×

Mes naudojame slapukus, kad padėtume pagerinti LingQ. Apsilankę avetainėje Jūs sutinkate su mūsų slapukų politika.


image

Podcast 3Eib, بس لو إنك مش بنت

بس لو إنك مش بنت

مرحبا، أنا جنة من فريق صوت.

بالموسم السابع من بودكاست عيب،

رح نشارككم بمقاطع من دفاتر يومياتنا.

بكل حلقة رح نروي لكم قصة صغيرة من قصصنا إحنا الخمسة.

إحنا مختلفين كتير وما بيجمعنا إلا تفصيل صغير.

إنه كل الوقت في حدا تاني عم يقولنا مين إحنا وكيف لازم نكون.

اليوم رح أترككم مع بيسان.

أنا بيسان.

في أحداث بقصتي عتيادية كتير.

قصدي على الأغلب صارت مع نساء كتير غيري.

بس مش عادي تصير.

كنت عم تسوق السيارة طبيعي بقزمة عمان.

كأنا تجاوزت عن تاكسي ونساية.

بس وقفت على الإشارة بنفس الشارع.

بيجي وبوقف جنبي وبيقشرلي الشوفير إنه نزل الشباك.

مع أنه كان الجو لطيف بهذا الكنهاد.

بس أنا متعودة لما أوقف على الإشارة أسكر الشبابيك

مشان أعزل حالي شوي عن العالم اللي برا.

لأنه ببساطة مش ناقصني طلطيش حكي وابتسامات وصفنات غريبة.

المهم.

نزلت الشباك متل ما بده لأنه فكرت رح يسألني عن إشي.

طلعت عليه.

ظلمة مبين عليه كبير بالأربعين.

شعره شايب.

وجهه تعبان.

كان مبين معصب.

وقاللي بالحرف الواحد.

بس لو إنك مش بنت.

عقلي ترجمها.

كيف تجرأتي يا مجرد بنت تتجاوزي عني.

ظلت بتطلع فيه مصدومة ثواني مش أكتر.

ما رديت ولا كلمة.

ما بعرف ليه.

بس هل ياتري هو أصلا كان مستني إني أرد؟

ما بعرف.

المهم.

سكرت شباكي وبعد شوي فتحت الإشارة وكملت طريقي.

رحت أنا بطريق وهو بطريق.

بس كنت لسه عم شوفه عم يحكي مع حاله.

معقول كان بيسب علي؟

أو يمكن كان بشتكي من سوق النسوان؟

طيب شو دخل إنه سيارة تجاوزت عنه بأنه ليس عيقة بنت؟

ولو شب اللي تجاوز عنه كان وقف وقله بس لو إنك مش شب؟

معقول نهزكي عنه لأنه في حدا تجاوز عنه من الأساس وكمان طلعت بنت؟

بس أكيد أدهشتني الجرئة اللي عنده.

إنه يعمل تصريح عن الموضوع ويخبرني إنه مشالي إياها.

أو لا، يمكن سامحني لأنه ببساطة بنت.

بصراحة أنا بحس أيامي مثل كأنها معارك صغيرة.

كأني ماخدة وضعية الدفاع كل الوقت.

بالشغل بدي أثبت حالي.

وفي البيت بدي أسمعهم صوتي وأخد قراري لحالي.

وفي العلاقات لازم أتأكد إنه ما حد عم يستغلني.

حتى إذا وقفت على إشارة بسيارتي بسكر الشباك والإفل لأنه لازم أحمي حالي.

المشهد الثاني.

السبت التسعتاش تموز. ألفين وعشر.

بصحة الصباح بكير بالشكل المعطلى ولا إلا dakouta.

باللون الملكي.

بعمل قهوة بشغل الموسيقى اللي بحبها.

أنا غالباً على الصباح بقعد بشيك الأخبار بفتح تويتر كالعادة وبشوف شو القصة اليوم.

لأنه دايماً في جدل على تويتر حول قصة النمى.

بيطلع لي الفيديو.

الفيديو اللي صوروه جيران أهل المرحومة أحلام وهي عم تصرخ بالشارع بآخر لحظات حياتها.

لما كان أبوها عم يقتلها.

طبعاً مش قادرة أكمل الفيديو لآخره.

عم بقرأ الناس شو كاتبة وعم بكي.

كتران الجرائم ضد النساء بهاي المنطقة.

ومرات بيكون في فيديو بيوثق الجريمة مثل ما صار بأساس أحلام وأسرع غريب بفلسطين وغيرهم.

ومرات ما في فيديو.

وفي الحالتين عقلي غسب عني.

بصير بيتخيل شكل الجريمة وبيرسم تفاصيلها ومرات بتخيلها إنه حدا بعرفه.

مع إنه هاي الجرائم عم تتكرر ما عم بقدر أتعود.

وكل مرة كأنه أول مرة.

مشاعر من الغضب والإحباط والعجز والحزن ممزوجين ببعض بيفوتوا على قلبي مرة وحدة وبصير أسود.

بهذاك نهار كان بدي أكتب شي على سوشل ميديو أو مثلاً أشارك بهاشتاج سرخات أحلام.

بس ما قدرت.

وضلت عم بكتب وبمحي.

بكتب وبمحي.

يمكن لأنه اللي بقلبي وبعقلي أكبر بكتير من إنهم ينكتبوا.

بسكر الانترنت وبلملم حالي المضطربة وشعوري بالعجز وبحاول أكمل فيهم نهاري.

المشهد الثالث.

تذكرت هلأ شي صار معي بتموز بـ 2011.

يومها رحت مع صحابي نحضر عرض مسرحي راقص في مركز الحسيني الثقافي برئاس العين بعمان.

كان وقت هالمركز باستضيف فعاليات ثقافية ضمن برنامجه السيفي.

هذيك الليلة،

وكانت مرحلة مميزة لأجل تحديد المسرح.

كانت مرحلة مميزة لأجل تحديد المسرح.

كان العرض بجنن.

والحقيقة، أنا طول عمري بحب الرقص وبعشاء الموسيقى.

عم نمشي أنا وصحابي، كل حد يحب الموسيقى.

وكل حد يحب الرقص.

عم نمشي أنا وصحابي، كل حد من بلد، مختلفة، عرب وأجانب، طالعين من المسرح بعد ما خلص العرض.

وقفني رجل الأمن اللي عالباب، وسألني بصوت واطي.

عمه بدي أسألك، أنت مسلمة؟

جاوبت مباشرة بدون وعي، آه.

عم بستنى يكمل الحوار، دليت واقفة،

بس ما قال شي تاني،

يمكن كنت محتاجة هالخطوطين حتى أستوعب، فرجعت لعنده وسألته.

ليه هذا السؤال؟ مش كأنه غريب؟

ردت مرة زميلته قاعدة جنبه،

ما تزعلي عادي، يعني هو بس استغرب،

فكرك إجنبية عشانك بتحكي إنجليزي،

وبتضحك،

ومش كأني أحبك،

ومش كأني أحبك،

ومش كأني أحبك،

ومش كأني أحبك،

ومش كأني أحبك،

ومش كأني أحبك،

ومش كأني أحبك،

وبسراحة، كملت.

لأنك الوحيدة المحجبة في المدرج،

جاوبت بسرعة، لأ أنا عربية مش أجنبية،

وكان هذا الإش الوحيد اللي هيك قلته بلا جهد.

وقفوا صحابي بالشارع يتناقشوا بالعرض، ويدحكوا يحكوا،

وأنا بس واقفة صرحانة مش فاهمة،

هالقد ما كاني مش هون،

هوا المحجبات ما بيحضروا مسرح،

أو العرب ما بيحضروا مسرح.

معقول؟ فيه اختلاف هلأد كبير بين جمهور العرض هداك اليوم وشكلي أو مظهري؟

دليت عم بطلع على حضورهم الطالعين.

كان معهم حق،

أنا الوحيدة المحجبة هداك اليوم.

صدفة هيك، أو هيك هو الوضع الاعتيادي،

ما بعرف.

المشهد الرائع.

يوم قررت ترك الحجاب كان يوم مثل باقي الايام عادي.

يعني ما كان فيه لا قرع طبول، ولا اشي بيدل على انه هدا اليوم رح يكون يوم مفصلي، ويغير حياتي.

والحقيقة اني اخدت قراري قبل ما انام بدون ارهاق للدماغ.

قلت لحالي ببساطة، تاني يوم رح اروح على الشغل بلاه، وخلص.

هداك الليلة مش ذاكرتها منيح،

وما فيه ظروف محددة بهداك الفترة قدت انو انا اخد هذا القرار.

بالعكس، كانت ايامي ونشاطاتي كالمعتاد،

بس بتذكر انو نهاري بتشرين، والجو كان شوي بدي.

بعرف انو هدا اليوم مهم، بس ما بتذكر تاريخه.

لان كل الاحداث اللي صارت قبله هي المهمة،

متل القصة اللي قلتلكم ياها من شوي.

حوالي ست سنين ويمكن اكتر، وانا عايشة بتناقض كتير كبير،

بين حجاب، اخترت ألبسه يوما ما، وكان يمثل قناعاتي بالاسلام وباكس أفطاري،

وانا بيشتغلت فيه، وانا بيشتغلت فيه، وانا بيشتغلت فيه،

بين حجاب، اخترت ألبسه يوما ما، وكان يمثل قناعاتي بالاسلام وباكس أفطاري،

وبين الانا، الي صرت شوف حالي فيها.

طبيعي انو حالي القديمة تغيرت، وافكاري تطورت،

لكن التغيير بقناعاتي بين حالي القديمة والجديدة كان كبير.

حالي القديمة يمكن كانت مخلفات أفكار وتجارب من عمري المراهقة، ومن وقت المدرسة، وأول سنين الجامعة.

حالي القديمة كانت متأثرة كتير بدروس الدين والوعيضات،

اللي ما زلت أحترمهم لأنه أخلاقهم كانت عالية، بس بختلف معهم كتير.

حالي القديمة كانت بتفكر انو يمكن التحرش سبب ولبس المرأة،

متل ما حفظونا، بس بعد سنين من التجارب العملية، بطلت صدق هاي الخريافة.

حالي القديمة كان عندها أسئلة كتير عن الدنيا،

وما كانت تلاقي الإجابات لا بكتب المدرسة ولا بدروس الدين.

شعوري بالغربة عن الذات كان مسيطر على حياتي.

كنت بحس انو مظهري ولبسي شي مختلف تماما عن شو بدور براسي.

كنت عن جد عم بطلع على المراية كنت بحس حالي مش أنا.

طول عمري، بأعاداتي مع صحابي، بنقاشاتي بالجامعة، وبالشغل،

بعبر عن أفكاري التحررية والمبادئ الثورية اللي أهلي ربوني عليها.

إيماني بهاي الأفكار ما تغير، متل انو الإنسان حر بمصيره،

ولازم يقدر يعيش ويحكي ويعبر بحرية.

بس زمان كنت بلاقي انو أنا اللي عم تحكي عن الحرية مش قادرة تعبر عن حالها.

قرار المفروض يكون شخصي وبحرية.

حجابي فعلا كان بيفرط توقعات معينة، صرت أحس كأنو أنا بقالب ومحبوسة فيه.

كنت أحلم يجي اليوم اللي إذا حدا تطلع علي يحتار ما يعرف شي عني.

كنت حس هاي التوقعات، وكنت أحس كأنو أنا بقالب ومحبوسة فيه.

كنت حس هاي التوقعات والافتراضات قيود حقيقية عم تسرق مني حريتي بإني ببساطة أكون أنا.

الأنا الجديدة عم تتعلم وعم تتغير كل يوم.

هاي الأنا اللي من حقي فيها أرفض أو أتبنى أي أفكار أو فلسفة حياة بتناسبني.

قبل، فكرة المسؤولية اتجاه العائلة كانت تمسيطرة على تفكيري.

ما أنا عايشة بمجتمع شرقي بيخبرني أنو للأب سلطة لا متناهية على حياة الأبناء، وأنو مش من حقي أخد قرار ممكن يمس بسمعة العائلة.

كنت أفكر بإخواني وبتعليقات الناس، وكنت أفكر أنو في عالم ما بعرف أخبارها وما بشوفها غير مرّة كل سبع سنين، ممكن تحكي عنها.

حتى بعد ما أخدت هالقرار، ما أخلصت من أسئلة وجدالات طويلة.

كان في عالم حوالي تتصرف وكأني محتاجة أبررها.

في ناس احتفلت فيي، وباركتلي، في ناس حزنت عليّ، ودعت الله يهديني، وفي ناس عصّبت، وبلشت اتراقب بلبسي وتصرفاتي.

من شهرين، بيوم خريف لطيف، عم بشرب قهوة مع صديقة لقالي كتير قريبة من قلبي.

صديقتي هاي بتحب الحياة كتير وعندها إيمان وأمل قويين.

ذكرتني بعد سنين طويلة، إنو وقت ما أخدت هالقرار هي سألتني، ليه يا بيصان؟

بتذكر حكيت لها، حاسة حالي هيك سادة أكتر مع حالي ومع العالم، ومع أصدقائي.

أنا هيك برتاحة.

كنا معكم بالكتابة والتقديم بيصان غالب، وبالتحرير لما ربح، وبالتصميم الصوتي محمود أبو ندا.

ترجمة نانسي قنقر

بس لو إنك مش بنت Only if you are not a girl Solo si no eres una chica Seulement si tu n'es pas une fille Solo se non sei una ragazza

مرحبا، أنا جنة من فريق صوت. Hello, I am Janna from Voice team.

بالموسم السابع من بودكاست عيب، In the seventh season of the Eib podcast,

رح نشارككم بمقاطع من دفاتر يومياتنا. We will share with you clips from our diaries.

بكل حلقة رح نروي لكم قصة صغيرة من قصصنا إحنا الخمسة. In each episode, we will tell you a small story from the five of us.

إحنا مختلفين كتير وما بيجمعنا إلا تفصيل صغير.

إنه كل الوقت في حدا تاني عم يقولنا مين إحنا وكيف لازم نكون. It's all the time that someone else tells us who we are and how we should be.

اليوم رح أترككم مع بيسان. Today I will leave you with Bisan.

أنا بيسان.

في أحداث بقصتي عتيادية كتير. There are a lot of ordinary events in my story.

قصدي على الأغلب صارت مع نساء كتير غيري. I mean, it probably happened with many women other than me.

بس مش عادي تصير.

كنت عم تسوق السيارة طبيعي بقزمة عمان. I was driving the car normally in Qammah, Amman.

كأنا تجاوزت عن تاكسي ونساية. It was as if I had overtaken a taxi or a woman.

بس وقفت على الإشارة بنفس الشارع.

بيجي وبوقف جنبي وبيقشرلي الشوفير إنه نزل الشباك.

مع أنه كان الجو لطيف بهذا الكنهاد. Although the weather was nice like this.

بس أنا متعودة لما أوقف على الإشارة أسكر الشبابيك

مشان أعزل حالي شوي عن العالم اللي برا.

لأنه ببساطة مش ناقصني طلطيش حكي وابتسامات وصفنات غريبة. Because I simply don't lack chatty talk, smiles, and strange adjectives.

المهم.

نزلت الشباك متل ما بده لأنه فكرت رح يسألني عن إشي.

طلعت عليه.

ظلمة مبين عليه كبير بالأربعين. A clear darkness over him, forty.

شعره شايب. His hair is gray.

وجهه تعبان. His face is tired.

كان مبين معصب.

وقاللي بالحرف الواحد. He told me in one letter.

بس لو إنك مش بنت.

عقلي ترجمها. My mind translated it.

كيف تجرأتي يا مجرد بنت تتجاوزي عني.

ظلت بتطلع فيه مصدومة ثواني مش أكتر.

ما رديت ولا كلمة.

ما بعرف ليه.

بس هل ياتري هو أصلا كان مستني إني أرد؟

ما بعرف.

المهم.

سكرت شباكي وبعد شوي فتحت الإشارة وكملت طريقي.

رحت أنا بطريق وهو بطريق.

بس كنت لسه عم شوفه عم يحكي مع حاله.

معقول كان بيسب علي؟

أو يمكن كان بشتكي من سوق النسوان؟

طيب شو دخل إنه سيارة تجاوزت عنه بأنه ليس عيقة بنت؟

ولو شب اللي تجاوز عنه كان وقف وقله بس لو إنك مش شب؟

معقول نهزكي عنه لأنه في حدا تجاوز عنه من الأساس وكمان طلعت بنت؟ Is it possible for us to make fun of him because there is someone who overtook him in the first place and also turned out to be a girl?

بس أكيد أدهشتني الجرئة اللي عنده. But I was certainly amazed by his audacity.

إنه يعمل تصريح عن الموضوع ويخبرني إنه مشالي إياها. He makes a statement about the topic and tells me that he is okay with it.

أو لا، يمكن سامحني لأنه ببساطة بنت. Or no, you can forgive me because it's simply a girl.

بصراحة أنا بحس أيامي مثل كأنها معارك صغيرة.

كأني ماخدة وضعية الدفاع كل الوقت. It's like I'm in defense mode all the time.

بالشغل بدي أثبت حالي. At work, I want to prove myself.

وفي البيت بدي أسمعهم صوتي وأخد قراري لحالي.

وفي العلاقات لازم أتأكد إنه ما حد عم يستغلني. In relationships, I have to make sure that no one is taking advantage of me.

حتى إذا وقفت على إشارة بسيارتي بسكر الشباك والإفل لأنه لازم أحمي حالي.

المشهد الثاني.

السبت التسعتاش تموز. ألفين وعشر.

بصحة الصباح بكير بالشكل المعطلى ولا إلا dakouta. Good morning, early in the disabled form, nothing but dakouta.

باللون الملكي. In royal colour.

بعمل قهوة بشغل الموسيقى اللي بحبها.

أنا غالباً على الصباح بقعد بشيك الأخبار بفتح تويتر كالعادة وبشوف شو القصة اليوم.

لأنه دايماً في جدل على تويتر حول قصة النمى. Because there is always a debate on Twitter about the story of Al-Nama.

بيطلع لي الفيديو.

الفيديو اللي صوروه جيران أهل المرحومة أحلام وهي عم تصرخ بالشارع بآخر لحظات حياتها.

لما كان أبوها عم يقتلها.

طبعاً مش قادرة أكمل الفيديو لآخره.

عم بقرأ الناس شو كاتبة وعم بكي.

كتران الجرائم ضد النساء بهاي المنطقة. Katran crimes against women in Bhai district.

ومرات بيكون في فيديو بيوثق الجريمة مثل ما صار بأساس أحلام وأسرع غريب بفلسطين وغيرهم. There are times when there is a video documenting the crime, as happened at the beginning of Ahlam, the fastest stranger in Palestine, and others.

ومرات ما في فيديو.

وفي الحالتين عقلي غسب عني.

بصير بيتخيل شكل الجريمة وبيرسم تفاصيلها ومرات بتخيلها إنه حدا بعرفه.

مع إنه هاي الجرائم عم تتكرر ما عم بقدر أتعود. Although these crimes are repeated, I can't get used to it.

وكل مرة كأنه أول مرة.

مشاعر من الغضب والإحباط والعجز والحزن ممزوجين ببعض بيفوتوا على قلبي مرة وحدة وبصير أسود. Feelings of anger, frustration, helplessness, and sadness mixed together make my heart go black all at once.

بهذاك نهار كان بدي أكتب شي على سوشل ميديو أو مثلاً أشارك بهاشتاج سرخات أحلام. On that day, I wanted to write something on social media, or for example, share the hashtag “Sarkhat Ahlam”.

بس ما قدرت.

وضلت عم بكتب وبمحي.

بكتب وبمحي.

يمكن لأنه اللي بقلبي وبعقلي أكبر بكتير من إنهم ينكتبوا.

بسكر الانترنت وبلملم حالي المضطربة وشعوري بالعجز وبحاول أكمل فيهم نهاري. I'm drunk on the Internet, I'm tackling my troubled state and feeling helpless, and I'm trying to get through my day.

المشهد الثالث.

تذكرت هلأ شي صار معي بتموز بـ 2011.

يومها رحت مع صحابي نحضر عرض مسرحي راقص في مركز الحسيني الثقافي برئاس العين بعمان. That day, I went with my friends to attend a theatrical and dance performance at the Al-Husseini Cultural Center in Ras Al-Ain, Amman.

كان وقت هالمركز باستضيف فعاليات ثقافية ضمن برنامجه السيفي.

هذيك الليلة،

وكانت مرحلة مميزة لأجل تحديد المسرح. It was a special stage for setting the stage.

كانت مرحلة مميزة لأجل تحديد المسرح.

كان العرض بجنن. The show was crazy.

والحقيقة، أنا طول عمري بحب الرقص وبعشاء الموسيقى. In fact, I have always loved dancing and music dinner all my life.

عم نمشي أنا وصحابي، كل حد يحب الموسيقى. My friends and I are walking, everyone loves music.

وكل حد يحب الرقص.

عم نمشي أنا وصحابي، كل حد من بلد، مختلفة، عرب وأجانب، طالعين من المسرح بعد ما خلص العرض. My friends and I, everyone from a different country, Arab and foreigner, are walking out of the theater after the show is over.

وقفني رجل الأمن اللي عالباب، وسألني بصوت واطي.

عمه بدي أسألك، أنت مسلمة؟ Uncle, I want to ask you, are you a Muslim?

جاوبت مباشرة بدون وعي، آه.

عم بستنى يكمل الحوار، دليت واقفة،

بس ما قال شي تاني،

يمكن كنت محتاجة هالخطوطين حتى أستوعب، فرجعت لعنده وسألته. Maybe I needed these two lines to understand, so I went back to him and asked him.

ليه هذا السؤال؟ مش كأنه غريب؟

ردت مرة زميلته قاعدة جنبه، One time his colleague sitting next to him replied,

ما تزعلي عادي، يعني هو بس استغرب،

فكرك إجنبية عشانك بتحكي إنجليزي،

وبتضحك،

ومش كأني أحبك، And it's not like I love you,

ومش كأني أحبك،

ومش كأني أحبك،

ومش كأني أحبك،

ومش كأني أحبك،

ومش كأني أحبك،

ومش كأني أحبك،

وبسراحة، كملت. Honestly, I finished.

لأنك الوحيدة المحجبة في المدرج، Because you are the only one wearing a hijab in the amphitheater,

جاوبت بسرعة، لأ أنا عربية مش أجنبية،

وكان هذا الإش الوحيد اللي هيك قلته بلا جهد. This was the only thing I said without effort.

وقفوا صحابي بالشارع يتناقشوا بالعرض، ويدحكوا يحكوا، My friends stood in the street discussing the show, laughing and talking.

وأنا بس واقفة صرحانة مش فاهمة،

هالقد ما كاني مش هون،

هوا المحجبات ما بيحضروا مسرح، Hijabi women do not attend theatre.

أو العرب ما بيحضروا مسرح.

معقول؟ فيه اختلاف هلأد كبير بين جمهور العرض هداك اليوم وشكلي أو مظهري؟ reasonable? Is there a big difference between the audience of the show today and my appearance?

دليت عم بطلع على حضورهم الطالعين. I was looking for their coming presence.

كان معهم حق، They were right,

أنا الوحيدة المحجبة هداك اليوم. I am the only one wearing a hijab today.

صدفة هيك، أو هيك هو الوضع الاعتيادي، This is a coincidence, or this is the normal situation,

ما بعرف.

المشهد الرائع.

يوم قررت ترك الحجاب كان يوم مثل باقي الايام عادي.

يعني ما كان فيه لا قرع طبول، ولا اشي بيدل على انه هدا اليوم رح يكون يوم مفصلي، ويغير حياتي. I mean, there was no drumbeat, and nothing to indicate that this day would be a pivotal day and change my life.

والحقيقة اني اخدت قراري قبل ما انام بدون ارهاق للدماغ.

قلت لحالي ببساطة، تاني يوم رح اروح على الشغل بلاه، وخلص.

هداك الليلة مش ذاكرتها منيح،

وما فيه ظروف محددة بهداك الفترة قدت انو انا اخد هذا القرار.

بالعكس، كانت ايامي ونشاطاتي كالمعتاد،

بس بتذكر انو نهاري بتشرين، والجو كان شوي بدي.

بعرف انو هدا اليوم مهم، بس ما بتذكر تاريخه.

لان كل الاحداث اللي صارت قبله هي المهمة،

متل القصة اللي قلتلكم ياها من شوي.

حوالي ست سنين ويمكن اكتر، وانا عايشة بتناقض كتير كبير،

بين حجاب، اخترت ألبسه يوما ما، وكان يمثل قناعاتي بالاسلام وباكس أفطاري، Among the veils, I chose to wear one day, and it represented my convictions in Islam and my breakfast,

وانا بيشتغلت فيه، وانا بيشتغلت فيه، وانا بيشتغلت فيه، And I work in it, and I work in it, and I work in it,

بين حجاب، اخترت ألبسه يوما ما، وكان يمثل قناعاتي بالاسلام وباكس أفطاري،

وبين الانا، الي صرت شوف حالي فيها.

طبيعي انو حالي القديمة تغيرت، وافكاري تطورت،

لكن التغيير بقناعاتي بين حالي القديمة والجديدة كان كبير.

حالي القديمة يمكن كانت مخلفات أفكار وتجارب من عمري المراهقة، ومن وقت المدرسة، وأول سنين الجامعة. My old self may have been a remnant of ideas and experiences from my teenage years, from school, and from the first years of university.

حالي القديمة كانت متأثرة كتير بدروس الدين والوعيضات،

اللي ما زلت أحترمهم لأنه أخلاقهم كانت عالية، بس بختلف معهم كتير. I still respect them because their morals were high, but I disagree with them a lot.

حالي القديمة كانت بتفكر انو يمكن التحرش سبب ولبس المرأة،

متل ما حفظونا، بس بعد سنين من التجارب العملية، بطلت صدق هاي الخريافة.

حالي القديمة كان عندها أسئلة كتير عن الدنيا،

وما كانت تلاقي الإجابات لا بكتب المدرسة ولا بدروس الدين.

شعوري بالغربة عن الذات كان مسيطر على حياتي. My feeling of alienation from self was controlling my life.

كنت بحس انو مظهري ولبسي شي مختلف تماما عن شو بدور براسي. I felt that my appearance and clothing were something completely different from what I looked like in my head.

كنت عن جد عم بطلع على المراية كنت بحس حالي مش أنا.

طول عمري، بأعاداتي مع صحابي، بنقاشاتي بالجامعة، وبالشغل،

بعبر عن أفكاري التحررية والمبادئ الثورية اللي أهلي ربوني عليها. I express my liberal ideas and the revolutionary principles that my family raised me with.

إيماني بهاي الأفكار ما تغير، متل انو الإنسان حر بمصيره، My belief in these ideas has not changed, just as a person is free in his destiny.

ولازم يقدر يعيش ويحكي ويعبر بحرية.

بس زمان كنت بلاقي انو أنا اللي عم تحكي عن الحرية مش قادرة تعبر عن حالها.

قرار المفروض يكون شخصي وبحرية. The decision should be personal and free.

حجابي فعلا كان بيفرط توقعات معينة، صرت أحس كأنو أنا بقالب ومحبوسة فيه.

كنت أحلم يجي اليوم اللي إذا حدا تطلع علي يحتار ما يعرف شي عني. I was dreaming that the day would come when if anyone looked at me, he would be confused and would not know anything about me.

كنت حس هاي التوقعات، وكنت أحس كأنو أنا بقالب ومحبوسة فيه.

كنت حس هاي التوقعات والافتراضات قيود حقيقية عم تسرق مني حريتي بإني ببساطة أكون أنا.

الأنا الجديدة عم تتعلم وعم تتغير كل يوم.

هاي الأنا اللي من حقي فيها أرفض أو أتبنى أي أفكار أو فلسفة حياة بتناسبني. This is the ego in which I have the right to reject or adopt any ideas or life philosophy that suits me.

قبل، فكرة المسؤولية اتجاه العائلة كانت تمسيطرة على تفكيري. Before, the idea of responsibility towards the family dominated my thinking.

ما أنا عايشة بمجتمع شرقي بيخبرني أنو للأب سلطة لا متناهية على حياة الأبناء، وأنو مش من حقي أخد قرار ممكن يمس بسمعة العائلة. I do not live in an Eastern society that tells me that the father has unlimited power over the lives of his children, and that I do not have the right to make a decision that could harm the family’s reputation.

كنت أفكر بإخواني وبتعليقات الناس، وكنت أفكر أنو في عالم ما بعرف أخبارها وما بشوفها غير مرّة كل سبع سنين، ممكن تحكي عنها. I was thinking about my brothers and people’s comments, and I was thinking that in a world where I don’t know the news and only see her once every seven years, you could talk about her.

حتى بعد ما أخدت هالقرار، ما أخلصت من أسئلة وجدالات طويلة.

كان في عالم حوالي تتصرف وكأني محتاجة أبررها.

في ناس احتفلت فيي، وباركتلي، في ناس حزنت عليّ، ودعت الله يهديني، وفي ناس عصّبت، وبلشت اتراقب بلبسي وتصرفاتي. There were people who celebrated me and blessed me, there were people who mourned for me and prayed to God to guide me, and there were people who became angry with me and began to monitor my dress and behavior.

من شهرين، بيوم خريف لطيف، عم بشرب قهوة مع صديقة لقالي كتير قريبة من قلبي. Two months ago, on a nice fall day, I was drinking coffee with a friend who said I was very close to my heart.

صديقتي هاي بتحب الحياة كتير وعندها إيمان وأمل قويين. My friend loves life very much and has strong faith and hope.

ذكرتني بعد سنين طويلة، إنو وقت ما أخدت هالقرار هي سألتني، ليه يا بيصان؟ She reminded me, many years later, that when she made that decision, she asked me, “Why, Baisan?”

بتذكر حكيت لها، حاسة حالي هيك سادة أكتر مع حالي ومع العالم، ومع أصدقائي. I remember telling her, I feel more at peace with myself, with the world, and with my friends.

أنا هيك برتاحة.

كنا معكم بالكتابة والتقديم بيصان غالب، وبالتحرير لما ربح، وبالتصميم الصوتي محمود أبو ندا.

ترجمة نانسي قنقر