكلة جديدة، إننا محتاجين نرفع جسم الملك 7 متر علشان ندخله في غرفة الدفن

السلالم دي ضافتها وزارة الآثار حديثا

إنما علشان الملك يدفن، محتاجين حد من فوق يسحب الجثمان بحبل طيب هي ليه حجرة الدفن إتعملت عالية كده؟

وزي ما إحنا شايفين، مفهياش لا توابيت ولا نقوش ولا أي حاجة

بعد مجهود شاق، وبناء 3 أهرامات وملايين الأطنان من الأحجار والعمل اللي إستمر سنين

المُفترض إن الهرم ده يكون هو المثوى الأخير لسنفرو، فهل دفن فيه؟

هنا بيرد علينا الدكتور (أحمد فخري)، اللي عمل بنفسه حفريات في أهرامات دهشور

في مؤرخ ألماني إسمه (أثانيسيوس كيرتشر)، في القرن ال17، كان من أوائل الأوروبيين اللي كتبوا عن الأهرامات وإنها مقابر للملوك، وضع صورة للهرم وأبو الهول

هتلاقيه راسم الهرم الأكبر بأبواب مزدوجة واسعة، تناسب الجنازات، وأبو الهول يبدو أشبه برجل روماني

واضح من الرسم إن الراجل لا شاف الأهرامات ولا شاف أبو الهول

ولكن يبدو إنه رسمهم سماعي عن حد، حد قاله الهرم مقبرة، فرسم الهرم فعلا بأبواب كبيرة وممرات عريضة مناسبة للمواكب الجنائزية

لإن ده التصميم الطبيعي للهرم لو إتبنى كمقبرة.. إنما الممرات الضيقة اللي نازلة واللي طالعة دي مش مقبرة، دي حاجة تانية إحنا مش عارفينها

من الدلائل اللي بيستند عليها أصحاب نظرية المقبرة هي متون الأهرام، وهي مجموعة من النصوص بتتحدث عن صعود الملك إلى السماء ليحيا في العالم الآخر

وبيعتبروا إن ده دليل قوي على إن الاهرامات مقابر

متون الأهرام كانت في 9 أهرامات فقط من 120، اللي هي أهرامات صغيرة أو متوسطة

وزي ما شفنا إن أهرامات الجيزة التلاته تم إعادة إستعمالهم، برضه أهرامات سقارة اللي بتنسب للأسرة ال6 تم إعادة إستعمالهم

ومعظم الأهرامات -إن مكانش كلها- حصلها ترميم وأعيد إستعمال بعضها في كتابة النصوص الجنائزية وربما كمقرات للدفن

هنلاقي إن تم إدخال أعمدة خشبية في أهرامات كتيرة، علامة الترميم، لإن أكيد البناه كان هيستخدم الحجر، إنما اللي جه رمم بعد كده إستخدم الخشب

دا كله خشب أرز من لبنان..

رمسيس الثاني نفسه، قام بعمل ترميمات في هرم ونيس، وكتب إسمه بالأعلى

المنطقي كمان إن بعد منشآت الأسرة الرابعة العملاقة، على ما نوصل للأسرة السادسة يكون حصل تطور في الأبنية وبقت أفضل

بس بنلاقي إنه إنحدر إنحدار شديد، وكأن المهندسين بتوع أهرامات الجيزة ودهشور إنقرضوا

المسألة مش توفير في النفقات والموارد، فعملت حاجة أصغر.. لأ ده في إنحدار شديد في مستوى البناء

بنشوف هنا كلام الدكتور أحمد فخري بيقول:

هرم تيتي مثلا، في سقارة، هنلاقي الترميم واضح، وحتى في حجرة الدفن نفسها، أنشأت بأنواع مختلفة من الأحجار

بلوكات حجرية صغيرة، بجانب البلوكات الحجرية الضخمة والتابوت العملاق

إنشاء حجرة واحدة بأسلوبين مختلفين بيكون دليل قوي إن حصل تعاقب على الهرم من عصرين مختلفين..

واحد بنى والتاني رمم وأعاد إستعماله، اللي بنى حقبة مصرية واللي رمم برضو حقبة مصرية

فيه 3 أهرامات منسوبين لـ 3 من نساء الملك ببي الثاني، ورغم ذلك النقوش في الأهرامات الثلاثة مكتوبة بصيغة المذكر

رغم إنهم منسوبين لنساء الملك، ليه بيكتبهم بصيغة المذكر؟، إذا فببي الثاني ممكن يكون إستعملهم على نص قبله

لأن المفترض إن دول نساء الملك يتكتب لهم متون مخصوص

وهكذا بسبب التعديلات الكترة اللي حصلت في أهرامات الأسرة السادسة، هتوصل لنتيجة إن الأهرامات دي تم إعادة إستعمالها

وقام ملوك الأسرة السادسة بإعادة توفيقها لتناسب أهدافهم.. للدفن أو للنقش أو لغيره..

إذا فـ متون الأهرام كنصوص، لا يعتد بيها في الحكم على كون الأهرامات إن هي مقابر

ورغم كل ما سبق إلا إن حتى مع الأسرة السادسة، ملقيناش لهم أي مومياوات أصلية ليهم داخل أي هرم

في نفق عميق في الأرض في سقارة بيتم تقديمه في المراجع إنه المقبرة الجنوبية للملك زوسر

طيب هو ليه الملك بنى هرم وبعدين بنى جنبه مقبرة؟

مش المفروض إن الهرم ده مقبره برضه؟، ليه عامل مقبرتين جنب بعض؟

فالإجابة الرسمية هي إنها مقبرة ربما تكون لدفن الأحشاء، ليه يتدفن الملك في مكان وأحشاءه في مكان؟ ما دي حاجة غريبة برضو

رأي تاني قال إنها مقبرة رمزية، طيب هو يعني إيه مقبرة رمزية؟، وليه يعمل مقبرة رمزية قدام الهرم بتاعه

وهكذا أصبحت نظرية المقبرة هي اللي بتوجهنا مش العكس، وأصبح بيتم تقديم تفسيرات غير مقنعة لمجرد سد باب الأسئلة

فيه هرم مبني للملكة "حتب - حرس"، اللي هي والدة الملك خوفو، مبني على أساس إن جثمانها ينقل ويدفن فيه

المشكلة بقا فين؟، وجدوا مقبرتها مش في الهرم.. لقوها في بئر دفن جانب الهرم

أثاثها الجنائزي وكرسيها عليه إسمها، ليه متدفنتش في هرمها، ما فيه هرم بإسمها أهو المفروض تدفن فيه

فهنا (جورج رايزنر) الآثري الأمريكي اللي لقى المقبرة، حط فرضية إن دي كانت مقبرة مؤقتة لحد ما الهرم بتاعها يخلص

وبعدين صرفوا نظر عن إعادةالدفن بعد وفاة الملك خوفو، طيب بعد وفاة خوفو، ما هو في خفرع في جدف-رع

يعني محدش فيهم إهتم إن هو يدفن جدته في هرمها، وكأنه موضوع تافه أو مش مهم

التصاميم الداخلية للأهرامات، من ممرات طويلة وأحيانا متشعبة، وغرف متعددة، بيتم في معظم الأحيان تقديمه إنها لتضليل اللصوص

يعني هل منطقى أبني هرم ضخم يتشاف من على بعد 10 كيلو، أكني بقول للحرامية اتفضلوا هنا في ملك مدفون..

وبعدين أبنيلهم ممرات لتضليلهم، طب الممرات دي هتضلله كام ساعة يعني؟، فمهما كانت المتاهات هيوصل

وهكذا.. ممكن نجيب أمثلة من هنا لبكرة، إحنا في دوامة من التبريرات دي بقالنا 200 سنة

واللي تجيله الفرصة يطلع على أي كتاب جامع للأهرامات المصرية، هيكتشف عدد لا يحصى من الحالات عن شخصيات إتدفنت في غيره هرمها..

أو أسر متأخرة أعادوا إستعمال الأهرامات، أو أهرامات فاضية ملاقوش فيها حاجة، أو أهرامات بلا غرف دفن أساسا كل الأهرامات كده، مفيش حالة إستثنائية واحدة

لو بصينا على مر التاريخ، هنلاقي الدول بتنفق بسخاء وبتحط خطط طويلة الأمد على مشروعات تعود عليها بفائدة حقيقية وعظيمة

أهداف خاصة بالصحة بالمعيشة أو بالأمن

دولة مثلا زي الصين.. إستدعت عشرات أو مئات الآلاف من العمال في مشروع ضخم طويل الأجل زي سور الصين العظيم

اللي استمر بناءه اكتر من 7 قرون.. والهدف في النهاية هو حماية الأراضي والشعب والصيني من غارات الشمال

ينطبق نفس الكلام على جميع القلاع والحصون، أبنية ضخمة كلفت وقت ومبالغ طائلة بهدف الحماية

إنما إن دولة تجند مواردها وإمكانتها وتستدعي عشرات الآلاف من العمال على مدار مئات السنين الممتدة

من أجل شخص واحد ويتم استعمالها فقط ساعة من الزمن، يدخلوا فيها جثمان الملك وتغلق للأبد

ده مش في مصر بس، لكن في دول عديدة، فده بيثير التسؤال حول الوظيفة الأصلية للأهرامات

لكن لو مكانتش الأهرامات مقابر، أمال هي ايه؟

Learn languages from TV shows, movies, news, articles and more! Try LingQ for FREE

هل الأهرامات مقابر الملوك ؟8 Sind die Pyramiden die Gräber der Könige?8 Are the pyramids tombs of kings? 8 Les pyramides sont-elles les tombeaux des rois ?8 Le piramidi sono tombe di re? 8 Являются ли пирамиды гробницами королей?8 Piramitler kral mezarları mı? 8

ليس من قبيل الصدفة أو البساطة، أن يعكف قدماء المصريين على نقل ملايين الأحجار، بعضها مسافة ألف كيلومتر لبناء صروح عملاقة It is no coincidence or simplicity that the ancient Egyptians moved millions of stones, some of them a thousand kilometers to build giant edifices.

إلا إذا كان خلفها حافز قوي، أكبر من مجرد كونها مقابر ملكية Unless there is a strong motive behind it, more than just royal tombs

الإجماع الحالي بين كل الأثريين إن الأهرامات هي مقابر الملوك، وهي وسيلة تساعد روح الملك في الصعود لأعلى للإلتحاق بـ "رع" في السماء The current consensus among all archaeologists is that the pyramids are the tombs of the kings, a means that helps the soul of the king to ascend higher to join "Ra" in the sky.

على الرغم من شيوع نظرية إن الأهرامات مقابر من قديم الأزل، إلا إنها لم تجب على عشرات الأسئلة، إجابات مقنعة

إذا كان الهرم مقبرة، فلماذا بنى الملك سنفرو ثلاثة أهرامات عملاقة كمقابر، ودفن في أنهي فيهم

هل التصميم الداخلي للأهرامات مناسب فعلا للأنشطة الجنائزية؟، زي الصلوات وحمل الجثمان وتشييع الموتى

ولو كانت الأهرامات مقابر، فلماذا إنعدمت النقوش الجنائزية في أهرامات الأسرة الرابعة في الجيزة ودهشور؟

بالرغم من كل التنقيبات والحفائر اللي حصلت في مصر على مدار ال200 سنة اللي فاتوا، لم يتم العثور على مومياء واحدة أصلية في أي هرم

كل ما سبق بيخلينا نعيد تفكير في الأهرامات، ونحاول نوصل لإجابة على السؤال المطروح، هل بنيت الأهرامات لتكون مقابر الملوك؟

مجمع عليه من علماء الآثار الأكاديميين، إن الأهرامات بنيت لتكون مقابر الملوك، وإنها إتبنت كلها غرب وادي النيل حيث غروب الشمس رمز الموت

وإن الملك فور وصوله الحكم بيدي أوامره بالبدء في إنشاء هرمه، ولا يدخر وسعا في الإسراع بالمهمة المقدسة اللي هتكون وسيلته في الخلود والصعود إلى السماء

لكن عندنا دلوقتي مجموعة كبيرة من علامات الاستفهام على فكرة إن الأهرامات مقابر، المفترض إن أي مقبرة ليها على الأقل 3 سمات مميزين

أولا: بيكون فيها إسم المتوفى مكتوب بشكل لائق في مكان واضح ومكرم، خصوصا لو كانت مقبرة ملك، وبيكون معاها النصوص الجنائزية أو النقوش

ثانيا: بتحتوي على مومياوات، ثالثا: إن لازم يكون التصميم الداخلي يشبه تصميم المقبرة، ودا مثلا بنشوفه بوضوح في وادي الملوك

لكن بالنسبة للأهرامات

أعظم 6 أهرامات مصرية خالية من أي نقوش أو رسوم، 3 في الجيزة، 2 في دهشور، وواحد في ميدوم

بل إن أهرامات الجيزة كلها مشتملة على أهرامات الأميرات خالية من أي نقوش

بإستثناء تسع أهرامات صغيرة الحجم ترجع للأسرة السادسة، فإن جميع أهرامات مصر اللي بتزيد عن 120 هرم، ليس بها أي نقوش

طيب ليه الأهرامات الأعظم في الحضارة المصرية خالية من أسماء أصحابها والنصوص الجنائزية

رد الأثريين بيقول إن الكتابة لم تكن تطورت في الوقت ده، ولكن ده حصل بعد كده مع أهرامات الأسرة السادسة

والحقيقة إن الكلام دا بيناقض الحقيقية، لإن عندنا أكتر من آثر بيرجع لعصور الأسرة الثالثة والرابعة فيها نقوش

عندنا مثلا لوحة "حسي رع" في المتحف المصري، طبيب أسنان يعود للأسرة الثالثة

عندنا جداريات مرسومة ومنقوشة وملونة من مقابر الأسرة الرابعة، في متحف اللوفر

وقبل ده كله عندنا صلاية مينا اللي بتنسب للأسرة الأولى، وفيها نحت بارز، واضح من لوحاته إن الكتابة كانت واصلة لمستوى جيد جدا

وفي أدلة تانية كتيرة، كلها بتدل إن عصر بناة الأهرام كان لديهم المقدرة الكاملة للكتابة والنقش والرسم في المقابر

فـ ليه معملوش كده؟، إلا إذا كان هو اصلا مش مهتم بكتابة النصوص

ثانيا: إذا كانت الأهرامات مقابر، فيجب أن يكون هناك مومياء ملكية

العبارة اللي هقولها دلوقتي منقولة عن (د. مارك لينر) أشهر عالم في مجال الأهرامات، والشواهد كلها بتأكدها

بيقول: إنه في جميع الأهرامات المُكتشفة في مصر اللي بتزيد عن 120 هرم، لم يعثر في أي هرم، ولا حتى في حالة واحدة على سبيل الإستثناء على مومياء واحدة أصلية

يعني إيه مومياء أصلية؟، يعني مثلا ده هرم منكاورع، مفترض غرفة الدفن تحتوي على مومياء الملك منكاورع

المستكشف الإنجليزي (هاورد فايس) لما دخل الهرم في القرن ال19 ملقاش جثمان منكاورع، لكن وجد شخص يرجع للأسرة ال26، بعد وفاة منكاورع ب 2000 سنة

يعني غرفة الهرم تم إعادة إستعمالها كغرفة دفن، كمان عندنا نص مكتوب على الهرم، نص غير واضح، لكن صديقي (م. محمد عبدالعليم) قارئ للهيروغليفية وإستطاع إستخراج بعض الكلمات

زي "رع"، "الدفنة الملكية" والعام "24"

واللي بنى الهرم بالتأكيد كان قادر ينقش عليه بشكل أفضل من كده معنى كده إن الهرم اعيد إستعماله كمدفن من عصور لاحقة

هرم خفرع لما دخله (بلزوني)، وجد بقايا عظام في الناووس الجرانيتي إفتكر إنها بقايا عظام خفرع، فجمعها وأرسلها لإنجلترا للفحص

فبعتوله الرد إن النتيجة بتقول: إنها عظام ثور، مش بني آدم حتى وهو ذكر الواقعة دي في كتابه عن مصر

فواضح برضو إن حد أعاد إستعمال غرفة الهرم كمأوى ليه، وترك بقايا عظام حيوانات في الجزء ده

لما دخل (المأمون) هرم خوفو، نقلنا (المقريزي) إن بعثة المأمون وجدت في الهرم الأكبر..

رغم إن رواية (المقريزي) - في بعض الأحيان - حول الهرم فيها مبالغات كتير لكن حتى لو إفترضنا صحة الرواية

إلا إنها كانت بتتكلم مش عن جثمان واحد، لأ دول كتير ودا بيشير مرة تانية إن الهرم الأكبر، اعيد إستخدامه كمقابر في عصور لاحقة

هرم زوسر اللي المفترض إنه أول الأهرامات الحجرية هل عثرنا على مومياء زوسر؟، الحقيقة مش متيقنين برضو

أسفل تابوت هرم زوسر اللي في الصورة ده، عثر على أجزاء من عظام ذراع وساق طبعا لا يمكن الإستدلال على صاحب الذراع والساق، مينفعش حتى تنسب لزوسر

كمان سنة 1837م، عثر أسفل هرم زوسر على ما يقرب من 60 مومياء تعود للعصور البطلمية .. يعني بعد بناء الهرم ب 2400 سنة

وعثر كمان أسفل هرم زوسر على تابوت خشبي لتاجر يمني، يدعى "زيد"، ومنقوش على التابوت بالخط المسند وعليه تراتيل وصلاوات، ويعود أيضا للحقبة البطلمية

والواضح إن التاجر كان على علاقة جيدة مع البطالمة، فتم معاملته معاملة النبلاء، وتم تكريمه ودفنه أسفل الهرم بعد وفاته

هرم (نفر إف رع) عثر فيه على بقايا ورفات لشخصين، والإتنين شخصيات مجهولة، والإتنين تم العثور عليهم في نفس الغرفة داخل الهرم

كمان هرم الملك (مرن رع) عثر فيه على مومياء بلا إسم، وموجود الجثمان بتاعه في متحف إيمحوتب في سقارة .. وبنسبة كبيرة دي مش المومياء الأصلية

لإن العالم الإنجليزي (إليوت سميث) لما شافها في أوائل القرن ال20، إستبعد إنها من الدولة القديمة، وكان رأيه إنها دفنة حديثة من الأسرة ال18 من شكلها

وحسب كلام (مارك لينر)، إنه حتى الآن لم يتم الكشف عليها بشكل جيد، بالكربون المشع مثلا، لمعرفة عمرها

إذا فـ الواضح إن كان في حقبة معينة شاع إستعمال الأهرامات كمدافن لبعض الشخصيات المهمة

أهرامات سنفرو بـ دهشور وميدوم التلاتة، وحتى الأهرامات الصغيرة اللي في سقارة وأبو صير، لم يتم العثور على أي مومياء أصلية في أي هرم

هل من المنطقي إن بعد المجهود الخارق والتكلفة الضخمة من أجل إتمام البناء، ألا يستخدم أي ملك مقبرته في الدفن؟

الرد الوحيد اللي بيتم تقديمه، إن جميع المومياوات سرقت، والمحتويات نهبت، في عصور الإضمحلال

يعني مثلا الهدف الأساسي من أهرامات الجيزة وتخليد الملك، والمجهود الرهيب اللي إتبذل في بنائها وبناء المعابد الجنائزية اللي حواليها

كل المنظومة دي إنهارت بعد 300 سنة بس، بسبب إن واحد حرامي دخل سرق المومياوات

أنا مقر بحقيقة إن في أهرامات بالفعل تعرضت للسرقة (هاورد فايس) سرق هرم منكاورع عيني عينك قدام الناس كلها

وخد التابوت الحجري اللي فيه وللأسف السفينة اللي شيلاه وهي رايحة إنجلترا ، غرقت أمام سواحل إسبانيا، وغرق التابوت معاها.. لكن برضو مشكلة إننا مش لاقيين مومياء أصلية في أي هرم

هل ممكن نلاقي على الأقل هرم واحد لم يسرق؟، من حسن الحظ إن عندنا حالة مؤكدة لم تتم فيها سرقة الهرمـ وتم العثور على التابوت سليم ومقفول

في منطقة سقارة، كان الآثري المعروف (د. زكريا غنيم) بيقوم بالتنقيب في هرم نسب للملك (سخم خت) من ملوك الأسرة الثالثة

وبعد تنقيب لأكثر من سنتين، إستطاع دخول الممر الرئيسي اللي إحتوى على ثلاث جدران حجرية، وبعد محاولات إنفتح الجدار الثالث وظهرت أمامه غرفة الدفن الملكي

فتح الجدار الثالث وظهرت أمامه غرفة الدفن الملكي، وفي وسطها تابوت أبيض رائع من الألباستر

دخل الدكتور (زكريا غنيم) مع عماله، وكانت فرحته كبيرة جدا لما لقى إن حواف التابوت سليمة، وإنه مغلق ولم يسبق فتحه

معنى كده إن المومياء الملكية داخل التابوت سليمة، وإن دي هتبقى أول مومياء ملكية كاملة يتم الكشف عنها داخل أحد الأهرامات المصرية

بعد شهر كامل من الفحص والتنظيم، كان العمال مستعدين لفتح التابوت، وحضر رئيس هيئة الآثار وكبار الموظفين والآثريين

والجميع واقف مترقب في غرفة التابوت على عمق 40 متر من سطح الأرض، (د. زكريا غنيم) أعطى أمر بالبدء في عملية الفتح

وطيلة ساعتين كان العمال بيعملوا بأقصى طاقتهم لإزالة طبقة الملاط، اللي بتلزق الغطاء الجانبي للتابوت

وبعد جهد كبير، إستطاع العمال رفع جزء من الباب .. ليظهر ما بداخل التابوت

لكن لشدة الصدمة .. كان التابوت فاضي

المومياء راحت فين؟، الدكتور زكريا كان هيتجنن، سآل نفسه: "هل ممكن يكون التابوت إتسرق؟"

لكنه سرعان ما نفض عن ذهنه الفكرة دي، ووصفها بالسخيفة غير المنطقية، لإنه ليه اللص هيهتم بعد سرقة المومياء ببناء 3 جدران، وإغلاق التابوت بهذا الإحكام

هل يمكن إن يكون الملك جهز الغرفة دي وبعدين إتدفن في مكان تاني؟

لكنه برضو تراجع عن الفكرة دي، لإنه مش معقول إنه يكون أغلق التابوت ولزقوه كمان، لدرجة إنه يستغرق ساعتين لفتحه، إلا عشان في حاجة مهمة جواه

(د. زكي اسكندر) من معمل التحاليل الكيميائية، كان موجود وقت فتح التابوت، وأخد عينة من الغبار الموجود في الصندوق لتحليلها، لكن لم يتم ذكر إن التحليل توصل لحاجة مهمة

ودكتور (زكريا غنيم) ذكر قائلا: إن هو كلما تعمق في دراسة التابوت بشكل أكبر من الداخل، تأكد إنه لم يحتوي يوما على جثمان لإنسان

إذا بناة الهرم، قطعوا الصندوق وفرغوه وبعدين قفلوه عن عمد، وكان المقصود إنه يبقى مفرغ.. لكن ليه كل ده؟

الحادثة دي سببتله إحباط شديد، وهو أورد القصة بالكامل في كتاب "الهرم الدفين"، وترك السؤال معلق في آخر الكتاب ولم يعثر له على إجابة.. أين إختفى جثمان الملك؟!

الحقيقة إن قصة (د. زكريا غنيم) مهمة جدا، لإنها بترد على الحجة بتاعت إن لا يوجد مومياوات وإن كل الأهرامات إتسرقت .. طب عندنا هرم أهو متسرقش وبرضو مفيهوش مومياوات

كمان فكرة إن الأهرامات مقابر وقعتنا في مشكلة أكبر، وهي تفسير أي إكتشاف أو آثر من خلال منظور المقبرة .. إزاي؟!

عندنا مثلا 3 أهرامات عملاقة منسوبة للملك سنفرو، هرم ميدوم، الهرم المنحني والهرم الأحمر، مفترض إن سنفرو هيتدفن في هرم واحد بس من دول

فأصبح السؤال دلوقتي، هو الملك سنفرو ليه بنى 3 أهرامات كمقابر له؟ وأصبح الآثريين مطالبين بتبرير وجود هرمين من دول بإنهم غلطة

موضوع إن هرمين بالحجم دا، بالضخامة دي، إتبنوا وتركوا بسبب إنهم غلطة، شيء غريب جدا ومحتاجين نقف عنده شوية عشان نفهم .. هل هما فعلا إتسابوا كغلطة ولا لأ؟

هرم ميدوم أحد الأهرامات الضخمة في مصر وإرتفاعه الأصلي المفترض كان 92 متر، والمتبقي 65 متر

تم بنائه بواسطة الملك "حوني" ومات حوني فجأة، فجاء الملك "سنفرو" وأتم بناء الهرم، حسب ما هو مذكور في المراجع ولسبب لا نعلمه

قرر الملك سنفرو وقف العمل في الهرم، والبدء في هرم جديد في دهشور

خد بالك، بدأ يتغطى بالكسوة الحجرية، اللي هي بتكون أحد آخر الأعمال في الهرم، وأيضا المعبد الجنائزي مبني

ومائدة القرابين موجودة ومصقولة، علامة الإنتهاء يعني تقريبا الهرم خلص

فإيه اللي خلى الملك سنفرو بعد بذل المجهود الكبير ده في هرم ميدوم، اللي أوشك على الإنتهاء، إنه يصرف نظر عنه؟

(د. أحمد فخري) و(د.مارك لينر) في مراجعهم قالوا إن التوقف حدث لسبب ما، ولم يذكروا السبب، لكن عثرت على رأي للدكتور زاهي حواس في مقال بجريدة المصري اليوم

إن مهندس الهرم "نفر ماعت" لم يجد الأحجار التي تكفي لإستكمال الهرم

هو رأي غريب جدا برضو (:P) ، لإن حساب المواد الخام ده مفترض إنها من اوائل الإجراءات اللي بتتعمل قبل بناء أي منشأة

طب حتى لو إفترضنا إن أحجار المحجر خلصت، ليه مجبش أحجار من أقرب محجر أستكمل بيه الهرم

رغم كل المجهود في إنشاء الهرم إلا إن الملك سنفرو لم يدفن فيه، وحتى والده الملك حوني اللي هو المؤسس الأصلي برضو لم يدفن فيه

ولم يدون أسمائهم فيه، ولم يستعمل ميدوم كمقبرة، لأن الهرم معجبش الملك أو لأي سبب تاني، وتم البدء في هرم دهشور المنحني

الهرم المنحني هو واحد من أضخم الأهرامات المصرية، بيوصل إرتفاعه لـ100 متر لما وفد الآثريين الأوروبيين إلى مصر لدراسة الآثار، وشافوا الإنحناء ده إحتاروا في تفسيره

فإقترح واحد من الآثريين الإنجليز المعروفين وهو السير (جون جاردنر)، إن البنائيين غيروا فجأة من زواية البناء، للإنتهاء بشكل أسرع من الهرم

لإننا لو كملنا الهرم بالزاوية الأصلية هيوصل إرتفاعه 130 متر وشاف إن الإرتفاع ده ممكن يسبب إنهيارات للهرم

لكن بعد التعديل، الملك سنفرو معجبوش الهرم، وإعتبر إن المشروع فشل، وأمر ببناء هرم جديد

والحقيقة إن الرأي ده إتفرض علينا برضو من الأثريين الأوروبيين، وأصبح حقيقة دامغة، ومحتاجين نشوف إذا كان هرم سنفرو كمان غلطة ولا لأ

أولا: بإفتراض إن هرم ميدوم الأول ده كان غلطة، المفروض بقا يكون المهندسين على قدر كبير من الحرص والتأني وكل حاجه تدرس كويس علشان منغلطش تاني

ومع ذلك حصل برضو غلطة، في بناء يعادل تكلفته حاليا عشرات أو مئات المليارات

هل الملك سنفرو كان جايب ناس مبتدأين يبنوا الأهرامات بتاعته؟

علامات إنتهاء الهرم موجودة، زي الكسوة الحجرية والمعبد الجنائزي اللي تم إكتشاف بقاياه، وكمان هرم الكا العقائدي اللي ورا الهرم الأصلي

كل الحاجات دي كانت إتعملت بالفعل

طب ليه إتعمل كل ده، وتم تغطية الهرم بالكسوة الحجرية إذا كان الهرم أصلا فيه مشكلة

وده يدل إن الملك متفاجئش بالميل ولا حاجة

في رأي بيقول إن حصل تداعي للهرم والبناة خافوا عليه من الإنهيار وبالتالي إعتبر المشروع فشل

الخطأ وارد في أي مشروع كبير أو صغير، عندنا برج بيزا اللي في إيطاليا، مال بعد بناءه مباشرة بسبب ضَعف التربة

فالخطأ وارد، لكن النقطة، إنك لازم تثبت الخطأ ده

في إتنين من الأثريين الإيطاليين جم في فترة الخمسينات لمصر لدراسة الأهرامات المصرية، (ماراجوليو) و رينالدي

وملخص دراستهم أخرجوا كتاب بعنوان (الهندسة المعمارية لأهرامات ممفيس)، وصلوا فيه لنتيجة إن الهرم المنحني بحالة جيدة، وإن مفيش دليل على موضوع تداعي الهرم المنحني

ولسه من قريب فيه لجان هندسية مصرية وأجنبية، أكدت إنه بحالة جيدة.. بدليل إن الهرم مفتوح للزيارة والناس النهارده بتدخل وتخرج بأمان من غير أي مشاكل

إذا موضوع الهرم متداعي ده برضو رأي، مفيش دعم قوي ليه، ولجأناله فقط كتبرير

طيب بإفتراض فعلا إن الهرم المنحني فشل كمشروع، وقررنا نعمل عمل هرم تاني جنبه

في أي مكان لما بيتعمل مشروع ويفشل، وناوي أعمل حاجة بديلة، فريق العمل بيبدأ يفكر إزاي أقدر أستفاد من المشروع اللي فشل ده

المنطق بيقول لو الهرم غلطة، هاخد حجارته أستفاد بيها في الهرم الجديد، بدل ما أروح تاني المحاجر وأقطع حجارة وأبذل مجهود ووقت وفلوس مهدرة

إحنا أحيانا بنفضل نتغنى بعبقرية بناة الأهرام، وقدرات بناة الأهرام وذكاءهم.. لكن في نفس الوقت بننسب لهم أعمال في منتهى الغباء وعدم الكفاءة

الخلاصة في موضوع الهرم المنحني إن أدلة كونه غلطة أدلة ضعيفة جدا، وواضح إن الهرم تم تصميمه ليكون منحنيا من أول يوم

وهو فريد في تصميمه الخارجي، وفي ممراته الداخلية الطويلة، ومفيش فيه أي أخطاء، ورغم كده فيه إصرار إنه يتم إعتباره غلطة

ولحد أخر كتاب صادر عن الأهرامات بعمل مشترك بين (د. زاهي حواس) و (د. مارك لينر)، كتاب جيزة اللي صدر سنة 2018، ما زال الهرم المنحنى بيعتبر غلطة

وده كله بسبب فكرة المقبرة، اللي بتجبرنا إننا نعين هرم واحد بس كمقر دفن للملك سنفرو

بعد فشل الهرم المنحني -حسب النظرية الرسمية - أعطى الملك أوامره ببناء الهرم الأحمر

المفترض إن الهرم الأحمر إتعلموا فيه من الأخطاء اللي قبل كده، وأصبح أول هرم كامل.. لكن محتاجين نشوف دلوقتي الجزئية التالتة

هل تصميم الهرم من الداخل تصميم مقبرة ولا لأ؟ تعالى نحط تصور ونفترض عملية الدفن في الهرم الأحمر ممكن تتم إزاي

أولا إرتفاع المدخل 28 متر.. أدي أول مشكلة

ليه المدخل إتعمل على إرتفاع 28 متر، هيكون في مشقة في عملية رفع تابوت الملك

التصور إنه أكيد بنوا مدرج أو حاجة يطلعوا عليها، هنفترض إن ده اللي حصل، ووصلوا للمدخل الرئيسي

عايزين بقى يدخلوا تابوت الملك.. هنا المشكلة التانية، المدخل ضيق جدا

باني هرم عملاق بإرتفاع 100 متر، وجِه عند المدخل، وعمله متر في متر

يعني لو عايز تمشي في الهرم لازم تمشي محنى طول الطريق.. والممر بيعدي شخص واحد بس

طبعا ده مينفعش بأي حال يكون ممر جنائزي، حتى لو فيه كهنة أو وزراء بيشيعوا الملك هيبقى ضهرهم محني وكأن مصمم الهرم كان ناوي يقسم ضهر المشيعين

وطول الممر 60 متر

وجثمان الملك علشان ينزل، لازم ينزل لوحده، مينفعش يتشال لإن المساحة ضيقة جدا

طريقة نزوله حاجة من إتنين.. يا إما هيزحلقوه وطبعًا دي حاجة لا تليق بالملك، لإن ممكن الجثمان يتخبط أو يتحطم، الطريقة التانية إن هما هيربطوه بحبل وينزلوه

أعتقد دي الطريقة الوحيدة المنطقية للإنزال وإن كانت برضو لا تليق بالملك.. طيب تم إنزال الملك بالحبال

من غرابة التصميم بقا، إنه نزل الملك على نفس مستوى الأرض، يعني هو طلع فوق، وبعدين نزل تاني لمستوى الممر

إيه المشكلة إنه كان يعمل الممر الجنائزي مستقيم، ويكون واسع ومريح

بالعكس كمان، هيكون أسرع في الوقت، وأقل في الأحجار المستعملة، وأسهل في التصميم والتنفيذ

بعد ما جثمان الملك نزل لمستوى الأرض، بتقابلنا أول غرفة، بيتم تصنيفها إنها غرفة لوضع الأثاث الجنائزي وحاجات المتوفي وكده

الغرفة بسقفها المتدرج، بننتقل بعد كده للغرفة اللي بعدها

وهنا بتظهر مشكلة جديدة، إننا محتاجين نرفع جسم الملك 7 متر علشان ندخله في غرفة الدفن

السلالم دي ضافتها وزارة الآثار حديثا

إنما علشان الملك يدفن، محتاجين حد من فوق يسحب الجثمان بحبل طيب هي ليه حجرة الدفن إتعملت عالية كده؟

وزي ما إحنا شايفين، مفهياش لا توابيت ولا نقوش ولا أي حاجة

بعد مجهود شاق، وبناء 3 أهرامات وملايين الأطنان من الأحجار والعمل اللي إستمر سنين

المُفترض إن الهرم ده يكون هو المثوى الأخير لسنفرو، فهل دفن فيه؟

هنا بيرد علينا الدكتور (أحمد فخري)، اللي عمل بنفسه حفريات في أهرامات دهشور

في مؤرخ ألماني إسمه (أثانيسيوس كيرتشر)، في القرن ال17، كان من أوائل الأوروبيين اللي كتبوا عن الأهرامات وإنها مقابر للملوك، وضع صورة للهرم وأبو الهول

هتلاقيه راسم الهرم الأكبر بأبواب مزدوجة واسعة، تناسب الجنازات، وأبو الهول يبدو أشبه برجل روماني

واضح من الرسم إن الراجل لا شاف الأهرامات ولا شاف أبو الهول

ولكن يبدو إنه رسمهم سماعي عن حد، حد قاله الهرم مقبرة، فرسم الهرم فعلا بأبواب كبيرة وممرات عريضة مناسبة للمواكب الجنائزية

لإن ده التصميم الطبيعي للهرم لو إتبنى كمقبرة.. إنما الممرات الضيقة اللي نازلة واللي طالعة دي مش مقبرة، دي حاجة تانية إحنا مش عارفينها

من الدلائل اللي بيستند عليها أصحاب نظرية المقبرة هي متون الأهرام، وهي مجموعة من النصوص بتتحدث عن صعود الملك إلى السماء ليحيا في العالم الآخر

وبيعتبروا إن ده دليل قوي على إن الاهرامات مقابر

متون الأهرام كانت في 9 أهرامات فقط من 120، اللي هي أهرامات صغيرة أو متوسطة

وزي ما شفنا إن أهرامات الجيزة التلاته تم إعادة إستعمالهم، برضه أهرامات سقارة اللي بتنسب للأسرة ال6 تم إعادة إستعمالهم

ومعظم الأهرامات -إن مكانش كلها- حصلها ترميم وأعيد إستعمال بعضها في كتابة النصوص الجنائزية وربما كمقرات للدفن

هنلاقي إن تم إدخال أعمدة خشبية في أهرامات كتيرة، علامة الترميم، لإن أكيد البناه كان هيستخدم الحجر، إنما اللي جه رمم بعد كده إستخدم الخشب

دا كله خشب أرز من لبنان..

رمسيس الثاني نفسه، قام بعمل ترميمات في هرم ونيس، وكتب إسمه بالأعلى

المنطقي كمان إن بعد منشآت الأسرة الرابعة العملاقة، على ما نوصل للأسرة السادسة يكون حصل تطور في الأبنية وبقت أفضل

بس بنلاقي إنه إنحدر إنحدار شديد، وكأن المهندسين بتوع أهرامات الجيزة ودهشور إنقرضوا

المسألة مش توفير في النفقات والموارد، فعملت حاجة أصغر.. لأ ده في إنحدار شديد في مستوى البناء

بنشوف هنا كلام الدكتور أحمد فخري بيقول:

هرم تيتي مثلا، في سقارة، هنلاقي الترميم واضح، وحتى في حجرة الدفن نفسها، أنشأت بأنواع مختلفة من الأحجار

بلوكات حجرية صغيرة، بجانب البلوكات الحجرية الضخمة والتابوت العملاق

إنشاء حجرة واحدة بأسلوبين مختلفين بيكون دليل قوي إن حصل تعاقب على الهرم من عصرين مختلفين..

واحد بنى والتاني رمم وأعاد إستعماله، اللي بنى حقبة مصرية واللي رمم برضو حقبة مصرية

فيه 3 أهرامات منسوبين لـ 3 من نساء الملك ببي الثاني، ورغم ذلك النقوش في الأهرامات الثلاثة مكتوبة بصيغة المذكر

رغم إنهم منسوبين لنساء الملك، ليه بيكتبهم بصيغة المذكر؟، إذا فببي الثاني ممكن يكون إستعملهم على نص قبله

لأن المفترض إن دول نساء الملك يتكتب لهم متون مخصوص

وهكذا بسبب التعديلات الكترة اللي حصلت في أهرامات الأسرة السادسة، هتوصل لنتيجة إن الأهرامات دي تم إعادة إستعمالها

وقام ملوك الأسرة السادسة بإعادة توفيقها لتناسب أهدافهم.. للدفن أو للنقش أو لغيره..

إذا فـ متون الأهرام كنصوص، لا يعتد بيها في الحكم على كون الأهرامات إن هي مقابر

ورغم كل ما سبق إلا إن حتى مع الأسرة السادسة، ملقيناش لهم أي مومياوات أصلية ليهم داخل أي هرم

في نفق عميق في الأرض في سقارة بيتم تقديمه في المراجع إنه المقبرة الجنوبية للملك زوسر

طيب هو ليه الملك بنى هرم وبعدين بنى جنبه مقبرة؟

مش المفروض إن الهرم ده مقبره برضه؟، ليه عامل مقبرتين جنب بعض؟

فالإجابة الرسمية هي إنها مقبرة ربما تكون لدفن الأحشاء، ليه يتدفن الملك في مكان وأحشاءه في مكان؟ ما دي حاجة غريبة برضو

رأي تاني قال إنها مقبرة رمزية، طيب هو يعني إيه مقبرة رمزية؟، وليه يعمل مقبرة رمزية قدام الهرم بتاعه

وهكذا أصبحت نظرية المقبرة هي اللي بتوجهنا مش العكس، وأصبح بيتم تقديم تفسيرات غير مقنعة لمجرد سد باب الأسئلة

فيه هرم مبني للملكة "حتب - حرس"، اللي هي والدة الملك خوفو، مبني على أساس إن جثمانها ينقل ويدفن فيه

المشكلة بقا فين؟، وجدوا مقبرتها مش في الهرم.. لقوها في بئر دفن جانب الهرم

أثاثها الجنائزي وكرسيها عليه إسمها، ليه متدفنتش في هرمها، ما فيه هرم بإسمها أهو المفروض تدفن فيه

فهنا (جورج رايزنر) الآثري الأمريكي اللي لقى المقبرة، حط فرضية إن دي كانت مقبرة مؤقتة لحد ما الهرم بتاعها يخلص

وبعدين صرفوا نظر عن إعادةالدفن بعد وفاة الملك خوفو، طيب بعد وفاة خوفو، ما هو في خفرع في جدف-رع

يعني محدش فيهم إهتم إن هو يدفن جدته في هرمها، وكأنه موضوع تافه أو مش مهم

التصاميم الداخلية للأهرامات، من ممرات طويلة وأحيانا متشعبة، وغرف متعددة، بيتم في معظم الأحيان تقديمه إنها لتضليل اللصوص

يعني هل منطقى أبني هرم ضخم يتشاف من على بعد 10 كيلو، أكني بقول للحرامية اتفضلوا هنا في ملك مدفون..

وبعدين أبنيلهم ممرات لتضليلهم، طب الممرات دي هتضلله كام ساعة يعني؟، فمهما كانت المتاهات هيوصل

وهكذا.. ممكن نجيب أمثلة من هنا لبكرة، إحنا في دوامة من التبريرات دي بقالنا 200 سنة

واللي تجيله الفرصة يطلع على أي كتاب جامع للأهرامات المصرية، هيكتشف عدد لا يحصى من الحالات عن شخصيات إتدفنت في غيره هرمها..

أو أسر متأخرة أعادوا إستعمال الأهرامات، أو أهرامات فاضية ملاقوش فيها حاجة، أو أهرامات بلا غرف دفن أساسا كل الأهرامات كده، مفيش حالة إستثنائية واحدة

لو بصينا على مر التاريخ، هنلاقي الدول بتنفق بسخاء وبتحط خطط طويلة الأمد على مشروعات تعود عليها بفائدة حقيقية وعظيمة

أهداف خاصة بالصحة بالمعيشة أو بالأمن

دولة مثلا زي الصين.. إستدعت عشرات أو مئات الآلاف من العمال في مشروع ضخم طويل الأجل زي سور الصين العظيم

اللي استمر بناءه اكتر من 7 قرون.. والهدف في النهاية هو حماية الأراضي والشعب والصيني من غارات الشمال

ينطبق نفس الكلام على جميع القلاع والحصون، أبنية ضخمة كلفت وقت ومبالغ طائلة بهدف الحماية

إنما إن دولة تجند مواردها وإمكانتها وتستدعي عشرات الآلاف من العمال على مدار مئات السنين الممتدة

من أجل شخص واحد ويتم استعمالها فقط ساعة من الزمن، يدخلوا فيها جثمان الملك وتغلق للأبد

ده مش في مصر بس، لكن في دول عديدة، فده بيثير التسؤال حول الوظيفة الأصلية للأهرامات

لكن لو مكانتش الأهرامات مقابر، أمال هي ايه؟