الذاكرة السياسية: سهى بشارة - الجزء الثاني
أهلا بكم مشاهدينا الكرام. أنا طاهر بركة أحييكم وأقدم إليكم هذه الحلقة من الذاكرة السياسية، نتابع فيها مع سهى بشارة
الأسيرة اللبنانية المحررة التي نفّذت محاولة اغتيال أنطون لحد قائد ميليشيا جيش لبنان الجنوبي سابقاً. أهلا بك معنا سهى
مجدداً.
أهلاً.
يوم التنفيذ بالتفاصيل.
قبلها بيوم أتوا ليأخذوني ليعتقلوني الساعة الرابعة والنصف قبل ظهور ضوء الفجر
الساعة الرابعة والنصف أو خمسة. كنت خارجة الساعة الرابعة صباحاً على الزيتون، فهكذا نفذت.
مباشرة بعد ذلك أمي قالت لي: أتى أناس يسألون عنك الساعة الخامسة صباحاً. قلت لها: هؤلاء لا بد أن يكونوا أمن أنطوان لحد
على يد رياضة وما رياضة ومشروع، فهدّأت لها بالها وكانت هي قد بدأت ... شعرت بأن هناك شيء ما غير صحيح.
لكن عفواً هم على أي أساس أتوا لاعتقالك؟
لأنه
كان لديهم معلومات أنه بالتأكيد أنا بمهمة.
أمن لحد؟
لا أمن مرج عيون، أمن مرج عيون.
أمن لحد لم يشعر بشيء أو بُلّغ بشيء؟
أمن لحد كان يعتبر ... أمن لحد راقبني
وتم التحقيق معي، وتبيّن معهم أنه لا ليس صحيحاً، ليس هنالك شيء منها. أمن حاصبيا
طلب أن يجندني، أو أتعامل مع
أمن حاصبيا
لصالح جهاز الأمن القومي الإسرائيلي. أمن مرج عيون كان يعتبر أن أنطوان لحد لا يفهم بالأمن أبداً
ويجب أن نمسك بها حتى نستطيع أن نكشف الخيوط لأنه من خلال المراقبة لم يتمكنوا من اكتشاف شيء.
فأنت كنتِ
بسبب ذلك تسابقين الزمن كي تنفّذي العملية-نعم
نعم
قبل أن يكشف الأمر.
فكان المفروض أنه خلاص
بهذا اليوم أنا أخرج في السابع من ذاك الشهر الساعة الثامنة تقريباً أو السابعة والنصف ذهبت إليهم
مساءً؟
نعم مساءً،
وذهبت على أساس ...
لأنه كان المفروض في الثامنة أنه يشاهد نشرة الأخبار.-نعم.
نعم.
ذهبت لكي أسلّمها مفتاح النادي وبعض الكاسيتس
وأقول لها أنني مضطرة لأن أذهب لأن لديّ امتحانات في الجامعة اللبنانية كنت
طالبة في الجامعة اللبنانية، فدخلت وكانوا أصدقاءه موجودين عنده
الذي هو كان مستشاره سيزار صقر-نعم.
نعم.
زوجة سيزار صقر التي هي أجنبية، زوجته، والمرأة التي تعمل
لديهم بالبيت، وكان هناك أولاده ولكنهم لم يكونوا موجودين داخل
الغرفة.
فبتلك اللحظة، لغاية ذاك الوقت خلاص، كان هناك لحظة يجب أن أنتقل للتنفيذ.
لتلك اللحظة لم يكن بعده يجلس داخل الصالون.
أتى وجلس بالدار معنا فقط. جلس على يساري، يعني بعيد تقريباً حوالى المتر وأكثر قليلاً. آنذاك كانت نشرة الأخبار.
انتهت الأخبار، وضمن الأخبار كان هناك مشهد أنا لا أنساه أبداً والذي هو أطفال الحجارة "الانتفاضة" ومباشرة أطفئ التلفاز. بهذه اللحظة، كنت أتكلم أنا وزوجته أقول لها
يجب أن أترك لك المسدس
المسدس ... أترك لك المفاتيح وأترك
الأشرطة.
الأشرطة.
هنا بدلاً من أن أُخرج الأشرطة أخرجت المسدس صوّبت، وأطلقت أول طلقة باتجاه القلب.
ردة الفعل مباشرة نتيجة هذا السلاح والذي هو سلاح [غير واضح] هو...
عفواً هنا كنت قد أدخلت السلاح الثاني غير السلاح الأول الذي تكلمنا عنه
بالحلقة الأولى؟
نعم سلاح سبعة مليمتر
الذي هو سبعة مليمتر؟
سبعة مليمتر
والذي يعني كان هذا السلاح... يعني أدخلته هذه المرة عبر معبر كفرتبنيت أيضاً.
أيضاً كفرتبنيت.
كفرتبنيت.
عبر الشخص نفسه الذي كنت تعرفيه؟
لا، هذه المرة لا، المرة الثانية
كانت وضعت المسدس أيضاً بحوضي مع [غير واضح] لكني كنت قد ركبت
مع رابط عليها.
بتاكسي، يعني استخدمت تاكسي أوصلني إلى
كفرتبنيت.
لم يفتّشوكِ؟
لا، كانوا يريدون تفتيشي، هو قبل أن يُقرّب الكاشف مباشرة أنا قلت له هل السيد ريمو موجود؟
هذا عند أمن لحد،
عند أمن لحد..
على الحاجز لم يقل شيء؟
لا، هذا على الحاجز.
على الحاجز.-سيد ريمو
سيد ريمو
ريمو هو كان مسؤول الحاجز، فأنه أنت تعرفي السيد ريمو ويعني مباشرة أيقن أنه يجب أن لا يُفتّشني بالجهاز، وبعد ذلك
استطعنا المرور وهكذا يعني
نفذنا بالمسدس وتم تهريبه إلى داخل
حدود كفرتبنيت...
لكن قبل الدخول إلى البيت لم يكن هناك أي تفتيش؟
ولا مرة كان معي مسدس
بحقيبتي وتمّ تفتيشي، فدخلت وهنا ...
حسناً.
صوّبت أول طلقة نحو القلب مباشرة؟
نعم، ورأيت مباشرة أنه يقف خلال عُشر عُشر الثانية يعني يقف، وتمّ إطلاق الطلقة الثانية وهو ينهار.
يعني هذه النتيجة ..
الطلقة الثانية أصابت الحنجرة؟-هنا
هنا
أصابت تقريباً الترقوة يعني تقريباً، فسقط بالأرض، يعني هذا الرصاص يعني يعمل على شلّ كل أعضاء الجسم خلال
أقول لك عُشر الثانية، فكيف إذا كانت الطلقة الأولى
بالقلب؟ قالوا أنه كانت بعيدة عن القلب حوالى عشرة ميليمتر شيء من هذا النوع عن الغشاء.
حسناً، صفي لي شعورك قبل أن تحملي المسدس، وأثناء يعني إطلاق النار عليه؟
بدايةً، الطلقتيْن كانتا مهمّتيْن جداً لي. يعني وأنا أُطلقهما كأنني أقول هاتان الطلقتان لماذا أوجّههما وأنا كنت مُصرّة أن
أُطلق الطلقتيْن: الطلقة الأولى هي تحية لأطفال الحجارة، أطفال فلسطين،
للانتفاضة والطلقة الثانية كانت هي دعوة لكل اللبنانيين أن يوفّروا هذا السلاح ويحملوا هذه البندقية ويوجّهوها ضد العدو، ضد
الاحتلال الاسرائيلي، ولتكن معاركنا معارك سياسية.
هذا الهدف، ولكن أنت ماذا كان يخطر ببالك آنذاك يعني إنسانياً؟
لا كان يجب، كان يجب أن أطلق
هاتان الطلقتين، كان يجب لهذه الرسالة، بهاتين الطلقتين أوصلها.
حسناً، ثم ماذا حصل؟
وانطلقت الطلقة وبعد ذلك عندما
هو سقط بعد الطلقة الثانية؟
نعم نعم، سقط وهنا
صقر حاول أن يُثبّتني و...
أخذ منك المسدس؟
لا، أنا وهو يسير باتجاهي ... لأنني قلت إذا ألقيت بالمسدس إلى
أن يقوموا بالتفتيش ويجدوا المسدس أكون قد كسبت بضعة دقائق
وبهذا لا يعرفون أن الرصاص هو
مُسمم يعني، فتبيّن أن الممرض العسكري
بمرج عيون؟
لم يحتاج ليرى المسدس. مجرد أن رأى بقع الدم عرف أنه رصاص مسمِّم يعني.
وأعطاه
مادة مضادة لهذا السم؟
بكل جسمه، بكل جسمه.
هذا ما أنقذه باعتقادك؟-نعم.
نعم.
نعم نعم، لكن انا بالنسبة لي يعني هذا لا يُغيّر ولا أي شيء بالمعادلة، بمعادلة العملية.
بمعنى أهمية ما قمت به؟
يعني هذه أهميتها ... نعم لأنه هو
عمل
رمزي؟
رمزي بامتياز، وخرق
لجهاز الكيان الصهيوني بعُقر وبأكبر ثكنة له في منطقة
الجنوب المحتل التي هي منطقة مرج عيون، فبالنسبة لنا نحن الرسالة وُجّهت واحد،
وأدّى يعني
برأيي -طبعاً كان لها الكثير من التداعيات ولكن أنت لم ...
كان لها تداعيات، أنا لم أعد أعرف ماذا حدث طبعاً.
نعم سنتابع بعد الفاصل ولكن أنت لم يكن يهمّك أن يُقتل أو لا، إنما توجيه الرسالة
هذا ما أردته؟
لا إذا كان قد مات لم يكن لدي مشكلة بالتأكيد.
أنت ذاهبة لقتله طبعاً ولكن الأهم كان لديك هو توجيه الرسالة، الهدف ... الرمز من وراء العملية؟
نعم طبعاً طبعاً، رمز العملية
وأن تخترق كل
هذه الأجهزة وتتخطاها وتصل لهذا المكان.
نعم مفهوم.
أهلاً بكم معنا مجدداً
في الذاكرة السياسية مشاهدينا الكرام. ضيفتنا في هذه الحلقة نتابع فيها مع سهى بشارة الأسيرة اللبنانية المحررة التي نفّذت
محاولة اغتيال انطوان لحد، قائد ميليشيا جيش لبنان الجنوبي سابقاً. أهلا بك معنا مجدداً سهى. وصلنا
ما بعد إطلاق النار على انطوان لحد في منزله، ماذا حصل بعد ذلك؟
بعد ذلك طبعاً أتى الحرس. أحد الحراس الشباب أو من جيش لحد لا أستطيع أن أعرف
طوّقني وبدأ بالصراخ "لا أحد يطلق النار، لا أحد يطلق النار" هذا أنا، وأخرجني إلى غرفة الحرس التي هي مواجهة
لمنزل أنطوان لحد قبل أن تدخل يعني لبيته، فمباشرة أدخلوني على هذه الغرفة واستلمني
أبو نظارات.
ومباشرة أزال كل الدبابيس التي بشعري
أبو النظارة يعني؟
أبو النظارة، أزال ... أعتقد أنه لقبه كان أبو نظارات حتى.
نعم حتى يعرف العالم العربي عن ماذا نتكلم.
ومن ثم نزع ما بقدميّ، جلعني حافية، ووضع القيود بقدميّ وقيود بيديّ، ومباشرة بدأ جلد.
جلد؟
نعم البداية كانت جلد
والسؤال
من وراءك؟
من وراءك؟ من معك؟ هل لعصام علاقة؟ عندي ابن عمتي وهو يسكن في مرج عيون
أيضاً،
فأجبت لا يوجد أحد، لا أعرف أحد، ليس لأي شخص علاقة، أنا بالعملية من الحزب الشيوعي اللبناني، جبهة المقاومة الوطنية
اللبنانية، فطبعاً هذا كله بالوقت نفسه وهو يجلدني وأنا أُجيب
دائماً بهذا الجواب الثابت يعني إلى أن دخل الإسرائيليون
حوالي عشرين شخص يعني. نظروا إلي ومن ثم أغلقوا الباب ووضعوا كيس على رأسي ومن ثم عاودوا جلدي مجدداً.
وبعد ذلك أعتقد أنه طُرِق الباب، وتم إخراجي من الغرفة وهنا بدأنا سلسلة النقل
والتعذيب بالثدي والقدمين واللمس
بالسيارات، من سيارة لسيارة لسيارة إلى أن وصلنا إلى مطلة. إدخالي إلى إسرائيل، عندما دخلت إلى إسرائيل أزالوا الكيس عن
رأسي،
وهكذا عرفت أننا نحن بإسرائيل.
وهنالك تم التحقيق معي من قبل الضباط الإسرائيليين، وكان في محاولة أن ... كان هناك سؤال هو دائماً يتكرر أنه
من تعرفين من بيت خوري؟
من عائلة خوري؟-نعم.
نعم.
فأنا كلياً صار لديّ نوع من الضباب، لا أعرف أحداً.
فبالنسبة لهم هذه كانت كذبة كبيرة جداً.
يعني أنا كان هنالك إحدى صديقاتي من عائلة خوري، ولكني أنا لا أعرف أنها من عائلة خوري، أنا أعرف اسمها ولكنني لا أعرف اسم
عائلتها.
فحتى أنه كنا في بعض الأوقات ننام عندهم، فانتهى هذا بأيضاً
تهديد، ونزع ثياب، وسيجارة وكف نزع حشوة ضرسي وجلست أبحث عنها
يعني.
طبعاً تهديد بالاغتصاب هذا كان طوال تلك الفترة
تهديد يعني فقط؟
نعم إلى أن أنه إذا لم تتكلمي سنأخذك إلى معتقل الخيام، وهذا
ما حدث. المحطة الثانية كانت معتقل الخيام، تُنزع الثياب
تماماً.
في إسرائيل لم تُفصحي عن شيء؟
لا، هو أساساً أنا ليس لديّ شيء أُخفيه
أنه
بالنسبة لتنفيذ العملية أنا التي نفذت وهذا واضح، والأمر الثاني أن المجموعة التي أنا أعمل معها هي مجموعة كلياً خارج...
الجنوب؟
خارج الجنوب، والأسماء أنا لا أعرفها، لا أعرف أسمائهم الحقيقية، لم يكن هناك أي ..
كنت تعرفين الأسماء الحركية فقط؟
أسماء الحركة يعني...
لكنك ربما كنت تعرفين الأشكال، الأشخاص،
نعم لكن ...
أين تلتقون، لم تعترفي بشيء إطلاقاً؟
أن أماكن اللقاء، نعم حسناً بصيدا وببيروت، بصيدا وببيروت، ولكن لا أعرف أين بصيدا مثلاً، أو أين ببيروت.
عصام لم تُخبري عنه إطلاقاً؟
عصام لم يكن هناك علاقة ...
وهو قريبك؟
نعم، لم تكن هناك علاقة
أبداً بيننا. يعني بعد أول جلسة كهرباء يعني استمرّت
بالخيام؟
نعم بالخيام. أحياناً أنه في النهاية قلت أنه عصام... هل قام بعمل شيء؟ هل له علاقة؟ في النهاية أنا قلت نعم، نعم، نعم.
فيقولون لي إذا كنت تكذبين سوف نعذّبك أكثر من هذا، تدخل إلى الزنزانة مباشرة ما أن وصلت إلى الزنزانة قمت بالطرق على الباب
وقلت للشرطية آنذاك قولي لهم أن عصام
ما ... يعني أبلغيهم أن عصام
ليس له ذنب.
نعم، أنه لم يفعل شيئاً، فعادوا وأنزلوني مجدداً
أنتم من تعذبوني، إن كذبت أم لا وهكذا استمرّت الجلسات يعني أكثر
لكن اعتقل عصام، صحيح؟
نعم اعتُقل طبعاً، تم اعتقال عدد كبير جداً. يعني كل شخص قال لي مرحباً يعني تقريباً. أعتقلت والدتي
داخل المعتقل، وهذا لم يأخذ وقتا مني
يعني واكتشفته من سعالها، وكانت أيضا قد علقت فستانها بالحمام عندما استحمّتْ
فمباشرة عرفت أنها موجودة يعني، ومن ثم جمعوني مع والدتي داخل أحد زنزانات التعذيب بعد أن كنت قد عُذِبت أيضاً.
فيعني كان هناك عمل كبير على موضوع الضغط من خلال العائلة، من خلال عمي.
اعتقال أقاربك دام فترة قصيرة؟
يعني أشهر معدودة ومن ضمنهم طبعاً والدتي، وعصام، وبعض الأصحاب والمعارف يعني من القرية.
متى وكيف علمت أن انطوان لحد لم يمت؟
منذ اليوم الثالث.
كنت كل يوم أتسلق على النافذة
وأسمع لأن هناك سهل الخيام
ومرج عيون بمقابل الخيام.
فصدى الكنائس
وأجراس الكنائس
وحتى أجراس الكنائس داخل الخيام تُسمع، وخُطب الجوامع أيضاً تُسمع، فكان إذا مات يُفترض أن يتم الإعلان عن هذا الشيء
بهذه الطريقة من خلال إما قرع أجراس الحزن
في الكنائس
الكنائسية والجوامع من خلال الخطب وهو الأمر الذي لم يحدث فعرفت أنه نجى.
هكذا علمت؟
نعم يعني تحليل لم يكن لديّ معلومات ملموسة أو ..
هكذا تيّقّنت يعني على الأقل، لم يخبرك أحد؟-لا.
لا.
لم تستطيعي طبعاً أن تسألي أحد؟
لا لا لا، الآن طبعاً المحققين يقولون ماذا هل تتوقعين أنه
مات؟
قلت لهم لا، لا أتوقع أنه مات.
لماذا لم يمت؟ لأنكم لم تقرعوا الجرس.
يعني لم تُقرع الأجراس
أجراس الكنائس؟
نعم لم تُقرع أجراس الكنائس
ولم يقم الأذان.
هل ندمت عندما تعذّبت؟
أبداً لا، أبداً. بالنسبة لي هذا...
ولا يوم في حياتك ندمت على ما فعلته؟-لا لا.
لا لا.
حتى بعد عشر سنوات في السجن؟
رغم التعذيب؟
لا لا أبداً، يمكن من الأشياء التي من الممكن أن أعيد قراءتها هي موضوع أنه لماذا رصاصتيْن؟
يعني ..
هل كنت تريدين أكثر؟
أنقذوه بسرعة، هذا بعد...
يعني عندما يكون أحد عمره عشرين سنة واحد وعشرين سنة بوضعي أنا، أنه لهذه الدرجة أعطيت للأمور فلسفة. يعني أنا كتبت في
الرسالة وأقول أني أنا سوف أوجّه طلقتين والطلقة الأولى هي
رسالة وتحية والطلقة الثانية هي دعوة
يعني ... -عفواً هذه الرسالة التي تُكتب عادة قبل تنفيذ أي عملية؟
نعم كتبتها قبل
تنفيذ العملية لأنني كنت أرفض أن أسجل شريط أو شريط فيديو. كان دارجاً آنذاك أن تسجّل شرائط فيديو.
لماذا رفضت؟
كنت ضد الصورة.
لم أكن أحب الصورة.
يعني لم تُحبي الظهور يعني ؟-لا لا.
لا لا.
لا لم أكن أحب الصورة رغم أنه كان لديّ .. كنت متأثرة كثيراً بما تركته
لولا عبود،
وما سجّلته سناء محيدي. يعني هاتين الشخصيتين لعبتا أيضاً دوراً كبيراً جداً
بصورة المرأة بعمل المقاومة-نعم.
نعم.
بالإضافة طبعاً [غير واضح] مروّة وأسماء ثانية يعني
كثيرون طبعاً.-نعم.
نعم.
لم تحبي الظهور ولكن على كل حال يعني لاحقتك الكاميرات طيلة حياتك فيما بعد؟-نعم نعم
نعم نعم
نعم لم نختلف وهذا أكيد لكن
أيضاً كم يكون هناك نوع من الطفولة
بالتقرب من الأشياء وكيف يقرأها الشخص، يعني نعم كان هناك نوع من الطفولة ولكني لست نادمة عليه.
طفولة بمعنى أنه لو كان الأمر الآن بنضجك الحالي لم تكوني لتقومي بهكذا عملية مثلاً؟
كنت سأطلق سبع طلقات.
يعني من حيث أنك ستنفذ فنفّذ للنهاية يعني
نعم إذاً هو ليس عودة إلى الوراء-لا.
لا.
هو المزيد من الإصرار إذاً؟
هو المزيد من الإصرار
نعم يعني
لكن عندما
كتبت الرسالة، لماذا كتبت طلقتيْن؟ لماذا قررت وأنت تكتبين الرسالة حتى وليس عند التنفيذ فقط؟
نعم نعم.
أنا أعتبر أنه بما أن طلقة واحدة تكفي
لحتى تُنفّذ هذه العملية فأنا لا، أريد طلقتين، لأن اثنين أولاً هي علامة النصر والطلقتين لأنه لديّ شعبيْن
هما قضيّتان بقضية واحدة ترمزان للصراع العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي والصهيوني.
هو التواطؤ المحبب ها هنا على الذاكرة وروح التجربة.
وهي السخرية من الذات وبراءة المرحلة والسجّان معاً، هكذا تُمسي الذات أطرى أنعم وأنضج، تستحق الاحتفاظ بها بالضبط
لأنها لم تتورم بالمجد النضالي.
"أحلم بزنزانة من كرز" كتابك الأخير مع الزميلة الإعلامية كوزيت ابراهيم التي كانت معتقلة أيضاً وحُرّرت عام ألفين بعد الانسحاب الإسرائيلي بعد تحرير جنوب لبنان طبعاً.
سنتابع في "أحلم بزنزانة من كرز" وفي كل ذكريات الاعتقال والتعذيب في الزنزانة الانفرادية في تعذيبك الجسدي والنفسي وفي التحرير فيما بعد. سهى بشارة نتابع في الحلقة المقبلة، شكرا لوجودك معنا مجدداً.
مشاهدينا الكرام هكذا نكون إذن قد وصلنا إلى ختام هذه الحلقة أيضاً من "الذاكرة السياسية" مع سهى بشارة الأسيرة اللبنانية المحررة التي نفّذت محاولة اغتيال انطوان لحد قائد ميليشيا جيش لبنان الجنوبي سابقاً. إلى اللقاء في الأسبوع المقبل