*بدون حرق | لماذا يجب أن نحذر عند مشاهدة الأفلام المستوحاة من قصص حقيقية؟
إذا ألقينا نظرة على جميع الأفلام
المرشحة لجائزة الأوسكار
خلال 15 سنة
فسنلاحظ شيئاً مثيراً للاهتمام
يوجد دائماً
عمل مبني على قصة حقيقية
سواء كان فيلماً عن حدث تاريخي
أو عن سيرة ذاتية لشخصية مشهورة
تفاجئنا بتغيير أشكال ممثلين
من هذا
إلى هذا
عندما تظهر هذه العبارة على الشاشة
قبل بداية أي عمل فني
يفهم المشاهد أمراً أساسياً
العمل الذي يوشك أن يعرض أمامه
ليس من محض الخيال
لكن في نفس الوقت
لكن تأثير تلك العبارة
قد يكون أكبر مما نتصوره
بعض الناس يشعرون بأن قيمة الفيلم أو المسلسل
تزداد لديهم إذا كان مبنياً على أحداث
من أرض الواقع
خصوصاً إذا كانت
نعم.. فيلم Catch Me If You Can
مبني على أحداث واقعية
هذا الشعور يتوافق مع دراسات
أجراها 3 باحثين في جامعة أمريكية
تقول نتائجها
إن أحد العوامل المهمة لنجاح قصة ما
هو قابليتها المفترضة للتصديق
أي مدى إمكانية حدوثها في الحقيقة
بغض النظر عما إذا كانت وقعت بالفعل أم لا
كتاب الأفلام والمسلسلات
يأخذون ذلك في الاعتبار لتعزيز معقولية قصصهم
وتسويقها على أنها مستوحاة من الواقع
لتحسين استجابة المشاهد لها
ومن ثم تعزيز فرص نجاحها التجاري
وهنا نأتي إلى السؤال الأهم
لفترة طويلة..
شاع الاعتقاد أن وسائط الترفيه هدفها ببساطة
الترفيه
أي أن مشاهدة الأفلام والمسلسلات
وسيلة للاسترخاء بعد يوم متعب
أو الهروب من مرارة الواقع
لكن مؤخراً
بدأت أبحاث بتسليط الضوء على
فإلى جانب الترفيه
يوجد ميل إلى مشاهدة قصص
ونظرتهم تجاه العالم
في حياة الإنسان
لكونهم يعيشون في وضع أفضل
باختصار
المشكلة أن الأمر يتجاوز التأثير على الشعور
إلى التأثير على الأفكار
إحدى الدراسات لاحظت أنه
بعد رؤية مشاهد تاريخية في دراما وثائقية
واجه المشاهدون صعوبة
في استحضار تفاصيل الحدث الحقيقي
والتفريق بين التفاصيل الحقيقية والخيالية
ما يعني إمكانية استغلال هذا النوع من الدراما
للتأثير على الوعي الجماعي تجاه قضايا معينة
وربما تشويه أحداث تاريخية وإبراز أخرى
من خلال حذف أو تغيير أجزاء
قد تعتبر أساسية في القصة الحقيقية
فيلم أرغو الذي حقق نجاحاً كبيراً
انتقد لمبالغاته الدرامية في تصوير
والتقليل من أهمية دور كندا
في إنقاذ الأمريكيين الستة المحتجزين
مقابل تضخيم دور الولايات المتحدة طبعاً
وواجهت أعمال عربية مصيراً مشابهاً
مسلسل الجماعة
الذي يحكي تاريخ نشأة جماعة الإخوان المسلمين
أثار حالة من الجدل في مصر
واتهم بتزييف التاريخ
لكن صناع هذه الأفلام والمسلسلات
يدافعون عن أعمالهم بحجة