الانتحار
أهلا بكم في محورنا الثالث والأخير حديثنا فيه حول الانتحار وما يحدث في أردن مؤخراً
وقصة جسر عبدون بكل صراحة وبكل وضوح
ما الأسباب النفسية والاجتماعية وكيف نوقف انتشار هذه الظاهرة
الحديث أكثر حول هذا الموضوع
أرحب بضيفي دكتور عبد الرحمن مزهر الشارع الطب النفسي
مساء الخير لكم
سلام عليكم
أيضا أرحب بدكتور حسين محدي نساثر من اجتماع في جامعة مؤتة
دكتور حسين مساء الخير
مساء الخير لكم وضيفكم الكريم والمشاهدين الكارين
أهلا بك دكتور حسين أبدأ منك دكتور عبد الرحمن
وأول سؤال بكل وضوح عشان من الآخر
وبعدين مع قصة جسر عبدون
بعدين مع قصة جسر عبدون
يا سيدي قصة جسر عبدون قصتها بسيطة ومحلولة
إذا أردنا نحلها وبدون تكاليف
وبدون ما نسكب لا جسر ولا نغلق جسور ولا نشيك جسور ولا كذا
يعني من الممكن أمانة عمان تقوم بوضع سياج أخضر
بأنواع معينة من النباتات
نباتات جميلة منظر وشائقة تعمل شيك طبيعي
منها ولون تعطي لون أخضر
واللون الأخضر معروف نفسيا ينعكس نفسيا من الألوان المريحة جدا
ومنه ممكن نتشكل بيئة جميلة ويصبح جسر ذو معلم حضاري
معلم أنه جميل وممكن إضافة حتى على السياج الأخضر
ممكن حتى شلال صناعي بسيط
أنا يعني مستعد أقدم المخطط أنا ما بفهم تماما بالمعمار
ولكن سهل جدا حله ومستعد أول شد
يعني اللون الأخضر والشلال بيخفف مثلا؟
نعم
كيف؟
علميا بيخفف سيدي
شو بيخفف؟
سيدي الألوان اللون الأخضر هو لون منتصفي يعتبر بين الألوان
ما بين اللون الأزرق الحاد واللون الأحمر
فاللون الأخضر وجد نفسيا أنه بلعب دور بتهديئة وتسكين الأمور
وحتى إحدى التجارب كانت دهنوا إحدى الأبراج في لندن كان مشهور أنه عليه عمليات انتحار كثيرة
ولما دهنوا باللون الأخضر خفت بشكل بلحوظ
يعني ندهن المجزر أخضر؟
يا سيدي إحنا دعينا ندهنه أخضر زمان اتهمونا أنه عندي شركة دهنات وما أخذ المقاولة أنا
فبدناش ندهنه أخضر
سياج أخضر
سياج نباتي أخضر
طيب
ووجد أنه خفض أكثر من 30% فقط تغيير لون الجسر
انت انظر للجسر لونه يعني يدعو للكآبة أصلا
لون السمنت العاري يدعو للكآبة
ولا هو جسر صراحة منظره جميل وتصميمه جميل ما منقدر نتكلم عليه
ولكن أقل ما فيها اللون المنعكس منه لون الاسمنت هو لون ميت
فهذا إله تأثير عالي
يا سيدي وأزيدك من الشعر بيت التأثيرات البعيدة
يا سيدي سياج أخضر
ووجد ووجد يمكن يضحكوا علي المشاهدين أو كذا ولكن هذا علم
أنه بحط سيدي لما تدخل الجسر موسيقى تمزار
تمزار ثبتت أنها بتأثر على الموجات الدماغية للبشر
وبتخليهم يشعروا بالنوع من الطمأنينة
وين المشكلة أن نكون متحضرين في حل مشكلة خطيرة
وبدون تكاليف
طيب
بدي أسمع رأيك دكتور حسين
وإحنا يعني ذكرنا دكتور حسين الموضوع حول موضوع جسر عبدون
لأنه يعني كل فترة وأخرى يعود هذا الجسر ليكون حديث الأردنيين
في موضوع الانتحار
والأزمة الموجودة عندنا حقيقة هي أزمة انتحار عامة
ليست جسر عبدون وحده
والسؤال هل بات الإعلام يصلط الضوء أكثر على هذه الظاهرة
أم أنها زادت في مؤخرا بشكل ملحوظ
فباتت تؤثر على المجتمع بأكمله
تفضل
مساء الخير
من الواضح أن الإصطلاعات الرسمية تشير إلى ارتفاع أعداد المنتحرين سنويا
وهذا يشكل تهديد للوجدان الشعبي في المعنى الجسالي
والقيام الديني والاجتماعي
هذا بشكل عام وشكل يعني تشخيصي بصير
لكني لا أعتقد أن الإنسان جاه يمكن أن يصمت عندما يعطى ديوانا للشعب
ولا أعتقد أن الإنسان الذي لا يجد لقمتها خبزا لأبنائه وبناتي
في ظل الضغوط الاقتصادية والاقتراب الذي يعيشه
شريحة من أبناء المجتمع الردني يمكن أن يردوا موسيقى رغم احترامنا للموسيقى
لأن موسيقنا دكوهومتك
مش موزاكس مع الاحترام والتقليل لقيمة الموسيقى
نحن أبناء ثقافة المغالبة
وبالتالي ثلاثة عناصر باعتقادي من منظور علمي تحدد
ما الذي يمكن أن يدفع المنتحر إليها
أولاً وصول الإنسان إلى الرغبة في الانتحار يعني وصوله إلى طريق مسدود
وصعوبة إرجاعه إلى ما كان عليه قبل وصوله إلى هذه اللحظة الحرية
اثنين اختيار المكان الذي يرغب في الانتحار من خلاله
ولذلك جسر عبدون يمثل رمزا مرتفعا شاهقا
وكأن هذا المنتحر أو ذاك يريد أن يستخدم سلوكا لا أريد أن أضعه بين قوسين
لهذا المجتمع الذي لم يصقي إلى أهلينه ولا إلى أحباطاته
ولا إلى اقترابه بجأة من أسرته وليس فيها أن في دولته ومجتمعه
النقطة الثالثة محتوى الرسالة التي يرغب فيها يبدها
كل نوع من أنواع وكل حالة من حالات الانتحار تحمل رسالة ضمنية
فالأشخاص الذين يريدون أن ينتحروا لأسباب بسيطة ودون معاناة
يمكن أن يستخدموا العلاج أو السمو في حين أن أخذرين يرتضوا أن ينتحروا داخل بيوته
لكن يصر بعض المنتحرين على أن يكونوا في المناطق الأعلى والأكثر اكتظابا
والأكثر مشاهدة وعيشا واحتكاكا يوميا
فهذه رسالة صارخة لكل بفلسفة المجتمع
قيمه ومنظوراته وتطلعاته والتحديات التي لا نصغي ولا نسعى إلى حلها
لدينا مشكلة نفسية اقتصادية جماعية
خاصة عند الشباب الذين تشير الدراسات إلى أنهم الأعلى نسبة بالانتحار
وبالنسبة لدقيقة تقريبية ثلثين للذكور وسلسة للإناث
وموضوع الإناث موضوع ذافت لأن فكرة أيضا انتحار الإناث
حالة من حالات التمرد والرفض بالواقع الذي لم يشعر فيه الفرد
رجل كان وامرأة لأنه في بيئة متكافل كما نزعم
في بيئة تحترق قيم الإنسان كما نتشدق دائما
نحن نشعر بأن هناك شريحة أصبحت أقرب إلى جزيرة مغلقة
على الصعيد الفردي لا تتفاعل مع القيم
لاجتماعي السائد وتشعر أنهم غرباء
ولا ينظر إليهم بعين المتابعة وتحسين الظروف
بكل مرة تحدث لدينا ممارس انتحارية يهب هذا المجتمع بصورة انتحارية آمية
يبدأ المتخصصون بالحديث والتشدق والترار ما قالوه
ونقول في الأخير أن لدينا مئات الدراسات التي تعالج في هذا الحال
وما نحتاجه هو سوى قرار رسمي واحد أن نعمل على تعميق الجوانب الوقائية
وأن نحن مشاكل الناس كلهم في مكانه ومحافظته
أولها وأعمقها البطالة والفقر والفجوات التنموية
وإياب العدالة في التوظيف وفرص الانتجار
نعم سأعود لك دكتور حسين وأسمعك أن الموضوع مش بسيط
ونحن استعرضنا مجموعة أرقام رسمية فيها تفند أسباب حالات الانتحار ولماذا هذه الحالات
وعشان أكون معك واضح دكتور مرات تشعر الموضوع وكأنه موسم
نعم في مواسم يمكن يزيد فيها الانتحار أكثر من شيء
ولكن خلينا نفندها وحدة وحدة عشان تكون سهلة للمشاهدين يعرفوها
أول شي دور الإعلام اللي اتفضلت فيه السؤال هذا سؤال مهم جدا هذا سيردو حدين
فيما يسمى ظاهرة فيرتر هذا فيرتر شاب قصة لجوتا الكاتب الألماني
كتب قصة عن شاب كيف انتحر بالتفاصيل فبعدها انتشر الانتحار بشكل جماعي كبير
وجدوا بعد ما انتشرت هذه القصة وبنفس شكل الانتحار اللي كان في القصة
فهذا دور الإعلام إذا أذهب القضية بشكل غير مهني و بشكل تفصيلي
و بشكل ينادي للتعاطف مع الضحية و انه هذا ضحية هذا يشجع على الانتحار بزيادة
و برفع نسب الانتحار فالإعلام ممكن يلعب دور مؤذي جدا
ولكن هناك ظاهرة عكس ظاهرة فيرتر اللي هي ظاهرة بابا رينو اللي مأخوذ من أوبرا الفلوت السحري
هذا كان بده ينتحر أيضا ولكن وجدوا انه اللي معه وجدوا له طرق مساندة و طرق دعم
و تغييرة للفكرة مثلا أول اشي في الحالة الإعلامية
انه التسليط على المشاكل الاساسية اللي ممكن تأدي للانتحار
الاسباب الحقيقية تاعت الانتحار .. اللي منها الكل باللوم الوضع الاقتصادي
صراحة الوضع الاقتصادي مش رقم واحد في الانتحار
لأنه الدليل على ترتيب الدول إذا أخذتها
ترتيب الدول الأردن ترتيبها مش عالي في الانتحار على فكرة
حتى بين الدول العربية مش عالي في دول اقتصاديا أضل مننا بكثير وضحة
و ترتيبها أعلى من الأردن
فالقضية مش فقط قضية اقتصادية هي قضية نفسية بتلعب دور
قضية اجتماعية بتلعب دور
و قضية دينية و الآن يتكلم فيها الأطباء في الغرب
حتى أنه القضية الدينية لها دور كبير في هاي الأمور
و في شغل كبير جدا و هذي يمكن زادت منها
و الآن صراحة الحكومة مش مقصرة في هاي الموضوع
اللي هي المخدرات و إعلانها شنها الحرب على المخدرات بشكل واضح
مخدرات زادت و رفعت نسبة الانتحار
و إذا لاحظنا بدأت نسبة الانتحار في الإناث ترتفع كمان مقابل الذكور
ليش؟
في على ما يبدو مش زي ما العنف الأسري فقط اللي بيلبسوه هذا اللباس
و لكن في نسب إذمان موجودة ما بين الشباب الإناث و الذكور
في إذمان
و هذا صراحة من أعتقد من اللي بيرفع عمال نسب الانتحار عنا في الأردن
في الأردن
اسمحني بس أسمع تعقيب دكتور حسين على هاي النقطة
ليس الوضع الاقتصادي هو المشكلة الرئيسية دكتور حسين
هناك مشاكل أخرى و هناك دول أكثر قوة مننا اقتصاديا و أرقام الانتحار فيها أعلى
و بدي أسمع برأيك من أين يجب أن نبدأ حتى نعالج هذه المشكلة
و نحن نعتارف جميعا أنها مشكلة
لا شك أن الجانب الاقتصادي واحدي من العوامل
لكن لو نظرنا إلى مقهوم الأسرة
و درجة التعازل التي كانت موجودة من قبل بين أفراد الأسرة
نحن نشاهد الآن نوع من التراخي في التنشيئة الاجتماعية و الترابط الأسري
مقابل ارتفاع قيمتي الحرية الفردية
و استخدامات خاطئة للجسد
هذه كلها من العوامل التي بشأنها أن تقود إلى الانتحار
دون أن ننسى أيضا أن الكثافة الدينية في المجتمع الأردني
قد تراجعت عن ما كانت عليه
حتى الإسناد الاجتماعي الذي كان موجودا من قبل
في مساعدة من يتعرض إلى مشكلة أو يمر في تحدي ما في حياته
قد فقدت بتعبيرها ذكي
ولذلك هذه العوامل المستمعة تتفاعل بوزن أو بآخر
لتنجب الانتحار
لكنني باعتقاد أن الأهم عندما يقرر الشخص المنتحر أن حسم أمره بهذا الاتجاه
تصبح تفسيراتنا إلى الحد الذي شرع فيه في الانتحار
ليس لدينا دراسات ما بعد الانتحار بالتأكيد
ليس لدينا معلومات دقيقة ومتواصلة عن العوامل التي قادت إلى الانتحار
في الحالات السابقة كأكاديميين ومتابعين
تمت عناصر وعوامل نسعى إلى توضيحها في محاولة قد تكون دقيقة إلى حد ما
في تفسير ما الدافعية وراء الانتحار
ماذا يمكن أن نفعل؟
أعتقد أننا بحاجة إلى يعادل نوع من السلم الأسري
كي لا نقف أمام التفكك الذي يأخذ في النمو هذه الأيام
بمؤشرات الطلاق ومؤشرات الدبح والسفاح وقتل أفراد الأسرة فيما بينهم للأسف
كما في الأحداث الفترة الماضية وهي ليست انتحار جرائم
بكل ما تعني كلمة وإن تشبهتها في المضمون
وعلينا أن ننتقل لمؤسسات تنشئة أو المرجعية في المجتمع
وعلينا أن نتعامل مع الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة والإعلام
وخصوصاً الإعلام الفصري ودقة التوظيف لتحصيل الناس في الحيوية
دون تكرار مهارة السلوك
هذه المنظومة متكاملة لكن أهم من هذا كله ومعه
هو أن لا يكون عملنا الوقائي عملاً موسمياً بين فترة وفترة
عندنا منتحر الجهاز العصبي للمجتمع الديني نفر
وكأننا تفاجأنا بكل هذا الموضوع
ونعرف أننا بالمقدرات التي يمكن أن تقضي اليه مستقبلاً
أشكرك كل الشكر دكتور حسين محادين على وجودك معنا اليوم
وعلى تأقيبك على هذا الموضوع
كل الشكر لك كنت وشرت مع منكرك
وكلمة أخيرة دكتور
ونحن نحكي عن العلاج
وأنت ذكرت جملة من العلاجات الممكنة
لكن اليوم حتى العلاج بالأدوية
موجود؟ مش موجود؟ متوفر؟ مش متوفر؟
فيه علاج؟ فيش علاج؟
أيضاً يمكن الناس يقولون أنت بتبسط في الأمور
نعم يوجد علاج حتى للإنسان
اللي بيفكر في الانتحار بشدة
أو اللي حاول انتحار
لأنه هناك مقابل كل محاولة انتحار
عايش فين محاولة انتحار فاشلة
يوجد أدوية نعم يوجد أدوية
بتعالج الاكتئاب الشديد
والانتحار والأفكار الانتحارية
وتعطي نتائج سريعة جداً
وإذا الإخوان في وزارة أزراج
موجودة؟
موجودة وفي منها يصنع محلياً
ولكن هو غير مرخص لعلاج الاكتئاب
وعلاج الانتحار ولكن في دول خارجية مرخص
مصنع محلياً مش مرخص كيف يعني؟
إلو استخدامات أخرى
فيه أدوية ممكن تستخدم فيها أدوية أخرى
ولكن هو إلو مفعول قوي جداً
ومفعول مذهل وسريع
وأسرع بالمضادات للاكتئاب الموجودة حالياً
وهذا ممكن يعني
ممكن مرخص لوزارة الصحة منع استخدامه
إيش فيه دوة وينه؟
ممكن وزارة الصحة ما عندها الخلفية الكاملة
عن هذا الدوة عن هذا العلاج وكيفية استخدامه
وإذا حبين وزارة الصحة
إحنا جاهزين يا سيدي الأطباء النفسيين فيه
أنا أقل الأطباء النفسيين موجودين فيه
كثير ناس أكفاء وممكن نتكلم بهذا الموضوع
مع ممثلين وزارة الصحة
مع معلي مع عطوف الأمين عام
مع اللي بدهم هي
موجودة وممكن تطلح وتحل وتكلفتها قليلة جدا جدا جدا
أشكرك كل شكر دكتور عدو الرحمن
مزاري الإستشارة الطب النفسية على وجهك
معنا ليلي أريد أن أتاقبك على موضوع الانتحار