زاد الحكايا - قصص اطفال - الفئران الطماعة %
أمّي لِمَ لا نملكُ الكثيرَ من الطّعامِ في منزِلِنا؟
نملكُ ما يكفينا
نعم يا أمّي ولكنَّه لا يكفينا لأكثر مِنْ شهر
نعم شهرٌ واحدٌ يكفي، لمَ الطمع؟
أَلَمْ تَسمعُوا بقصةِ الفئرانِ الطمّاعة؟
ما هذهِ القصَّةُ يا أمِّي؟
حسناً سأرويها لكم.
في إحدى بيوتِ القرية
كانَ هناكَ فلّاحٌ يجمعُ القمحَ داخلَ غرفةٍ صغيرة.
وفي ذلِكَ البيتِ
تعيشُ ثلاثةُ فئرانٍ داخلَ مخبأٍ صغير
تتسلَّلُ ليلاً وتأكلُ مِنْ حبَّاتِ القمح.
وفجأةً دخلَ الفلاحُ إلى منزلِهِ فرأى الفئرانَ تأكلُ القمح
فهربتْ مسرعةً إلى داخلِ جُحرِهَا
وقامَ الفلاحُ بإغلاقِ الثّقبِ جيِّداً
حتّى لا تتمكنَ مِنَ الوصولِ إلى القمحِ مجدَّداً.
وفي صباحِ اليومِ التّالي
اشترى الفلاحُ قِطّةً ووضعَهَا داخلَ المنزلِ لتصطادَ الفئران.
جلستْ هذهِ القِطّةُ في الغرفةِ تَحرُسُها.
ومرَّ الوقتُ، ولمْ تستطعْ هذهِ الفئرانُ أنْ تصلَ إلى حبّاتِ القمح.
يجبُ أنْ نجدَ حلّاً وإلا سنموتُ جوعاً.
ما رأيُكم أنْ نحفرَ خَندقاً حتَّى نَصلَ إلى الغرفةِ التي يضعُ بها الفلَّاحُ القمح؟
أعتقدُ أنَّها فكرةٌ جيّدة، فَلْنبدأ.
وبالفعل، باشروا بحفرِ الخندقِ وتناوبُوا على العملِ دونَ مَلَلٍ
حتَّى أنَّ القِطَّةَ سمعَتْ صوتاً ولكنّها لمْ تتمكّنْ مِنْ معرفةِ ما تفعلُ الفئران.
وصل الخندق إلى مكان القمح
وسقطتْ بضعُ حبَّاتِ قمحٍ مِنْ ذلكَ الثُّقبِ الصَّغير
وبدأتِ الفئرانُ الجائعةُ تأكل.
نجحنا نجحنا، عادتْ إلينا حبَّاتُ القمحِ الكثيرة.
يا لَهَا مِنْ خُطّةٍ ذكيّة!
وبعد أيَّامٍ قليلة، بدأَ أحدُ الفئرانِ يتململُ مِنْ قِلَّةِ القمح.
لا أعتقدُ أنَّ بضعَ حبَّاتٍ تكفي
ما رأيُكُم أنْ نقومَ بتوسيعِ الثُقبِ قليلاً
حتَّى نتمكنَ منَ الحصولِ على المزيدِ مِنْ الحبّات؟
وبالفعل قاموا بتكبيرِ الثُّقب، فبدأتْ حبَّاتُ القمحِ تتساقطُ أكثرَ فأكثر.
ماهي إلَّا أيَّامٌ وعادتِ الفئرانُ إلى
التذمُّرِوالتململِ على الرَّغمِ مِنْ حَبَّاتِ القمحِ الكثيرة.
لماذا لا نقومُ بتوسيعِ الثُقبِ حتَّى ينزلَ الكثيرُ من القمح؟
وعادتِ الفئرانُ للحفر
حتّى اتَّسعَ الثُّقبُ وأصبحَ حُفرةً كبيرة
فتساقطتْ جميعُ حبّاتِ القمحِ على الفئرانِ دفعةً واحدة.
رأتِ القطَّةُ القمحِ ينزلُ في الحفرةِ فأسرعتْ إليها تحاولُ الإمساكَ بالفئران.
ما هذا ستتمكنُ القِطَّةُ مِنَ الإمساكِ بنا!
علينا أن نخرج بسرعة.
فأسرعتِ الفئرانُ إلى خارجِ المنزل
فقامَ الفلَّاحُ بإغلاقِ الثقبِ جيّداً حتّى لا تعودَ ثانيةً.
جلستِ الفئرانُ خارجَ المنزل تنظرُ إلى بعضِها
لا تعلمُ مَا الذي ستفعلُهُ بعدَ أنْ أوصلَهَا الطمعُ إلى الجُّوعِ مرَّةً أُخرى.
لقد فهمتُ ما تقصدين يا أمّي.
وأنا كذلك يا أمّي لن أفكرَ بأكثر من قوت يومي
أحسنتم يا صغاري