تحرير المرأة الغربية - القصة الكاملة (2)
في وسائل المواصلات،
في الجامعة،
في بيئة العمل،
بل وحتى إلكترونيًّا وهي في بيتها.
أصدرت وكالة الاتحاد الأوروبِّيِّ للحقوق الأساسيَّة تقريرًا عامَ 2014
بعنوانٍ معبِّرٍ :violence against woman) (every day and every where
"العنفُ ضدَّ المرأة: كلَّ يومٍ وفي كلِّ مكان".
ويتناولُ التَّقرير كذلك الانتهاكات الجنسيَّة التي تتعرَّض لها الأنُثى في الطُّفولة،
تعالوا إلى وسائل المواصلات،
الأممُ المتحدة تَنشُر قبل سنتين خبرًا بعنوان:
"الغالبيَّة ُالعُظمى من النِّساء يتعرَّضنَ لشكلٍ مِن أشكالِ التَّحرُّش
أو العنف الجنسيِّ في تنقُّلاتِهم اليوميَّة".
لاحظ! الغالبيَّةُ العُظمى،
ويبدأ الخبر بأنَّ هذه الإساءات تفشَّت بشكل وبائيٍّ عالميًّا.
وفي تقريرٍ تمَّ إعداده من عِدَّة جهاتٍ في فرنسا منها: (وِزارة الدَّولة لحقوق المرأة)
(State Secretary for Women's Rights)
يقول التَّقرير: أنَّ 100% من النِّساء اللَّواتي يستخدمنَ وسائلَ النَّقل العامِّ في فرنسا
تعرَّضنَ للتَّحرُّش ِأو الاعتداءِ الجنسيّ.
ووكالة الأنباء الفرنسيَّة تُناقِشُ أنَّ هذه النِّسبةَ مبالغٌ فيها.
ولك أن تتصوَّر أنَّ الحديث عمَّا إذا كانت النِّسبة 100% أو أقل.
ماذا عن الفتاة في الجامعة؟
أذكرُ حين دخلتُ جامعةَ هيوستن الأمريكيَّة لإتمام الدُّكتوراه
كيف وُزِّعَ علينا كُتَيِّبٌ فيه إحصائيَّات.
منها: أنَّ واحدةً مِن كلِّ ثلاث طالباتٍ تتعرَّضُ للتَّحرُّش،
وما على الطَّالبة أن تعملَه لتتجنَّبَ هذا،
وإن حصلَ فعلى أيِّ رقمٍ تتَّصلُ، وهكذا،
والأمرُ -إخواني- يزدادُ سُوءًا والنِّسَبُ تتضاعفُ عالميًّا،
حتى في الأوساط العلميَّة التي يُفترَضُ اجتماعيًّا أنَّها راقيةٌ،
فحسب دراسةٍ نُشرَت العامَ الماضي: نصفُ طالبات الطّبِّ في أمريكا يتعرَّضنَ للتَّحرُّش،
وفي عامنا هذا 2019 أكثرُ من نصف الطَّالبات في بريطانيا
يتعرَّضنَ لاستفزازاتٍ جنسيَّة غيرِ مرغوبٍ بها لديهنَّ
حسب دراسة نَشَرَتْ عنها "الجارديان البريطانية" "The Guardian"
وقالت أنَّها أكبرُ دراسةٍ في المجال للطلَّاب والطَّالبات.
هذا التَّحرُّش لا يحترمُ رُتبةً أكاديميَّة
ولا هيبةَ معلِّمٍ،
فهناك تحرُّشٌ من الطَّلاب الجامعيين بالدّكتورات اللَّواتي يدرّسنَهم،
وتحرُّشٌ من الدَّكاترة بالطَّالبات،
تصوَّر!
أنْ تدخلَ الطالبةُ على الدُّكتور تُرِيدُ عِلْمًا؛ فيتحرَّش بها.
تخرَّجَت الفتيات الحُرَّات من هذه الأجواء الجامعيَّة بعد أن تعرَّضنَ إلى التَّحرُّش،
أو على الأقلِّ نصفُهنَّ للتَّحرُّش، وعليهنَّ الآن البحثُ عن عملٍ،
فعملُ المرأة هو مصدرُ أمانِها الوحيد، فلا أحدَ مسؤولٌ عنها،
كما أنَّه ليس للأبّ، ولا للأخّ، ولا الزَّوج أنْ يتدخَّلَ بها؛ فهم كذلك ليسوا مسؤولين عنها.
نحن كثيرًا ما ننسى هذه الحقيقة في الحديث عن المرأة الغربيَّة،
نتكلَّم عن حرِّيَّتِها، لكن ننسى، أنَّ هذه الحرِّيَّة مصحوبةٌ أيضًا بالتَّخلِّي عن المسؤوليَّة عنها،
وعن كِفاية حاجاتِها ورعايتها والإنفاق عليها،
لذا فلا بُدَّ للمرأة الحُرَّة أن تُثبِتَ نفسَها في عملِها؛ لئلا تُطرَدَ منه، فهو مصدر أمانها.
طيِّب ماذا إذا طُلِبَ منها أشياءُ لا تُناسِب طبيعتَها كأنثى؟
لن تستطيعَ أن تعترِضَ؛ لأنها أقرَّت بمفهومِ المساواة المطلَقة مع الرِّجال في كلِّ شيء
وعليها أنْ تعملَ في أيِّ شيءٍ يأتي بالمال،
وقد تصِل لمرحلةِ المحافظةِ على عملِها -مصدرِ أمانِها الوحيدِ-
باستخدامِ عِرضِها أيضًا.
وهذا مقالٌ نُشر في ال (بي بي سي) البريطانيَّة عام 2002 بعنوان:
"واحدةٌ مِن كلِّ أربعِ نساء -يعني في بريطانيا- تُمارِسُ الجنسَ في مكتبِ العملِ" (office sex).
كان هذا عامَ 2002 لكنَّ الأمرَ يزدادُ سُوءًا،
ففي آخر إحصائيَّات موقع (سيفلاين) Safeline البريطانيّ
الَّذي يُعنى بمُساعدَة النِّساءِ المتعرِّضاتِ للتَّحرُّش
فإنَّ أكثرَ مِن نصفِ النِّساءِ في بيئات العملِ يتعرَّضنَ للتَّحرُّش،
ونسبةٌ منهنَّ تتعرَّضُ له من مُديرِها، أو مَن له سُلطةٌ وظيفيَّةٌ عليها.
وفي دراسةٍ ضخمةٍ جدًّا في أمريكا كانت نسبةُ التّحرُّشِ بالنِّساءِ في مكانِ العملِ (58%)،
ونِسَبٌ عاليةٌ من تحرُّشِ الأطباءِ بالطبيباتِ كذلك.
وكذلكَ في أجواءِ التمِّريضِ المعروفِ عنها أنها مهنةٌ إنسانيَّة،
كما في هذه الدراسةِ الأمريكيَّةِ
التي تشيرُ إلى أنَّ أكثرَ من (70%) من الممرِّضات يتعرَّضنَ للتَّحرُّشِ من المرضى وزملاءِ العملِ،
بل بلغَت المسألةُ أنْ يَّطلبَ صاحبُ العملِ -الذكرُ-
من المرأةِ الموظَّفةِ صراحةً أن تتبذَّلَ في لِباسِِها لتُسوِّقَ بضاعتَه،
حتى احتجَّ مجموعةٌ مِّن نَّادِلاتِ المطاعمِ
يطالبْنَ بتدخُّلِ السُّلُطات الأمريكيَّةِ لتحريرهنَّ من سُلطةِ أصحابِ المطاعمِ
الّذين يُطالبُونَهنَّ بالتبذُّل في اللِّباس،
وكان الشعارُ المركزيُّ في المظاهرةِ: "أنا لستُ ضمنَ قائمة ِالطعامِ"
(يعني يُفترضُ أنَّ الزَّبونَ جاء ليتناولَ الطعامَ، لا ليشتريَني أنا).
هذا كلُّه -إخواني!- ونحن لم نتكلَّمْ عن النِّساء اللواتي طبيعةُ عملهنَّ في الفاحشة،
فحسبَ مجلةِ (إيكونوميست The Economist)
فإنه يقدَّرُ أنَّه في ألمانيا (400,000) بغيٍّ يخدِمْنَ مليونَ رجلٍ يَّوميًّا.
طيِّب المرأةُ العاملةُ طُردَتْ من عملِها لسببٍ مِّن الأسباب،
أو فَرَّت بأُنوثتِها من هذه الأجواءِ المسعورةِ جنسيًّا،
-مش مشكلة سيرعاها زوجُها، أخوها، أبوها، القائمون عليها، المسؤولون عنها.
-مسؤوليَّة مين؟! إنت نسيتَ أنَّها اعتمدتْ على نفسِها؟!
وأثبتتْ نِدِّيَّتَها واستقلاليَّتَها، ورفضَتْ تدخُّلَ هؤلاءِ جميعًا فيها،
بل وهم أصلًا تخلَّوا عنها.
-طيب والحل؟! -هناكَ ضمانٌ اجتماعيٌّ.
-طيِّبٌ وإذا الضمان الاجتماعي مكفاش؟! أو تأخَّرَ في إعطاء الراتب؟!
-يأتيكَ الجوابُ من مَّقالٍ نُّشِرَ في (BBC) البريطانيَّةِ قبلَ عامٍ بعنوان:
"نظامُ الضَّمانِ الاجتماعيِّ في بريطانيا اضْطرَّني للدَّعارة"
ويبدأُ المقالُ بقوله:
"يُجبَرُ بعضُ النِّساءِ في بريطانيا على العملِ في مجالِ الدَّعارةِ
بسببِ غيابِ كفاءةِ نظامِ الضَّمانِ الاجتماعيِّ".
تحدَّثتْ (BBC) إلى خمسِ مؤسساتٍ خيريَّةٍ في إنجلترا وعَلِمَتْ أنَّ عددًا مُّتزايدًا مِّن النِّساء
اللَّواتي يعتمدْنَ على نِظامِ الضَّمانِ الاجتماعيِّ يُضطرَرْنَ لهذا"
وعندما تعملُ المرأةُ في مجالِ إهدارِ كرامتِها
فإنَّها تُشغِّلُ قِطاعًا آخراً مِّن القِطاعاتِ التي يملِكُ حِيتانُ الرأسماليَّةِ حِصصًا مِّنها،
قِطاعَ الكازينوهات والنَّوادي الليليَّةِ.
والملفتُ للنَّظَرِ أنَّ النِّسبةَ العظمى من النِّساءِ اللواتي يتعرَّضنَ للتَّحرُّشِ والاغتصابِ
في وسائل النَّقلِ، في الجَّامعةِ، في بيئةِ العملِ لا يشتكينَ للسُّلُطات!
قد تظنُّ أنَّه هذا يحصلُ لأنَّها تستمتعُ بذلك،
It is okay بالنِّسبةِ لها، أن تتعرَّضَ للتَّحرُّشِ أو الاغتصابِ وتعتبرُ ذلكَ إطراءً على أنوثتِها!
ليس صحيحًا،
بلِ النِّسبةُ العظمى منهنَّ يعانِينَ بعدَ هذا التَّحرُّشِ أو الاغتصابِ من الإهانةِ
(الشعور بالإهانة)، وهجماتِ الرعبِ الـ(Panic Attacks)،
والاكتئابِ، والشّعورِ بالخزيِ، واحتقار الذّاتِ، والرَّغْبةِ في الانتقامِ، بلْ وأمراضٍ عضويَّةٍ،
وقد تتركُ دراستَها أو عملَها بسببِهِ، حسْبَ مكتبِ ضحايا الَّجرائمِ الأمريكي.
طيب لماذا لا يشتكِينَ إذن؟!
لأسبابٍ كثيرةٍ؛ منها: الخوفُ من تأثيرِ الشَّكوى على وظيفتِها،
ومنها الإحساسُ بالخجلِ والعارِ ممَّا حصلَ معها،
ومنها عدمُ امتلاكِ الأدلَّةِ الكافيَّةِ.
المعتدي يعتدي عليها في زاويةٍ مُّظلمةٍ أو بعيدًا عن العيونِ
فلا دليلَ ولا إثباتَ، ويُفلِتُ من العقوبة.
وبعضُهنَّ يخضعنَ للمعتدي؛
لأنهنَّ يخفنَ من تحوُّلِ المسألةِ من تحرُّشٍ عابرٍ
إلى عُنفٍ وَّإيذاءٍ جسديٍّ؛ إذا رفضْنَ الخضوعَ لسُعارِه الجنسيّ.
وتبقى المرأةُ تتجرّعُ الآثارَ المدمرةَ على نفسِها،
“Devastating Toll” كما يعبِّرُ قسمُ ضحايا الجرائمِ الأمريكيّ.
قد تقولُ: الحقُّ عليها هي التي تلبسُ وتتصرَّفُ بطريقةٍ تُغري الرجالَ بها.
هذا ممّا يعتبرُه قسمُ ضحايا العنفِ الحكوميِّ إحدى الخرافاتِ (Myths) عن اغتصابِ المرأة،
فالكلُّ مُعرَّضٌ، كلُّ النِّساءِ مُعرَّضاتٌ.
هناكَ من تُساهمُ في إحداثِ حالةِ السُّعارِ الجنسيِّ، وهناكَ من النِّساءِ من تدفعُ الثمن.
هذه المرأةُ المُدمَّرةُ المحتاجَةُ إلى رعايةٍ نَّفسيَّةٍ، تذهبُ لتتعالجَ؛
فتتعرَّضُ للتَّحرُّشِ على يدِ الطبيب،
كما بدأ النِّساءُ يُظهرنَ في موجةِ (Me Too)؛
الشعارُ الذي أطلقه النِّساءُ ليُشجعنَ بعضهنَّ على رفعِ الأصواتِ،
بكشفِ ما يتعرَّضنَ له مِنِ اعتداءاتٍ جنسيَّةٍ.
بل وتنتشرُ ظاهرةُ التَّحرُّشِ والاستغلالِ الجنسيِّ للمريضاتِ على يدِ الأطبّاءِ النفسيِّينَ
والمعالجينَ النفسيِّينَ، الذين يُفترَضُ أن يُّنقذوها من مُّعاناتِها.
-طيِّبٌ لماذا لا تشتكي المرأةُ لأعضاءِ البرلمانات
الذين يُشاركونَ في سَنِّ القوانينِ، وإصدارِ العقوباتِ؟!
-البرلمانات!
حسبَ دراسةٍ نَّشرتْ عنها (CNN) العامَ الماضيَ
فإنَّ التَّحرُّشَ بالنِّساء منتشرٌ أيضًا في البرلمانات الأوروبيَّة.
أين تذهبُ المرأةُ بعدَ هذا كلِّهِ؟ إلى أين تلتجئُ؟ بمن تحتمي؟
في بحثٍ مَّنشورٍ وُّجِدَ أنَّ الغالبيَّةَ العظمى مِن النِّساءِ في أمريكا،
تُعبِّرُ عن أنَّها تُعاني من ضغطٍ نَّفسيٍّ في المحافظةِ على الجّاذبيَّةِ؛ لتَكسبَ التقديرَ.
فالتقديرُ مرهونٌ بالجاذبيَّةِ الجسميَّةِ (رقم واحد)، كما يذكرُ البحثُ نفسُه.
فهي إذن مُّعادلةٌ صعبةٌ،
حتى تُحسِّي بالتقديرِ والتعاملِ معكِ باهتمامٍ لّابُدَّ أن تكوني جذّابةً،
وعندما تُصبحينَ أنتِ وغيرُكِ من النِّساءِ جذَّاباتٍ،
يُّصاب المجتمعُ بالانفلاتِ الجنسيِّ، ويعتدي عليكِ أحدُهم، وتفقدينَ تقديرَكِ واحترامَكِ أنتِ لنفسكِ.
المهمُّ جدًّا -إخواني وأخواتي- أنْ تعلموا
أنَّ هذا التعاملَ مع المرأةِ حينَ تخرجُ لدراستِها، لعَملِها، لعلاجِها،
فإذا بذكر ٍيَّمدُّ يدَهُ إليها ليعبثَ بها، ويهينُها كأنَّها لعبةٌ لِّانفلاتِه الجنسيّ.
أنَّ هذا ليس ناتجًا عن نَّزواتٍ جنسيَّةٍ عابرةٍ،
بل نظرةُ الذُّكورِ لها مُشوَّهةٌ أصلًا واحتقاريَّةٌ ومن الصِّغَرِ.
ودعْكَ من دعاوى المساواةِ،
والاحترامِ المتبادلِ، وهذا الكلامِ الدِّعائيِّ الذي لا نصيبَ له من الواقعِ،
ففي إحصائيَّةٍ نَّشرَها مكتبُ ضحايا الَّجرائمِ الأميركيِّ،
تمَّ سؤالُ المراهقينَ إن كانت ممارسةُ الجنسِ مع فتاةٍ بالإجبارِ مَقبولةً؟
فأجابَ (36%) منهم أن: نعم، إذا كان هائجًا بحيث لا يستطيعُ أن يَّكبحَ جماحَ نفسِهِ.
وأجاب (39%) منهم أن: نعم، مُبَّررٌ إذا كانَ قد أنفقَ عليها الكثيرَ من المالِ.
(يعني يرى أنَّه إذا صرفَ عليها مالًا؛ كهدايا أو سندويشات؛
فمن حقِّه أن يَّعبثَ بها جنسيًّا،
وأن يُّرغمَها على الجنسِ بتعبيرهم: "Forced sex was acceptable").
-لكن لَّحظة!
أنت تعرضُ جانبَ الاعتداءِ الجنسيِّ على المرأةِ،
هناكَ في المقابلِ نساءٌ وَّفتياتٌ رَّاضياتٌ بالعلاقاتِ الغراميَّةِ،
صحيحٌ أنَّ هذا غيرُ شرعيٍّ وَّحرامٌ، لَّكنَّهنَّ سعيداتٌ بهذه العلاقاتِ؛ لأنَّها بالتراضي.
-أها سعيدات!
هكذا أفهموكَ بالأفلامِ الأجنبيَّةِ
التّي كلُّها خيالٌ تمامًا كما هي الخيالاتُ عن سكانِ الفضاءِ.
تعالوا نبتعدُ قليلًا عن (هوليوود)،
وندخلُ على المواقعِ الرسميَّةِ الحكوميَّةِ الأمريكيَّةِ، والأوروبيَّةِ،
لنرى -بعيدًا عن التحرُّش والاغتصاب-
كيفَ تُعامَلُ المرأةُ من قِبَل ما يسمّونَهُ: "Intimate partner" يعني الشريكُ الحميمُ،
والذي قد يكونُ زوجًا أو عشيقًا.
ادخلْ -مثلًا- على موقعِ "وزارةِ العدلِ الأمريكيَّةِ"
وتصفَّحِ الإحصائياتِ المختصَّةِ بالعُنفِ ضدَّ النساءِ "Violence Against Women"
واقرأْ عن ظاهرةِ "Pattered Woman Syndrome"
ما معنى هذا المصطلح؟
(Pattered) يعني: "يضربُ بقوَّةٍ وَّاستمرارٍ، يسحقُ، يقصفُ بالقنابلِ"
فـ(Pattered woman syndrome) هي ظاهرةُ المرأةِ المضروبةِ بهذا الشكلِ:
مثلَ هذه المرأةِ التي برَّرتْ قتْلَ الـ(Boy friend)
لأنَّها تعرَّضَتْ للـ: (Pattered woman syndrome)
ومثلَ عددٍ كبيرٍ مِّن النِّساءِ،
وبعضُهنَّ ينشرْنَ صورهنَّ.
مرَّةً أخرى؛ هل هذه الحالاتُ من العنفِ البشعِ حالاتٌ شاذَّةٌ؟
حسبَ المواقعِ الرَّسميَّةِ الأمريكيَّةِ مثلَ موقعِ "التحالف القومي ضد العنف المنزلي"
فإنَّ واحدةً مِّن كلِّ أربعِ نساءٍ يَّتعرضْنَ للعنفِ الشَّديدِ من قِبَلِ الشريكِ الحميم،
وهذه النِّسَبُ لا تشملُ ما تتعرَّضُ له المرأةُ على يدِ غُرباءٍ عنها (Strangers)،
ولا تشملُ العنفَ والضربَ غيرَ الشديدِ الذي تتعرَّضُ له،
إلى درجةِ أنَّ ربعَ إلى ثلثِ زياراتِ النِّساءِ لغرفةِ الطَّوارئِ في أمريكا ناتجةٌ عن ضربهنَّ،
حسبَ مكتبِ ضحايا العنفِ الحكوميّ.
وعندما تَحكمُ العضلاتُ فلا شكَّ أنَّ الرجالَ سيتفوَّقونَ؛
لذا ففي دراسةٍ في أمريكا على حالاتِ العنفِ بينَ الشُّركاءِ أزواجًا أو عاشقينَ،
والتي أدَّتْ إلى دخولِ غرفةِ الطوارئ،
كان (93%) من الحالاتِ من النساءِ مقابلَ (7%) رجال.
بل وهذا العنفُ كثيرًا مّا يصلُ إلى حدِّ القتل!
فقبلَ أيّامٍ خرجتْ مسيراتٌ في فرنسا للتَّنديدِ بالعنفِ الأسريِّ،
بعدَ مقتل (116) امرأةٍ -على الأقلِّ- في عامِ (2019)،
ونشرتْ وكالةُ الأنباءِ الفرنسيَّةِ أنَّ امرأةً
فرنسيَّةً تموتُ كلَّ ثلاثةِ أيّامٍ على يدِ زوجِها، أو رفيقِها، أو شريكِ حياتِها.
ومن أيّامٍ أيضًا نشرتْ وكالةُ الأنباءِ الفرنسيَّةِ خبرًا عن مِّسيراتٍ تعترضُ على إهانةِ المرأةِ
بعنوانِ: "العنفُ ضدَّ النساء: اغتصابُ امرأةٍ كلَّ 7 دقائقٍ في فرنسا"
وقد تستغربُ إذا علمتَ أنَّ أكثرَ من نِّصفِ ضحايا الضَّربِ المبرِّحِ يحتَجنَ لمساعدةٍ طبيَّةٍ
بشكلٍ مُّتكرِّرٍ، أكثرَ من ستِّ مرَّاتٍ حسبَ المواقعِ الحكوميَّةِ.
يعني تُضربُ وتُهانُ مِرارًا وَّتَكرارًا على يدِ زوجِها أو رفيقِها.
-طيِّبٌ لماذا لا تهربُ هذه المرأةُ؟! -تهربُ إلى أين؟
-إلى بيتِ أبيها أو أخيها. -نسيتَ؟! هي لا تعرفُ أباها أصلًا،
أو أنَّها تعرفُه لكنَّه ليسَ مسؤولًا عنها فهي حرَّةٌ، مُّستقلَّةٌ،
مُّتساويةٌ مَّعَ الرَّجلِ، لا تحتاجُ أحدًا، أثبتتْ نفسَها.
مِمَّا تُقدِّمُه الدُّولُ الغَربيَّةُ لهذِهِ المرأةِ هوَ ظاهرةٌ أُخرَى اسمُهَا:
(بالإنجليزيّة) مأوَى المرأةِ المضروبةِ ضربًا مبرِّحًا،
مكانٌ تَأوِي فيهِ مُؤقَّتًا ريثَمَا تَتعافَى مِنَ الضّربِ وتبحثُ عَنْ طريقةٍ لكسبِ العيشِ
هذِهِ المرأةُ المضروبةُ بشِدَّةٍ من رفيقِهَا تَودُّ أَن تَتخلَّصَ مِن أيِّ شيءٍ يُذكِّرُها بِهِ
ومِمَّا يُذكِّرُها بِه هذِهِ النُّطفةُ الَّتِي أُلقيَتْ بالحرامِ في رَحِمِها
تَأتي هُنا التَّقنينَاتُ الَّتِي تُسهِّلُ الإجهاضَ، والإعلامُ الَّذي يُزيِّنُه، والقوانينُ التي تُشَرْعِنُه
في أمِرِيكا وحدَها، هناكَ حوالَيْ مليونِ حالةِ إجهاضٍ سَنوِيًّا
وحَوالَيْ ثُلُثَيْها بَعدَ الأسبوعِ السّادسِ؛ يَعني: بعدَ نفخِ الرُّوحِ؛ يَعني: قتلُ نفسٍ
وحسبَ مركزِ التَّحكُّمِ في الأمراضِ الأمريكيِّ "Center of Disease Control"
فإنَّ الغالبيّةَ العُظمَى مِنَ الإناثِ الُمجهِضاتِ غيرُ متزوِّجاتٍ؛ يعني: شهوةٌ هابطةٌ تنتهي بقتلٍ
هَلْ تتصوَّرونَ -إِخوانِي- ما مَعنى الإجهاضِ بجنينٍ ذي روحٍ، بنفسٍ إنسانيَّةٍ؟
لَنْ أضعَ لكُم صُوَرًا هُنا لأنَّها بَشِعةٌ جِدًّا،
لكنْ بِإمكانِكَ كتابةُ بعضِ المُصطلحاتِ الَّتِي سَأذكُرُها،
والبحثُ عن صُوَرٍ حقيقيَّةٍ إنْ كانَ قلبُكَ يَتحمَّلُ
مِنْ أشهرِ الطُّرقِ ما يُعرَفُ بـِ:
(بالإنجليزيّة) بِتَوسيعِ وتَفريغِ الرَّحِمِ "Dilation and evacuation abortion"
يَعنِي: يَستعملُ الطّبيبُ عُدَّةً خَاصَّةً: مِقصَّاتٍ ومَلاقطَ وشَفَّاطاتٍ،
فَيقُصُّ الطَّبيبُ الجنينَ -وهوَ في رحِمِ أُمِّهِ- قِطعةً قِطعةً، ويُخرجُهُ قِطعةً قِطعةً؛
اليدَيْنِ، الرِّجلَيْنِ، الرّأسَ، البطنَ...
هذَا الإجراءُ يَتمُّ يوميًّا بِأعدادٍ ضخمةٍ عبرَ العالمِ
وهناكَ أشكالٌ أُخرَى مِنَ الإجهاضِ بَشِعةٌ أيضًا
وإذَا وَلدَتِ المرأةُ ولَمْ تَرغَبْ في الاحتفاظِ بمولودِهَا،
فَهَاهِيَ ظاهرةُ الصَّناديقِ الدَّافئةِ تَنتشرُ في أُوروبَّا وأَمِرِيكَا،
حيثُ يُوفَّرُ في الشّوارعِ صناديقُ تَضعُ فيهِ المرأةُ المولودَ
بَدلًا مِنْ أَنْ تَرميَهُ في الزِّبالةِ كَما يَفعلُ بَعضُ النِّساءِ الحُرَّاتِ المُستقِلَّاتِ
بَلْ وَوصَلْنَا إلى مرحلةِ تبريرِ قتلِ الأولادِ حَديثِي الولادةِ،
إذا كانَت الأمُّ لا ترغبُ في بقائِهِمْ، كَما بَيَّنَا بالتَّوثيقِ في كلمةِ:
"عندمَا يلبسُ أبو جهلٍ (بالإنجليزية) مِعطفَ المُختبَرِ "Labcoat"
﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)﴾ [التكوير:8-9]
لَمْ يَتوقَّفِ الوأدُ، بَلْ ها هوَ يتمُّ على يدِ أطبَّاءَ يلبسونَ اللَّابكوتَاتِ البيضاءَ وبشكلٍ مقنَّنٍ،
وهاهِيَ الجنينُ الأُنثَى تُحرَمُ مِنْ حقِّ الحياةِ؛
لتكتمل قِصَّةُ الإهانةِ وانتهاكِ الحقوقِ محطَّةً محطَّةً
(مؤثِّراتٌ صوتيَّةٌ)
هذا هوَ الجانبُ المجهولُ لكثيرٍ مِنَّا عنِ المرأةِ الغربيَّةِ الحُرَّةِ،
التي تحرَّرَتْ مِن مسئوليَّةِ أَبيهَا وأَخيهَا وزَوجِها عَلَيْها، والَّذينَ تخلَّوْا أَصلًا عَن هذِهِ المسؤوليَّةِ،
فَأصبحَ الكثيرُ مِنَ النِّساءِ والفَتياتِ (بالإنجليزية) سِلعةً جنسيَّةً "Sexual Object"،
أُلعوبةً بِيَدِ الثَّريِّ الَّذِي يَستأجِرُها لِيُعطِيَها قِسْطَ الجامعةِ،