٤،١١،٧٣ - مثلان عربيان
١ - وافق شن طبقة
كان شن من دهاة العرب، فأراد أن يتزوج من امرأة مثله فى الفراسة. فقال لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي فسار حتى رأى رجلا يريد القرية التي يقصدها فصحبه. فلما انطلقا قال له شن: أتحملني أم أحملك؟ قال الرجل: يا جاهل كيف يحمل الراكب الراكب. فسارا حتى شاهدا زرعا، قد استحصد ، فقال شن أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟ فقال: يا جاهل أما تراه قائما؟ فمرا بجنازة فقال : أترى صاحبها حيا أو ميتا . قال : ما رأيت أجهل منك، هل تراهم يحملون إلى القبر حيا أو ميتا؟ ثم سار به إلى منزله، وكان له بنت اسمها (طبقة) فقص عليها القصة، فقالت: أما قوله هل تحملني أم أحملك؟ أي أتحدثني أو أحدثك، حتى نقطع الطريق وأما قوله : هل الزرع أكل أم لا؟ أي هل باعه أهله وأكلوا ثمنه. وأما قوله في الميت : أترى حي أو ميت؟ أي هل ترك عقبا يحيا به ذكره أم لا . فخرج للرجل فحادثه، ثم أخبره بقول ابنته . فقال شن : هي ضالتي فخطبها فتزوجها ولما عرف الناس عقلها ودهاءها قالوا (وافق شن طبقة).
-٢ أكلت يوم أكل الثور الأبيض
يحكى أن ثلاثة ثيران كانت في غابة : أبيض وأسود وأحمر، ومعها أسد. وكان لا يقدر منها على شيء، لاجتماعها عليه . فقال للتور الأسود وللثور الأحمر : لا يدل علينا في غابتنا إلا الثور الأبيض فإن لونه مشهور، ولوني على لونكما فلو تركتماني اكله صفت لنا الغابة فقالا : دونك، فكله. فأكله. فلما مضت أيام، قال للأحمر: لوني على لونك، فدعني أكل الأسود، لتصفو لنا الغابة، فقال: دونك فكله. فأكله، ثم قال للأحمر : إني آكلك لا محالة، فقال: دعني أنادي ثلاثا فقال: افعل فنادى: ألا إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض. وفي معنى هذا المثل أمثال أخرى منها : اليد الواحدة لا تصفق، ومنها قول الشاعر:
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى … خطب ولا تتفرقوا أحادا
تأبي الرماح إذا اجتمعن تكسرا … وإذا افترقن تكسرت أحادا