أفضل عدسة في الكون لم يصنعها البشر | النيرد العربي
هاي الأيام
الموبايلات كلها بيها عدسات
تقدر من خلالها تكبر الأشياء
كذلك الكاميرات الاحترافية
بيها عدسات كبيرة
تاخذ صور جداً دقيقة
ولكن كل هذا ما يساوي أي شي
أمام أكبر عدسة ضوئية
صنعوها البشر
واللي هي جزء من تلسكوب موجود في تشيلي
اسمه
تلسكوب المسح الشامل الكبير
قطر هاي العدسة أكثر من متر ونص
تقدر تشوف بيها كرة غولف على القمر
هاي العدسة قد ما تكبر كلش هواي
إذا وجهناها عليك
احتمال تكبرك بالعمر
بس أفضل العدسات الضوئية المكبرة
رح تلقوها بالكون
اللي عايشين بيه
فأكو فد طريقة رهيبة ومميزة
لرؤية الأجسام بشكل مكبر
بمقدار مليارات المرات
هاي العدسات ما مصنوعة من الزجاج
إنما مصنوعة من المجرات
والرائع بالموضوع
إنها مجانية ونقدر نستخدمها
وحتى تلسكوب جيمس ويب
استخدمها بأول الصور اللي التقطها
ولكن اكتشافها ما كان سهل
وياكم علي السالمي وهذه حلقة جديدة
من النيرد العربي
أريدكم تركزون وياي
وتشتركون بالقناة
وتفعلون زر الجرس
حتى نسولف عن عدسات الجاذبية
هذه العدسات اللي يسموها عدسات الجاذبية
هي فكرة مجنونة
من أفكار الشهير
آلبرت آينشتاين
فبعد ما نشر نظريته النسبية العامة
حول الضوء والجاذبية
بدؤوا العلماء يحاولون يختبرون التنبؤات
اللي تنتج من عدها
وعدسات الجاذبية كانت وحدة من هاي التنبؤات
آينشتاين يقول بما إنه
الكون مصنوع من نسيج رباعي الأبعاد
متكون من الزمان والمكان
أو الزمكان
هذا النسيج مرن
وتنحني خطوطه بسبب كتلة الأجسام
اللي عليه
فإذا حزمة من الضوء
مشت على خطوطه
رح يتغير مسارها
وإذا رصدنا هذا الضوء
رح يبين إنه جاي من مكان
غير مكانه الأصلي
فلو كان جاي من نجم معيّن
فرح بين النجم بمكان غير مكانه الحقيقي
ولكن شلون نعرف
إنه هذا الكلام صحيح
بالعام 1919 صار أكثر
كسوف شمسي مميز
ربما بتاريخ البشر
علماء بريطانيين اثنين
هم فرانك دايسون
وآرثر إدينغتون
طلعوا في رحلة إلى إفريقيا والبرازيل
في سبيل التقاط صورة لهذا الكسوف
لأنه هو هذا الكسوف
اللي رح يثبت وجود عدسات الجاذبية
بس شلون
إحنا دايماً نتطلع للنجوم بالليل
ولكن لو قدرنا نشوف النجوم بالنهار
رح نكتشف إنه بعض هذه النجوم
تكون في غير أماكنها الأصلية اللي بالليل
وذلك لأن الشمس اللي تحني
نسيج الزمكان
رح تحني ضوء هاي النجوم
اللي تكون خلفها
وبالتالي تظهر وكأنه أماكن هاي النجوم تغيرت
الفكرة هو إنه إحنا ما نقدر نشوف النجوم نهاراً
بسبب ضوء الشمس
ولكن لو احتجبت الشمس بسبب الكسوف
ساعتها قد يظهر ضوء النجوم
في عز الظهر
وفعلاً هذول العلماء الاثنين
التقطوا صور لهذا الكسوف
وحددوا مجموعة من النجوم الساطعة
وشافوا إنه مكانها فعلاً يختلف بالنهار
وبالمقدار الدقيق
اللي تتنبأ بيه المعادلات النسبية العامة
وهذا كان أشهر إثبات لصحتها
واللي خلا آينشتاين يطش
والأهم هو إنه فعلاً
أثبتنا إنه الشمس تشتغل مثل العدسة
وتحني مسار الضوء
من بعد هذا الاكتشاف
بدأ البحث عن عدسات كونية أكبر
ممكن تساعدنا إنه نشوف المجرات البعيدة
بشكل واضح
وأحسن من أي تلسكوب صنعناه
وأفضل هاي العدسات هي اللي تصنعها المجرات
والتجمعات المجرية
اللي تسبب انحناء كبير جداً
بنسيج الزمكان
وتشوه الضوء
اللي يصدر من المجرات اللي خلفها
وتكبر صورها
بمقدار مليارات المرات
استخدمنا هاي العدسات الكونية
مرات عديدة
آخرها كان تلسكوب جيمس ويب
اللي صور إلنا مجرات كلش بعيدة وصغيرة
ولكن تبين شكلها مفلطح ومقوس
لأنه ضوءها يأتي من خلف تجمع مجري
اسمه SMACS 0723
وهذه المجرات تبين بشكل واضح وكبير
بسبب عدسة الجاذبية
اللي مسويها هذا التجمع المجري
فحتى تلسكوب جيمس ويب
واللي هو أكبر تلسكوب فضائي
يحتاج هاي العدسات الكونية
حتى يشوف المجرات البعيدة
بس خلني أكون صريح وياك
استخدام كلمة عدسة مو كلش صحيح
فعدسات الجاذبية تزيل
من انحناء الضوء
كلما اقتربنا من مركزها
ويقل كلما اقتربنا من الحافة
ولكن العدسات العادية
تسوي هذا الشي ولكن بالعكس
كذلك عدسات الجاذبية
ما إلها بؤرة أو نقطة تتركز بيها الصورة
إنما تظهر الصورة على شكل حلقة
حول الجسم الضخم
اللي يحني الزمكان
مثل ما شفنا بصور تلسكوب جيمس ويب
بس كلمة عدسة ظلت لاطشة بيها
أنا كلش أحب عدسات الجاذبية وأسولف عليها
لأنه أشوفها وسيلة كلش حلوة بالكون
تساعدنا باكتشاف أسراره
وحتى نتعلم عنه أكثر