%زاد الحكايا - قصص أطفال - سارق القمح
أين سلحوفة؟
لا أعرفُ أينَ هي.
انظرْ إلى عينيَّ ولا تكذبْ
ما بِها سلحوفة؟
إنَّها غاضبةٌ منِّي.
لقد فقدتُ لُعبتِي وكنتُ أظنُّ أنَّ سلحوفة مَنْ أَخذتْهَا
وماذا بعد؟
وجدتُها تحتَ سريري.
حسناً ،استمع وتعلم.
هيّا يا صغيرَيَّ توقفا عنِ اللَّعب حانَ وقتُ العمل
يجبُ أنْ نخرجَ لِجمعِ حبّاتِ القمح، لمْ يتبقّى سوى القليل.
حاضر يا أمِّي نحنُ قادمَان.
وفي هذه الأثناء
هذا يكفي اليوم، هيّا لِنَعُدْ إلى المنزل.
حاضر يا أُمِّي نحنُ قادِمَان
تصلُ الفئرانُ إلى بيتِها لِتتفاجأَ الأمُّ أنَّ مَا كانَ عندَها مِنَ القمحِ قدْ سُرِق
ما هذا أينَ حبَّاتُ القمح؟!
هلْ أنتِ متأكدةٌ يا أمِّي أنَّكِ وضعتِيهَا هُنا؟
نعم إنَّها هُنا أنَا مُتأكدةٌ
بدأتِ الأمُّ تفكِّرُ مَنْ يكونُ السَّارقُ
فقرَّرتْ أنْ تتركَ أحدَ أبنائِها لِحمايةِ القمح
وفي اليومِ التَّالي خرجتِ الأمُّ معَ صغيرِها وبَقِيَ الفأرُ الآخرُ يحرسُ حبّاتِ القمح
هيَّا يا بُنيَّ تعالَ وساعدْنَا
إنَّ الحملَ ثقيلٌ اليوم
لقدْ وجدْنَا الكثيرَ مِنْ حبّاتِ القمح
وفي هذهِ الأثناء عادتِ الأمُّ لِتجدَ حبّاتِ القمحِ قدْ نَقُصَتْ وَابنُها غيرُ موجود
أينَ حبّاتُ القمح؟!
أينَ ذهبَ صغيري؟
عادَ الفأرُ الصَّغيرُ وأخبرَ أمَّه بما حصل
أنا عَرَفْتُ السَّارق.
مَنْ يَا أُمِّي؟
إنَّهُ الببَّغاءُ لا أحدُ يستطيعُ تقليدَ الأصواتِ سِوَاه
أنتَ أيُّها اللّصّ لقدْ سَرَقْتَ قَمحِي وقمحَ صِغَارِي
أنا لمْ أفعلْ ذَلِك.
اصمتْ، ومَنْ يستطيعُ تقليدَ صَوتِي غيرُك؟
أرسلُوا مَنْ يُحضِر الفأرةَ الأمَّ إلى هُنا
لقد أخطأتِ عندمَا اتَّهمتِ الببغاءَ بأنَّهُ سرقَ طعامَكِ
لا أعتقدُ ذَلِك
لا يوجدُ أحدٌ في الغابةِ يستطيعُ تقليدَ الأصواتِ سِواه
هذا ليسَ دليلاً، سأثبتُ لكِ ذَلِك.
وفي صباحِ اليومِ التالي
خرجتِ الفأرةُ الأمُّ رفقةَ ولَدَيْهَا لِجمعِ القمح
عادتِ الأمُّ وحدَها وقدْ قامتْ بإخفاءِ ولدَيْها
وبدأتْ تصرخُ بصوتٍ مرتفعٍ حتّى يسمعَ كلُّ مَنْ بالغابة
حمداً للهِ أنَّني وجدتُ فِي طريقِي مَنْ يقومُ بإسعافِ صغيْرَيّ
إنَّ القمحَّ الذي جمعنَاهُ البارحةَ كانَ مسموماً
وماذا حصلَ لهما؟
لقد أنقذَتهما السلحفاةُ الطيّبةُ
فهي عندَهُا عشبةٌ تُخرِجُ السُّمَّ مِنَ الجِّسم.
وفي هذهِ الأثناء سمعَ الكلامَ الغرابُ الذي يقفُ على غُصنِ الشَّجرة
وبدأَ يتوهَّمُ أنَّ بطنَهُ يُؤلِمُهُ
وطارَ مُسرِعَاً إلى السلحفاة
أيّتها السلحفاةُ أرجوكِ أعطِنِي العشبةَ
أعطني العشبةَ لا أريدُ أنْ أموت
إذاً أنتَ منْ سرقَ القمح
أرجوكِ أيُّتها السلحفاة إنَّ بطنِي يُؤلِمُنِي، لا أريدُ أنْ أموت
وهنا حضرتِ الأمُّ وطفلاها
وشاهدتِ الغرابَ وهو يتوسَّلُ السلحفاةَ وبطنُهُ يُؤلِمُهُ
لا يوجدُ سُمٌّ داخلَ حبَّاتِ القمح
إنَّها خطةٌ قُمتُ بِوضعِها لنكتشفَ مَنْ يَسرِقُ تعبَ الفِئران
سوفَ تقومُ بالعملِ لَيلاً ونهاراً لتعيدَ حبّاتِ القمحِ للفئران.
أمَّا أنتِ أيَّتها الفأرةُ الأمُّ
فعليكِ أنْ تعتذرِي أمامَ جميعِ سكانِ الغابةِ مِنَ الببغاء
أنا آسفةٌ أيُّها الببغاء لأنَّني ظلمتُكَ
وأتمنَّى أنْ تقبلَ اعتذارِيَ وتُسامحنِي
لا عليكِ لقدْ سَامحتُكِ
أعِدُكِ يا أمي ألا أتسرع مرة ثانية
وسأعتذِرُ من سلحوفة أمام الجميع.
ولكن لا أعرف إن كانت ستسامحني
نعم، ستسامحك لأن سلحوفة تُحبك
ولكن الأهم ألا تتسرع مجدداً.
فهمتُ الدرس يا أمي.