مطلّات عمّان: هدوء وسيطرة
موسيقى
بودكاست بصوت
موسيقى
أنا اسمي شربل
مصور صحفي
ويعني بتجول دائماً في المناطق الأرجاء
في الفترة الأخيرة
أصبحت من الناس اللي برتادوا المطلات
المطل بالنسبة إلي هو مكان يمكن ما إلو حدود
هي هاي الفكرة الرئيسية من المطل بتخيل بالنسبة إلي يعني
الناس أحياناً يعني بحتاجوا هيك نوع من التنفيس عن النفس
إنك تروح تقعد في مكان هاضيفش فيه ولا إشي
بس كنا قاعد في المطل
أي حدا بسألنا كيفك بحكي له هدوء وسيطرة
موسيقى
كيف منتحرك في مدننا وبيوتنا وشوارعنا
شو اللي بيحد من حركتنا
وشو اللي بيسهلها
أنا روما السبانخ
بقدم لكم بودكاست عيب بموسم الثامن من إنتاج صوت
موسيقى
بهالموسم رح نستعرض قصص لناس عم بيحاولوا يتحركوا بحرية
رغم كل المعيقات اللي بتقيدهم بإسم العيب
موسيقى
الأسماء اللي بالحلقة مستعارة
لنحافظ على خصيصية وهوية المتحدث
موسيقى
بعتبر حالي محظوظة إني ساكنة بمدينة فيها كتير جبال وطلال
بقدر أهرب لها وأحس حالي أكبر وأطول
كاشفة على وديان وقمم تانية وكل شي بيناتهم
موسيقى
وكتير صعب أتخيل المدينة
اللي أصلاً فيها نقص بالمساحات العامة والمساحات الغير مبنية
من دون هالتعرجات والجبال
يعني لو عمان بلا جبال
على الأغلب رح تكون مقاعب إسمنت كبير
صعب التنفس فيه
المطلات موضوع حلقتنا لليوم
شكلت كتير من تجربة المدينة
في السابق على زمة الراوي
كانوا أهل عمان اللي معهم مصاري يسكنوا على القمم
فعلياً بيتهم يكون المطل
وشوي شوي مع إمران الجبال
صاروا الشباب وأهل المدينة يدوروا على فتحات بين البيوت
يقعدوا فيها على الجبل
أو يصفوا سياراتهم ويتفرجوا على المنظر
يستمتعوا فيه
يتونسوا بصباحاتهم وبصهراتهم
لكن اليوم ومع كل عمارة عم تطلع
الإمران عم بتوغل أكتر
والمساحات الفاضية عم تختفي
ومع كل مبنى جديد بغطي جرف المدينة
وبيحتكر هالفضاء العام
بيموت جزء صغير من تجربتي
وتجربتي كتير ناس مع المدينة
لحتى نحكي عن هالتجربة بوضوح أكبر
قررنا نسمع من شربل عن علاقته بالمطلات
اللي بيحب يرتادها وبيستمتع بقعدتها بمدينة
عم بديق فينا شوي شوي
شربل على عكس تجربتي الشخصية للمطلات
بيحب المطلات اللي خارج حدود تنظيم المدينة
ولما حكيت معه شفت قديش فيه اختلاف
بين تجربته لهالمساحة وتجربتي
الأمر اللي كشف لي تعددية في طرق استغلال المكان
أما الأشخاص اللي بنمطوا مرتدي المطلات
مش شايفين كل التداخلات اللي رح نسمعها بحلقة اليوم
بتذكر أول مرة رحت على مطل أبسوس
كانت صدفة كنت مع صحابي في المدرسة
وكانوا بيحكوا أنه يلا خلنا ننزل على المطل على أبسوس
فنزلت هنا كانت دنيا ليل
ونزلنا وقفنا هناك فأنا بستغرب أنه
بالمطل شفت البحر ميت
أنه واضح كير كان
مع أنه كانت دنيا ليل بس كان إنه نعكاس
البحر ميت واضح
فضل المكان براسي
فالسنة هاي هيكة وأنا بسوق
نزلت من عند أبسوس
وبس وأنا بلفلف فجأة لقيت
نفس المطل هذا وتذكرت هذا الموقف
اللي صار معي أنا وصحابي رحنا عليه بالليل
برضه بسميه مطل أبوديس
لأنه قريب كثير عن فلسطين
بقدر تشوف منه البحر ميت
فالمطل ما إله حدود
وبالعادة أغلب الأماكن اللي إحنا عنا موجودة في عمان
إله حدود يعني
الحديقة البيت عندك إله حدود
بيتك إله حدود
غرفتك إله حدود
كل مكان فيه حدود
فالمطلات بشكل عام ما إله حدود
وهذا أكتر إشي بخليني أتعلق في المطل أكتر يعني
لأنه دايماً الحدود عندي مشكلة في حياتي أصلاً
واجهت هاي أكتر إشي وقت كورونا
لأنه كان كل إشي مسكر
وكان في عندي أكتر من فرصة أطلع برا
بعدها فهمت أنه لا إش راح أقدر أطلع أي مكان
عشان كانت كل بلد مسكرة
ففكرة دايماً أنه مكان ما فيه حدود
إذا كان فيه فرصة أنه أطلع برا السيارة
ويكون ممتاز
وأحلى إشي في مطل أبو السوس
إنه فيه زي محلات صغيرة بتساعد على
إنه بحطوا فيه كراسة وقعدة
فتنزل من السيارة وبتقعدي على كرسي
وببيعوا شاي وأهوة وهي الأمور
شربل بحب يطلع برا سيارته
ويقعد بالهواء الطلق
بيستمتع بالمساحة وكبرها
بيعبر الجغرافيا اللي قدامه بنظره
ولو مش بجسمه
شعور بالبعد والقرب بنفس الوقت
قرب عشان فلسطين فعلياً قدامه
وقادر يميز ملامح الأرض والمدن اللي فيها بوضوح
والبعد عشان الطريق لهناك
إن لم تكن مستحيلة
فهي طريق صعبة جداً
لو شوما معاك وراء
وأنا بسمع من بداية المقابلة
بلشت تهمة الحدود وتعقيداتها
تبرز بكلام شربل
المطلصر يعني له المكان اللامحدود
المحل اللي بيطلع فيه برا حدود المدينة
والاختراب والبيت وجوازات السفر
يعني باختصار المهرب اللي بيلجأ له
لما كل حدود الدنيا توقف بوجهه
بالأخص وقت ما نصب كورونا
كان في فكرة أنه أنا ما بقدر أطلع من بيتي
كان كل عيالتي مصابين في كورونا
ما كان حدا حاجر حالي في الغرفة
فكنت حاجر حالي في البيت
فكان أطلع بسيارتي
وبس أطلع أعمل درايف بسيارتي
بدون ما أفتح الشباك
بدون ما أحكي مع حدا
بس لأنه خلاص بدي أطلع من المساحة
اللي أنا فيها هلأ اللي مجبر أنا أقعد فيها
فقال الحدود شخصياً هيك تزعجني
فالمطل هو أكثر مكان بقدر أهرب منه من هاي الفكرة
ممكن سطح بيتنا يكون مطل
هاي أحد الأشياء
هي فكرة رئيسية ممكن أنا بالنسبة لي للمطل
إنه ما يكون المكان حدود
الشربل بيروح عالمطلات لأنها بلا حدود
مع أنه المناطق المطلة هي اللي رسمت حدود اليوم وامبارح
وسقطت ممالك وطلعت الجيوش وغزوات منها
المطلات مناطق استراتيجية
يعني اللي بده يكشف بيروح لفوق
اللي بده يضرب بيروح لفوق
المناطق المطلة انبنت عليها القلع
واستعملت قممها لتوصيل الرسائل بالدخان والنار
مثلاً يقال إنه مثل أشهر من نار على علم
إجا من النار اللي كانت تضوي قمم الجبال
اللي اسمها العلم
للناس تستدل فيها وماتتوه بعتمة الليل
حتى في أيامنا المعاصرة
المنطقة المطلة هي موقع القوة في ميدان الحرب
مثلاً
الاحتلال الإسرائيلي باختار الجبال كمواقع لبؤراته الاستيطانية
عشان اللي فوق عالجبل بيتحكم
بيتحكم باللي جايه واللي رايحه بشو بينزل لتحت ومين بيصير يطلع لفوق
الاستعمال التاريخي لهذا التضاريس
هو اللي شربل بقول عنه استخدام المطل كما كان
أي
الاستمتاع بواحدة من أهم ميزاته
المدى البصري
الأكتر مكان بحب أروح فيه المطلات هو المغربيات
قبل الغروب
بالأخص المطل أبسوس لأنه المغرب فيه بتكون حلوة
جربت أروح الصبح كان مختلف كير المطل الصبح
بس أنا شخصياً مش كير بحب أروح مطلات بالليل
بس لأنه بالمطل بالليل شوي بكون عبارة عن ضواء وما بتشوفي هيك أماكن كثير
فبحس المغربيات بحب أروح فيها على المطلات
أغنية كير بتذكرها أو هيك كير بتذكرني في المنظر يعني
أكتر طريقة أنا بقدر أوصف فيها المنظر وقت الغروب
من المطل اللي هي أغنية شيخ إمام إذا الشمس غرقت
اللي كتبها أحمد فؤاد نجم
لأنه فعلياً يعني إذا بتضلك تسمعيها وإنتي في لحظة الغروب
يعني بتقدر تشوف الأغنية وكلمات الأغنية موجودة في كل مكان
تتعرض دنيا موجد صدام
إذا الشمس غرقت في بحر الغمام
هي فكرة أنك انتي واقفة على طرف جبل
ومثلاً ممكن تفكر أحياناً أنه آه ليش هاي الجبل موجودة
فهذا فيه شوية روحانية في المطلات يعني بعدتها
مفيش لك دليل غير عيوني الكلام
إذا الشمس غرقت في بحر الغمام
من الإختلافات اللي شفتها بين تجربتي الشخصية للمطلات وتجربة شربل
هي شو بتعني لنا وشو منعمل فيها
أنا كنت أروح على بعض المطلات جوال مدينة وأختار الليل مثلاً
كنوع من الاختفاء من عجئة المدينة ومساحاتها المضوية
نتفرج على ضواو من بعيد وبالعادة مع أصدقاء ومع موسيقى وأكل وحركة
أما لشربل فهي أقرب لتجربة روحانية بيروح لإلهة لتصفية ذهنه
والشعور بالثبات بدل الحركة
مكان من التأمل والحرية
صراحة أنا من النوع الكثير ما عندي مشكلة يكون معي حدا
وما عندي مشكلة أكون لحالي وما عندي مشكلة يكون
ما عندي مشكلة أتعرف على ناس قاعدين جنبية
أخذت أبوي أمي برضو على المطلات
كانت قصة كثير بتضحك
المطل كان بالعادة هادي
ما فيه أي نوع من المشاكل
رحت 15 مرة قبل ما أخذ ماما
فبس أخذت ماما في اليوم اللي أخذت ماما
ماما حدا كثير بتخاف
هي أصلاً بالنسبة إليها مطل أبو سوس كثير بعيد
رحنا قعدنا في المطل وفجأة صارت فيه مشكلة جنبينا
كان فيه شباب بعيد عننا شوي
بس يعني هيك ضرب الأشي الحلو في المطل الهدوء هيك
كان فيه ناس صاروا يرموا بعض من المطل
كان شيء بخوف بالنسبة لماما
بس بالنهاية استمتعت
ولكن كان مضحك كيف أنه بس اقررت أخذ أمي وكدامي
وحكي لهم المطل حلو والمطل آمن
ما فيه شي قرروا يصير فيه مشكلة
المرة التانية أخذت بابا عليها
حاولت كثير أقنعه أنه يجي معي على المطل
أو نروح نقعد في مكان
بابا من النوع اللي بأرقل
وصدفة كان فيه عنده شغل في أبو سوس
وبحكي له أنه خلاص ياني اليوم الجمعة خلنا نضلنا ماشيين
وكنت أنا بسوق فيه السيارة وضلنا ماشيين لتحت
وآخر شي نزلنا وهو يعني كيف عقصة
يعني حاولت أغريب الأرقيلة
أنه تعال بشتري لك أرقيلة أو بنعملك أرقيلة هناك
لأن الكوشكات هناك برضو بيعمل أرقيل
فبابا أول ما أعاد على المطل تأثر شوي
لأنه إحنا من قرية أبو ديس
وأبو ديس تعرفي قريبة عن أريحة كثير
فهو كان بيحكي إنه أديش أبو ديس قريبة هيك
وشوي دمعة يعني هم النوع اللي شوي حساس بهاي الأمور
وكنت بتفهم صراحة هذا الاشي
عشان هيك هذا المطل برضو بالنسبة لي
تحديدا مطل أبو سوس هيك يعني لي كثير
وكان وقتنا حلو أنا وأبوي يعني أرقلنا
أنا بأرقلش بس يمكن بدخن بس يعني أرقلت معاه
عشان نتقاسم الضرر بتاع الأرقيلة
وقاعد يعني كانت تجربة لطيفة إنك تأخذ أهلك على المطل برضو
لأنه الآخرة مطل أنا بالنسبة لي يعني مكان
مش خاص فيه أو خاص فيه
لدرجة إني بقدر أشاركم مع كثير ناس
برضو نفس الوقت خاص فيه لدرجة إني مش دايما بحب
يعني فيه بعض الناس بتخيل بحياتي مستحيل أخذهم معي على المطل
يعني ليش؟ لأنه خلص هيك طبيعتهم أو الجو الممكن نعمل
وإحنا في المطل أو الأعداء ممكن ما تكون رايقة بوجودهم
إلى جانب أهله مين بيروح مع شربل على المطل؟
سألته عن السياق الاجتماعي اللي بفضله للمطلات
خصوصا إنه شدد على فكرة الأعداء الرايقة
يعني هل بيروح هناك وحيد ليختلب الطبيعة والمنظر؟
حيانا برضو حلو تكون لحالك في المطل
في قصة بتضحك كثير إنه وقت حضرة الجمعة أول أول
أنا معي تصريح إعلام في وقت حضرة الجمعة وكنت بحكي إنه ممكن أروح على المطل
والمطل يكون فاضي ما فيه حدا
فروحت على المطل وبتذكر إنه انصدمت
كان المطل كان مكتظ أكثر من الأيام العادية
وكان فيه ناس أكثر من أي وقت
ووقتها حسيت إنه يمكن فرصة أجرب أروح على المطل لحالي
وكنت وقتها لحالي يعني بس كان فيه ناس حوالي
أنه خلاص تختلي مع نفسك يعني
بكون فيه هيك عدة أمور بدك تفكر فيها
ممكن تساعدك وجودك في ذاك المكان اللي حالك عادي تفكير فيها
وممكن برضو ما يساعدك
ممكن بس أنت خلاص عم تعطي وقت لنفسك
وعم تعطي وقت إنك تستمتع مع نفسك
يعني مثلا صاحب الأهوة اللي بروح عليها في المطل
إنه ما بعرف اسمه ولا أنا بعرف اسمه
بس إحنا خلاص إنه آه كيفك صار لك زمان وجاي عنا
آه والله كنت مشغول وهاي الأمور يعني
ففرضه فيه نوع من الاشي لطيف
إنه أنت بتكون في مطل وما حدا يعني ما حدا بعرفك
ولا أنت بتعرفي حدا هناك
فكرة إنه شربل بيحب يروح لحاله مرات على المطل
لفتت انتباهي غير السرحان والنظر المطول بالأفق
شو ممكن الواحد يعمل لحاله
يعني أنا بتذكر دايماً كنت أروح على المطلات مع أصدقائي
أجيب سندويشة كايك فيها بيض وجبنة وأطلع
نأكل ونحكي ونمشي ونحط أغاني على راديو السيارة
أما شربل معلشته للمساحة مختلفة تماماً
وطبيعة النشطات مختلفة وأروع
شهر 11 برضو تبنيت كلبة
وكانت التجربة الأولى في أني أتبنى كلبة
فبتذكر أول ما أخدت الكلبة عليها
بعد ما اشتريت لها طوق وشتريت لها حبل
أول ما أخدتوا عليها وحطيتها بالسيارة
أصحبت حالي وروحت أنا وياها أقعدنا في المطل
وبتذكر حتى تصورت معها في المطل
ودايماً بس أخدها معي على المطل بصورها
وهي بتطلع هيك لبعيد لأنه تشوف شو فيه أصوات
وشو فيه أشياء وكثير تسمع أصوات يمكن
فبتلاقيها أحياناً اليمين أحياناً الجمال
وزينا زي الحيوانات
بنحتاج مساحات نتحرك فيها
مع شوية نبتات وتضريس
نمشي نسرح أو بس حتى نشرب كاسة شاي
ونحكي مع رفاقنا
كبيري كاسة شاي
أنا وصحابي قعدين على الطاولة وكبيرني كاسة شاي
هي عبارة عن مكان نقعد فيه
يعني ممكن نحكي عن أشياء معينة
ممكن مرضو ما نحكي عن أشياء معينة
ممكن بس يكون عم نضحك
بس أنا بالنسبة لي كبيري كاسة شاي في المطل
أو كاسة قهوة
بس ليش ما بيشرب كاسة الشاي أو الأهوة
بمقهى أو مطعم؟
هل السعر السبب؟
ولا فيه إشي بجوهر المطل وخواصه
اللي بيخليه يفضل يقعد هناك؟
أنا بحس فنجان الأهوة أو فنجان الشاي بختلف
من مكان لمكان يعني مثلاً
فيه أهوة السنترال فص البلد
أنا من مرتدينها يعني بروح عليها كل فترة
بحب أشرب شاي هناك
وبحس كاسة الشاي في السنترال مميزة
وبروح كاسة الشاي في المطل مختلفة يعني
مختلفين عن بعض يعني
وأكتر إشي بيفرق بين المقهى والمطل
إنه كمان المقهى إلو حدود والمطل ما إلو حدود
المطلات مكان تقدر يتفكري فيه بالحياة
وتقدر تفكري فيه في طبيعة الكون
وهي الأشغالات هو أسهل بكتير من الكفاءة
كتير من مرتدي المطلات بهربوا من حدود المكان اليومي
ممكن عشان يقدروا يمارسوا حياتهم خارج قواعد العيب
مثلاً الواحد ممكن يجيب شريكه لهالمساحة
اللي بعيدة عن عيون الناس والأذان الفضولية
كمان من الممكن مجموعة من الناس تهرب من أسعار البرات
ويعملوا بار بالكرسي الخلفي للسيارة على المطل
بشكل ما بصير فيها تجمع
وناس بتحكي مع ناس من الشمبيك
وبتتحرك حواليهم
يعني المطلات مساحة عامة داخل المدينة
ما بتخضع على أسوار السلطة المعتادة
فإذاً تتحول ضمنياً لموقع صدام
بتحاول السلطة تفرض نفسها فيه
وبالإضافة لممارسة السلطة في المطلات
أثار اهتمامي تجربة شربل مع الشرطة في الحارة
لما فتح مكتب المخابرات عندهم
مثلاً العادي أحياناً بالشارع ممكن تيجي عليك الشرطة
وأسهل ما فيهم أنهم يطلبوا الهويات
أنا من نوع ما بحب كثير هذا الموقف
اللي بكونوا أعادين في الشارع أو في مكان ومرواحدة
بيجي ناس أو الأمن الوقائي أو البحث الجنائي
بيطلبوا هوياتنا
مع أنه إجراء طبيعي هو
يمكن لأنه أنا بالحارة اللي ساكن فيها
فيها عندنا مكتب مخابرات كبير
فأحنا كنا قبل ما يفتح المكتب
كنا متعودين نقعد في كل مكان بالحارة
يعني ما حدا بتحسس مننا
كونه أنه تعرفي عائلة يعني وحدة في الحارة
بعد ما فتح مكتب المخابرات
صارت الأمور مختلفة شوي
صار أي مكان نقعد فيه قريب منهم
بيجيوا علينا ليش قاعدين هنا
مع أنهم بعرفوا أنه إحنا سكان المنطقة
فهذا الصدام الطبيعي هذا موجود أحياناً
ما عمره صار معي في مطل
بس بفضل ما عمره يصير معي
يمكن حسب يمكن لأنه أغلب مطلاتي اللي بروح عليها
تكون مكان هو بعيد عن المدينة
يعني بتخيل أكثر من مرة كنا نقعد
بالزمنات على مطلات مثلاً الجبل عمان أو الويبدة
وكان يجوا عندنا الشرطة يسألوننا إيش تعملوا
وطبيعي بتخيل لأنه المكان شوي
قريب عن الشوارع قريب عن المدينة
بس الأغلب مطلاتي اللي أنا بروحها
يعني عمداً بختار أنها تكون بعيدة
مطلات الداخل المدينة ومطلات خارج المدينة
أو اللي بعيدة عن الأحياء السكنية والقريبة عن الأحياء السكنية
القريبة عن الأحياء السكنية دايماً هي بالنسبة للسلطة
أنه هي مكان ممكن يلم مشاكل أو يعمل مشاكل
فبتلاقيهم دايماً مثلاً في مطل وويبدة
بتخيل دايماً فيه شرطيين عم بتمشوا هناك
وأي حدا بلفت النظر بالنسبة لهم
ممكن يطلب هويته وهي الأمور
بس هاي المساحة اللي أقرب لفضاء حر ومشاعل الجميع
تتحول تلقائياً لوصمة على الناس اللي بيرتدوها
لمجرد أنه فيه ناس بترتاح تشرب بالمطل
بتتحول المكان بعقول ناس من المجتمع لتجمع للسكيرة
وبتيجي معه افتراضات تانية على طبيعة الناس اللي بيرتدوه
واللي بمارسوا في حياتهم
يعني ممكن الواحد يفضل يتفادى يحكي للناس ولأهله أنه بيروح هناك
لمجرد أنه تحول بمخيلتهم لمكان مظلم ومشكلجي
في صورة نمطية احنا عنا في تجاه المطلات والناس اللي بيرتدوا المطلات بعض الأحيان
يعني بتذكر بابا كان كثير يحكي لي أول ما حكيت له أنه نازل على المطل أو راي على المطل
بيحكي لي أنه شو بدك تنزل على المطل كله هناك سكرانين أو كله هناك بيشربوا
في هاي الصورة النمطية تجاه المطلات واللي بيرتدوها
بس أنا مش كثير برضه بحب أعرف عن حالي أنه أنا زلمة كثير بيروح مطلات
يعني هو بالأخر مكان موجود فيه ناس في أي مكان ممكن يكون فيه تواجد فيه ناس ممكن تصير فيه مشكلة
بتذكر وقت المشكلة الصارت بس أخدت ماما على المطل كان الموضوع يعني عادي يعني
زي أي طوش ممكن تصير في أي شارع زي أي طوش ممكن تصير في أي مكان
في النهاية أنه كيف تتفادي المشاكل أو الشغلات هي تلقائيا بتصير معي أنا يمكن
لأنه خلاص يعني الجنبية لو حكى أي شيء أو سمعته حكى يعني خلاص أنت بالنهاية بتتفادي
ما عمره صار معي بس أنا لو صار معي نوع من هاي الأمور اللي ممكن تتطر فيها تتفادي
أنه أنا دايما بختار يعني عدم المواجهة في هاي الخيارات
لأنه يعني ليش الواحد ضيع الهدوء والسيطرة ويبلش بشغلات تانية
هو آه أنا بالنسبة إلي المكان المطل هدوء وسيطرة بس هو يمكن هذا الاشي كثير مختلف
بالنسبة لغيري يعني بتذكر أحيانا بكون جنبية بكون قاعدين ناس أنه بلعبوا شدة
وبأرقلوا وبضحكوا يعني وبنفس الوقت ممكن تلاقي ناس عم تشرب في المطل
قاعدين بسيارتهم بخبين حالهم وعم بشربوا
ويعني أنا بصراحة ما عندي مشكلة مع أي حدا بشو بعمل في المطل
بس أنه أنا بالنهاية إلي دخل في الهدوء والسيطرة تاعتي
والهدوء والسيطرة تاعتي ما لها علاقة في الناس اللي حوالي يعني أنا ممكن
عن جد يكون في حفلة جنبية في المطل عم تسير وأنا لسه بالنسبة إلي الأمور هدوء وسيطرة
السؤال إذن لو صار المطل مكان منظم ملك للدولة
وتم تطوير فكرة الجلوس فيه كأنك في حديقة
ولو صار فيه خدمات أكتر من بس شاي وأهوة وأرقيلة ممكن مصفات كمان
هل رح تحب تروح عليه؟
ولا رح تفضل الجلوس في مطل أنت بتختاره عشوائياً بارز بنفسه في الطبيعة
وغير محكم بقواعد استخدام أو حتى مراقبة؟
لو كان المطل منظم أو هيك صار فيه محل مصفات للسيارات وهي الأمور
وكان فيه محلات معينة بحس بفقد نوع من الأشياء المهمة في المطل أنه بصير إليه حدود
بصير آه أوكي هذا المكان اللي لازم تصف فيه سيارتك هذا المكان اللي ممكن تقعد فيه
أو هاي الخيرات اللي ممكن تقعد فيها بينما هلأ يعني المطل حتى الكشكات الموجودة
ممكن بسهولة تجنبيهم وتقعد تمشي أو تلاقي مكان إليك خاص فيكي
وهاي من أهم الأمور بحس في المطلات أنه كثير مؤسف بكون لو المطل صار مكان منظم
لأنه مطل برضه عشوائي يعني ممكن أي مكان يكون مطل يعني أنا بقدر أقعد على صخرة
بدل ما أقعد على الكرسي بقدر أقعد على شجرة ألاقي شجرة أنزل تحت شوي وألاقي شجرة وأقعد عليها
فبسهولة بتقدر تلاقي المطل تاك الخاص فيكي كل حاجة لازم يكون فيه عنده تجربة في المطلات
للأسف اللي ما عندي ممكن سيارة أنا محضوظ أنه أنا جد عندي سيارة وبقدر أروح على المطلات
وبقدر ألفلف أروح وأجي أنزل مطل في الصلط أنزل مطل في أبو نصير أنزل مطل في أبو السوس
بس بتمنى أنه جد أي حدا بقدر يحتاج مطل ليقدر يلاقي مطل أو يقدر يكون عنده قدرة أنه يوصل أي مطل
ممكن نفكر بالمطلات كمساحات مضادة لهيمنة الحدود علينا وعلى تصرفاتنا
علي وقتنا ومصارينا وحريتنا
كمساحة بتوقف بوجه المنشآت الخاصة والمساحات المغلقة ومساحات النظام والتنظيم
متنفس وزي ما عم بتروح من بين إيدينا وزي ما عم نتعرض للتنمية عشان عم نطلب بمساحة نكون فيها بلا حدود
ومارستنا بالذهاب إلها والجلوس عندها تتحول لممارسة انتزاع لهذا المكان العام واسترجاع قيمة الخلاء
المطل كان مهربي وهو مهرب شربل كمان من لما الدنيا تبلش تسكر وتديق علي وعليه
من زمان لليوم ونحنا منطلع على الجبال ومنسكنها
مندور على القمم لنقدر نشوف المنظر الأحلى والأشمل من فوق
ومن يهابوا صعود الجبالي يعيش أبدا دهري بين الحفر
نهاية هالحلقة بدي أشكر شربل على مشاركتنا حبه وتجربته للمطلات
وعكسلنا بكل استرسال كيف الصورة النمطية السائدة حول هاي الأماكن ومين بيزورها مش دقيقة
كنا معكم من الإعداد الكتابة والتقديم راما سبانخ
من التحرير تالا العيسى
من هندسة الصوت محمود أبو ندا
ومن النشر والتواصل مرام النبالي وبيان حبيب
ما تنسوا تشتركوا بقناة عيب على تطبيقات البودكاست لحتى توصلكم تنبيهات الحلقات الجديدة
بودكاست عيب من إنتاج صوت