جبال البامير، بين أفغانستان وطاجيكستان | خالد صديق
طريق البامير
أو طريق M41 كما كان يسمى في فترة الإتحاد السوفييتي
أو طريق الهيروين السريع
وهو طريق جبلي
يقطع سلسلة جبال البامير في آسيا الوسطى
وتحديداً بين كل من أفغانستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان.
متنوع التضاريس، وشديد الخطورة
من العاصمة الطاجيكية دوشنبيه
إلى مدينة أوش في قرغيستان
بمسافة تقدر حوالي ١٢٥٠ كم
وبارتفاع يصل إلى ٤٦٥٥م فوق سطح البحر
مشكلاً بذلك
بدأنا الرحلة في السادسة صباحاً متوجهين من العاصمة دوشنبه نحو الجنوب
ركبنا في سيارة مشتركة تضم ثمانية ركاب
كان الطريق في بدايته سهل ومعبد بشكل جيد
إلى أن وصلنا إلى بلدة تدعى كلايكوم
حيث بدأ الطريق بالتغير بشكل واضح.
تغيرت تفاصيل الطريق بشكل جذري
بدأت جبال البامير واضحة للعيان
أصبحنا نمر بمحاذاة جمهورية أفغانستان وبشكل واضح
ولا يفصلنا عنها سوى النهر الفاصل بين الدولتين.
هذي في الجهة المقبلة، أفغانستان
وفي الجهة الأخرى بلاد الطاجيك
هنا الشوارع مسفلتة ووسيعة قليلاً
وفي الجهة الأخرى، للأسف
تقريباً الطريق ضيق جداً وترابي
لكنه أمر يستحق التجربة
الجو عليل، الساعة الآن ١٢:٣٠ ويوجد هواء جميل جداً
تجربة حلوة
تسمى هذه المنطقة من الطريق
بطريق الهيروين السريع
وهو ذو حماية أمنية عالية وشديدة الخطورة
كنا نرى المنازل والناس في أفغانستان
يسيرون وبشكل واضح للعيان
بل كنا نستطيع محادثتهم أيضاً
أهلكنا الطريق كثيراً ومر الوقت سريعاً
هنا مدينة خوروق، عاصمة البامير
ودعت فيها أناس شاركتهم عناء الطريق
أيام قليلة أرتاح بها قبل مواصلة الرحلة نحو الجنوب.
على ضفة نهر جميل، يسكن العم غولوس
في منطقة تدعى شوغنان
وهي قرية صغيرة تبعد حوالي ١٤كم
عن العاصمة خوروق
وهو رجل من رجال البامير يقيم هنا منذ ولادته
استضافني هذا الرجل في منزله
لتجربة الحياه في هذه القرية الجميلة.
يسكن بين جبال البامير طائفة من المسلمين
يتبعون المذهب الشيعي الإسماعيلي
وهم يشكلون حوالي ٧٪ من سكان طاجيكسان
يتحدثون لغتهم الخاصة، تسمى لغة البامير
ويسكنون في منازل ذات تصاميم جميلة تسمى أيضاً بمنازل البامير
ولدى هذه المنازل صفات عديدة، ومنها:
الغرفة الرئيسية
تحتوي على سقف ذو أربع مربعات، تمسى بالمنازل الأربعة
وهي مربعات ترمز للأرض
والماء والهواء والنار
كما يوجد في الغرفة الرئيسية خمسة أعمدة
وهي ترمز بالترتيب إلى
النبي محمد
علي
فاطمة
الحسن والحسين، رضي الله عنهم أجمعين
بالإضافة إلى بعض رموز الأخرى الخاصة بالبامير.
أكملنا الطريق من مدينة خوروق
إلى منطقة تدعى اشكاشيم
وهي أحد أفرع طريق الحرير سابقاً
كان الطريق موازي لأفغانستان بكامله.
بدأنا بالإبتعاد التدريجي والصعود فوق الجبال نحو الشمال
بدأ الجو يبرد بشكل واضح.
توقفنا عند عائلة تسكن وسط اللاشيء
أكرمونا بضيافتهم المعتادة
الشاي والخبز.
تغير منظر الجبال كثيرًا
وتحسن الطريق بشكل واضح
واقتربنا كثيرًا من مدينة تدعى مورقاب.
مدينة مورقاب
يسكنها أناس من قومية القيرغيز
التابعة في أصولهم العرقية إلى قيرغستان
تختلف ملامحهم وعاداتهم بشكل واضح عن سكان منطقة البامير
وهي منطقة مناسبة لأخذ قسط من الراحة
قبل مواصلة الطريق.
واصلنا الطريق الذي اقترب من نهايته إلى بحيرة كراكول
ارتفعنا كثيراً عن مستوى سطح البحر، وازداد الجو برودة
إلى أن وصلنا إلى القمة
إلى بحيرة كراكول
يعتبر طريق البامير أحد أهم المسارات الدولية في آسيا الوسطى
وهو ثاني أعلى طريق دولي في العالم
بعد طريق الكراكورام في باكستان
وهو محط اهتمام لدى الكثير من المسافرين
الذين يعبرون الطريق من أوش إلى دوشنبه
اعتاد المسافرين على سلوك هذا الطريق إما بالسيارة
أو بالدراجة النارية
أو بالدراجة الهوائية
أوحتى سيراً على الأقدام بواسطة التأشير
ولكل طريقة متعتها ومتاعبها بالتأكيد
وهي أحد التجارب الثرية الممتعة.