×

我们使用cookies帮助改善LingQ。通过浏览本网站,表示你同意我们的 cookie 政策.


image

تاريخ × حدوتة (History), معركة الأنبار/عين التمر | ذكاء خالد بن الوليد يتغلب على حيل الفرس - Battle of Al-Anbar & Ayn al Tamr

معركة الأنبار/عين التمر | ذكاء خالد بن الوليد يتغلب على حيل الفرس - Battle of Al-Anbar & Ayn al Tamr

في منتصف شهر ربيع الثاني من العام ال12 هجريا

أحكم خالد بن الوليد قبضته على مدينة الحيرة

و جميع الأراضي التي تقع بين نهري دجلة و الفرات ..

فبعد أربعة معارك كبرى و عدة إشتباكات صغيرة مع الجيش الفارسي

و التي انتهت كلها بإنتصاره وإنسحاب القوات الفارسية نحو العاصمة لتأمينها

.. تمكن أخيرا من التحرك بحرية و إجراء المعاهدات مع أمراء الأقاليم المجاورة ...

فإستطاع بذلك تأمين كل المناطق التي تقع خلف الجيش الإسلامي.

.. ولكن ظلت الأراضي التي تقع شمال الحيرة تؤرق منامه

و كان يرغب في إحكام السيطرة عليها

حتى يستقر الأمر لهم في المنطقة

ويستطيع التقدم وهو مطمئن تجاه العاصمة الفارسية ..

مهمة تأمين و ضم الأراضي شمال الحيرة

كانت تقع على قائد مسلم آخر يُدعى عياض بن غُنم

فقبل أربعة أشهر و تحديدا بعد إنتهاء حروب الردة

كان خليفة المسلمين في المدينة قد إتخذ قرارا

بإرسال الجيوش الإسلامية لفتح العراق و ضم مدينة الحيرة ...

و كانت خطته المحكمة تعتمد على إرسال جيشين منفصلين

يٌهاجم كلا منهما الحيرة من إتجاه معاكس

... فكان على الجيش الأول بقيادة خالد بن الوليد

أن يسير و يدخل العراق من الجنوب

و ينتصر على كل من في طريقه حتى يصل للحيرة

... أما الجيش الثاني بقيادة عياض بن غنم

فكان عليه أن يسير و يدخل العراق من الشمال

و يضم كل المناطق في طريقه للحيرة

و كان على القائدين أن يتعاونا معا عندئذ لفتح المدينة

و بالفعل سارت الخطة كما كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يريد بالنسبة للجيش الأول

فقد إنتهى خالد بن الوليد من مهمته بأسرع مما يتوقع أي إنسان

و وصل لمدينة الحيرة و ضمها بعد ثلاثة شهور من انطلاقه من اليمامة

ولكن لم تسر الأمور جيدا بالنسبة للجيش الثاني

.. فعياض بن غنم كان تعرقل قبل أن يبدأ المهمة المسندة إليه عند دومة الجندل

و لم يستطع أن يتقدم و يؤمن المناطق شمال الحيرة ..

وبكل تأكيد كان ذلك يمثل مشكلة كبرى بالنسبة لجيش المسلمين بالعراق

.. فأوامر خليفة المسلمين كانت واضحة و صريحة

بألا يتوغل المسلمون داخل العراق

إذا كانت خلفهم حصون أو حاميات للفرس

.. و كان بالفعل لا يزال هناك حاميات للفرس بعين التمر والأنبار و الفراض

وكانوا جميعا يُشكلون خطرا كبيرا على ميسرة و مؤخرة الجيش الإسلامي

إذا ما قرر التقدم من الحيرة إلى داخل العراق ..

و بعد مدة إنتظار قاربت ال3 شهور داخل الحيرة

يأس خالد رضي الله عنه من إلتحاق الجيش الثاني به

ولذلك أخذ على عاتقه تنفيذ مهمة عياض

و قرر أن يتقدم شمال الحيرة و يؤمن جميع الأراضي بنفسه ..

و على الفور أرسل عدة أمراء مع جزء من الجيش الإسلامي

للإقامة بالثغور التي افتتحها

و أمرهم بمناوشة الفرس و تنفيذ الغارات الخفيفة عليهم

حتى يشغلوهم دائما ليستطيع تنفيذ ما نوى القيام به.

و استخلف خالد القعقاع بن عمرو على إمارة الحيرة

و بدأ في التحرك مع 9000 مقاتل نحو الشمال

قرر خالد رضي الله عنه أن يبدأ بمدينة الأنبار

فسار حتى وصل لمدينة كربلاء

و أقام بها عدة أيام لإستطلاع أخبار العدو

.. و بعدها قام بعبور نهر الفرات

حتى استقر على الضفة الشرقية له

و أكمل مسيرته مع جيش المسلمين نحو المدينة

مدينة الانبار كانت مدينة قديمة محصنة

ومركزا تأتي إليه القوافل التجارية من بلاد الشام و بلاد فارس

و كانت شهيرة للغاية بمخازن الغلال الكبيرة

وفي هذا الوقت

كانت تقع تحت حكم قائد فارسي يُدعى شيرزاد

وكان هذا القائد مشهورا بالذكاء و الثقافه أكثر من قدرته العسكرية

وكان عليه الآن ان يدافع عن الحصن بالقوات المتوفرة لديه من الفرس وعدد كبير من العرب

و يبدو أنه كان لا يثق كثيرا بتلك القوات

ورأي أن خير وسيلة للدفاع هي الإحتماء بالحصن

ولذلك

أمر فورا بحفر خندق كبير حول الحصن وهدم كل الجسور

لمنع المسلمين من إقتحامه ..

بعد وصول جيش المسلمين

بدأ خالد رضي الله عنه يقوم بجولة لتفحص دفاعات الحصن

فوجد على قمة السور آلافا من العرب و الفرس

يقفون و يشاهدون جيش المسلمين في عدم حرص ولا مبالاة

فتعجب من هذه الحماقة

وعاد لأصحابه و قال لهم

إني أرى أقواما لا علم لهم بالحرب

و أمر فورا بجمع ألف نبال من احسن رماته ..

و أمرهم بالاصطفاف

و التقدم حتى يصبحوا بمحاذاة الخندق

و عند الإشارة المناسبة

عليهم أن يطلقوا السهام و يستهدفوا أعين كل من يقف على الحصن

فتقدم فعلا الرماة و اصطفوا بجانب بعضهم البعض

و أخذ الفرس والعرب ينظرون إليهم في إستغراب

و يفكرون فيم ينوون فعله

ومع الإشارة المناسبة

انطلق ألف سهم من أقواس المسلمين

و تتابعت الدفعات بعدها

وفي غضون لحظات

.. كانت هناك ألف عين مصابة جراء ذلك القصف

وتصايح الجميع من أهل المدينة

ذهبت عيون أهل الأنبار

... فعرفت تلك الواقعة بوقعة ذات العيون ...

عندما رأي شيرزاد ما حل بأهل الحامية

عرض على خالد بن الوليد الإستسلام وفق شروط معينة

ولم تذكر الكتب ما كانت تلك الشروط

ولكن يبدو أنها لم تكن على هوى قائد المسلمين

و أمر ان يكون الاستسلام دون أي قيد او شرط

.. فقرر شيرزاد استمرار المقاومة ..

صمم خالد على اقتحام الحصن

و هذا في حد ذاته لم يكن عملا صعبا عليهم

ولكن المشكلة الأساسية التي كانت تواجهه هي عبور الخندق

.. فلم يكن معهم ما يساعدهم على اجتيازه

كما أن رماة الأسهم من الفرس قد تمركزوا من جديد

و كانوا ينوون اطلاق السهام على أي أحد يحاول عبور الخندق

.. فأخذ خالد بن الوليد يفكر في خطة للتغلب على هذا الأمر

الأمر و بدأ يسير حول الحصن لتفقد المكان جيدا ..

و لاحظ ان هناك مكان ضيق من الخندق

يقع بالقرب من البوابة الرئيسية للحصن

فإختار ان يكون هذا موضع الهجوم

وبعدها أمر بإحضار كل إبل الجيش الضعيفة و الكبيرة في السن

و أمر بذبحها و القائها في الخندق

حتى يتكون جسرا يعبر من خلاله المسلمين

وقام بوضع رماة الاسهم في مواجهة رماة الفرس فوق الأسوار

و أمرهم أن يمنعوهم من اطلاق الاسهم عليهم أثناء العبور ..

وفعلا مع إشارته

انطلقت الأسهم بغزارة نحو الفرس و العرب فوق الأسوار

و قام المسلمون فورا بذبح الإبل والقائها في الخندق

حتى تكون جسرا

استطاع المسلمون عبوره تحت حماية رماة الأسهم

و عندما استعدوا لتسلق الأسوار

وجدوا ابواب الحصن تُفتح

و تخرج منه جماعة من الفرس لمحاولة صدهم و طردهم نحو الخندق

.. فنشب قتال عنيف بين المسلمين والفرس

.. تمكن خلاله جيش المسلمين من صد هذا الهجوم

و انسحب الفرس سريعا نحو القلعة من جديد

و اغلقوا الابواب حتى لا يدخل المسلمون ورائهم ..

و مع اكتمال عبور الجيش

كان خالد على وشك أن يأمر الجميع بتسلق الأسوار

عندما وجد مبعوثا من القلعة يخرج

و يخبره أن شيرزاد على استعداد لتسليم الحصن

إذا سمح له المسلمون بمغادرته مع جنوده من الفرس

فوافق خالد رضي الله عنه

ولكن بشرط أن يترك الفرس كل ممتلكاتهم

.. فقبل شيرزاد هذا الشرط و سر بموافقة خالد.

و في اليوم التالي

غادر شيرزاد و من معه الحصن و توجهوا الى العاصمة الفارسية

.. فدخل المسلمون الحصن اخيرا

و وافقت القبائل العربية به و بالمناطق التي تقع حوله على الاستسلام

و دفع الجزية للمسلمين

وكان هذا في اليوم الرابع من شهر رجب عام 12 هجريا..

إستخلف خالد بن الوليد على المدينة الزبرقان بن بدر التميمي

و بدأ في مسيرته نحو مدينة آخرى تعرف بإسم عين التمر

وكانت تلك المدينة كبيرة و محاطة بـأشجار النخيل

و كان بها حامية قوية

تتكون من الجنود الفارسيين و العرب الأشداء من قبيلة النمر

و قد قامت العديد من القبائل العربية بالانضمام لهم

مثل قبيلة تغلب و إياد

لتشكيل جبهة قوية ضد المسلمين

ولذلك كانت تُعد مركزا قويا يجب السيطرة عليه سريعا ..

قائد الحامية الفارسي كان اسمه مهران بن بهرام

والذي اشتهر كثيرا بحنكته السياسية و شخصيته القيادية

و كان القائد على القبائل العربية يُدعى عقة بن أبي عقة

فلما جاءت الأنباء بإقتراب خالد بن الوليد و المسلمين من المكان

.. ذهب هذا الرجل العربي في كل غرور

و طلب من القائد الفارسي أن يترك العرب وحدهم لقتال المسلمين

فوافق مهران فورا على طلبه

و أخبره أن كلامه صحيح

و أنه سيظل مع الفرس في الحصن حتى يحتاجوهم ..

ففرح عقة بموافقة القائد الفارسي

و انصرف مع القبائل العربية لمواجهة خالد رضي الله عنه

.. فلما جاء بعض من القادة الفارسيين

و لاموا مهران على موافقته على كلام عقة

فسر الأمر لهم

و قال أنه اراد الخير للفرس بهذا التصرف ..

فقد أراد أن يتقي شر من قتل ملوك الفرس بالعرب

فلو إنتصروا عليه فسيكون النصر لهم كذلك

و إن هُزموا

فسيأتي لهم جيش المسلمين و هو مُتعب

فيقاتلوهم وهم في أحسن أحوالهم..

بقى مهران مع الفرس في الحصن بعين التمر

بينما تحرك العرب مسافة عشرة أميال في الطريق المؤدي إلى الأنبار

و هنا نشر عقة جيشه للمعركة ..

فلما وصل خالد رضي الله عنه للمكان

.. اندهش لوجود هذا الكم من القبائل العربية وحدها

فجميع المعارك التي خاضها في العراق

كانت دائما أمام قوات مشتركة بين الفرس و العرب

ولكنه على كل حال أمر جيشه بالإصطفاف للمعركة

و بدأ يراقب عدوه من بعيد

قسم خالد جيشه إلى قلب و جناحين كالمعتاد

و كان مكانه في منتصف الجيش

ولكنه رغم ذلك لم تكن في نيته الحرب المباشرة

و كانت هناك خطة في ذهنه يرغب في تنفيذها أولا

... فجمع قادة الأجنحة اثناء اصطفاف الجيش

و طلب منهما أن يشتبكا مع اجنحة العدو عند الإشارة المناسبة

ولكنه شدد عليهما أن يكون هذا الإشتباك خفيفا و يكفي فقط لإشغالهما عنه

وبعد ذلك عاد للمنتصف

و جمع حوله مجموعة من الحرس و المقاتلين الأشداء

وأعطى الإشارة المٌتفق عليها لقادة الأجنحة

فتقدمت الأجنحة فورا من مكانها

لإظهار النية للإشتباك مع العدو

.. فالتفت العرب لهم و بدأووا سريعا في الاصطفاف لمواجهتهم

و في هذه الأثناء

انطلق خالد كالسهم مع مجموعة الحرس الخاصة به على ظهر الخيول

.. و اتجه مباشرة نحو قائد العرب

والذي كان مشغولا في تنظيم منتصف جيشه

... و قبل أن يدرك أي أحد ماذا يدور

استطاع خالد أن ينقض على عقه و احتضنه و أخذه أسيرا معه نحو جيش المسلمين وسط ذهول الجميع

ذُهل العرب كثيرا مما جرى أمام أعينهم

و ارتبكت الصفوف بعد أسر قائدهم

..فبدأت الأصوات تتعالى بالإنسحاب و الالتحاق بالفرس في عين التمر حتى يتقووا بهم

وعلى الفور بدأ الجميع في الفرار و الانسحاب سريعا نحو عين التمر

و جيش المسلمين وراءهم يلاحقهم

فلما وصل العرب للحصن

.. تفاجأوا عندما وجدوه خاليا تماما من الفرس ..

.. فمهران كان قد بعث بعض الكشافة لمراقبة أرض القتال ..

فلما عاد هؤلاء و أخبروه بما دار

لم يضيع الوقت و جمع الجيش الفارسي

و انسحب فورا من الحصن تجاه العاصمة الفارسية ...

فاندفع العرب فورا داخل الحصن

و أغلقوا الأبواب و استعدوا للحصار

وصل المسلمون بعد وقت قصير للحصن

و أمر خالد بإقتياد عقة بن أبي عقة و من معه من الأسرى أمام الحصن

حتى يراهم كل من بداخله ..

.. فأثر هذا المشهد على الجميع

و طلبوا التسليم بشروط

ولكن خالد أصر على أن يكون التسليم دون أي شرط

و أن يرضخ الجميع لحكمه عليهم

.. فتشاور ذوو الرأي من العرب لفترة قصيرة

ثم قرروا أخيرا أن التسليم بدون قيد أو شرط

هو أفضل من المغامرة والقتال

و في يوم 11 رجب من العام الثاني عشر هجريا

فُتحت أبواب الحصن و استسلم كل من فيه لخالد

و انتظروا حكمه

بعد إستسلام الحصن .. أراد خالد أن تكون الرسالة قوية

لكل الخونة من العرب الذين يوالون الفرس

و لذلك أمر بضرب عنق كل من خرج لقتال المسلمين في الطريق إلى الأنبار

و على رأسهم قائدهم عقة

وكذلك الحال بالنسبة لمن دافع عن الحصن ..

أما البقية فلم يأمر بقتلهم

ولكنه اعتبرهم من الأسرى

و شرع بعدها في توزيع الغنائم على جيش المسلمين

كانت الإنتصارات التي حققها خالد بن الوليد في أرض الأنبار و عين التمر

مهمة للغاية بالنسبة لجيش المسلمين

فقد إستطاع في احد عشر يوما أن يطهر المنطقة من حاميات فارسية قوية

و يٌفرق شمل القبائل العربية المتحدة معهم

فأرسل بذلك رسالة قوية لكل من يفكر في إعتراض طريقه

و أمن الطريق إلى الحيرة بشكل كبير ...

و بالاضافة لذلك .

.. فقد اكتسب المسلمون بعض المميزات بعد فتح هذه المدن

ففي مدينة الأنبار

وجد المسلمون بعض العرب يكتبون العربية و يتعلمونها

... فتعلم بعض المسلمين الكتابة من هؤلاء الأشخاص و أجادوها

... كما أنه بعد أن سيطروا على مدينة عين التمر

وجدوا هناك أربعون غلاما صغيرا في دير يتعلمون الانجيل لكي يتكهنوا

فأخذوهم من المدينة مع الجيش

.. و كان من ضمن هؤلاء الصبية

غلام يُدعى نصير

هو أبو البطل الفاتح موسى بن نصير

الحاكم الشهير لشمال افريقية بعد عدة سنوات والذي سيرسل طارق بن زياد

لفتح أسبانيا بعد عدة سنوات

... كما ان كان من ضمن هؤلاء غلام آخر يدعى سيرين

هو أبو العالم المسلم الشهير محمد بن سيرين

أمضى خالد بضعة أيام في عين التمر

لتصريف الأمور الإدارية بالمنطقة

و بعدها بدأ يستعد للرجوع إلى الحيرة

.. وكان على وشك الرحيل بالفعل

عندما تسلم طلبا للمساعدة من شمال شبه الجزيرة العربية ..

وبعد دراسة قصيرة لهذا الطلب

قام خالد بإصدار أوامر جديدة للجيش

.... بالتحرك فورا نحو دومة الجندل ..

معركة الأنبار/عين التمر | ذكاء خالد بن الوليد يتغلب على حيل الفرس - Battle of Al-Anbar & Ayn al Tamr Schlacht von Anbar/Ain al-Tamr Die Intelligenz von Khalid bin Al-Walid überwindet die Tricks der Perser – Schlacht von Al-Anbar und Ayn al Tamr Battle of Anbar / Ain al-Tamr | The intelligence of Khalid bin Al-Walid overcomes the tricks of the Persians - Battle of Al-Anbar & Ayn al Tamr Bataille d'Anbar / Ain al-Tamr | L'intelligence de Khalid bin Al-Walid surmonte les ruses des Perses - Bataille d'Al-Anbar & Ayn al Tamr Battaglia di Anbar/Ain al-Tamr L'intelligenza di Khalid bin Al-Walid supera i trucchi dei persiani - Battaglia di Al-Anbar e Ayn al Tamr Anbar Savaşı / Ain al-Tamr | Halid bin Al-Walid'in zekası Perslerin hilelerini alt ediyor - Anbar Savaşı ve Ayn el Tamr

في منتصف شهر ربيع الثاني من العام ال12 هجريا In the middle of Rabie al-Thani of the 12th Hijri year,

أحكم خالد بن الوليد قبضته على مدينة الحيرة Khaled ibn Al-Waleed tightened his grip on the city of Al-Hirah

و جميع الأراضي التي تقع بين نهري دجلة و الفرات .. and all the lands lying between the Tigris and Euphrates rivers.

فبعد أربعة معارك كبرى و عدة إشتباكات صغيرة مع الجيش الفارسي After four major battles and several small clashes with the Persian army,

و التي انتهت كلها بإنتصاره وإنسحاب القوات الفارسية نحو العاصمة لتأمينها which all ended with Khaled's victory and the withdrawal of the Persian forces towards the capital to secure it,

.. تمكن أخيرا من التحرك بحرية he was finally able to move freely و إجراء المعاهدات مع أمراء الأقاليم المجاورة ... and make treaties with the princes of the neighboring provinces...

فإستطاع بذلك تأمين كل المناطق التي تقع خلف الجيش الإسلامي. So he was able to secure all the areas behind the Islamic Army.

.. ولكن ظلت الأراضي التي تقع شمال الحيرة تؤرق منامه However, the territories north of Al-Hirah worried him

و كان يرغب في إحكام السيطرة عليها and he wanted to tighten his control over it

حتى يستقر الأمر لهم في المنطقة so that the situation become settled down

ويستطيع التقدم وهو مطمئن تجاه العاصمة الفارسية .. then he could advance comfortably towards the Persian capital.

مهمة تأمين و ضم الأراضي شمال الحيرة The task of securing and annexing the territories north of Al-Hirah

كانت تقع على قائد مسلم آخر يُدعى عياض بن غُنم was assigned to another Muslim leader called Ayyad ibn Ghonm.

فقبل أربعة أشهر و تحديدا بعد إنتهاء حروب الردة Four months before and exactly after the end of the apostasy wars,

كان خليفة المسلمين في المدينة قد إتخذ قرارا the caliph of the Muslims in Madinah had decided to

بإرسال الجيوش الإسلامية لفتح العراق و ضم مدينة الحيرة ... send Islamic armies to open Iraq and annex the city of Al-Hirah...

و كانت خطته المحكمة تعتمد على إرسال جيشين منفصلين His tight plan depended on sending two separate armies,

يٌهاجم كلا منهما الحيرة من إتجاه معاكس each would attack al-Hirah from an opposite direction...

... فكان على الجيش الأول بقيادة خالد بن الوليد The first army, led by Khaled ibn Al-Waleed,

أن يسير و يدخل العراق من الجنوب had to march and enter Iraq from the south

و ينتصر على كل من في طريقه حتى يصل للحيرة and gain victory over everyone on its way till it reached al-Hirah

... أما الجيش الثاني بقيادة عياض بن غنم As for the second army, led by Ayyad ibn Ghonm,

فكان عليه أن يسير و يدخل العراق من الشمال it had to march and enter Iraq from the north

و يضم كل المناطق في طريقه للحيرة and annex all areas on its way to al-Hirah.

و كان على القائدين أن يتعاونا معا عندئذ لفتح المدينة Both leaders then had to cooperate to open the city...

و بالفعل سارت الخطة كما كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يريد بالنسبة للجيش الأول Indeed, the plan went as Abu Bakr al-Siddiq (may Allah be pleased with him) hoped for the first army.

فقد إنتهى خالد بن الوليد من مهمته بأسرع مما يتوقع أي إنسان Khaled ibn Al-Waleed finished his mission faster than anyone expected

و وصل لمدينة الحيرة و ضمها بعد ثلاثة شهور من انطلاقه من اليمامة and reached the city of al-Hirah and annexed it three months after his departure from al-Yamamah.

ولكن لم تسر الأمور جيدا بالنسبة للجيش الثاني But things did not go well for the second army..

.. فعياض بن غنم كان تعرقل قبل أن يبدأ المهمة المسندة إليه عند دومة الجندل Ayyad ibn Ghonm was obstructed at Dumah Al-Jandal before he started his mission,

و لم يستطع أن يتقدم و يؤمن المناطق شمال الحيرة .. and he was not able to advance and secure the areas north of al-Hirah.

وبكل تأكيد كان ذلك يمثل مشكلة كبرى بالنسبة لجيش المسلمين بالعراق And certainly, this was a major problem for the Muslim army in Iraq..

.. فأوامر خليفة المسلمين كانت واضحة و صريحة The orders of the Caliph of the Muslims were clear and explicit

بألا يتوغل المسلمون داخل العراق that the Muslims should not enter Iraq

إذا كانت خلفهم حصون أو حاميات للفرس if there were still Persian fortresses or garrisons behind them..

.. و كان بالفعل لا يزال هناك حاميات للفرس بعين التمر والأنبار و الفراض There were still Persian garrisons at Ain al-Tamar, Al-Anbar and Al-Furadh.

وكانوا جميعا يُشكلون خطرا كبيرا على ميسرة و مؤخرة الجيش الإسلامي They all posed a great danger to the right side and the rear of the Muslim army

إذا ما قرر التقدم من الحيرة إلى داخل العراق .. if they decided to advance from al-Hirah towards Iraq.

و بعد مدة إنتظار قاربت ال3 شهور داخل الحيرة After waiting for nearly 3 months in al-Hirah,

يأس خالد رضي الله عنه من إلتحاق الجيش الثاني به Khaled (may Allah be pleased with him) lost hope that the second army would join him.

ولذلك أخذ على عاتقه تنفيذ مهمة عياض Therefore, he took it upon himself to carry out Ayyad's mission

و قرر أن يتقدم شمال الحيرة و يؤمن جميع الأراضي بنفسه .. and decided to advance north of al-Hirah and secure all the lands by himself.

و على الفور أرسل عدة أمراء مع جزء من الجيش الإسلامي Immediately, he sent several princes with part of the Muslim army

للإقامة بالثغور التي افتتحها to stay in the garrisons he had subdued

و أمرهم بمناوشة الفرس و تنفيذ الغارات الخفيفة عليهم and ordered them to fight the Persians and carry out light raids against them

حتى يشغلوهم دائما ليستطيع تنفيذ ما نوى القيام به. to always occupy them so that he could carry out his plan..

و استخلف خالد القعقاع بن عمرو على إمارة الحيرة Khaled assigned al-Qaaqaa ibn Amr to rule Al-Hirah

و بدأ في التحرك مع 9000 مقاتل نحو الشمال and began moving with 9,000 fighters towards the north..

قرر خالد رضي الله عنه أن يبدأ بمدينة الأنبار Khaled (may Allah be pleased with him) decided to start with Al-Anbar city.

فسار حتى وصل لمدينة كربلاء He marched until he arrived in Karbala

و أقام بها عدة أيام لإستطلاع أخبار العدو and stayed there for several days to survey the enemy's news.

.. و بعدها قام بعبور نهر الفرات Then, he crossed the Euphrates River

حتى استقر على الضفة الشرقية له until he settled on its east bank

و أكمل مسيرته مع جيش المسلمين نحو المدينة then he continued his march with the Muslim army towards the city.

مدينة الانبار كانت مدينة قديمة محصنة The city of al-Anbar was an old fortified city

ومركزا تأتي إليه القوافل التجارية من بلاد الشام و بلاد فارس and a center where commercial convoys arrived from the Levant and Persia

و كانت شهيرة للغاية بمخازن الغلال الكبيرة and it was very famous for its large grain stores.

وفي هذا الوقت At that time,

كانت تقع تحت حكم قائد فارسي يُدعى شيرزاد it was ruled by a Persian leader named Shirzad.

وكان هذا القائد مشهورا بالذكاء و الثقافه أكثر من قدرته العسكرية This leader was famous for his intelligence and culture more than his military skills.

وكان عليه الآن ان يدافع عن الحصن بالقوات المتوفرة لديه من الفرس وعدد كبير من العرب He now had to defend the fort with the available forces from the Persians and a large number of Arabs...

و يبدو أنه كان لا يثق كثيرا بتلك القوات It seems that he did not trust these forces very much

ورأي أن خير وسيلة للدفاع هي الإحتماء بالحصن and saw that the best way for defense was to take refuge in the fort ...

ولذلك Therefore,

أمر فورا بحفر خندق كبير حول الحصن وهدم كل الجسور he immediately ordered the digging of a large trench around the fort and the destruction of all bridges

لمنع المسلمين من إقتحامه .. to prevent Muslims from breaking into it.

بعد وصول جيش المسلمين After the arrival of the Muslim army,

بدأ خالد رضي الله عنه يقوم بجولة لتفحص دفاعات الحصن Khaled (may Allah be pleased with him) began a tour to observe the defenses of the fort.

فوجد على قمة السور آلافا من العرب و الفرس He found, on top of the wall, thousands of Arabs and Persians

يقفون و يشاهدون جيش المسلمين في عدم حرص ولا مبالاة standing and watching the Muslim army in carelessness and indifference.

فتعجب من هذه الحماقة So he marveled at their stupidity

وعاد لأصحابه و قال لهم and returned to his companions and told them:

إني أرى أقواما لا علم لهم بالحرب “I see people who know nothing about war.”

و أمر فورا بجمع ألف نبال من احسن رماته .. He immediately ordered the collection of a thousand of the best archers

و أمرهم بالاصطفاف and ordered them to line up

و التقدم حتى يصبحوا بمحاذاة الخندق and advance until they become next to the trench...

و عند الإشارة المناسبة At the right signal,

عليهم أن يطلقوا السهام و يستهدفوا أعين كل من يقف على الحصن they had to fire arrows and target the eyes of everyone standing on the fort...

فتقدم فعلا الرماة و اصطفوا بجانب بعضهم البعض So the archers actually advanced and lined up next to each other

و أخذ الفرس والعرب ينظرون إليهم في إستغراب and the Persians and Arabs started looking at them in astonishment

و يفكرون فيم ينوون فعله and thinking about what they were intending to do.

ومع الإشارة المناسبة And with the right signal,

انطلق ألف سهم من أقواس المسلمين 1,000 arrows were launched from the Muslim's bows

و تتابعت الدفعات بعدها followed by another groups of arrows.

وفي غضون لحظات And in a matter of moments.

.. كانت هناك ألف عين مصابة جراء ذلك القصف There were 1,000 eyes injured as a result.

وتصايح الجميع من أهل المدينة The people of the city started shouting and saying,

ذهبت عيون أهل الأنبار the eyes of the people of Anbar got injured

... فعرفت تلك الواقعة بوقعة ذات العيون ... So that incident was knows as " The incident of eyes"

عندما رأي شيرزاد ما حل بأهل الحامية When Shirzad saw what happened to the people of the garrison,

عرض على خالد بن الوليد الإستسلام وفق شروط معينة he offered Khaled bin Alwaleed to surrender under certain conditions.

ولم تذكر الكتب ما كانت تلك الشروط The books didn't say what those conditions were.

ولكن يبدو أنها لم تكن على هوى قائد المسلمين But it seems that it was not liked by the Muslim leader

و أمر ان يكون الاستسلام دون أي قيد او شرط and ordered that the surrender be unconditional.

.. فقرر شيرزاد استمرار المقاومة .. Shirzad then, decided to continue the resistance.

صمم خالد على اقتحام الحصن Khalid was determined to break into the fort.

و هذا في حد ذاته لم يكن عملا صعبا عليهم And that wasn't a hard job for him.

ولكن المشكلة الأساسية التي كانت تواجهه هي عبور الخندق But the main problem he was facing was crossing the trench first.

.. فلم يكن معهم ما يساعدهم على اجتيازه They had nothing to help them to get through it,

كما أن رماة الأسهم من الفرس قد تمركزوا من جديد and the persian archers were positioned again

و كانوا ينوون اطلاق السهام على أي أحد يحاول عبور الخندق and intended to shoot arrows at anyone trying to cross the trench.

.. فأخذ خالد بن الوليد يفكر في خطة للتغلب على هذا الأمر Khaled bin Alwaleed started thinking about a plan to overcome this

الأمر و بدأ يسير حول الحصن لتفقد المكان جيدا .. and started walking around the fort to check the place well.

و لاحظ ان هناك مكان ضيق من الخندق Note that there is a narrow place of trench

يقع بالقرب من البوابة الرئيسية للحصن located near the main gate of the fort ...

فإختار ان يكون هذا موضع الهجوم So he chose this area for his upcoming attack

وبعدها أمر بإحضار كل إبل الجيش الضعيفة و الكبيرة في السن And then he ordered to bring all the army's weak and old sheeps,

و أمر بذبحها و القائها في الخندق and ordered that they be slaughtered and thrown into the trench

حتى يتكون جسرا يعبر من خلاله المسلمين until it formed a bridge through which Muslims could cross..

وقام بوضع رماة الاسهم في مواجهة رماة الفرس فوق الأسوار He also put the Muslim archers in front of the Persian archers over the fences

و أمرهم أن يمنعوهم من اطلاق الاسهم عليهم أثناء العبور .. and ordered them to prevent them from throwing arrows at them during the crossing..

وفعلا مع إشارته And indeed with his signal,

انطلقت الأسهم بغزارة نحو الفرس و العرب فوق الأسوار The arrows were launched profusely towards the Persians and Arabs over the fences

و قام المسلمون فورا بذبح الإبل والقائها في الخندق and the Muslims immediately slaughtered sheeps and threw them in the trench

حتى تكون جسرا until a bridge was formed

استطاع المسلمون عبوره تحت حماية رماة الأسهم which the Muslims were able to cross it under the protection of the archers.

و عندما استعدوا لتسلق الأسوار And when they got ready to climb the fences,

وجدوا ابواب الحصن تُفتح they found the doors of the fort opening

و تخرج منه جماعة من الفرس لمحاولة صدهم و طردهم نحو الخندق and a group of Persians came out of it to try to repel them and drive them back towards the trench.

.. فنشب قتال عنيف بين المسلمين والفرس And a heavy fight broke up between Muslims and Persians.

.. تمكن خلاله جيش المسلمين من صد هذا الهجوم During which the Army of Muslims managed to repel this attack

و انسحب الفرس سريعا نحو القلعة من جديد and the Persians quickly withdrew towards the castle again

و اغلقوا الابواب حتى لا يدخل المسلمون ورائهم .. and closed the doors so that the Muslims did not enter behind them.

و مع اكتمال عبور الجيش And after the whole army crossed completely

كان خالد على وشك أن يأمر الجميع بتسلق الأسوار Khaled was about to order everyone to climb the fences

عندما وجد مبعوثا من القلعة يخرج when he found a messenger from the castle coming out

و يخبره أن شيرزاد على استعداد لتسليم الحصن and telling him that Shirzad was ready to hand over the fort

إذا سمح له المسلمون بمغادرته مع جنوده من الفرس if the Muslims allowed him to leave with his Persian soldiers.

فوافق خالد رضي الله عنه Khalid agreed, may Allah be pleased with him,

ولكن بشرط أن يترك الفرس كل ممتلكاتهم but on condition that the Persians leave all their possessions.

.. فقبل شيرزاد هذا الشرط و سر بموافقة خالد. Shirzad accepted this term and was pleased with Khaled's approval.

و في اليوم التالي At the next day,

غادر شيرزاد و من معه الحصن و توجهوا الى العاصمة الفارسية Shirzad and those with him left the fort and went to the Persian capital.

.. فدخل المسلمون الحصن اخيرا The Muslims finally entered the fort

و وافقت القبائل العربية به و بالمناطق التي تقع حوله على الاستسلام and the Arab tribes agreed to surrender

و دفع الجزية للمسلمين and pay tribute to the Muslims,

وكان هذا في اليوم الرابع من شهر رجب عام 12 هجريا.. and this was on the fourth day of Rajab in 12 Hijri.

إستخلف خالد بن الوليد على المدينة الزبرقان بن بدر التميمي Khaled bin Al-Walid assigned Al-Zubrukan bin Badr al-Tamimi to rule the city

و بدأ في مسيرته نحو مدينة آخرى تعرف بإسم عين التمر and began his journey towards another city known as Ain al-Tamar...

وكانت تلك المدينة كبيرة و محاطة بـأشجار النخيل This city was large and surrounded by palm trees

و كان بها حامية قوية and had a strong garrison

تتكون من الجنود الفارسيين و العرب الأشداء من قبيلة النمر consisting of Persian soldiers and many powerful Arabs from " Al-Namr" tribe..

و قد قامت العديد من القبائل العربية بالانضمام لهم Also, many Arab tribes joined them

مثل قبيلة تغلب و إياد like the Tribe of Taghlab and Iyad

لتشكيل جبهة قوية ضد المسلمين to form a strong alliance against Muslims...

ولذلك كانت تُعد مركزا قويا يجب السيطرة عليه سريعا .. That's why it was a powerful center that had to be controlled quickly.

قائد الحامية الفارسي كان اسمه مهران بن بهرام The commander of the Persian garrison was named Mihran Bahram-i Chubin,

والذي اشتهر كثيرا بحنكته السياسية و شخصيته القيادية who was very famous for his political skills and leadership personality,

و كان القائد على القبائل العربية يُدعى عقة بن أبي عقة and the leader of the Arab tribes was named Aqqa ibn Aby Aqqa

فلما جاءت الأنباء بإقتراب خالد بن الوليد و المسلمين من المكان When the news came that Khaled bin Alwaleed and the Muslims were approaching the place.

.. ذهب هذا الرجل العربي في كل غرور This Arab man went with arrogance

و طلب من القائد الفارسي أن يترك العرب وحدهم لقتال المسلمين and asked the Persian leader to leave the Arabs alone to fight the Muslims

فوافق مهران فورا على طلبه Mehran immediately agreed to his request

و أخبره أن كلامه صحيح and told him that his words were true

و أنه سيظل مع الفرس في الحصن حتى يحتاجوهم .. and that he would remain with the Persians in the fort until they needed them.

ففرح عقة بموافقة القائد الفارسي So Aqqa was delighted with the approval of the Persian leader

و انصرف مع القبائل العربية لمواجهة خالد رضي الله عنه and went with the Arab tribes to face Khaled ( May God be please with him).

.. فلما جاء بعض من القادة الفارسيين When some Of the Persian leaders came

و لاموا مهران على موافقته على كلام عقة and blamed Mehran for agreeing to the words of Aqqa,

فسر الأمر لهم he explained to them

و قال أنه اراد الخير للفرس بهذا التصرف .. and said that he wanted the best for the Persians with this behavior..

فقد أراد أن يتقي شر من قتل ملوك الفرس بالعرب He wanted to avoid the man who killed the Persian leaders with the Arabs.

فلو إنتصروا عليه فسيكون النصر لهم كذلك If they win over him, then victory will be for them as well,

و إن هُزموا and if they were defeated,

فسيأتي لهم جيش المسلمين و هو مُتعب the tired Muslim's army will come to them

فيقاتلوهم وهم في أحسن أحوالهم.. So, they will fight them while being superior.

بقى مهران مع الفرس في الحصن بعين التمر Mihran remained with the Persians in the fort At Ayn Al-Tamr,

بينما تحرك العرب مسافة عشرة أميال في الطريق المؤدي إلى الأنبار while the Arabs moved ten miles on the road leading to Anbar,

و هنا نشر عقة جيشه للمعركة .. and here Aqqa deployed his army to battle.

فلما وصل خالد رضي الله عنه للمكان When Khalid, may God be pleased with him, arrived at the place..

.. اندهش لوجود هذا الكم من القبائل العربية وحدها he was surprised by the presence of this number of Arab tribes alone..

فجميع المعارك التي خاضها في العراق As all the battles he had fought in Iraq

كانت دائما أمام قوات مشتركة بين الفرس و العرب were always against combined forces of Persians and Arabs.

ولكنه على كل حال أمر جيشه بالإصطفاف للمعركة But however, he ordered his army to line up for the battle

و بدأ يراقب عدوه من بعيد and started monitoring his enemy at a distance ..

قسم خالد جيشه إلى قلب و جناحين كالمعتاد Khaled divided his army into a heart and two wings as usual

و كان مكانه في منتصف الجيش and he was situated in the middle of the army.

ولكنه رغم ذلك لم تكن في نيته الحرب المباشرة However, he did not intend direct war

و كانت هناك خطة في ذهنه يرغب في تنفيذها أولا and there was a plan in his mind that he wanted to implement first ...

... فجمع قادة الأجنحة اثناء اصطفاف الجيش He gathered the commanders of the wings during the line-up of the army

و طلب منهما أن يشتبكا مع اجنحة العدو عند الإشارة المناسبة and asked them to clash with the wings of the enemy at the appropriate signal,

ولكنه شدد عليهما أن يكون هذا الإشتباك خفيفا و يكفي فقط لإشغالهما عنه but stressed that this clash should be light and enough only to occupy them away from him...

وبعد ذلك عاد للمنتصف Then he returned to the middle

و جمع حوله مجموعة من الحرس و المقاتلين الأشداء and gathered around him a group of guards and strong fighters

وأعطى الإشارة المٌتفق عليها لقادة الأجنحة and then he gave the right signal to the commanders of the wings ...

فتقدمت الأجنحة فورا من مكانها The wings immediately advanced from their place

لإظهار النية للإشتباك مع العدو to show the intention to engage with the enemy.

.. فالتفت العرب لهم و بدأووا سريعا في الاصطفاف لمواجهتهم So the Arabs turned to them and quickly started lining up to confront them.

و في هذه الأثناء Meanwhile,

انطلق خالد كالسهم مع مجموعة الحرس الخاصة به على ظهر الخيول Khalid set off like an arrow with his group of guards on their horses.

.. و اتجه مباشرة نحو قائد العرب He went directly to the Arab leader,

والذي كان مشغولا في تنظيم منتصف جيشه who was busy organizing the middle of his army...

... و قبل أن يدرك أي أحد ماذا يدور And before anyone realizes what's going on.

استطاع خالد أن ينقض على عقه و احتضنه Khaled was able to reach Aqqa, embraced him و أخذه أسيرا معه نحو جيش المسلمين وسط ذهول الجميع and took him captive with him towards the Army of Muslims amid the amazement of everyone !

ذُهل العرب كثيرا مما جرى أمام أعينهم The Arabs were very stunned by what happened infront of their eyes

و ارتبكت الصفوف بعد أسر قائدهم and the ranks were confused after the capture of their leader.

..فبدأت الأصوات تتعالى بالإنسحاب و الالتحاق بالفرس في عين التمر حتى يتقووا بهم So some voices suggested withdrawing and joining the Persians at Ayn Al-Tamr to assist them.

وعلى الفور بدأ الجميع في الفرار و الانسحاب سريعا نحو عين التمر So, immediately everyone started to flee and withdraw quickly towards Ain Al-Tamar

و جيش المسلمين وراءهم يلاحقهم with the Army of Muslims behind pursuing them ...

فلما وصل العرب للحصن When the Arabs arrived at the fort.

.. تفاجأوا عندما وجدوه خاليا تماما من الفرس .. They were surprised when they found it completely empty of the Persians.

.. فمهران كان قد بعث بعض الكشافة لمراقبة أرض القتال .. As Mihran had sent some scouts to observe the battlefield.

فلما عاد هؤلاء و أخبروه بما دار So when they came back and told him what had happened.

لم يضيع الوقت و جمع الجيش الفارسي he didn't waste any time, gathered the Persian army

و انسحب فورا من الحصن تجاه العاصمة الفارسية ... and immediately withdrew from the fort towards the Persian capital ...

فاندفع العرب فورا داخل الحصن So the Arabs rushed immediately into the fort,

و أغلقوا الأبواب و استعدوا للحصار closed the doors and prepared for the siege...

وصل المسلمون بعد وقت قصير للحصن The Muslims arrived at the fort shortly after.

و أمر خالد بإقتياد عقة بن أبي عقة و من معه من الأسرى أمام الحصن Khaled ordered to make Aqqa ibn Abi Aqa and the other captives stand in front of the fort

حتى يراهم كل من بداخله .. so that everyone inside could see them.

.. فأثر هذا المشهد على الجميع This scene affected everyone

و طلبوا التسليم بشروط and they asked to surreneder under some conditions,

ولكن خالد أصر على أن يكون التسليم دون أي شرط but Khaled insisted that the surrender be unconditional

و أن يرضخ الجميع لحكمه عليهم and that everyone accept his judgment over them.

.. فتشاور ذوو الرأي من العرب لفترة قصيرة The wise Arabs thought of their situation for a short time

ثم قرروا أخيرا أن التسليم بدون قيد أو شرط and finally decided that unconditional surrender

هو أفضل من المغامرة والقتال is better than taking the risk and fight the Muslims anyway.

و في يوم 11 رجب من العام الثاني عشر هجريا And on the 11th of Rabie al-Thani of the 12th Hijri year

فُتحت أبواب الحصن و استسلم كل من فيه لخالد The doors of the fort were opened and everyone in it surrendered to Khaled

و انتظروا حكمه and waited for his judgement.

بعد إستسلام الحصن .. أراد خالد أن تكون الرسالة قوية After the fort surrendered. Khaled wanted to send a strong message

لكل الخونة من العرب الذين يوالون الفرس for all the Arab traitors who were loyal to the Persians.

و لذلك أمر بضرب عنق كل من خرج لقتال المسلمين في الطريق إلى الأنبار Therefore, he ordered the killing of all those who went out to fight the Muslims on the way to Al-Anbar,

و على رأسهم قائدهم عقة with their leader Aqqa,

وكذلك الحال بالنسبة لمن دافع عن الحصن .. as well as those who defended the fort and injured the Muslims.

أما البقية فلم يأمر بقتلهم As for the rest, he did not order their killing,

ولكنه اعتبرهم من الأسرى but he considered them captives

و شرع بعدها في توزيع الغنائم على جيش المسلمين and then proceeded to distribute the spoils over the Muslim army...

كانت الإنتصارات التي حققها خالد بن الوليد في أرض الأنبار و عين التمر The victories achieved by Khaled bin Alwaleed in Al-Anbar and Ain Al-Tamr

مهمة للغاية بالنسبة لجيش المسلمين were very important for the Muslim army.

فقد إستطاع في احد عشر يوما أن يطهر المنطقة من حاميات فارسية قوية In 11 days, he was able to cleanse the region of powerful Persian garrisons

و يٌفرق شمل القبائل العربية المتحدة معهم and disperse the united Arab tribes with them...

فأرسل بذلك رسالة قوية لكل من يفكر في إعتراض طريقه So he sent a strong message to anyone who thinks of intercepting his way

و أمن الطريق إلى الحيرة بشكل كبير ... and secured of the road to Al-Hirah to a great extent...

و بالاضافة لذلك . And in addition..

.. فقد اكتسب المسلمون بعض المميزات بعد فتح هذه المدن Muslims gained some advantages after taking these cities..

ففي مدينة الأنبار As at Al-Anbar city,

وجد المسلمون بعض العرب يكتبون العربية و يتعلمونها Muslims found some Arabs writing Arabic and learning it...

... فتعلم بعض المسلمين الكتابة من هؤلاء الأشخاص و أجادوها So they learned to write from these people and perfected it

... كما أنه بعد أن سيطروا على مدينة عين التمر Also, after taking control of Ain Al-Tamr,

وجدوا هناك أربعون غلاما صغيرا في دير يتعلمون الانجيل لكي يتكهنوا There found 40 young boys in a monastery learning the bible to become preachers

فأخذوهم من المدينة مع الجيش So they took them from the city with the army..

.. و كان من ضمن هؤلاء الصبية and among these boys

غلام يُدعى نصير there were a boy named Nusayr

هو أبو البطل الفاتح موسى بن نصير who will be the father of the leader Musa bin Nusayr,

الحاكم الشهير لشمال افريقية بعد عدة سنوات the famous ruler of North Africa after several years, والذي سيرسل طارق بن زياد who will send Tariq ibn Ziyad

لفتح أسبانيا بعد عدة سنوات to enter Spain after several years " Andalusia" ...

... كما ان كان من ضمن هؤلاء غلام آخر يدعى سيرين Also among them was another boy named Sirin

هو أبو العالم المسلم الشهير محمد بن سيرين the father of the famous Muslim scholar Mohammed bin Sirin.

أمضى خالد بضعة أيام في عين التمر Khaled spent a few days in Ain Al-Tamr

لتصريف الأمور الإدارية بالمنطقة to manage administrative matters in the region.

و بعدها بدأ يستعد للرجوع إلى الحيرة And then he started preparing to return to Al-Hirah..

.. وكان على وشك الرحيل بالفعل and was about to leave already

عندما تسلم طلبا للمساعدة من شمال شبه الجزيرة العربية .. when he received a request for help from the north of the Arabian Peninsula....

وبعد دراسة قصيرة لهذا الطلب And after a short study of this request.

قام خالد بإصدار أوامر جديدة للجيش Khaled issued new orders to the army

.... بالتحرك فورا نحو دومة الجندل .. to move immediately towards Dawmat Al Jandal.