%زاد الحكايا - قصص اطفال - قصص قبل النوم - الأرنب الغيور
لِمَ أنتَ حزينٌ يا صغيري؟
لقد رأيتُكِ يا أمّي تَهتمِّينَ كثيراً بأُخي وتُهملينَني
ولكنَّكَ تعلمُ بأنَّ أخاكَ مريضٌ ويحتاجُ إلى عناية
ولكنْ أنَا الصغيرُ هُنا ويجبُ أنْ تعتني بي
حسناً، سأروي لكم قصّةَ أرنوب الغيور، أتمنّى أن تأخذوا العبرةَ يا صِغَاري
في إحدى الغاباتِ كانَ أرنوب الجميلُ محبوباً لدى جميعِ أصدقائِهِ، وهو فرحٌ بذلك كثيراً
لكنَّ الأيامَ مرَّتْ وتغيَّرتِ الأحوالُ ولمْ يعدْ أرنوب ذلكَ الأرنبُ المدلَّلُ في الغابة
فاتّجهتْ معظمُ الحيواناتِ إلى اللَّعبِ معَ سنجوب
لا أعلمُ لماذا أصبحَ الجميعُ يهملُني، ما الذي يعجبُهُم بسنجوب؟
مرحباً صديقيَ الغراب
أهلاً يا أرنوب
ما رأيُكَ أنْ تذهبَ معي إلى النَّهر لِنلعبَ في الماء؟
أنا آسفٌ يا أرنوب، أنا ذاهبٌ للَّعبِ معَ سنجوب، تعالَ لِنلعبَ سويّاً
لا شكراً
كُنتُ ذاهباً إليك
أهلاً يا أرنوب
ما رأيُكَ أنْ تعلِّمَنِي تَسلُّقَ الأشجار؟
كمْ أودُّ ذلكَ ولكنَّنِي مشغولٌ الآن
ما رأيُكَ أنْ أزورَكَ في المساء؟
أنا آسفٌ في المساء سأذهبُ لزيارةِ صديقِي سنجوب
غضبَ أرنوب غضباً شديداً وقرَّرَ التخلُّصَ مِنْ سنجوب
لا أعلمُ لماذا كلُّ هذا الاهتمامِ بِهِ، يجبُ أنْ تكرَهَ الغابةُ كلُّها سنجوب
وبدأ يفكِّرُ أرنوب بطريقةٍ ما للتخلُّصِ منْ سنجوب
تسلَّلَ أرنوبُ ليلاً إلى بيتِ ميمون وقامَ بسرقةِ طعامِهِ
ثمَّ اتَّجهَ إلى بيتِ سنجوب وقامَ بوضعِهَا هناك
أينَ طعامِي؟ مَن سرقَه؟
وخرجَ ميمون يصرخ
لقدْ سُرِقَ طعامِي
بدأتِ الحيواناتُ بالبحثِ عَنْ طعامِ ميمون
وعندما اقتربَ الغرابُ منْ بيتِ سنجوب
فبدأَ بالصُّراخ
لقد وجدتُ الطعامَ إنَّهُ هُنا في بيتِ سنجوب
اجتمعتِ الحيواناتُ أمامَ سنجوب
لماذا فعلتَ هذا يا سنجوب؟
لا أعرفُ مَنْ قامَ بوضعِ الطعامِ هُنا
أعطنِي طعامِيَ
غضبتِ الحيواناتُ مِنْ سنجوب غضباً شديداً
فكلّما توجَّهَ سنجوبُ إلى أحدِ الحيواناتِ رفضَ الحديثَ مَعَهُ
حتَّى أنَّهُم أصبحوا ينادونَهُ بالسَّارق
أمَّا سعادةُ أرنوب فلا توصَف فقدْ تمكَّنَ مِنْ إقناعِ الجميعِ أنَّ سنجوبَ سارق
سأذهبُ إلى السلحفاةِ وأخبرُهَا بما حصل
ذهبَ سنجوب إلى السلحفاةِ وأخبرَها بما حصل
أيُّها الغرابُ اجمعْ لِي الحيواناتَ في وَسط الغابة
على الفور
لقدْ علمتُ بما حصل، وأعتقدُ أنَّ سنجوبَ لمْ يسرقْ طعامَ ميمون
كيفَ ذلكَ أيَّتها الحكيمة؟ وقدْ وجدْنَا الموزَ داخلَ بيته
سنتحققُ مِنْ ذلك
كيفَ ذلك؟
سنتوجّهُ إلى النّهرِ أولاً
الآنَ سنَعبُرُ مِنْ فوقِ الجذع، والسارقُ سيسقطُ في الماءِ
ولنْ يستطيعَ العبورَ إلى الجِّهةِ المقابلة
ولكنَّنا كلُّ يومٍ نعبرُ عشراتِ المرَّات، ولا يسقطُ أحد
أعرفُ ذلكَ ولكنَّ السارقَ لنْ يستطيعَ المشيَ وسيسقطُ قبلَ الوصولِ إلى الضفة الثانية
فمنذُ القِدَمِ كانَ أجدادُنا يستخدمونَ ذلك
حقّاً أيَّتُها الحكيمة؟
نعمْ وأنتَ ستبدأُ أيُّها السنجابُ لتثبتَ براءَتك
صعدَ سنجوب وتمكَّنَ منَ المرورِ إلى الجهةِ المقابلة ، وفرحَ فرحاً شديداً
بينما كان أرنوب يرتجفُ في الطرفِ الآخرِ من شدَّةِ الخوف
حانَ دورُكَ يا أرنوب هيَّا اصعد
تقدّم أرنوب وبدأَ يرتجفُ
ولمْ يستطعِ الوقوفَ فوقَ الجذعِ وسقطَ داخلَ الماء
فأسرعَ السنجابُ وقامَ بإخراجِهِ
لا أحبُّ السرقَة، لقد فعلتُ ذلكَ لأنَّ
كلُّ اهتمامِكُم أصبحَ لسنجوب، ولم يعدْ أحدٌ يرغبُ في اللَّعبِ معي
لا الجميعُ يحبُّكَ يا أرنوب
أنا أحبُّك يا أرنوب وأحبُّ اللَّعب معكَ
وأنا كذلك
حقاً، أنا أعتذرُ يا سنجوب وأعتذرُ منَ الجميع
وهكذا نجحتِ الحيلةُ التي وضعتْها السلحفاةُ الحكيمةُ
وتمكَّنتْ مِنْ أنْ تُصلحَ بينَ أرنوب وجميعِ الحيوانات
حسناً يا أمّي لقد فهمتْ، وأعتذرُ منكَ يا سلحوف
لا عليكَ يا سُلحف فأنتَ أخي المدلّل، وسأبقى أحبُّكَ للأبد