*حاولوا اغتيال صلاح الدين الأيوبي.. من هم الحشاشون؟
ربما مرت عليكم
هل تعلمون أنها ليست خيالية تماماً؟
بل هي مستوحاة من قصص حقيقية
تحاكي أحداثاً وقعت في منطقتنا في زمن مضى
وتستلهم كثيراً من عقيدة الحشاشين
التي تعتبر من أخطر الفرق الإسلامية
في القرون الوسطى
ومؤرخون مسلمون
على فرقة من الطائفة الشيعية
اعتبرت مشتقة من حشيشة أو حشاشين
وهي تسمية أطلقت من باب التحقير
على النزاريين الإسماعيليين
دون دليل يشرح علاقتهم بنبتة الحشيش
كما اشتهر عنهم لاحقاً
حيث ادعت بعض الروايات أن أفراد الفرقة
كانوا يستخدمونه قبل تنفيذ عملياتهم
لكن مراجع ودراسات حديثة
تدحض هذا الاشتقاق
وترى أن أعداء الفرقة استخدموه
لتفسير قدرات الحشاشين
واستعدادهم للموت من أجل قضيتهم
وصعوبة ثنيهم عن تحقيق أهدافهم
بعض المصادر الغربية تعتبر أن الاسم الأصلي
بمعنى المخلصين
وأن تشابه اللفظ مع كلمة حشيش
هو سبب سوء الفهم لدى الرحالة الأجانب
أدى الحشاشون دوراً في تاريخ المنطقة
لما يقرب من قرنين من الزمان
مع سمعة سيئة ارتبطت بهم
بسبب أسلوبهم في تصفية الخصوم
واعتبرهم خصومهم منحرفين
وواجهوا ردوداً من الشيعة والسنة على حد سواء
ينسب تأسيس فرق الحشاشين
وهو رجل دين يتمتع حسب مؤرخين
بشخصية جذابة مؤثرة وعقل مدبر
ولد في مدينة قم لعائلة شيعية إثنا عشرية
ثم تحول إلى الإسماعيلية بعد انتقال عائلته إلى مدينة
وبايع إمام الإسماعيلية الفاطمي
لكن بعد وفاة المستنصر بالله في مصر
وانقسام الإسماعيليين إلى تيارين يتنازعان الخلافة
اصطف الصباح مع النزاريين
واستغل سمعته في أوساط عديدة
لتوسيع قاعدته الشعبية وتحقيق أهدافه
شرع في البحث عن حصن آمن
حتى استولى
من السلاجقة السنة لموقعها وسط جبال وعرة
ثم خطط للاستيلاء على عدد من قلاع المنطقة
لينتقل مركز الإمامة النزاري إلى بلاد فارس
أدرك الصباح صعوبة المواجهات المباشرة مع أعدائه
لقلة عدد أنصاره ولجأ إلى تكتيكات أخرى
ركز على كتيبته الخاصة
وكانت الاغتيالات سلاحهم الأبرز
تدربوا على قتل ضحاياهم
وتنفيذ مهامهم بعناية وفي العلن
خطط الحشاشون لبث الرعب في قلوب الخصوم
من القادة السياسيين والعسكريين والدينيين
استراتيجيتهم اعتمدت على التمويه
والتسلل بين الجماهير
وفي مرات كثيرة
اخترقوا الدوائر المقربة من أهدافهم
ولم يكن متوقعاً من منفذي تلك العمليات النجاة
لذلك عرفوا بالفدائيين
ضمت قائمة ضحاياهم
شخصيات عديدة بارزة في ذلك الوقت
وكانت لهم محاولات لاغتيال القائد
لكنهم فشلوا في النيل منه
كما طالت خناجرهم شخصيات غير مسلمة
لكن مصادر تعتبر أنه لم يكن في نيتهم
استهداف المسيحيين
حيث أشارت إلى وجود
انتشر نفوذ الفرقة في مناطق مختلفة
وتمددوا من معقلهم في فارس نحو الشام
حيث اشترى الحشاشون قلعة في حلب
ثم استحوذوا على قلاع أخر في المنطقة
بقيادة رشيد الدين سنان المعروف
واجه الحشاشون اتهامات كثيرة
من قبيل الابتداع والبعد عن تعاليم الدين
وادعاء زعيمهم تلقيه تعليمات من إمام مخفي
وانتشر الكثير من القصص والحكايات
توجت بما نشره عنهم
مضيفاً روايته الخاصة
حيث يفترض أن الفدائيين تلقوا جزءاً من تدريبهم
وكانوا حسب تلك الادعاءات
يوهمون بأنهم دخلوا الجنة
ولامسوا حقيقتها والتقوا الحور العين
ظلت الفرقة محاطة بالألغاز
بقيادة هولاكو معاقلهم في بلاد فارس
بما في ذلك قلعة ألموت
التي اعتقد أنها منيعة على أي غزو
ثم استكمل السلطان المملوكي
مهمة ملاحقتهم في سوريا
وأجبرهم على تسليم قلاعهم
رغم تلاشي قوة النزاريين العسكرية
فقد صمدت عقيدتهم
بعد فرار من تبقى منهم إلى دول الجوار
وحالياً تنتشر الطائفة في أنحاء مختلفة من العالم
واستمرت الإمامة الإسماعيلية
إلى أن وصلت لسلالة آغا خان
ومنها إمامهم الذي يرعى عدة مؤسسات خيرية
