×

Utilizziamo i cookies per contribuire a migliorare LingQ. Visitando il sito, acconsenti alla nostra politica dei cookie.


image

تاريخ × حدوتة (History), فتح الشام | ماذا كان يحدث بالشام خلال إنتصارات خالد بن الوليد بالعراق ؟؟ - Levant campaign

فتح الشام | ماذا كان يحدث بالشام خلال إنتصارات خالد بن الوليد بالعراق ؟؟ - Levant campaign

بعد أسابيع قليلة من أداء خالد بن الوليد رضي الله عنه لفريضة الحج

و العودة من جديد إلى مدينة الحيرة ...

كان على وشك أن يُصدر الأوامر بالتحرك نحو العاصمة الفارسية

عندما تسلم رسالة عاجلة للغاية قادمة من المدينة

فلما فضَ الرسالة

وجدها مُرسلة من خليفة المسلمين أبو بكر الصديق رضي الله عنه

وتتضمن أوامر في غاية الخطورة

فقد قال له

بسم الله الرحمن الرحيم , من عبدالله ابن ابي قحافة إلى خالد بن الوليد

السلام عليك ..

احمد الله الذي لا اله إلا هو , و أصلي على نبيه محمد عليه الصلاة و السلام " سر حتى تصل جموع المسلمين في الشام ... فهم في حالة كبيرة من القلق "

فتوقف خالد عن القراءة

خشية أن يكون ذلك بمثابة الأمر بعزله عن قيادة الجيوش في بلاد فارس

ولكن سرعان ما تبدد قلقه عندما تابع قراءة الرسالة

.. فقد قال له خليفة المسلمين

وأنني أعينك قائدا على جيوش المسلمين وآمرك أن تقاتل الروم

.. وانت القائد على أبي عبيده و من معه ..

فاذهب بسرعة يا ابا سليمان

.. و أقسم جيشك إلى نصفين ودع النصف مع المثنى

الذي سيخلٌفك في العراق ..

إشتباك المسلمين مع الروم و الغساسنة كان بدأ منذ عدة سنوات

و تحديدا في العام الثامن الهجري ..

عندما حرك الرسول عليه الصلاة والسلام جيش المسلمين من المدينة نحو الشام

ردا على مقتل مبعوثه إلى ملك الغساسنة على يد شٌرحبيل بن عمرو الغساني

و الإعتداء على سرية كعب بن عمير السلمية في ذات أطلاح قبل ذلك بشهرين

و مع تهديد ملك الغساسنة بتحريك الجيوش إلى المدينة و القضاء على المسلمين

... أدرك النبي عليه الصلاة والسلام مدى الخطر

الذي تمثله مملكة الروم البيزنطيين على دولة الإسلام الناشئة

و لذلك قام فورا بتحريك الجيش الإسلامي نحوهم

ووصى المسلمين بعدم القتال إلا إذا رفض الجميع دعوتهم ..

و حدث الإشتباك بالفعل بين القوتين في مدينة مؤتة

والتي شهدت على أول عبقرية حربية لخالد بن الوليد بين صفوف المسلمين

وتنفيذه للإنسحاب الناجح بعدما تكبد المسلمون خسائر جسيمة خلال الأيام الأولى للقتال ... وتكرر الإشتباك مع الغساسنة خلال سرية ذات السلاسل في نفس العام

بعدما تجمع عددا من أبناء قبيلة قضاعة للهجوم على المدينة

حيث نجح المسلمون في تشتيت شملهم و إفشال مخططهم

وكاد أن يتكرر مرة آخرى خلال غزوة تبوك في العام الذي تلاه ..

ورغم إسلام عدد من القبائل العربية بالشام بعد ذلك دون قتال ...

إلا أنه بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام في العام الثاني عشر هجريا ..

ارتدت الكثير من بطون القبائل بالشام عن الإسلام

و بالغوا في مقاومة المسلمين وكانوا على وشك الزحف للمدينة..

ورغم نجاح سرية أسامة بن زيد في التعامل معهم

و من بعده الألوية التى أرسلها لهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه خلال حروب الردة ...

إلا أن المسلمين كانوا قد أدركوا مدى الخطر الذي تمثله مملكة الغساسنة و إمبراطورية الروم عليهم

وكان الخليفة يعلم أنه سيضطر عاجلا أم آجلا للتعامل معهم ...

و مع بداية العام الثاني عشر هجريا

.. كان خالد بن الوليد يزحف نحو العراق

بجيش مكون من ثمانية عشر ألف مقاتل للتعامل مع الإمبراطورية الساسانية

... و مع كل إنتصار للمسلمين بأرض العراق

كان خالد رضي الله عنه يٌرسل أحد الرجال للمدينة ليبلغ الخليفة بخبر الإنتصار الأخير

فكان الرسول الذي أرسله خالد بعد نجاحه في فتح مدينة الحيرة

هو شُرحبيل بن حسنة

والذي وصل بالفعل إلى المدينة في يوم 27 ربيع الأول من العام الثاني عشر هجريا ...

ولعب شٌرحبيل بن حسنة دورا هاما في إتخاذ القرار بالتوجه نحو الشام

... فبعد وصوله بأيام قليلة

... توجه إلى خليفة المسلمين و سأله عما إذا كان يٌفكر في إرسال الجنود نحو الشام

فسأله أبو بكر رضي الله عنه عن سبب سؤاله

.. فأخبره شٌرحبيل أنه شاهد رؤية خلال منامه و قصها عليه ...

ففسر خليفة المسلمين تلك الرؤية

و أخبره أن بها بشارة بفتح الشام و إقتراب آجل الخليفة في نفس الوقت ...

ولعل تلك الرؤية كانت من أكثر الأشياء التي شجعت أبو بكر الصديق رضي الله عنه

في إتخاذ القرار المناسب نحو الشام بعدما كان يفكر في ذلك الأمر بالفعل ...

فقد سارع فورا في عقد مجلس للشورى بين كبار الصحابة

للتشاور على إرسال الجيوش نحو الشام و القضاء على خطر الإمبراطورية البيزنطية و مملكة الغساسنة ..

فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أيد قرار الخليفة

بإرسال الجيوش والكتائب المتتالية نحو الشام ...

ولكن كان لعبد الرحمن بن عوف رأيا آخر

و رأى أنه من الأفضل إتباع نفس الأسلوب

الذي اتبعه الخليفة مع الفرس خلال عملية ضم العراق

فكان رأيه أن يٌرسل السرايا لحدود الإمبراطورية البيزنطية للهجوم عليها

ثم العودة سريعا إلى الصحراء

كما فعل المثنى بن حارثة في بداية فتح العراق

فإذا نجحوا في ذلك فسيعتادوا التعامل مع الروم

و تقوى عزيمتهم

فيمكنه بعد ذلك أن يجمع جيشا واحدا قويا من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية

ويقاتلوا الروم وينتصروا عليهم

فإزدادت حيرة أبو بكر الصديق رضي الله عنه

وطلب رأي بقية الصحابة

... فقام عثمان بن عفان رضي الله عنه وأخبره أن مهما كان القرار الذي سيتخذه

فسيكون في صالح المسلمين

و سيقف الجميع معه على تنفيذه

وأيده في ذلك طلحة والزبير و سعد وأبو عبيدة ...

فطلب أبو بكر الصديق رأي علي ابن ابي طالب رضي الله عنه

والذي كان صامتا منذ بداية الحديث ...

... فقال له علي ابن ابي طالب انه سواء سار نحو الشام بنفسه أو ارسل الجيوش لهم

فسينصره الله مادام كان هدفه خالصا نحو نصرة الدين ..

فإرتاح أبو بكر الصديق كثيرا لرأي على ابن ابي طالب رضي الله عنهما

و اتخذ القرار أخيرا بإرسال الجيوش نحو الشام ...

قام أبو بكر الصديق بدعوة الناس إلى التجمع و التطوع في الجيش الذي سيتجه إلى الشام ...

و اختار خالد بن سعيد ليكون قائد الجيش الجديد

بعدما كان أول من تطوع لذلك ..

فبدأ الناس يتجمعون حول خالد بن سعيد

و شيئا فشئ بدأت الأعداد تزداد و الناس تقبل من جميع أنحاء المدينة

ولكن في اليوم الرابع من شهر ربيع الثاني في العام الثاني عشر هجريا

رأي أبو بكر الصديق بعد مشاورة مع مستشاره عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

أن يولى قيادة الجيش لشخص آخر بدلا من خالد بن سعيد ...

... فقام بإعطاء لواء او جزء من الجيش لخالد بن سعيد

و أمره بالتوجه والإقامة في مدينة تيماء كقوة احتياطية ...

فكانت تلك القوة تعتبر قاعدة إستراتيجية في عمق شبه الجزيرة العربية

ويمكنها أن تؤمن الطريق إذا ما قرر الروم أن يتقدموا نحو المدينة

أو يبعثوا بقوات من الغساسنة لنفس الهدف ..

و بعدها قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه

بإستدعاء يزيد بن أبي سفيان و ابي عبيدة بن الجراح و شرحبيل بن حسنة و معاذ بن جبل

و أخبرهم أنهم سيقودوا الجيوش الذي تجمعت في ألوية مختلفة نحو الشام

فإذا ما تجمع الروم لهم بأعداد كبيرة

و احتاجوا لتجميع الألوية في جيش واحد

فسيكون أبو عبيدة هو القائد العام لجيش الشام

فإن لم يلتحق بهم لأي سبب

فسيكون يزيد هو القائد البديل

فانطلق الأمراء للتجهز لهذه المهمة

و بدأت الأعداد في معسكر المسلمين تزداد مع مرور الوقت

ولكن رغم كثرة عدد الجنود في المعسكر

إلا أن خليفة المسلمين لم ير أن العدد مناسب لمواجهة جموع الروم

... فإستشار أصحابه الذين وافقوه هذا الرأي

.. فاستقر على دعوة أهل وقبائل اليمن للحضور والانضمام إلى جيش المسلمين ..

.. فأرسل لهم أنس بن مالك برسالة عاجلة

ليطلب من كل بطن و قبيلة باليمن الإلتحاق بجيش المسلمين

.. فاستجاب فورا الجميع

و بدأت القبائل المختلفة تتوافد على المدينة بدءا من منتصف شهر رجب من نفس العام

و في اليوم الثالث و العشرين من شهر رجب

وبينما كان خالد بن الوليد يحاصر مدينة دومة الجندل

عقد أبو بكر الصديق أول لواء ليزيد بن أبي سفيان

وكانت مهمته الوصول إلى مدينة دمشق و ضمها

وكان جيش يزيد في أول الأمر 3 آلاف مقاتل

وزاد حتى وصل إلى سبعة آلاف مقاتل بعد إمدادات أبو بكر الصديق له

و مما لا شك فيه

أن سقوط مدينة دومة الجندل في اليوم التالي على يد خالد بن الوليد

كان له أثرا كبيرا في تأمين طريق لواء يزيد بن أبي سفيان نحو الشام

و بعد ثلاثة أيام من خروج يزيد باللواء الأول

بدأ اللواء الثاني يتحرك تحت قيادة شٌرحبيل بن حسنة من نفس الطريق

.. و قدر عدد اللواء الخاص ب 3 لأربعة آلاف مقاتل

وكانت المهمة الموكلة إليه هي مدينة بُصرى ذات الحصن المنيع

.. فتقدم بالفعل شٌرحبيل من نفس الطريق الذي اتخذه يزيد

وواصل طريقه دون أن يلقى أي صعوبات لهدفه ..

و بعد إزدياد الأعداد في معسكر المسلمين

أمر خليفة المسلمين بخروج اللواء الثالت تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح

في اليوم السابع من شهر شعبان

.. و كان عدد اللواء الخاص به يقدر ايضا من 3 إلى أربعة آلاف مقاتل

وكانت وجهتهم هي مدينة حمص ...

... فخرج أبو عبيدة على رأس اللواء الثالث و معه معاذ بن جبل

و سار في الطريق الذي رسمه لهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه

حتى وصلوا لمدينة مآب

فالتقى مع قوة بسيطة و نجح في الإنتصار عليهم

و عقد الصلح معهم

.. فكان ذلك أول صلح خلال رحلة فتح الشام

و واصل بعدها مسيرته نحو مدينة الجابية ..

وصلت أخبار تحركات ألوية المسلمين في الشام

إلى هرقل ملك الروم بينما كان يتواجد بفلسطين ...

... و يٌقال انه كان في بيت المقدس

فجمع أهل البلاد وأشراف الروم و القبائل المساندة له

و خطب بهم و حثهم على مقاتلة جيش المسلمين

القادم من شبه الجزيرة العربية

و انتقل بعدها إلى دمشق في اليوم الثالث و العشرين من شعبان

و خطب بها نفس الخطبة على أهلها

.. ثم انتقل بعدها إلى حمص و أعاد نفس الخطبة

و خرج منها في إتجاه أنطاكية عاصمة الشام في ذلك الوقت

و وصل إليها في اليوم التاسع من شهر رمضان من نفس العام

.. و هناك بدأ يكاتب الإمبراطورية البيزنطية حتى تُرسل له الجيوش الجرارة للإستعداد للحرب القادمة ..

.. فبدأ المقاتلون يتوافدون من كل مكان

و كانت أعداد الروم تتزايد يوما بعد يوم ...

فقام أبو عبيدة بن الجراح في اليوم السادس عشر من شهر رمضان

بإرسال خطاب عاجل إلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه

ليٌعلمه بالتطورات الجديدة ويطلب المشورة ...

و في نفس اليوم

أرسل له يزيد بن ابي سفيان رسالة لنفس السبب

و أخبروه أن هرقل قد خطب في الناس

و أخبرهم أن اهل مدينة واحدة لديهم أكثر من جيوش المسلمين التي آتت لهم

و أنهم سيهزموهم لا مٌحالة

فأرسل لهما أبو بكر الصديق الرد في اليوم الثاني و الثالث من شهر شوال على التوالي

و طمأنهما أن حاله الإستنفار العام لدى الروم

تٌشير إلى مدى التوتر الذين يشعرون به

بسبب توافد جيوش المسلمين على الشام

.. و أخبرهما أنه سيُرسل لهما المدد من الرجال مع ذلك في أسرع وقت ...

وبالفعل قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه بإرسال هاشم بن عتبة مع ألف رجل

نحو أبي عبيدة في اليوم الثامن و العشرين من شهر شوال

كما أرسل سعيد بن عامر مع سبعمائة رجل من بينهم بلال بن رباح

تجاه جيش يزيد بن أبي سفيان في اليوم السابع من ذي القعدة ..

و تفائل أبو بكر الصديق

عندما وجد حمزة بن مالك الهمذاني يأتى على رأس ألفي رجل في اليوم التالي

فخيره أبو بكر في الإتجاه إلى أي من الألوية الثلاث بالشام

.. فقام حمزة بن مالك بإختيار أبي عبيدة و قام بالتوجه إليه مع رجاله في اليوم الخامس عشر من شهر ذي القعدة .

واخيرا قام ايضا بعض الأعراب من قبائل بني سليم و بني كعب

وأسلم و غفار و مزينة

بالتطوع لدى خليفة المسلمين

وساروا في نحو 300 رجل نحو جيش يزيد بن أبي سفيان

في تلك الأثناء كان أهل الشام يٌراقبون ما يحدث

.. فلما رأووا تزايد أعداد جيوش المسلمين ..

أرسلوا فورا إلى ملكهم هرقل و استنجدوا به

فقام هرقل بالرد عليهم

و بدأ يُعد أخيه و بقية الأمراء

حتى يٌرسل جيشا لكل لواء من ألوية المسلمين

وبدا للجميع أن الإشتباك بين الجيوش أصبح أقرب من أي وقت مضى ...

وبالفعل كان توقع الجميع سليما

فقد خرجت قوة مكونة من 3000 رجل من الروم

تحت قيادة سرجيوس الأول البطريق الروماني نحو مدينة غزة

وكان هدفهم هو مهاجمة الجيوش الإسلامية من الخلف ...

فلما علم يزيد بن أبي سفيان بخروجهم

... أرسل فورا إلى أبي عبيدة ليطلب مساعدته ..

فأرسل له أبي عبيدة 500 رجل

.. وتقدم بعدها يزيد و من معه من الرجال حتى وصلوا مدينة العربة

و التقوا هناك مع جيش الروم في أولى المعارك بالشام ..

واستطاع المسلمون تحقيق الإنتصار عليهم

وقتل فيها إحدى القادة الرومانين

.. فتقهقر بقية الروم نحو قرية داثنة بغزة

و من خلفهم المسلمون بقيادة أبي أمامة الباهلي

يلاحقونهم حتى استطاعوا هزيمتهم مرة آخرى

و هرب الروم إلى حيث آتوا بعد ذلك

و عاد الجيش من جديد الى ارض البلقاء بعد ذلك النصر

و بعد أن علم أبو بكر الصديق رضي الله عنه بأخبار انتصار المسلمين

.. أرسل رسالة فورا إلى أبي عبيدة

و أمره بالسيطرة على القرى و الأراضي المحيطة به

و عدم محاصرة المدن الكبرى إلا بعد أوامره

و أخبره كذلك أنه سيرسل المزيد من الرجال لتأمين الشام من كل الجهات ..

وبالفعل قام خليفة المسلمين بمكاتبة عمرو بن العاص

وخيره بين البقاء في عمله بجمع الصدقات و الزكاة من بطون قضاعة

أو الجهاد و الإنضمام إلى جيش المسلمين ...

فاختار عمرو بن العاص الانضمام إلى الجيش الإسلامي

وقال انه سهم من سهام الإسلام و ذهب فورا للمدينة

... و بدأ في حشد الرجال حوله حتى جمع جيشا يقدر ب 3 آلاف مقاتل

و كان من ضمن هذا الجيش أشراف قريش

منهم الحارث بن هشام و سهيل بن عمرو و عكرمة بن أبي جهل

وحدد له أبو بكر الصديق رضي الله عنه طريقه

و أمره بالذهاب إلى فلسطين حتى يحمى الإقليم جيدا

و يمنع الروم من تكرار الهجوم من تلك الجهة

... و في اليوم الثالث من محرم في العام الثالث عشر هجريا ..

خرج عمرو بن العاص من حدود المدينة

و توجه باللواء الخاص به حتى وصل وصل لمدينة أيلة على ساحل البحر الأحمر

و في تلك الأثناء

كانت أخبار الهزيمة وصلت إلى أنطاكية مقر الروم بالشام

و كان يبدو أن خطة الخليفة للسيطرة على الشام تسير على ما يٌرام

ولكن قام هرقل بالتحرك فورا

و جهز قوة جديدة هدفها هو معسكر خالد بن سعيد بتيماء

و الذي كان مقيما حسب أوامر الخليفة بالمدينة كخط احتياط للمسلمين

و كان منذ ذلك الوقت يدعو من حوله للانضمام إليه

... فلما تجمعت أعداد كبيرة بالمعسكر الخاص به

.. توجهت له القوة الرومانية للقضاء عليه

فأرسل خالد بن سعيد إلى الخليفة والذي أمره بصد هذا الهجوم

مع عدم المبالغة في التقدم حتى لا يكشف ظهره للعدو

فقام خالد بن سعيد بالتقدم فعلا ولكنه عندما لم يجد الأعداء في المكان الذي توقعه

قام بمواصلة التقدم حتى وصل لمدينة مرج الصفر

على عكس أوامر الخليفة

.. ولم يدرك الخدعة التي كان يٌعدها له جيش الروم

فلما اطمأن للمكان و بدأ الجميع يخلد للراحة

قام الروم بالهجوم المفاجئ على رجاله و قتلوا منهم الكثير

و من ضمنهم ابن خالد بن سعيد

فهرب خالد بن سعيد و من تبقى من المسلمين نحو مدينة ذي مروة

وكان ذلك في اليوم الرابع من شهر محرم من العام الثالث عشر هجريا ...

إنتصار الروم في تلك الواقعة زادهم تصميما على القضاء على ألوية المسلمين الأربعة بالشام

فقام هرقل ملك الروم فورا بإستدعاء الكتائب المختلفة في الشام و فلسطين

و بدأ في حشدها في جيش واحد في مدينة أجنادين

فتتابعت أعداد هائلة من الجنود على المدينة

و وصلت الأنباء إلى أبي عبيدة سريعا

و شعر بالخطر الكبير الذي سيتعرضون له ..

فأرسل فورا إلى خليفة المسلمين رسالة ليشرح له الموقف بالشام ...

فلما وصلت الأخبار إلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه

أدرك مدى خطورة الموقف الذي ستتعرض له ألوية المسلمين

.. فقد قدر أبو عبيدة أن أعداد الروم بمدينة اجنادين قد تصل لمائة الف مقاتل

وهم من مكانهم هذا يستطيعون الهجوم العنيف على ألوية المسلمين و القضاء على كل لواء على حدة

فأدرك الخليفة أن قوة الروم اكبر بكثير مما توقع

و علم أنه لابد من تغيير الخطة التي وضعها لفتح الشام

وانه من الواجب عليه جمع جميع الألوية في جيش واحد

وامدادهم بالرجال سريعا لمواجهة اعداد الروم الضخمة ...

وبعد تفكير عميق

قرر أبو بكر الصديق رضي الله عنه أخيرا إستدعاء خالد بن الوليد من جبهة العراق

و إرساله سريعا مع نصف الجيش إلى الشام

حتى يقود جميع الألوية و يُنقذ المسلمين من الخطر الذي يُحيق بهم ...

فكان هذا هو موقف الجيوش الإسلامية بالشام

عندما تسلم خالد رضي الله عنه رسالة خليفة المسلمين

في اليوم الحادي و العشرين من محرم من العام الثالث عشر هجريا

... فبدأ خالد بن الوليد يستعد لمغادرة العراق

و لم يكن يدري أنه على وشك كتابة تاريخ جديد

..... ضد القوة العظمى الثانية في أقل من عام واحد

فتح الشام | ماذا كان يحدث بالشام خلال إنتصارات خالد بن الوليد بالعراق ؟؟ - Levant campaign Fath al-Sham | Was geschah in der Levante während der Siege von Khalid bin Al-Walid im Irak? Levante-Kampagne Fath Al-Sham | What was happening in the Levant during Khalid bin Al-Walid’s victories in Iraq?? - Levant campaign Fath Al-Sham | Que s’est-il passé au Levant lors des victoires de Khalid bin Al-Walid en Irak ? - Campagne du Levant Fethü'ş Şam | Halid ibn el-Velid'in Irak'taki zaferleri sırasında Levant'ta neler oluyordu? Levant kampanyası 法特·阿尔-沙姆 |哈立德·本·瓦利德在伊拉克取得胜利期间黎凡特发生了什么? - 黎凡特战役

بعد أسابيع قليلة من أداء خالد بن الوليد رضي الله عنه لفريضة الحج A few weeks after Khaled ibn Al-Waleed had performed Hajj

و العودة من جديد إلى مدينة الحيرة ... and returned to the city of al-Hira,

كان على وشك أن يُصدر الأوامر بالتحرك نحو العاصمة الفارسية he was about to order a move towards the Persian capital

عندما تسلم رسالة عاجلة للغاية قادمة من المدينة when he received a very urgent message from Madinah...

فلما فضَ الرسالة When he opened the message,

وجدها مُرسلة من خليفة المسلمين أبو بكر الصديق رضي الله عنه he found that it was sent from the caliph of the Muslims, Abu Bakr al-Siddiq (may Allah be pleased with him)

وتتضمن أوامر في غاية الخطورة and had very dangerous orders...

فقد قال له He told him:

بسم الله الرحمن الرحيم , من عبدالله ابن ابي قحافة إلى خالد بن الوليد In the name of Allah, the merciful, from Abdullah ibn Abi Qahhafa to Khaled ibn Al-Waleed,

السلام عليك .. peace be upon you.

احمد الله الذي لا اله إلا هو , و أصلي على نبيه محمد عليه الصلاة و السلام Thanking Allah, there is no God but him, praying to his Prophet Muhammad, peace be upon him, " سر حتى تصل جموع المسلمين في الشام ... فهم في حالة كبيرة من القلق " march until all the Muslims arrive in the Levant... They are in a great state of anxiety."

فتوقف خالد عن القراءة Khaled stopped reading

خشية أن يكون ذلك بمثابة الأمر بعزله عن قيادة الجيوش في بلاد فارس for fear that it was an intention to isolate him from commanding the armies in Persia...

ولكن سرعان ما تبدد قلقه عندما تابع قراءة الرسالة But his anxiety soon dissipated when he continued reading the letter.

.. فقد قال له خليفة المسلمين The caliph of the Muslims told him:

وأنني أعينك قائدا على جيوش المسلمين وآمرك أن تقاتل الروم I appoint you as a leader to the Muslim armies and command you to fight the Romans..

.. وانت القائد على أبي عبيده و من معه .. You are the leader over Abi Ubayda and his people..

فاذهب بسرعة يا ابا سليمان Head quickly for them, Abu Sulayman,

.. و أقسم جيشك إلى نصفين ودع النصف مع المثنى Divide your army in half and leave a half with al-Muthanna

الذي سيخلٌفك في العراق .. who will succeed you in Iraq..

إشتباك المسلمين مع الروم و الغساسنة كان بدأ منذ عدة سنوات The Muslims' clash with the Romans and the Ghassanids had begun several years ago,

و تحديدا في العام الثامن الهجري .. exactly in the 8th Hijri year / 629 AD,

عندما حرك الرسول عليه الصلاة والسلام جيش المسلمين من المدينة نحو الشام when the Prophet (peace be upon him) moved the Muslim army from Madinah towards the Levant,

ردا على مقتل مبعوثه إلى ملك الغساسنة على يد شٌرحبيل بن عمرو الغساني in response to the murder of his messenger to the Ghassanids' king by Shurahbil ibn Amr al-Ghasani,

و الإعتداء على سرية كعب بن عمير السلمية في ذات أطلاح قبل ذلك بشهرين and the attack on the peaceful company of Kaab ibn Umair in Dhat Atlah two months earlier...

و مع تهديد ملك الغساسنة بتحريك الجيوش إلى المدينة و القضاء على المسلمين With the king of the Ghassanids' threat to move the armies to Madinah and eliminate the Muslims,

... أدرك النبي عليه الصلاة والسلام مدى الخطر the Prophet (peace be upon him) realized the danger

الذي تمثله مملكة الروم البيزنطيين على دولة الإسلام الناشئة that the Byzantine Roman Kingdom posed to the emerging Islamic State.

و لذلك قام فورا بتحريك الجيش الإسلامي نحوهم And therefore, he immediately moved the Muslim army towards them

ووصى المسلمين بعدم القتال إلا إذا رفض الجميع دعوتهم .. and advised the Muslims not to fight unless everyone rejected their call..

و حدث الإشتباك بالفعل بين القوتين في مدينة مؤتة The clash took place between both forces in the city of Mu'ta,

والتي شهدت على أول عبقرية حربية لخالد بن الوليد بين صفوف المسلمين which witnessed the first military geniality of Khaled ibn Al-Waleed among the Muslim ranks

وتنفيذه للإنسحاب الناجح بعدما تكبد المسلمون خسائر جسيمة خلال الأيام الأولى للقتال ... and his implementation of the successful withdrawal after the Muslims had suffered heavy losses during the first days of combat ... وتكرر الإشتباك مع الغساسنة خلال سرية ذات السلاسل في نفس العام The clash with the Ghassanids was repeated during the company of Dhat al-Salasel in the same year,

بعدما تجمع عددا من أبناء قبيلة قضاعة للهجوم على المدينة after a number of members of the Quda'a tribe had gathered to attack Madinah,

حيث نجح المسلمون في تشتيت شملهم و إفشال مخططهم where Muslims succeeded in dispersing them and failing their plan.

وكاد أن يتكرر مرة آخرى خلال غزوة تبوك في العام الذي تلاه .. It almost repeated again during the battle of Tabuk the following year.

ورغم إسلام عدد من القبائل العربية بالشام بعد ذلك دون قتال ... Although a number of Arab tribes in the Levant converted to Islam without fighting,

إلا أنه بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام في العام الثاني عشر هجريا .. however, after the death of the Prophet (peace be upon him) in the 12th Hijri year/ 632 AD,

ارتدت الكثير من بطون القبائل بالشام عن الإسلام many branches of the tribes in the Levant apostatized Islam,

و بالغوا في مقاومة المسلمين وكانوا على وشك الزحف للمدينة.. exaggerated in resisting the Muslims and were about to march to Madinah..

ورغم نجاح سرية أسامة بن زيد في التعامل معهم Despite the success of Usama ibn Zaid's company in dealing with them,

و من بعده الألوية التى أرسلها لهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه خلال حروب الردة ... followed by the brigades sent by Abu Bakr al-Siddiq (may Allah be pleased with him) during the wars of apostasy,

إلا أن المسلمين كانوا قد أدركوا مدى الخطر الذي تمثله مملكة الغساسنة و إمبراطورية الروم عليهم but the Muslims had realized the danger posed by the Ghassanids' kingdom and the Roman Empire..

وكان الخليفة يعلم أنه سيضطر عاجلا أم آجلا للتعامل معهم ... The caliph knew that he would have to deal with them sooner or later...

و مع بداية العام الثاني عشر هجريا At the beginning of the 12th Hijri year/ 632 A.D,

.. كان خالد بن الوليد يزحف نحو العراق Khaled ibn Al-Waleed was marching towards Iraq

بجيش مكون من ثمانية عشر ألف مقاتل للتعامل مع الإمبراطورية الساسانية with an army of 18 thousand fighters to deal with the Sassanid Empire...

... و مع كل إنتصار للمسلمين بأرض العراق With every victory for the Muslims in Iraq,

كان خالد رضي الله عنه يٌرسل أحد الرجال للمدينة ليبلغ الخليفة بخبر الإنتصار الأخير Khaled (may Allah be pleased with him) sent a man to Madinah to inform the Caliph of the recent victory...

فكان الرسول الذي أرسله خالد بعد نجاحه في فتح مدينة الحيرة The messenger sent by Khaled after his success in annexing the city of Al-Hirah

هو شُرحبيل بن حسنة was Shurahbil ibn Hasnah,

والذي وصل بالفعل إلى المدينة في يوم 27 ربيع الأول من العام الثاني عشر هجريا ... who arrived in Madinah on the 27th of Rabie al-Awwal of the 12th Hijri year / 11 June 633 A.D...

ولعب شٌرحبيل بن حسنة دورا هاما في إتخاذ القرار بالتوجه نحو الشام Shurahbil ibn Husna played an important role in making the decision to move to the Levant...

... فبعد وصوله بأيام قليلة A few days after his arrival,

... توجه إلى خليفة المسلمين و سأله عما إذا كان يٌفكر في إرسال الجنود نحو الشام he went to the caliph of the Muslims and asked him whether he was thinking of sending soldiers to the Levant.

فسأله أبو بكر رضي الله عنه عن سبب سؤاله Abu Bakr asked him about the reason of his question.

.. فأخبره شٌرحبيل أنه شاهد رؤية خلال منامه و قصها عليه ... Shurahbil told him that he had a vision in his sleep and narrated it to him...

ففسر خليفة المسلمين تلك الرؤية The caliph of the Muslims interpreted that vision

و أخبره أن بها بشارة بفتح الشام و إقتراب آجل الخليفة في نفس الوقت ... and told him that it was good tidings for annexing the Levant and the approach of the Caliph's death as well.

ولعل تلك الرؤية كانت من أكثر الأشياء التي شجعت أبو بكر الصديق رضي الله عنه Perhaps that vision was one of the most encouraging things that helped Abu Bakr al-Siddiq (may Allah be pleased with him)

في إتخاذ القرار المناسب نحو الشام بعدما كان يفكر في ذلك الأمر بالفعل ... to make the suitable decision towards the Levant as he had been already thinking about it...

فقد سارع فورا في عقد مجلس للشورى بين كبار الصحابة He immediately held a council to consult the companions

للتشاور على إرسال الجيوش نحو الشام و القضاء على خطر الإمبراطورية البيزنطية و مملكة الغساسنة .. about sending armies towards the Levant and eliminating the danger of the Byzantine Empire and the Ghassanid Kingdom.

فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أيد قرار الخليفة Omar ibn al-Khattab (may Allah be pleased with him) supported the caliph's decision

بإرسال الجيوش والكتائب المتتالية نحو الشام ... to send successive armies and battalions to the Levant...

ولكن كان لعبد الرحمن بن عوف رأيا آخر But Abdel Rahman ibn Auf had another opinion.

و رأى أنه من الأفضل إتباع نفس الأسلوب He thought that it was better to follow the same method

الذي اتبعه الخليفة مع الفرس خلال عملية ضم العراق that the caliph had followed with the Persians during the annexation of Iraq.

فكان رأيه أن يٌرسل السرايا لحدود الإمبراطورية البيزنطية للهجوم عليها His opinion was to send the companies to the borders of the Byzantine Empire to attack it

ثم العودة سريعا إلى الصحراء and then return quickly to the desert

كما فعل المثنى بن حارثة في بداية فتح العراق as Al-Muthanna ibn Haritha had done at the beginning of the annexation of Iraq.

فإذا نجحوا في ذلك فسيعتادوا التعامل مع الروم If they succeed in doing so, they will get used to dealing with the Romans

و تقوى عزيمتهم and their determination would grow stronger,

فيمكنه بعد ذلك أن يجمع جيشا واحدا قويا من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية then he can gather one strong army from all over the Arabian Peninsula,

ويقاتلوا الروم وينتصروا عليهم to fight the Romans and gain victory over them.

فإزدادت حيرة أبو بكر الصديق رضي الله عنه Abu Bakr Al-Siddiq (may Allah be pleased with him) became more confused

وطلب رأي بقية الصحابة and asked for the opinion of the rest of the companions.

... فقام عثمان بن عفان رضي الله عنه وأخبره أن مهما كان القرار الذي سيتخذه So Uthman ibn Affan (may Allah be pleased with him) told him that whatever decision he makes

فسيكون في صالح المسلمين will be in the favor of Muslims

و سيقف الجميع معه على تنفيذه and everyone will support him to implement it..

وأيده في ذلك طلحة والزبير و سعد وأبو عبيدة ... Talha, Al-Zubair, Saad and Abu Ubaida supported his opinion.

فطلب أبو بكر الصديق رأي علي ابن ابي طالب رضي الله عنه Abu Bakr al-Siddiq asked for Ali ibn Abi Talib's (may Allah be pleased with him) opinion,

والذي كان صامتا منذ بداية الحديث ... who had been silent since the beginning of the discussion...

... فقال له علي ابن ابي طالب انه سواء سار نحو الشام بنفسه أو ارسل الجيوش لهم Ali ibn Abi Talib told him that whether he marched towards the Levant by himself or sent them the armies,

فسينصره الله مادام كان هدفه خالصا نحو نصرة الدين .. Allah would support him as long as his goal was purely the victory of religion.

فإرتاح أبو بكر الصديق كثيرا لرأي على ابن ابي طالب رضي الله عنهما Abu Bakr al-Siddiq was very comfortable with Ali ibn Abi Talib's (may Allah be pleased with him) opinion

و اتخذ القرار أخيرا بإرسال الجيوش نحو الشام ... and finally made the decision to send armies towards the Levant...

قام أبو بكر الصديق بدعوة الناس إلى التجمع و التطوع في الجيش الذي سيتجه إلى الشام ... Abu Bakr al-Siddiq called people to gather and volunteer in the army that will head to the Levant...

و اختار خالد بن سعيد ليكون قائد الجيش الجديد He chose Khaled ibn Saeed to be the new army's commander

بعدما كان أول من تطوع لذلك .. as he was the first to volunteer for it..

فبدأ الناس يتجمعون حول خالد بن سعيد People started to gather around Khaled ibn Saeed

و شيئا فشئ بدأت الأعداد تزداد و الناس تقبل من جميع أنحاء المدينة and the numbers started to increase gradually and people came from all over Madinah....

ولكن في اليوم الرابع من شهر ربيع الثاني في العام الثاني عشر هجريا But on the 4th of Rabie al-Thanni in the 12th Hijri year/ 18 june 633 A.D,

رأي أبو بكر الصديق بعد مشاورة مع مستشاره عمر بن الخطاب رضي الله عنهما Abu Bakr al-Siddiq's thought- after consulting his counselor, Omar ibn al-Khattab (may Allah be pleased with them)-

أن يولى قيادة الجيش لشخص آخر بدلا من خالد بن سعيد ... to assign the army's leadership to someone else instead of Khaled ibn Saeed...

... فقام بإعطاء لواء او جزء من الجيش لخالد بن سعيد He gave a brigade or part of the army to Khaled ibn Saeed instead

و أمره بالتوجه والإقامة في مدينة تيماء كقوة احتياطية ... and ordered him to head and stay in the city of Taimaa as a reserve force...

فكانت تلك القوة تعتبر قاعدة إستراتيجية في عمق شبه الجزيرة العربية That force was considered a strategic base in the depth of the Arabian Peninsula

ويمكنها أن تؤمن الطريق إذا ما قرر الروم أن يتقدموا نحو المدينة that could secure the path in case the Romans decided to advance towards Madinah

أو يبعثوا بقوات من الغساسنة لنفس الهدف .. or send troops from the Ghassanids for the same purpose ...

و بعدها قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه Abu Bakr al-Siddiq (may Allah be pleased with him) then

بإستدعاء يزيد بن أبي سفيان و ابي عبيدة بن الجراح و شرحبيل بن حسنة و معاذ بن جبل summoned Yazid ibn Abi Sufyan, Abi Ubaida ibn al-Jarrah, Shurahbil ibn Hasnah and Moaz ibn Jabal,

و أخبرهم أنهم سيقودوا الجيوش الذي تجمعت في ألوية مختلفة نحو الشام and told them that they would lead the armies that had gathered in different brigades towards the Levant.

فإذا ما تجمع الروم لهم بأعداد كبيرة He also told them that in case the Romans gathered in large numbers against them

و احتاجوا لتجميع الألوية في جيش واحد and they needed to assemble the brigades into a single army,

فسيكون أبو عبيدة هو القائد العام لجيش الشام then Abi Ubaida would be the leader of the Levant's army,

فإن لم يلتحق بهم لأي سبب and if he couldn't join them for any reason,

فسيكون يزيد هو القائد البديل then Yazid would be the substitutive leader.

فانطلق الأمراء للتجهز لهذه المهمة So the princes set out to prepare for this mission,

و بدأت الأعداد في معسكر المسلمين تزداد مع مرور الوقت and the numbers in the Muslim camp began to increase over time.

ولكن رغم كثرة عدد الجنود في المعسكر But despite the large number of soldiers in the camp,

إلا أن خليفة المسلمين لم ير أن العدد مناسب لمواجهة جموع الروم The caliph of the Muslims did not see the number sufficient to face the Roman masses...

... فإستشار أصحابه الذين وافقوه هذا الرأي He consulted his companions who agreed with him.

.. فاستقر على دعوة أهل وقبائل اليمن للحضور والانضمام إلى جيش المسلمين .. So he decided to call the people and tribes of Yemen to come and join the Muslim army.

.. فأرسل لهم أنس بن مالك برسالة عاجلة He sent them Anas ibn Malik with an urgent message

ليطلب من كل بطن و قبيلة باليمن الإلتحاق بجيش المسلمين asking every branch and tribe in Yemen to join the Muslim army.

.. فاستجاب فورا الجميع Everyone responded immediately

و بدأت القبائل المختلفة تتوافد على المدينة بدءا من منتصف شهر رجب من نفس العام and the different tribes began to flock to Madinah in the middle of Rajab of the same year.

و في اليوم الثالث و العشرين من شهر رجب On the 23rd of Rajab/ 3rd of October,

وبينما كان خالد بن الوليد يحاصر مدينة دومة الجندل while Khaled ibn Al-Waleed was besieging the city of Daumat al-Jandal,

عقد أبو بكر الصديق أول لواء ليزيد بن أبي سفيان Abu Bakr al-Siddiq assigned the first brigade to Yazid ibn Abi Sufyan

وكانت مهمته الوصول إلى مدينة دمشق و ضمها and its mission was to reach the city of Damascus and annex it...

وكان جيش يزيد في أول الأمر 3 آلاف مقاتل Yazid's army at first was 3,000 fighters

وزاد حتى وصل إلى سبعة آلاف مقاتل بعد إمدادات أبو بكر الصديق له and it increased to 7,000 fighters after Abu Bakr al-Siddiq's supplies,

و مما لا شك فيه and with no doubt,

أن سقوط مدينة دومة الجندل في اليوم التالي على يد خالد بن الوليد the fall of Daumat al-Jandal on the following day by Khaled ibn Al-Waleed

كان له أثرا كبيرا في تأمين طريق لواء يزيد بن أبي سفيان نحو الشام had a major effect on securing the path of Yazid ibn Abi Sufyan's brigade towards the Levant.

و بعد ثلاثة أيام من خروج يزيد باللواء الأول Three days after Yazid had went out with the first brigade,

بدأ اللواء الثاني يتحرك تحت قيادة شٌرحبيل بن حسنة من نفس الطريق the second brigade began to move under the command of Shurahbil ibn Husna through the same path.

.. و قدر عدد اللواء الخاص ب 3 لأربعة آلاف مقاتل The number of his brigade was estimated at 3000 to 4,000 fighters.

وكانت المهمة الموكلة إليه هي مدينة بُصرى ذات الحصن المنيع The task assigned to it was the city of Busra, which had an impregnable fortress..

.. فتقدم بالفعل شٌرحبيل من نفس الطريق الذي اتخذه يزيد Shurahbil advanced through the same path taken by Yazid

وواصل طريقه دون أن يلقى أي صعوبات لهدفه .. and completed his way without facing any difficulties till he reached his destination..

و بعد إزدياد الأعداد في معسكر المسلمين After the increase of the numbers in the Muslim camp,

أمر خليفة المسلمين بخروج اللواء الثالت تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح the caliph of the Muslims ordered the third brigade to move under the command of Abi Ubaida ibn Al-Jarrah

في اليوم السابع من شهر شعبان on the 7th of Shaaban/ 17th of October.

.. و كان عدد اللواء الخاص به يقدر ايضا من 3 إلى أربعة آلاف مقاتل His brigade was also estimated at 3,000 to 4,000 fighters,

وكانت وجهتهم هي مدينة حمص ... and their destination was Homs...

... فخرج أبو عبيدة على رأس اللواء الثالث و معه معاذ بن جبل Abu Ubaida went out on the head of the third brigade with Moaz ibn Jabal

و سار في الطريق الذي رسمه لهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه and walked through the path that Abu Bakr al-Siddiq (may Allah be pleased with him) had planned for them

حتى وصلوا لمدينة مآب until they reached the city of Ma'ab,

فالتقى مع قوة بسيطة و نجح في الإنتصار عليهم where he met with a little force and succeeded to gain victory over them

و عقد الصلح معهم and held reconciliation with them..

.. فكان ذلك أول صلح خلال رحلة فتح الشام That was the first reconciliation during the journey of annexing the Levant.

و واصل بعدها مسيرته نحو مدينة الجابية .. He then continued his march towards the city of al-Jabiya.

وصلت أخبار تحركات ألوية المسلمين في الشام News of the movements of Muslim brigades in the Levant

إلى هرقل ملك الروم بينما كان يتواجد بفلسطين ... reached Hercules, king of the Romans, while he was in Palestine...

... و يٌقال انه كان في بيت المقدس It is said that he was in Jerusalem .

فجمع أهل البلاد وأشراف الروم و القبائل المساندة له He gathered the people of the country, the Roman gentlemen and the tribes supporting him

و خطب بهم و حثهم على مقاتلة جيش المسلمين and gave them a speech urging them to fight the Muslim army

القادم من شبه الجزيرة العربية that was coming from the Arabian Peninsula.

و انتقل بعدها إلى دمشق في اليوم الثالث و العشرين من شعبان He then moved to Damascus on the 23rd of Shaaban/ 2nd of November

و خطب بها نفس الخطبة على أهلها and gave its people the same speech.

.. ثم انتقل بعدها إلى حمص و أعاد نفس الخطبة Then he moved to Homs where he repeated the same speech

و خرج منها في إتجاه أنطاكية عاصمة الشام في ذلك الوقت then went out of it towards Antioch, the capital of the Levant at that time,

و وصل إليها في اليوم التاسع من شهر رمضان من نفس العام and arrived there on the 9th of Ramadan of the same year / 18th of November.

.. و هناك بدأ يكاتب الإمبراطورية البيزنطية حتى تُرسل له الجيوش الجرارة للإستعداد للحرب القادمة .. There he began to write to the Byzantine Empire to send him armies in preparation for the upcoming war.

.. فبدأ المقاتلون يتوافدون من كل مكان Fighters began to come from everywhere

و كانت أعداد الروم تتزايد يوما بعد يوم ... and the Roman's numbers were increasing day by day...

فقام أبو عبيدة بن الجراح في اليوم السادس عشر من شهر رمضان On the 16th day of Ramadan/ 25th of November,

بإرسال خطاب عاجل إلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه Abu Obeida ibn al-Jarrah sent an urgent letter to Abu Bakr al-Siddiq

ليٌعلمه بالتطورات الجديدة ويطلب المشورة ... to let him know about the new developments and seek advice...

و في نفس اليوم And on the same day,

أرسل له يزيد بن ابي سفيان رسالة لنفس السبب Yazid ibn Abi Sufyan sent him a message for the same reason

و أخبروه أن هرقل قد خطب في الناس They told him that Heraclius had made a speech

و أخبرهم أن اهل مدينة واحدة لديهم أكثر من جيوش المسلمين التي آتت لهم and told his people that the people of one city of their own is much more than the armies of Muslims that came to them

و أنهم سيهزموهم لا مٌحالة and that they will defeat them inevitably ...

فأرسل لهما أبو بكر الصديق الرد في اليوم الثاني و الثالث من شهر شوال على التوالي Abu Bakr al-Siddiq sent them a reply on the 2nd and 3rd day of Shawal/ 10th and 11th of December respectively

و طمأنهما أن حاله الإستنفار العام لدى الروم and assured them that the Romans' state of alert

تٌشير إلى مدى التوتر الذين يشعرون به indicates the level of tension they feel

بسبب توافد جيوش المسلمين على الشام as a result of the Muslim armies coming to the Levant.

.. و أخبرهما أنه سيُرسل لهما المدد من الرجال مع ذلك في أسرع وقت ... He told them that he would send them reinforcments with men however as soon as possible ...

وبالفعل قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه بإرسال هاشم بن عتبة مع ألف رجل Indeed, Abu Bakr al-Siddiq sent Hashim bin Utba with 1,000 men

نحو أبي عبيدة في اليوم الثامن و العشرين من شهر شوال towards Abu Obeida on the 28th day of Shawal/ 5th of January 634 A.D...

كما أرسل سعيد بن عامر مع سبعمائة رجل من بينهم بلال بن رباح Saeed bin Amer was also sent with 700 men, including Bilal bin Rabah,

تجاه جيش يزيد بن أبي سفيان في اليوم السابع من ذي القعدة .. towards the army of Yazid ibn Abi Sufyan on the 7th of Dhu al-Qi'dah/ 13th of January.

و تفائل أبو بكر الصديق Abu Bakr Al-Siddiq was optimistic

عندما وجد حمزة بن مالك الهمذاني يأتى على رأس ألفي رجل في اليوم التالي when he found Hamza bin Malik al-Hamdani coming with 2,000 men at the next day,

فخيره أبو بكر في الإتجاه إلى أي من الألوية الثلاث بالشام so Abu Bakr let him choose to head towards any of the three brigades in the Levant..

.. فقام حمزة بن مالك بإختيار أبي عبيدة و قام بالتوجه إليه مع رجاله في اليوم الخامس عشر من شهر ذي القعدة . Hamza bin Malik chose Abu Obeida and went towards him with his men, on the 15th of Dhu al-Qi'dah/ 21th of January...

واخيرا قام ايضا بعض الأعراب من قبائل بني سليم و بني كعب Finally, some of the Arabs from the tribes of Bani Sulaym, Bani Ka'ab,

وأسلم و غفار و مزينة Aslam, Ghiffar and Muzayna,

بالتطوع لدى خليفة المسلمين volunteered to the Caliph of Muslims,

وساروا في نحو 300 رجل نحو جيش يزيد بن أبي سفيان They marched in about 300 men towards the army of Yazid ibn Abi Sufyan.

في تلك الأثناء كان أهل الشام يٌراقبون ما يحدث In the meantime, the people of Levant were watching what was happening.

.. فلما رأووا تزايد أعداد جيوش المسلمين .. When they saw the Muslim armies increasing in numbers,

أرسلوا فورا إلى ملكهم هرقل و استنجدوا به they sent immediately to their king Heraclius and asked for his help...

فقام هرقل بالرد عليهم Heraclius responded to them

و بدأ يُعد أخيه و بقية الأمراء and started preparing his brother and the rest of the princes

حتى يٌرسل جيشا لكل لواء من ألوية المسلمين to send an army to each brigade of Muslim brigades,

وبدا للجميع أن الإشتباك بين الجيوش أصبح أقرب من أي وقت مضى ... and it seemed to everyone that the clash between the armies was closer than ever..

وبالفعل كان توقع الجميع سليما Indeed, everyone's expectation was sound ...

فقد خرجت قوة مكونة من 3000 رجل من الروم A force of 3,000 Roman men,

تحت قيادة سرجيوس الأول البطريق الروماني نحو مدينة غزة led by Sergius I, the Roman Patriarch, came to the city of Gaza

وكان هدفهم هو مهاجمة الجيوش الإسلامية من الخلف ... Their aim was to attack the Islamic armies from behind...

فلما علم يزيد بن أبي سفيان بخروجهم When Yazid ibn Abi Sufyan learned of their march...

... أرسل فورا إلى أبي عبيدة ليطلب مساعدته .. he sent immediately to Abu Obeida to ask for his help.

فأرسل له أبي عبيدة 500 رجل So Abu Obeida sent him 500 men.

.. وتقدم بعدها يزيد و من معه من الرجال حتى وصلوا مدينة العربة Then Yazid and his men advanced until they arrived in the city of Al-Araba

و التقوا هناك مع جيش الروم في أولى المعارك بالشام .. and met there with the Byzantine Army, in the first battle in Levant..

واستطاع المسلمون تحقيق الإنتصار عليهم and the Muslims were able to achieve victory over them

وقتل فيها إحدى القادة الرومانين and killed one of the byzantine leaders..

.. فتقهقر بقية الروم نحو قرية داثنة بغزة the rest of the Romans retreated towards the village of Dathna in Gaza

و من خلفهم المسلمون بقيادة أبي أمامة الباهلي and behind them the Muslims, led by Abu Umama Al Bahely pursued them

يلاحقونهم حتى استطاعوا هزيمتهم مرة آخرى until they were able to defeat them again

و هرب الروم إلى حيث آتوا بعد ذلك and the Romans fled to where they came after that

و عاد الجيش من جديد الى ارض البلقاء بعد ذلك النصر and the Muslim's army returned to the land of Al-Bulqaa after that victory

و بعد أن علم أبو بكر الصديق رضي الله عنه بأخبار انتصار المسلمين And after Abu Bakr al-Siddiq learned about the victory of Muslims

.. أرسل رسالة فورا إلى أبي عبيدة He immediately sent a letter to Abu Obeida

و أمره بالسيطرة على القرى و الأراضي المحيطة به and ordered him to take control of the surrounding villages and lands

و عدم محاصرة المدن الكبرى إلا بعد أوامره and not to besiege the major cities until he recieve orders with that.

و أخبره كذلك أنه سيرسل المزيد من الرجال لتأمين الشام من كل الجهات .. He also told him, that he will send more men to secure the Levant from all sides

وبالفعل قام خليفة المسلمين بمكاتبة عمرو بن العاص Indeed, the Caliph of Muslims wrote Amr ibn al-As

وخيره بين البقاء في عمله بجمع الصدقات و الزكاة من بطون قضاعة and let him him choose between staying and collecting charity and zakah from the tribes of Quda'a

أو الجهاد و الإنضمام إلى جيش المسلمين ... or jihad and joining the Army of Muslims...

فاختار عمرو بن العاص الانضمام إلى الجيش الإسلامي Amr ibn al-As chose to join the Islamic Army

وقال انه سهم من سهام الإسلام و ذهب فورا للمدينة and said that he was an arrow of Islam and immediately went to Al- Madina...

... و بدأ في حشد الرجال حوله حتى جمع جيشا يقدر ب 3 آلاف مقاتل And he started to gather men around him until he gathered an army of 3000 fighters

و كان من ضمن هذا الجيش أشراف قريش and among this army was the noble men of Quraish,

منهم الحارث بن هشام و سهيل بن عمرو و عكرمة بن أبي جهل including Al-Harith bin Hisham, Suhail bin Amr and ikrima bin Abi Jahl.

وحدد له أبو بكر الصديق رضي الله عنه طريقه Abu Bakr al-Siddiq (may God bless him) specified his way

و أمره بالذهاب إلى فلسطين حتى يحمى الإقليم جيدا and ordered him to go to Palestine so that he could protect the territory well

و يمنع الروم من تكرار الهجوم من تلك الجهة and prevent the Romans from repeating their attack from that side..

... و في اليوم الثالث من محرم في العام الثالث عشر هجريا .. And on the 3rd of Muharram in the 13th year of Hijri / 10th of March 634 A.D

خرج عمرو بن العاص من حدود المدينة Amr Ibn Al-As left the city

و توجه باللواء الخاص به حتى وصل وصل لمدينة أيلة على ساحل البحر الأحمر and went to his brigade until he reached the city of Ayla " Eilat Nowadays" on the Red Sea coast.

و في تلك الأثناء Meanwhile,

كانت أخبار الهزيمة وصلت إلى أنطاكية مقر الروم بالشام The news of the Roman's defeat reached Antioch, the headquarters of the Romans in the Levant...

و كان يبدو أن خطة الخليفة للسيطرة على الشام تسير على ما يٌرام And it seemed that the caliph's plan to control the Levant was going well..

ولكن قام هرقل بالتحرك فورا but Heraclius responded immediately

و جهز قوة جديدة هدفها هو معسكر خالد بن سعيد بتيماء and prepared a new force whose goal was the camp of Khalid bin Saeed in the city of Timaa',

و الذي كان مقيما حسب أوامر الخليفة بالمدينة كخط احتياط للمسلمين who was resident according to the orders of the caliph in the city as a reserve army line for the Muslims

و كان منذ ذلك الوقت يدعو من حوله للانضمام إليه and since his arrival, he has been inviting those around him to join him ...

... فلما تجمعت أعداد كبيرة بالمعسكر الخاص به When large numbers gathered in his camp

.. توجهت له القوة الرومانية للقضاء عليه The Roman force headed towards his camp to eliminate him.

فأرسل خالد بن سعيد إلى الخليفة والذي أمره بصد هذا الهجوم Khalid bin Saeed sent to the caliph, who ordered him to repel this attack

مع عدم المبالغة في التقدم حتى لا يكشف ظهره للعدو but without advancing too much in the area so as not to reveal his back to the enemy...

فقام خالد بن سعيد بالتقدم فعلا ولكنه عندما لم يجد الأعداء في المكان الذي توقعه Khaled Bin Saeed advanced but when he did not find the enemies in the place he expected,

قام بمواصلة التقدم حتى وصل لمدينة مرج الصفر He continued his advancment until he reached the city of Marj Al-Suffar,

على عكس أوامر الخليفة contrary to the orders of the Caliph..

.. ولم يدرك الخدعة التي كان يٌعدها له جيش الروم and did not realize the trick which the Roman Army was preparing for him..

فلما اطمأن للمكان و بدأ الجميع يخلد للراحة When he settled down and everyone started to rest

قام الروم بالهجوم المفاجئ على رجاله و قتلوا منهم الكثير The Romans suddenly attacked his men and killed many of them,

و من ضمنهم ابن خالد بن سعيد including the son of Khalid bin Saeed.

فهرب خالد بن سعيد و من تبقى من المسلمين نحو مدينة ذي مروة Khaled bin Saeed and the rest of the Muslims fled to the city of Zy Marwa

وكان ذلك في اليوم الرابع من شهر محرم من العام الثالث عشر هجريا ... on the 4th day of Muharram from the 13th year of Hijri/ 11th of March 634 A.D...

إنتصار الروم في تلك الواقعة زادهم تصميما على القضاء على ألوية المسلمين الأربعة بالشام The victory of the Romans in that incident increased their determination to eliminate the four Brigades of Muslims in the Levant...

فقام هرقل ملك الروم فورا بإستدعاء الكتائب المختلفة في الشام و فلسطين Heraclius, the Byzantine emperor, immediately summoned the various battalions in the Levant and Palestine

و بدأ في حشدها في جيش واحد في مدينة أجنادين and began to mobilize them in one army in the city of Ajnaydyn..

فتتابعت أعداد هائلة من الجنود على المدينة so huge numbers of soldiers reached the city

و وصلت الأنباء إلى أبي عبيدة سريعا and the news reached Abu Obeida quickly

و شعر بالخطر الكبير الذي سيتعرضون له .. and he felt the great danger they were about to face then..

فأرسل فورا إلى خليفة المسلمين رسالة ليشرح له الموقف بالشام ... so he immediately sent a message to the Caliph of Muslims to explain the situation in the Levant.

فلما وصلت الأخبار إلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه When the news reached Abu Bakr Al-Siddiq,

أدرك مدى خطورة الموقف الذي ستتعرض له ألوية المسلمين he realized how dangerous the situation was for Muslim brigades.

.. فقد قدر أبو عبيدة أن أعداد الروم بمدينة اجنادين قد تصل لمائة الف مقاتل Abu Obeida estimated that the Romans numbers in the city of Ajnadyn could reach 100,000 fighters,

وهم من مكانهم هذا يستطيعون الهجوم العنيف على ألوية المسلمين و القضاء على كل لواء على حدة and from this place, they can violently attack Muslim brigades and eliminate each brigade individually.

فأدرك الخليفة أن قوة الروم اكبر بكثير مما توقع The Caliph realized that the strength of the Romans is much greater than he expected

و علم أنه لابد من تغيير الخطة التي وضعها لفتح الشام and knew that the plan he had drawn up to open the Levant must be changed

وانه من الواجب عليه جمع جميع الألوية في جيش واحد and that he should gather all the brigades in one army

وامدادهم بالرجال سريعا لمواجهة اعداد الروم الضخمة ... and provide them with men quickly to face the huge numbers of Romans...

وبعد تفكير عميق And after deep thinking

قرر أبو بكر الصديق رضي الله عنه أخيرا إستدعاء خالد بن الوليد من جبهة العراق Abu Bakr al-Siddiq finally decided to summon Khaled bin Alwaleed from Iraq

و إرساله سريعا مع نصف الجيش إلى الشام and send him quickly with half the army to the Levant

حتى يقود جميع الألوية و يُنقذ المسلمين من الخطر الذي يُحيق بهم ... to lead all brigades and save Muslims from the danger that surrounds them...

فكان هذا هو موقف الجيوش الإسلامية بالشام This was the situation of the Islamic armies in the Levant

عندما تسلم خالد رضي الله عنه رسالة خليفة المسلمين when Khaled (may Allah be pleased with him) received the message of the Caliph of Muslims

في اليوم الحادي و العشرين من محرم من العام الثالث عشر هجريا on the 21st of Muharram from the 13th year of Hijri/ 28th of March 634 A.D

... فبدأ خالد بن الوليد يستعد لمغادرة العراق Khaled bin Alwaleed began preparing to leave Iraq

و لم يكن يدري أنه على وشك كتابة تاريخ جديد and did not know that he was about to write a new history

..... ضد القوة العظمى الثانية في أقل من عام واحد against the second superpower in less than a year ...