زاد الحكايا - قصص اطفال - الفأر الطماع
تمهّلْ قَليلاً يا سلحوف ستؤذي نفسَكَ.
لا أستطيعُ يا أمّي أنا أحبُّ هذهِ الحلوى
ولكنّك أكلتَ كثيراً
لا عليكِ يا سلحوفة
هل انتهيتَ يا سلحوف؟
نعم يا أمّي.
أريدُ منكُم أنْ تصغوا جيّداً لهذه القصّة
وأنتَ خصوصاً يا سلحوف.
في إحدى الغاباتِ الكبيرة
كانَت تعيشُ ثلاثةٌ مِنَ الفئرانِ التي تُحبُّ المرحَ واللَّعب
وفجأةً ودونَ سابقِ إنذار
غابتِ الشَّمسُ
وبدأَ البرقُ والرّعدُ
والغيومُ السوداءُ غطّتِ المكان
وسرعانَ ما هطلتِ الأمطار
استمرَّ هطولُ المطرِ ومعَها رياحٌ قويَّةٌ لأيَّامٍ طويلة
فقرَّرتِ الفئرانُ أنْ تبحثَ عنِ الطَّعامِ في القرية المجاورةِ
وبالفعل خرجتْ ليلاً والأمطارُ الشديدةُ تتساقطُ عليها
والرّياحُ القويّةُ تقومُ بدفعِها
يا إلهي لمْ أرَ مثلَ هذهِ الأمطارِ في حَياتي
لا أعرفُ إلى متى ستبقى هذهِ العاصفة
إنَّني أشعرُ بجوعٍ شديدٍ
فمنذُ يومين لمْ آكُل شيئاً.
بدأتِ الفئرانُ بالبحثِ عَنِ الطَّعامِ ولكنْ دونَ جَدوى.
لا أعلمُ إنْ كُنتُ سأَبقى حيّاً حتَّى الصّباحِ، فأنا أتضوَّرُ جُوعاً.
فجأةً
شاهدَ أحدُ الفئرانِ نُوراً مِن أَحدِ البُيوت
تسلَّلتِ الفئرانُ إلى داخلِ المنزلِ من ثُقبٍ صغيرٍ في وَسَطِ الحائط
فإذا بها تَرى قِطعةً كبيرةً من الجُبنِ على الطَّاولة
فانزلقت على السّتارةِ مُسرعَةً
ما هذا! قطعةٌ كبيرةٌ من الجُبن! علينا الوصولُ إليها.
يبدو عليها أنَّها طازجة.
هيَّا أنا جائع.
وبالفعل صعدتِ الفئرانُ الثلاثةُ على الطاولةِ وبدأتْ بالأكل
وبعدَ دقائقَ قليلةٍ شَبِعَ فَأرانِ اثنان
أمَّا الفأرُ الثَّالثُ لمْ يتوقَّفْ عنِ الأكل
توقَّفْ ستؤذي نَفْسَكَ.
لالا أريد
اليومَ وجدنَا هذهِ القطعة ولكنْ غداً مِنْ أينَ سنأكل؟
رُبَّما لا نجدُ الطعامَ في الأيَّامِ القادمةِ
يجبُ أنْ نغادرَ المكان.
اذهبا أنتما سألحقُ بِكُمَا عِندمَا أنتهي.
وهكذا بقيَ الفأرُ الثَّالثُ يلتهمُ الجُبنَ حتَّى أكلَ الكثيرَ الكثير
فانتفخَ بطنُهُ ولمْ يعدْ قادراً على الحِراك
وبصعوبةٍ بالغةٍ وصلَ إلى السِّتارة ليغادرَ البيت
وهُنا كانتِ المفاجأة، لم يستطعْ تسلُّقَ الستارة بسببِ بطنِهِ المملوءِ بالطَّعام
أشعرُ بألمٍ في مَعِدَتِي عليَّ أنْ أنتظرَ حتَّى أهضِمَ الطَّعامَ ثمّ سأغادرُ البيت.
في هذه الأثناء حضرَ صاحبُ البيت
وشاهدَ قطعةَ الجُبن فعلِمَ بوجودِ فأرٍ في منزلِهِ
فقامَ بوضعِ قطعةٍ مِن َالذُّرةِ داخلَ قفصٍ ليتمكَّنَ مِنَ اصطيادِهِ
وبعدَ ساعاتٍ أرادَ الفأرُ أنْ يتسلَّقَ الستارةَ ويغادرَ المنزل
ولكنَّهُ لمحَ قطعةَ الذُّرة.
ما هذا! قطعةٌ مِنَ الذُّرةِ الشهيّة
لنْ أغادرَ لِوحدِي سآخُذُها معي.
أسرعَ إلى قطعةِ الذُّرة دونَ أنْ يرى القفصَ
فأطبقَ عليهِ عندما دَخل
وهكذا كانتْ نهايةُ الفأرِ الذي كانتْ أمامَهُ فُرصةٌ لِتعويضِ خطئِهِ الأوَّل
ولكنّهُ وقعَ في الفخّ بسببِ طمعِهِ فلنْ ينجوَ كلَّ مرَّةٍ بفعلتِهِ
ماهذا!
طبقٌ مِنَ الحلوى اللّذيذة
كم أنا متشوّقٌ لالتهامِها.
سلحوف!!!
أنا أمزح يا أمّي، لن آكلَ إلَّا قطعةً واحدة.