×

我們使用cookies幫助改善LingQ。通過流覽本網站,表示你同意我們的 cookie 政策.


image

سلسلة المرأة, تحرير المرأة الغربية - القصة الكاملة (1)

تحرير المرأة الغربية - القصة الكاملة (1)

السَّلَامُ عَليكُم ورَحمةُ اللهِ

نحنُ الآنَ فِي القَرنِ التاسع العشرة الميلادِيِّ في أورُوبَّا،

تحديدًا في بريطانيَا، نَحضُرُ هذا المَزادَ العَلَنيَّ

ما البِضَاعةِ التِّي يَعْرِضُها البَائِعُ يَا تُرَى؟ -إنَّها زَوْجَتُه

-زَوْجَتهُ؟!

-نَعم، كَانَ بَعضُ الرِّجالِ يَبِيعُونَ زَوجَاتِهم

اكتب بيعُ الزَّوجَاتِ "Wife Selling"

في مَوْقعِ هستوري "History" مَثلًا لِترَى تَوثيقًا لهذِهِ العَادةِ،

فَبَيعُ الزَّوجةِ كان أَوفرَ مِن تَكاليفِ طَلاقِها، وكان يُسَاعدُ الرَّجُلَ في سَدادِ بَعضِ دُيُونه،

وهُناكَ رُسوماتٌ في الأرشِيفِ التَّاريخِيِّ الغَربِيِّ لهَذهِ الظَّاهِرَةِ

المَرأةُ المُزعجَةُ لِزوجِهَا -اللي بتنق-

وبالمنَاسبةِ نفسُ الكَلمةِ بالإِنْجليزيَّة المرأة المُلِحّة "Nagging Woman"، بتنُق

كَانت إِحدَى العُقُوباتِ المُستَخدَمَةِ معهَا لِجَامُ التَّأنِيبِ "Scold's Bridle"

قَفصٌ حَدِيديٌّ لِلرَّأسِ، تَبرزُ مِنهُ للدَّاخِلِ قِطعَةٌ لِتُوضعَ تحتَ اللِّسانِ،

بحيثُ لا تَستطيعُ المَرأةُ التَّكلُّمَ، وتبقَى مُعاقَبةً بهِ لسَاعاتٍ

وبإمكَانِكَ حضورُ هذَا الفِيلم عن لِجامِ التَّأنِيبِ؛

لترَى كيفَ كانُوا يَصِفُونَ صوتَ المَرأةِ -إذا أزعَجت- بِالنُّباحِ

ويستَخدِمُونَ معها هذا اللِّجامَ

الذِي استُخدِم أيضًا لِعقَابِ المرأةِ التِي تَنشُرُ الإشاعاتِ، أو تَنُمُّ بينَ النَّاسِ

أشكالٌ مُتنوِّعةٌ من الظُّلمِ وَقعت على المرأةِ

وبِشكلٍ أَكبرَ في نِساءِ الطَّبقاتِ الدُّنيَا اجتِماعِيًّا

لِمن تَلجأُ هَذهِ المَرأةُ؟

كانَ يُمكنُ أَنْ تَبحثَ المَرأةُ عنِ العَدلِ بَينَها وبينَ الرَّجُلِ،

وعن تَحصِيلِ حقِّهَا بِإحقاقِ الحقِّ وإبطالِ الباطلِ،

لكن هذهِ المَعَانِي -الحقُّ، والعدْلُ- تحتَاجُ وَحيًا ربَّانيًّا،

مَرجِعًا يتَّفِقُ عليهِ الرَّجُلُ والمرأَةُ معًا

نَظرَتِ المرأَةُ الغَربيَّةُ في النُّصوصِ الدِّينيَّةِ لَديهَا فِي دِينِها،

فَوَجَدَت أنَّ المرأَةَ عليهَا أنْ تَتعلَّمَ بِسُكوتٍ وَبِكلِّ خُضوعٍ

وأنَّهُ لا يُؤذَنُ لها أنْ تُعلِّمَ ولَا تَتسلَّطَ على الرَّجلِ

-لماذَا؟ -لأَنَّها حَوَّاءُ؛ حَوَّاءُ هيَ التِي أُغوِيَت وتَعدَّت،

فَأغوَت آدمَ فَهيَ أصلُ الخَطيئَةِ،

وهيَ تَسبَّبَت فِي شَقاءِ الجِنسِ البَشرِيِّ؛ لذَا فإنَّ الرَّبَّ -حَسبَ نُصوصِ دِينِهَا-

يُعاقِبُهَا بِأتعَابِ الحَملِ والوِلادَةِ، وجَعْلِ الرَّجُلِ سَيِّدًا عليهَا

قَرأَتِ المَرأةُ الغَربيَّةُ فِي نُصوصِ دِينِهَا أَنَّهَا خُلِقَت مِن أَجلِ الرَّجُلِ، ولَمْ يُخلَقِ الرَّجلُ مِن أَجلِهَا

وأنَّهُ يُمكِنُ لِلرَّجلِ أنْ يَبِيعَ ابنتَهُ،

وَمَرَاجعُ هَذهِ النُّصُوصِ تَجِدُونَها في التَّعلِيقَاتِ

لِذَا فإنَّ كثِيرًا منَ النِّساءِ الغَربِيَّاتِ لمْ يَرينَ في دِينِهِنَّ مُنقِذًا لَهُنَّ مِن حالةِ الظُّلمِ

طَيِّب، إِذَا لمْ يَكُنِ المَرجِعُ للمَرأةِ وَحيًا رَبَّانيًّا يُرَسِّمُ الحُدُودَ وَيُبيِّنُ حُقوقَ المَرأةِ وَوَاجِبَاتِها

عَلى أَساسِ الحَقِّ والعَدلِ، فَعَلَى أَيِّ أَسَاسٍ تُنصَفُ المَرأةُ؟

لَم يَبقَ إلَّا القِيَمُ التِي يُعلنُ الغَربُ أنَّهُ يَحتكِمُ إليها، قِيَمُ الحُرِّيَّةِ والمُسَاواةِ

إِذَن، لا بُدَّ أنْ تُحقِّقَ المرأةُ الحُرِّيَّةَ، وأنْ تُحَقِّقَ المُسَاواةَ مَع الرَّجُلِ

طيِّب، مَاذا إذَا كَانت بعضُ أشكالِ هذهِ الحُرِّيَّةِ والمُساواةِ تُعَارِضُ الحَقَّ والعَدلَ؟

مَنِ الذِي يُفتَرضُ أنْ يُحَدِّدَ الحَقَّ والعَدلَ؟ -الدِّينُ

-قُلنَا لَكَ! الدِّينُ بِالنِّسبَةِ لنَا خَصمٌ، لَا حَكَمٌ

وَهكذَا انطَلَقَت ثَورَةُ تَحريرِ المرأةِ الغَربِيَّةِ "Woman Liberation"

بِبَوصلةٍ بَشريَّةٍ، لا رَبَّانيَّةٍ

وكالعَادةِ فإنَّ كُلَّ جُنوحٍ في اتِّجَاهٍ، يَكُونُ سَببًا للجُنوحِ في الطَّرفِ الآخَرِ،

فَظَهرتْ معَ ثَورةِ تَحرِيرِ المرأةِ نَزعةُ النَّسَوِيَّةِ "Feminism"،

التِي انتَقلَتْ إلى مرحَلةِ التَّحدِّي للذُّكورِ، والنِّدِّيَّةِ والعِدَائِيَّةِ،

وكأنَّهُ انتِقامٌ للظُّلمِ التَّاريخِيِّ،

وانْطلقَتِ الشِّعاراتُ النَّسَويَّةُ التِي مُلخَّصُها: أنَّ الرَّجلَ لا يُؤتَمنُ أَبَدًا،

وأنَّ المرأةَ لا بُدَّ أنْ تَكُونَ نِدًّا لهُ، وتُنافسَهُ فِي كلِّ شَيءٍ،

وأنَّ المرأَةَ يَجبُ أن لَا تُضَحِّيَ مِن أجلِ أيِّ شخصٍ، لا أحَدَ يَستحِقُّ تَضحِيتَكِ إلَّا نَفسَكِ وبَناتُ جِنسِكِ،

يَجِبُ ألَّا يَكُونَ لأَحدٍ سُلطَةٌ عَليكِ وأن لَا تَحتَاجِي أَحدًا،

فَلسْتِ بحَاجةٍ لا إلى زَوجٍ ولَا إلى أَخٍ ولا إلى أَبنَاءَ

قُدْرَتُكِ على الإنفَاقِ -على نَفْسِكِ- هيَ مَصدرُ احتِرَامِكِ لذَاتِكِ،

فإذَا سَمَحتِ لأَحَدٍ أنْ يُنفِقَ عَليكِ فَقد فَقَدتِ كَرامَتكِ وأصبَحتِ مُستَعبَدةً،

فَلا بُدَّ مِن أنْ تَستقِلِّي مَاليًّا

هُنا، ظَهرَتْ بَعضُ الأَصواتِ العَاقِلةِ مُنادِيَةً؛

أَنَّهُ إذَا أَصبَحَتْ قِيمَةُ المرأةِ تُقَاسُ بِإنتَاجِها المَادِّيِّ فمَنْ سَيَرعَى الأبناءَ؟

وإذَا أَصبَحَتِ العَلاقةُ مع الأزواجِ نِدِّيَّةً، فَمنْ سَيَقُودُ الأُسرةَ؟

ومنْ سَيَنفُذُ رَأيُهُ في النِّهايةِ؟ هذا كُلُّهُ يُهدِّدُ بِتَدميرِ كيِاَنِ الأُسرةِ

أولادٌ! أُسرةٌ!، فلْيَذهبُوا إلى الجَحِيمِ،

أنتُم ترِيدونَ استعبَادَ المرأَةِ من جَديدٍ تحتَ هذهِ المُسمَّياتِ البرَّاقَةِ،

قُلنا لَكم: لا أحدَ يَستَحِقُّ تَضحيَتِي إلا أَنا، وطُمُوحاتِي، وتَحريرُ بناتِ جِنسِي،

لنْ أسمحَ لشيءٍ أن يَقِفَ عائقًا في طرِيقِ مَطالِبِيَ العَادِلةِ

أنا مَظلومَةٌ! كَفَاكُم ظُلمًا!

وبهذا تمَّ التَّنميطُ "Stereotyping"

لكُلِّ الأصواتِ المُطالِبةِ بِحمَايةِ كَيانِ الأُسرةِ والمجتَمعِ،

بأنَّها تُحارِبُ حُرِّيَّةَ المرأةِ وتُريدُ العَودةَ بهَا إلى الاستِعبادِ والظَّلامِ

وتَمَّ تَغذِيةُ عُقدَةِ المَظلوميَّةِ لَدى المرأةِ لِتُبرِّرَ أيَّ تَصرُّفٍ مَهمَا كان،

ظُلِمَتْ كثيرًا، مَاذا فِيها -حتَّى وإِنْ ظَلمَتْ قَليلًا- لِتَحصُلَ على حُرِّيَّتِها ومُساواتِها؟!

يَظهرُ هذا في تَصريحَاتِ كَثيرٍ مِن قَائِدَات النَسَوِيَّات،

مِثلَ الأَمرِيكيَّةِ هيلين سولينجر "Helen Solinger"، القَائِلةِ:

"لَقدْ رَوَّجَ علينا الرِّجَالُ فِكرَةَ الزَّواجِ،

ونحْنُ الآنَ نَعلمُ أنَّ مُؤسَّسةَ الزَّواجِ هي التِي أَفشَلتنَا، وعلينا أنْ نَعملَ على تَدميرِها،

إِنهَاءُ مُؤسَّسةِ الزَّواجِ شرطٌ أسَاسيٌّ لتَحريرِ المرأةِ؛

ولذَا فَعلينَا أنْ نُشجِّعَ النِّساءِ على تَركِ أَزواجِهنَّ لا أنْ يَعِشنَ مَعهم،

يَجِبُ إعادةُ كِتابةِ التَّارِيخِ -كامِلًا- عَلى ضوءِ الظُّلمِ الذِي تَعرَّضَتْ لهُ المرأةُ"

وهُناكَ الكثِيرُ منَ التَّصرِيحاتِ المُمَاثِلةِ للقِيَاداتِ النَّسوِيَّةِ

هذهِ المرأةُ -المَظلومةُ الثَّائرةُ التِي كلُّ تَصرُّفاتِها مُبرَّرَةٌ-

كانتْ غَنيمةً لتُجَّارِ القَضايَا منَ السَّاسةِ، وكِبارِ الرَّأْسماليِّينَ، ودُعاةِ الفَوضَى الأَخلاقِيَّةِ،

وأصحابِ الملفات الخاصَّةِ، وَعامَّتُهم منَ الرِّجالِ -بِالمُنَاسبةِ-،

فَركِبَ هؤُلاءِ مَوجَةَ النَّسوِيَّةِ وتحريرِ المرأةِ،

وهُوَ مَا اعتَرفَتْ بهِ بعضُ النَّسوِيَّاتِ أَنفُسِهنَّ في نِهايَةِ المَطَافِ،

كمَا فِي هذَا المَقالِ الذِي كَتَبَتهُ النَّسوِيَّةُ نانسي فرِيزر "Nancy Fraser"

في الجارديان "The Guardian" البريطانية بِعُنوانِ:

"كيفَ تَحَوَّلتِ النَّسوِيَّةُ إلى خَادمَةٍ في يَدِ الرَّأسماليَّةِ؟

وكَيفَ تَستعِيدُ زِمَامَ أَمرِهَا مرَّةً ثَانيةً؟"

وقَد أَقرَّتْ إِحدَى أشهرِ النَّاشِطَاتِ النسويَّات، الأمريكيةُ جلوريا ستاينم "Gloria Steinem"

في مُقابَلةٍ مَنشُورةٍ دُونَ تَحرُّجٍ

أنَّها تَلقَّتْ دَعمًا مَاليًّا مِن وَكالةِ الاستِخبَاراتِ المركزيَّة الأَمرِيكيَّةِ

سي آي إيه "CIA" لدَعمِ نَشاطاتِهَا،

انتقَدَها بَعضُ النَّسوِيَّاتِ أنَّها تَحرِفُ مَسارَ الحرَكةِ النَّسوِيَّةِ

فَخرجَتْ في هذهِ المُقابلةِ مُبرِّرَةً فِعلَها،

ستايْنم هَذهِ كَانتْ مِنَ المُؤسِّساتِ لمجَلَّةِ مِس مَغازِين "Ms. Magasine"

التِي تُصدِّرُ فِكرَةَ المرأةِ المُتحدِّيَةِ المُستقِلَّةِ المرأة الخارقة "Super Woman"،

وكَانتْ تُشرِفُ عَلى مَركزِ خَدمَاتِ الأَبحاثِ المُستقلَّةِ

إندبندنت ريسيرش سيرفيسز "Independent Research Services"،

لاحِظْ "الأبْحاثُ المُسْتقِلَّةُ"، معَ أنَّهَا تَتلقَّى دَعمًا مِن جِهَاتٍ سِيَاسيَّةٍ،

ما الذِي استفَادهُ السَّاسةُ وأصحابُ رُؤوسِ الأموالِ

فِي أَمرِيكا، وأُوروبَّا مِن رُكُوبِ مَوجةِ النَّسوِيَّةِ وتَحريرِ المرأةِ؟

أوَّلًا، عَملُ المرْأةِ لتُثبتَ نَفسَها وتُحقِّقَ استِقلَالَها؛

يَعني تَحصيلَ ضَرائِبَ عنْ نِصفِ المُجتمعِ الذِي كَانَ يَعملُ فِي البُيُوتِ عَمَلًا لَا ضَرائِبَ عليهِ

وستُشَكِّلُ عَمالَةً أَرخَصَ مِنَ الرِّجَالِ،

ولَازَالَ التَّفريقُ في الأُجُورِ والتَّرقِيَاتِ قَائِمًا حَتَّى اليَومِ

ثمَّ هَذهِ المَرأةُ التِي سَتخرُجُ لِلأَجوَاءِ المُختَلطَةِ

أَصبَحَتْ تَصرِفُ مَالهَا على التَّجمِيليَّاتِ والمُبَاهاةِ والمُنافَساتِ المَادِّيَّةِ،

وهَذا بِدَورهِ يَصُبُّ فِي صَالِحِ المَادِّيَّةِ الرَّأْسمَاليَّةِ

ثَانيًا، سِياسةُ فَرِّق تَسُدْ، وتَعزِيزُ الفَردِيَّةِ والفِئَويَّةِ،

بِحيثُ تَكونُ الدَّولَةُ -أو بالأَصَحِّ مَن يَرسُمُ سِيَاساتِهَا- هُمُ الحَكَمَ بَينَ الأَفرادِ في خِلَافَاتِهِم

مِمَّا يُضعِفُ التَّوَجُّهاتِ المُطَالِبةَ بِالحَدِّ مِن جَشَعِ وَتَسلُّطِ أصحَابِ رُؤوسِ الأموالِ في هَذا العَالَمِ

الذِي يَمتَلِكُ 1% منهُ أَكثرَ مِن نِصفِ ثَروَتِهِ حَسبَ مَقالٍ في الجَارديَانِ البرِيطَانيَّةِ،

وقَد بيَّنَ كتابُ ذا مايتي وورلتزر "The Mighty Wurlitzer"

اتِّبَاعَ السَّاسَةِ لهذهِ الطَّرِيقةِ فِي اختِراقِ الفِئَاتِ، كَالنِّساءِ والسُّودِ

ثالثًا، النِّدِّيَّةُ بَينَ الأُمِّ والأَبِ وانشِغَالُهُمَا عنِ الأَبناءِ؛

يَعنِي تَفتِيتَ الأُسرةِ وفُقدَانَها لِدَورِها المركزِيِّ في تَربيَةِ الأبناءِ على مَا يَعتَقدُهُ الوَالِدانِ،

وبالتَّالِي يُصبِحُ المُرَبِّي هُو المَدرَسةُ، والدَّولَةُ،

ويُملِي المُتَحكِّمُونَ فِي سِياساتِها مَا شَاؤوا مِن التَّوَجُّهَاتِ عَلى هَذهِ القُلوبِ الصَّغِيرَةِ

وَقد شَاعَ في أَمرِيكَا مُصطلحُ "العَائلَةُ النَّووِيَّةُ تَمَّ تَذوِيبُهَا"،

وَقدِ استَفادَ السَّاسَةُ فِي ذَلكَ مِن مُعَاداةِ النَّسوِيَّةِ لِكِيَانِ الأُسرةِ،

تَقُولُ النَّسوِيَّةُ ماري بين "Mary Bane":

"حتَّى نُنْشِئ الأَبْناءَ بالتَّسَاوِي بينَ الجِنسَينِ

عَلينَا أنْ نَأخُذَهم بَعيدًا عنِ العَوائِلِ، ونُرَبِّيَهُم تَربيَةً مُجتمعِيَّةً"

وَبالفِعلِ تَفَكَّكَتْ كَثيرٌ منَ الأُسرِ،

ووَصلَتْ نِسَبُ الأَولادِ المُشَرَّدِينَ فِي أَمرِيكَا أَرقامًا تَارِيخيَّةً،

كَمَا فِي تَقرِيرٍ نَشرَتهُ صَحِيفَةُ النيوزْوِيك "Newsweek"

حَيثُ فِي عَامِ 2013 مثلًا عَانَى 2.5 مِليُونَ طِفلٍ منَ التَّشرُّدِ،

بَعضُ هَؤلَاءِ الأطفالِ هَارِبُونَ مِن بيُوتِهمُ المُفكَّكَةِ،

الأَبُ مَشغُولٌ، والأُمُّ مَشغُولةٌ، أَو مُتخاصِمانِ مُتَصارِعانِ،

وَالابنُ أوِ البِنتُ لَا أَحدَ يَهتمُّ بهِ، أَو تُسَاءُ مُعامَلتُهُ؛ فَيهرُبُ أوْ تَهرُبُ،

وهُناكَ قِسمٌ مُخصَّصٌ مِن وِزَارةِ العَدلِ الأمرِيكيَّةِ

لِظَاهِرَةِ الأولَادِ والبَناتِ الهَارِبِينَ "Children or Ran Away Youth"

هؤُلاءِ الأَولادُ والبَناتُ -بِلَا مَأوى- يَتفشَّى فِيهِم بِشكلٍ كَبيرٍ؛ المخَدِّراتُ، والأَمراضُ النَّفسيَّةُ،

والتَّعرُّضُ لِلإهَانةِ، والاستِغلالِ الجِنسيِّ،

حيْثُ يَبِيعُ بَعضُهم نَفسَهُ للمُمَارساتِ الجِنسيَّةِ مُقابِلَ المَأوَى، والأَرقامُ فِي تَصاعُدٍ مُستَمِرٍّ

ماذا عن المرأة؟ والتي استُخدِمَت كأداةٍ للسَّاسة وأصحابِ رؤوسِ الأموال في تحقيق هذا كلِّه.

هل حصَّلتْ لنفسها حقًّا، أو عدلًا كما كان ينبغي أن تكون مطالباتُها؟

بل هل حقَّقت حُرِّيَّةً ومساواةً كما كانت تتمنَّى؟

تعالوا الآن نرى قصَّتها بحقائقَ وإحصائياتٍ من كبار المواقعِ الغربيةِ،

وأظنكُّم -إخواني وأخواتي- ستُصدمُون بما ستسمعون اليومَ.

لكن، قبل أن نُتابِع ،

بعضُ مَن يسمعُ هذا الكلامَ يتأهَّب ويستعدُّ ليقولَ: طيِّب ما المسلمين برضو عندَهم ظُلم للمرأة،

أنتَ تنكرُ أنَّ مجتمعاتنا فيها قصصٌ كثيرةٌ من الظُّلم للمرأة؟!

أقولُ لك: وما علاقةُ سؤالِك بموضوعِنا؟ ما الفائدةُ مِن هذه المقارنةِ؟

هل الهدفُ مِن كلمتي هذه هو إجراءُ مقارَنةٍ إحصائيَّة بين مجتمعاتِنا ومجتمعاتِهم؟

أم هل الهدفُ تبرئةُ الرجالِ في مجتمعاتنا من أيِّ ظلمٍ للمرأة؟

بل نحن نُدرِك تمامًا أن مجتمعاتنا مليئةٌ بأشكالِ الظلم للمرأة ولغيرِها،

ويَتزايدُ فيها الشقاءُ للرجل وللمرأة،

وإنما نَطرُق هذا الموضوعَ؛ للمساهمة في رفعِ هذا الظُّلمِ، وإيقاف البؤسِ والشَّقاء.

الدُّول الغربيَّة والمنظَّمات الدَّولِيَّة والأُمميَّة تَعرِضُ خدماتِها

لمساعدةِ المرأة المسلمة على طريقتِهم الخاصَّة.

والأفكارُ النَّسَوِيَّة ألقت بظلالها بقوة على مجتمعات المسلمين؛

لذلك فموضوع كلمة اليوم هو تحديدًا عَرضُ قصَّة المرأة الغربيَّة؛

لنرى هل هؤلاء الذين يَعرِضون خدماتهم حَلُّوا مشكلة المرأة لديهم بالفعل؟

هل حقَّقوا لها العدلَ؟ بل هل حقَّقوا لها الحريَّةَ والمساواةَ؟

هل هم يُريدون خيرًا للمرأة المسلمة بالفعل؟

هذا الطريق الذي يريدون وضع قَدَمِ المرأةِ المسلمةِ والمجتمعات المسلمة عليه؛

ما نهاياتُه؟

لذلك -يا كرام ويا كريمات- دعونا نعرض القصَّة دونَ تقطيعٍ،

دون ما أضطرّ كل شويَّة أقول لكم:

أودُّ التَّأكيد على أنَّ الظُّلم الحاصل في بلادنا لا يُمثِّلُ الإسلامَ،

لا تظنُّوا أنِّي ضدَّ عَمَلِ المرأة بكافَّة أشكالِه.

أرجو ألَّا تُسيؤُوا فَهمي بكذا وكذا.

دعونا من حالة الدِّفاع الَّتي يضعُنا عدوُّنا فيها دائمًا

ولْنَتَعاون كمسلمين ومسلماتٍ، إخوةً وأخواتٍ، على تشخيص المشكلةِ

وتمييز الحلِّ الحقيقيِّ من الحُلولِ الزَّائفة الَّتي لا تزيدُنا إلَّا بُؤسًا وشقاءً.

إذن، المرأةُ الغربيَّةُ

تَعالَوا نُرافقُها مَحطَّةً مَحطَّةً.

الفتاةُ المشرَّدةُ في الشَّارع أو في بيت أهلِها لكنَّها مُستقلَّة ، وتُريد أنْ تصرفَ على نفسِها،

أو لم يَعُدْ معها ما يكفي لمتابعة الدِّراسة في الجامعة. ما الحل؟!

هناك ظاهرةٌ في بلاد الحريَّة نتورَّعُ عن ذكر اسمِها

تبيعُ فيها هذه الفتاةُ المحتاجَةُ للمال عِرْضَها لرجلٍ يَكبُرُها سنًّا - في سنِّ والدِها -،

فيستأجِرُها جِنسيًّا ويصطحبُها معه كجزءٍ من ديكوره، مُقابِلَ مبلغٍ من المال.

يعني تعمل (بالإنجليزية): عملًا جزئيًا في البِغاء، وتبقى طالبةً في الجامعة.

هذه مقابلةٌ مع أحد المشترين لِعِرض ستةٍ مِن الفتيات بمالِه، وانظروا قِيمةَ المرأةِ عندَه.

[تومي كان يعمل إداريًّا في مجال تقنية المعلومات،

وقد تقاعدَ، ومعه ما يكفي لأن يَصرِف مبلغ 150 ألف دولار سنويًا على أولئك الفتيات،

هو يقول أنَّ ذلك أرخص من الزَّواج، وأنَّه مبلغ ضئيلُ مقارنةً بما يحصل عليه هو]

(بالإنجليزية): [حينما تدخل إلى غرفتك وبرفقتك امرأة جميلة

فإن ذلك يُعتبر إطراءً لك أنت كرجل.

إنَّه مثْلُ أن تَحضُر بسيارة فارهة، أو شيءٍ من هذا القَبِيل.

إذن يقول هذا المستأجِر أنَّ الاستمتاعَ بعددٍ من الفتيات بهذه الطَّريقة أرخصُ من الزَّواج،

وأنَّ الدُّخولَ على مكانٍ بفتاةٍ جميلة هو مثل أن تظهر بسيارة جميلة.

هذه قيمةُ المرأة عنده.

أصبحَ هناك عدد من مواقع الـ (بلإنجليزية) "المواقع اللإلكترونية"

لإتمام هذا النَّوع من الِخدمة.

وإحصائيَّات تفصيليَّة عن دَخْلِ الفتيات من هذا التأجير للأَعْرَاضِ،

وعن أعمارِ وطبيعة أعمال الذُّكور المشترين للأعراض،

وكيف أنَّ نسبةً كبيرةً من مُشتري الأعراضِ هؤلاء

هم من القيادييِّن في شركات كُبرى ومن رجال الأعمال.

بالمناسبة، لعلَّكم أُصِبتم بالاشمئزازِ وأنتم تسمَعون هذا الشَّخصَ

الَّذي يتكلَّم عن النِّساء كسلعةٍ جنسيَّة جُزء من ديكوره، كشيء "Thing"

وليس كإنسانة "Human".

لكن ماذا إذا علِمتم أن التَّعامل مع المرأة كشيءٍ، أو سلعةٍ، أصبحَ هو الأصل في الغرب؟

في بحثٍ منشورٍ سُئِل عددٌ من الأمريكان عن الصِّفة التي يقدِّرونها أكثرَ شيءٍ في الرِّجالِ والنِّساءِ،

فجاءت الأمانةُ والأخلاقُ على رأس القائمة بالنِّسبة للرِّجال،

بينما في حالةِ النِّساءِ

كانت الصِّفة الأهمّ الَّتي يُقدِّرُها الشَّعبُ الأمريكي

هي (Physical Attractivness) "الجاذبيَّةُ الجسميَّةُ".

إذن تقديرُ المرأة مَرهونٌ بجاذبيَّتها الجسميَّة

وهذا يقود إلى ظاهرة ٍمُهمَّة يسمُّونَها: (Sexual objectification of women)

يعني "التَّسليع الجنسيّ للنِّساء".

التَّعامل مع المرأة على أنَّها شيء للاستعمال،

سِلعة جنسيَّة،

لا إنسانةٌ، تُقيَّمُ بإيمانها، وأخلاقها وأمانتها، ولا حتى بذكائِها ومهاراتِها.

هذا بحثٌ في الموضوع تمَّت الإحالةُ إليه مئات المرَّات،

وهناك عشرات الأبحاث العلميَّة المنشورة عن هذا الموضوع،

عن: (بالإنجليزية) (التَّسليع الجنسيّ للمرأة)

وهذه الأبحاث بالمناسبة - إخواني - لا تتحدَّثُ عن تسليع المرأة كظاهرةٍ خبيثة،

لا إنسانيَّة، يجب محاربتُها،

بل كظاهرةٍ تُدرَسُ عِلميًّا لتحليل آثارها النَّفسيَّة بحياديَّة.

تذكر هذه الأبحاث أنَّ عامَّة النِّساء أصبَحن يَرينَ أنفسَهنَّ كَسِلَعٍ جنسيَّةٍ للرِّجال،

وأنَّ الإعلام يُكرِّسُ هذه النَّظرةَ،

والمجتمعُ يُكرِّسُها،

وحتى (بالإنجليزية) ألعاب الفيديو تُكرِّسُها،

وأنّ أجسادَ النِّساءِ تُعرَضُ للدِّعاية وكَديكور،

وأنَّ هذا يُؤدِّي إلى العِناية المفرِطَة مِن بعض النِّساءِ بأشكالهنَّ،

وإمضاء أوقاتٍ طويلةٍ أمامَ المِرآة

ويُؤدِّي إلى أمراضٍ نفسيَّة لدى بعضهنَّ بالإصابَة بالِخزي من أجسادهنَّ (Body shame)،

خِزيٌ لأنَّها تُعامَل كسِلعةٍ جنسيَّة وهي كارهةٌ لذلك،

أو خِزيٌ لأنَّها ليست جذَّابةً في مجتمعٍ يُقيِّمُها بحسب الجاذبيَّة.

وتذكر الأبحاث أنَّ بعضَ النِّساء يتعرَّضنَ لأمراضٍ نفسيَّةٍ بسبب ذلك،

ويُقارِنَّ أنفسَهنَّ بالمرأة الدِّعائِيَّة (النَّمطيَّّة) الـ " Typical"؛

فيّقمنَ بعمليَّات ٍتجميليَّة (Plastic surgery) أو يستخدمنَ أدواتٍٍ تجميليَّة

لتغيير لون الشَّعرِ، أو الجِلْد، أو العَينين.

لكم أن تتصوَّروا الآن هذه الفتاة الحُرَّةَ التي تُريدُ أن تُثبِتَ نفسَها،

والَّتي يراها المجتمعُ سِلعةً جنسيَّة، ويُقيِّمُها بحسب جاذبيتها الجسميَّة.

لكم أن تتصوَّروا ما الَّذي ستتعرَّضُ له

في الشَّارِع،

تحرير المرأة الغربية - القصة الكاملة (1) Die Befreiung westlicher Frauen – Die komplette Geschichte (1) The Liberation of Western Women - The Complete Story (1) La libération des femmes occidentales - L'histoire complète (1) De bevrijding van westerse vrouwen - het complete verhaal (1)

السَّلَامُ عَليكُم ورَحمةُ اللهِ Peace and mercy of God Vrede en genade van God

نحنُ الآنَ فِي القَرنِ التاسع العشرة الميلادِيِّ في أورُوبَّا، We are now in the 19th century AD in Europe. אנו נמצאים כעת במאה התשע עשרה לספירה באירופה,

تحديدًا في بريطانيَا، نَحضُرُ هذا المَزادَ العَلَنيَّ Specifically in Britain, we attend this public auction במיוחד בבריטניה, אנחנו משתתפים במכירה הפומבית הפומבית הזו Met name in Groot-Brittannië wonen we deze openbare veiling bij

ما البِضَاعةِ التِّي يَعْرِضُها البَائِعُ يَا تُرَى؟ -إنَّها زَوْجَتُه What goods does the seller offer? -It's his wife Welke goederen biedt de verkoper aan? -Het is zijn vrouw

-زَوْجَتهُ؟! - His wife?!

-نَعم، كَانَ بَعضُ الرِّجالِ يَبِيعُونَ زَوجَاتِهم -Yes, some men used to sell their wives.

اكتب بيعُ الزَّوجَاتِ "Wife Selling" Write "Wife Selling" Schrijf "Vrouw verkoopt"

في مَوْقعِ هستوري "History" مَثلًا لِترَى تَوثيقًا لهذِهِ العَادةِ، On the “History” site, for example, to see documentation of this custom, באתר "היסטוריה", למשל, כדי לראות תיעוד של מנהג זה, Op de site "Geschiedenis", bijvoorbeeld om documentatie van deze gewoonte te zien,

فَبَيعُ الزَّوجةِ كان أَوفرَ مِن تَكاليفِ طَلاقِها، وكان يُسَاعدُ الرَّجُلَ في سَدادِ بَعضِ دُيُونه، Selling the wife was more affordable than the costs of her divorce, and it helped the man to pay off some of his debts. La vente de l'épouse était plus abordable que les coûts de son divorce, et cela a aidé l'homme à rembourser certaines de ses dettes. מכירת האישה הייתה משתלמת יותר מאשר להתגרש ממנה, וזה עזר לגבר לשלם חלק מחובותיו. De vrouw verkopen was betaalbaarder dan de kosten van haar scheiding, en het hielp de man om een deel van zijn schulden af te betalen.

وهُناكَ رُسوماتٌ في الأرشِيفِ التَّاريخِيِّ الغَربِيِّ لهَذهِ الظَّاهِرَةِ There are drawings in the western historical archives of this phenomenon. Il existe des dessins dans les archives historiques occidentales de ce phénomène. יש רישומים בארכיון ההיסטורי המערבי של תופעה זו. Er zijn tekeningen in de westerse historische archieven van dit fenomeen.

المَرأةُ المُزعجَةُ لِزوجِهَا -اللي بتنق- The woman who annoys her husband - who yells - האישה שמעצבנת את בעלה - זו שמתעטשת - De vrouw die haar man ergert - die schreeuwt -

وبالمنَاسبةِ نفسُ الكَلمةِ بالإِنْجليزيَّة المرأة المُلِحّة "Nagging Woman"، بتنُق And by the way, the same word in English as "Nagging Woman", with the translation En trouwens, hetzelfde woord in het Engels als "Nagging Woman", met de vertaling

كَانت إِحدَى العُقُوباتِ المُستَخدَمَةِ معهَا لِجَامُ التَّأنِيبِ "Scold's Bridle" One of the punishments used with her was the Scold's Bridle. אחד העונשים שננקטו היה רסן הנזיפה. Een van de straffen die bij haar werden gebruikt, was het hoofdstel van de uitbrander.

قَفصٌ حَدِيديٌّ لِلرَّأسِ، تَبرزُ مِنهُ للدَّاخِلِ قِطعَةٌ لِتُوضعَ تحتَ اللِّسانِ، an iron cage for the head, from which a piece protrudes from the inside to be placed under the tongue, een ijzeren kooi voor het hoofd, waaruit een stuk van binnenuit uitsteekt om onder de tong te worden geplaatst,

بحيثُ لا تَستطيعُ المَرأةُ التَّكلُّمَ، وتبقَى مُعاقَبةً بهِ لسَاعاتٍ So that the woman cannot speak, and remains punished by it for hours. Zodat de vrouw niet kan praten, en er urenlang door gestraft blijft.

وبإمكَانِكَ حضورُ هذَا الفِيلم عن لِجامِ التَّأنِيبِ؛ And you can watch this movie about the bridle of reprimands;

لترَى كيفَ كانُوا يَصِفُونَ صوتَ المَرأةِ -إذا أزعَجت- بِالنُّباحِ To see how they used to describe a woman's voice - if she was disturbed - as barking.

ويستَخدِمُونَ معها هذا اللِّجامَ And they use this bridle with her

الذِي استُخدِم أيضًا لِعقَابِ المرأةِ التِي تَنشُرُ الإشاعاتِ، أو تَنُمُّ بينَ النَّاسِ Which was also used to punish women who spread rumors, or slander among people.

أشكالٌ مُتنوِّعةٌ من الظُّلمِ وَقعت على المرأةِ Various forms of injustice befell women

وبِشكلٍ أَكبرَ في نِساءِ الطَّبقاتِ الدُّنيَا اجتِماعِيًّا and to a greater extent in women of lower social classes

لِمن تَلجأُ هَذهِ المَرأةُ؟ Who does this woman turn to?

كانَ يُمكنُ أَنْ تَبحثَ المَرأةُ عنِ العَدلِ بَينَها وبينَ الرَّجُلِ، It was possible for the woman to seek justice between her and the man.

وعن تَحصِيلِ حقِّهَا بِإحقاقِ الحقِّ وإبطالِ الباطلِ، And about obtaining her right by realizing the right and nullifying the wrong,

لكن هذهِ المَعَانِي -الحقُّ، والعدْلُ- تحتَاجُ وَحيًا ربَّانيًّا، But these meanings - truth and justice - require divine revelation.

مَرجِعًا يتَّفِقُ عليهِ الرَّجُلُ والمرأَةُ معًا A reference on which both the man and the woman agree

نَظرَتِ المرأَةُ الغَربيَّةُ في النُّصوصِ الدِّينيَّةِ لَديهَا فِي دِينِها، The Western woman looked at the religious texts she had in her religion.

فَوَجَدَت أنَّ المرأَةَ عليهَا أنْ تَتعلَّمَ بِسُكوتٍ وَبِكلِّ خُضوعٍ She found that women should learn in silence and with all submission.

وأنَّهُ لا يُؤذَنُ لها أنْ تُعلِّمَ ولَا تَتسلَّطَ على الرَّجلِ And that she is not permitted to teach or to rule over a man.

-لماذَا؟ -لأَنَّها حَوَّاءُ؛ حَوَّاءُ هيَ التِي أُغوِيَت وتَعدَّت، -Why? -Because she is Eve; Eve was the one who was deceived and transgressed,

فَأغوَت آدمَ فَهيَ أصلُ الخَطيئَةِ،

وهيَ تَسبَّبَت فِي شَقاءِ الجِنسِ البَشرِيِّ؛ لذَا فإنَّ الرَّبَّ -حَسبَ نُصوصِ دِينِهَا- It has caused misery to the human race; Therefore, the Lord - according to the texts of her religion -

يُعاقِبُهَا بِأتعَابِ الحَملِ والوِلادَةِ، وجَعْلِ الرَّجُلِ سَيِّدًا عليهَا

قَرأَتِ المَرأةُ الغَربيَّةُ فِي نُصوصِ دِينِهَا أَنَّهَا خُلِقَت مِن أَجلِ الرَّجُلِ، ولَمْ يُخلَقِ الرَّجلُ مِن أَجلِهَا

وأنَّهُ يُمكِنُ لِلرَّجلِ أنْ يَبِيعَ ابنتَهُ،

وَمَرَاجعُ هَذهِ النُّصُوصِ تَجِدُونَها في التَّعلِيقَاتِ You can find references to these texts in the comments.

لِذَا فإنَّ كثِيرًا منَ النِّساءِ الغَربِيَّاتِ لمْ يَرينَ في دِينِهِنَّ مُنقِذًا لَهُنَّ مِن حالةِ الظُّلمِ

طَيِّب، إِذَا لمْ يَكُنِ المَرجِعُ للمَرأةِ وَحيًا رَبَّانيًّا يُرَسِّمُ الحُدُودَ وَيُبيِّنُ حُقوقَ المَرأةِ وَوَاجِبَاتِها It is fine, if the reference for the woman is not a divine revelation that demarcates the boundaries and clarifies the woman’s rights and duties.

عَلى أَساسِ الحَقِّ والعَدلِ، فَعَلَى أَيِّ أَسَاسٍ تُنصَفُ المَرأةُ؟

لَم يَبقَ إلَّا القِيَمُ التِي يُعلنُ الغَربُ أنَّهُ يَحتكِمُ إليها، قِيَمُ الحُرِّيَّةِ والمُسَاواةِ All that remains are the values that the West declares that it adheres to, the values of freedom and equality.

إِذَن، لا بُدَّ أنْ تُحقِّقَ المرأةُ الحُرِّيَّةَ، وأنْ تُحَقِّقَ المُسَاواةَ مَع الرَّجُلِ Therefore, women must achieve freedom and equality with men.

طيِّب، مَاذا إذَا كَانت بعضُ أشكالِ هذهِ الحُرِّيَّةِ والمُساواةِ تُعَارِضُ الحَقَّ والعَدلَ؟ Well, what if some forms of this freedom and equality oppose right and justice?

مَنِ الذِي يُفتَرضُ أنْ يُحَدِّدَ الحَقَّ والعَدلَ؟ -الدِّينُ Who is supposed to determine truth and justice? -Debt

-قُلنَا لَكَ! الدِّينُ بِالنِّسبَةِ لنَا خَصمٌ، لَا حَكَمٌ - We told you! Religion is for us an adversary, not a judgement. - On vous l'a dit ! La religion est pour nous un adversaire, pas un jugement.

وَهكذَا انطَلَقَت ثَورَةُ تَحريرِ المرأةِ الغَربِيَّةِ "Woman Liberation"

بِبَوصلةٍ بَشريَّةٍ، لا رَبَّانيَّةٍ Avec une boussole humaine, pas divine

وكالعَادةِ فإنَّ كُلَّ جُنوحٍ في اتِّجَاهٍ، يَكُونُ سَببًا للجُنوحِ في الطَّرفِ الآخَرِ، As usual, every deviation in one direction causes a deviation in the other direction. Comme d'habitude, chaque délinquance dans un sens entraîne la délinquance dans l'autre sens.

فَظَهرتْ معَ ثَورةِ تَحرِيرِ المرأةِ نَزعةُ النَّسَوِيَّةِ "Feminism"، With the women's liberation revolution, feminism emerged. Avec la révolution de libération des femmes, le féminisme a émergé.

التِي انتَقلَتْ إلى مرحَلةِ التَّحدِّي للذُّكورِ، والنِّدِّيَّةِ والعِدَائِيَّةِ، Which moved to the stage of challenge to males, rivalry and hostility, qui est passé au stade de la défiance masculine, de la sociabilité et de l'hostilité,

وكأنَّهُ انتِقامٌ للظُّلمِ التَّاريخِيِّ، As if it were revenge for historical injustice, comme si c'était la vengeance d'une injustice historique,

وانْطلقَتِ الشِّعاراتُ النَّسَويَّةُ التِي مُلخَّصُها: أنَّ الرَّجلَ لا يُؤتَمنُ أَبَدًا، Feminist slogans were launched, the summary of which is: A man can never be trusted.

وأنَّ المرأةَ لا بُدَّ أنْ تَكُونَ نِدًّا لهُ، وتُنافسَهُ فِي كلِّ شَيءٍ، The woman must be his equal and compete with him in everything.

وأنَّ المرأَةَ يَجبُ أن لَا تُضَحِّيَ مِن أجلِ أيِّ شخصٍ، لا أحَدَ يَستحِقُّ تَضحِيتَكِ إلَّا نَفسَكِ وبَناتُ جِنسِكِ، And that a woman should not sacrifice for anyone. No one deserves your sacrifice except yourself and the girls of your gender.

يَجِبُ ألَّا يَكُونَ لأَحدٍ سُلطَةٌ عَليكِ وأن لَا تَحتَاجِي أَحدًا،

فَلسْتِ بحَاجةٍ لا إلى زَوجٍ ولَا إلى أَخٍ ولا إلى أَبنَاءَ

قُدْرَتُكِ على الإنفَاقِ -على نَفْسِكِ- هيَ مَصدرُ احتِرَامِكِ لذَاتِكِ،

فإذَا سَمَحتِ لأَحَدٍ أنْ يُنفِقَ عَليكِ فَقد فَقَدتِ كَرامَتكِ وأصبَحتِ مُستَعبَدةً،

فَلا بُدَّ مِن أنْ تَستقِلِّي مَاليًّا

هُنا، ظَهرَتْ بَعضُ الأَصواتِ العَاقِلةِ مُنادِيَةً؛ Here, some sensible voices appeared calling;

أَنَّهُ إذَا أَصبَحَتْ قِيمَةُ المرأةِ تُقَاسُ بِإنتَاجِها المَادِّيِّ فمَنْ سَيَرعَى الأبناءَ؟ If a woman’s value becomes measured by her material production, who will take care of the children?

وإذَا أَصبَحَتِ العَلاقةُ مع الأزواجِ نِدِّيَّةً، فَمنْ سَيَقُودُ الأُسرةَ؟

ومنْ سَيَنفُذُ رَأيُهُ في النِّهايةِ؟ هذا كُلُّهُ يُهدِّدُ بِتَدميرِ كيِاَنِ الأُسرةِ Who will implement his opinion in the end? All of this threatens to destroy the family entity

أولادٌ! أُسرةٌ!، فلْيَذهبُوا إلى الجَحِيمِ، children! Family! Let them go to hell,

أنتُم ترِيدونَ استعبَادَ المرأَةِ من جَديدٍ تحتَ هذهِ المُسمَّياتِ البرَّاقَةِ، You want to enslave women again under these glamorous names.

قُلنا لَكم: لا أحدَ يَستَحِقُّ تَضحيَتِي إلا أَنا، وطُمُوحاتِي، وتَحريرُ بناتِ جِنسِي، We told you: No one deserves my sacrifice except me, my ambitions, and the liberation of my kind.

لنْ أسمحَ لشيءٍ أن يَقِفَ عائقًا في طرِيقِ مَطالِبِيَ العَادِلةِ I will not allow anything to stand in the way of my just demands.

أنا مَظلومَةٌ! كَفَاكُم ظُلمًا! I am wronged! Enough with your injustice!

وبهذا تمَّ التَّنميطُ "Stereotyping" Thus stereotyping was done.

لكُلِّ الأصواتِ المُطالِبةِ بِحمَايةِ كَيانِ الأُسرةِ والمجتَمعِ، For all the voices demanding the protection of the family and community,

بأنَّها تُحارِبُ حُرِّيَّةَ المرأةِ وتُريدُ العَودةَ بهَا إلى الاستِعبادِ والظَّلامِ

وتَمَّ تَغذِيةُ عُقدَةِ المَظلوميَّةِ لَدى المرأةِ لِتُبرِّرَ أيَّ تَصرُّفٍ مَهمَا كان، The woman’s victimhood complex was nourished to justify any behavior, whatever it was.

ظُلِمَتْ كثيرًا، مَاذا فِيها -حتَّى وإِنْ ظَلمَتْ قَليلًا- لِتَحصُلَ على حُرِّيَّتِها ومُساواتِها؟! She has been wronged a lot, what is there in her - even if she was wronged a little - to obtain her freedom and equality?!

يَظهرُ هذا في تَصريحَاتِ كَثيرٍ مِن قَائِدَات النَسَوِيَّات، This appears in the statements of many feminist leaders,

مِثلَ الأَمرِيكيَّةِ هيلين سولينجر "Helen Solinger"، القَائِلةِ:

"لَقدْ رَوَّجَ علينا الرِّجَالُ فِكرَةَ الزَّواجِ، “Men have promoted the idea of marriage to us.

ونحْنُ الآنَ نَعلمُ أنَّ مُؤسَّسةَ الزَّواجِ هي التِي أَفشَلتنَا، وعلينا أنْ نَعملَ على تَدميرِها،

إِنهَاءُ مُؤسَّسةِ الزَّواجِ شرطٌ أسَاسيٌّ لتَحريرِ المرأةِ؛ Ending the institution of marriage is a basic condition for women’s liberation.

ولذَا فَعلينَا أنْ نُشجِّعَ النِّساءِ على تَركِ أَزواجِهنَّ لا أنْ يَعِشنَ مَعهم،

يَجِبُ إعادةُ كِتابةِ التَّارِيخِ -كامِلًا- عَلى ضوءِ الظُّلمِ الذِي تَعرَّضَتْ لهُ المرأةُ" History must be rewritten - completely - in light of the injustice to which women have been subjected.”

وهُناكَ الكثِيرُ منَ التَّصرِيحاتِ المُمَاثِلةِ للقِيَاداتِ النَّسوِيَّةِ There are many similar statements by feminist leaders.

هذهِ المرأةُ -المَظلومةُ الثَّائرةُ التِي كلُّ تَصرُّفاتِها مُبرَّرَةٌ- This woman - the oppressed, revolutionary, whose actions are all justified -

كانتْ غَنيمةً لتُجَّارِ القَضايَا منَ السَّاسةِ، وكِبارِ الرَّأْسماليِّينَ، ودُعاةِ الفَوضَى الأَخلاقِيَّةِ، It was a spoils for issue merchants, including politicians, major capitalists, and advocates of moral chaos.

وأصحابِ الملفات الخاصَّةِ، وَعامَّتُهم منَ الرِّجالِ -بِالمُنَاسبةِ-، And the owners of private files, and common men - by the way -

فَركِبَ هؤُلاءِ مَوجَةَ النَّسوِيَّةِ وتحريرِ المرأةِ، They rode the wave of feminism and women's liberation.

وهُوَ مَا اعتَرفَتْ بهِ بعضُ النَّسوِيَّاتِ أَنفُسِهنَّ في نِهايَةِ المَطَافِ، This is what some feminists themselves eventually admitted,

كمَا فِي هذَا المَقالِ الذِي كَتَبَتهُ النَّسوِيَّةُ نانسي فرِيزر "Nancy Fraser" As in this article written by feminist Nancy Fraser:

في الجارديان "The Guardian" البريطانية بِعُنوانِ:

"كيفَ تَحَوَّلتِ النَّسوِيَّةُ إلى خَادمَةٍ في يَدِ الرَّأسماليَّةِ؟ “How did feminism turn into a servant in the hands of capitalism?

وكَيفَ تَستعِيدُ زِمَامَ أَمرِهَا مرَّةً ثَانيةً؟" How will she regain control of her affairs again?

وقَد أَقرَّتْ إِحدَى أشهرِ النَّاشِطَاتِ النسويَّات، الأمريكيةُ جلوريا ستاينم "Gloria Steinem"

في مُقابَلةٍ مَنشُورةٍ دُونَ تَحرُّجٍ In a published interview without being embarrassed

أنَّها تَلقَّتْ دَعمًا مَاليًّا مِن وَكالةِ الاستِخبَاراتِ المركزيَّة الأَمرِيكيَّةِ It received financial support from the US Central Intelligence Agency

سي آي إيه "CIA" لدَعمِ نَشاطاتِهَا، CIA to support its activities,

انتقَدَها بَعضُ النَّسوِيَّاتِ أنَّها تَحرِفُ مَسارَ الحرَكةِ النَّسوِيَّةِ Some feminists criticized her for distorting the course of the feminist movement.

فَخرجَتْ في هذهِ المُقابلةِ مُبرِّرَةً فِعلَها، She came out in this interview justifying her action,

ستايْنم هَذهِ كَانتْ مِنَ المُؤسِّساتِ لمجَلَّةِ مِس مَغازِين "Ms. Magasine" Steinem was one of the founders of "Ms. Magasine" magazine.

التِي تُصدِّرُ فِكرَةَ المرأةِ المُتحدِّيَةِ المُستقِلَّةِ المرأة الخارقة "Super Woman"، Which exports the idea of the defiant, independent woman, the “Super Woman,”

وكَانتْ تُشرِفُ عَلى مَركزِ خَدمَاتِ الأَبحاثِ المُستقلَّةِ She supervised the Center for Independent Research Services.

إندبندنت ريسيرش سيرفيسز "Independent Research Services"،

لاحِظْ "الأبْحاثُ المُسْتقِلَّةُ"، معَ أنَّهَا تَتلقَّى دَعمًا مِن جِهَاتٍ سِيَاسيَّةٍ، Note that “independent research”, although it receives support from political parties,

ما الذِي استفَادهُ السَّاسةُ وأصحابُ رُؤوسِ الأموالِ What did politicians and capital owners benefit from?

فِي أَمرِيكا، وأُوروبَّا مِن رُكُوبِ مَوجةِ النَّسوِيَّةِ وتَحريرِ المرأةِ؟ In America and Europe riding the wave of feminism and women's liberation?

أوَّلًا، عَملُ المرْأةِ لتُثبتَ نَفسَها وتُحقِّقَ استِقلَالَها؛ First, women's work to prove themselves and achieve their independence;

يَعني تَحصيلَ ضَرائِبَ عنْ نِصفِ المُجتمعِ الذِي كَانَ يَعملُ فِي البُيُوتِ عَمَلًا لَا ضَرائِبَ عليهِ This means collecting taxes from the half of society who worked in homes for untaxed work.

وستُشَكِّلُ عَمالَةً أَرخَصَ مِنَ الرِّجَالِ، They will constitute cheaper labor than men.

ولَازَالَ التَّفريقُ في الأُجُورِ والتَّرقِيَاتِ قَائِمًا حَتَّى اليَومِ The difference in wages and promotions still exists today.

ثمَّ هَذهِ المَرأةُ التِي سَتخرُجُ لِلأَجوَاءِ المُختَلطَةِ Then this woman who will go out to mixed environments.

أَصبَحَتْ تَصرِفُ مَالهَا على التَّجمِيليَّاتِ والمُبَاهاةِ والمُنافَساتِ المَادِّيَّةِ، She began to spend her money on cosmetics, ostentation, and material competitions.

وهَذا بِدَورهِ يَصُبُّ فِي صَالِحِ المَادِّيَّةِ الرَّأْسمَاليَّةِ This, in turn, is in the interest of capitalist materialism.

ثَانيًا، سِياسةُ فَرِّق تَسُدْ، وتَعزِيزُ الفَردِيَّةِ والفِئَويَّةِ، Secondly, the policy of divide and rule, and the promotion of individualism and factionalism,

بِحيثُ تَكونُ الدَّولَةُ -أو بالأَصَحِّ مَن يَرسُمُ سِيَاساتِهَا- هُمُ الحَكَمَ بَينَ الأَفرادِ في خِلَافَاتِهِم So that the state - or more correctly, the one who draws up its policies - is the arbiter between individuals in their disputes.

مِمَّا يُضعِفُ التَّوَجُّهاتِ المُطَالِبةَ بِالحَدِّ مِن جَشَعِ وَتَسلُّطِ أصحَابِ رُؤوسِ الأموالِ في هَذا العَالَمِ Which weakens the trends demanding an end to the greed and dominance of capital owners in this world.

الذِي يَمتَلِكُ 1% منهُ أَكثرَ مِن نِصفِ ثَروَتِهِ حَسبَ مَقالٍ في الجَارديَانِ البرِيطَانيَّةِ، Whose 1% owns more than half of his wealth, according to an article in the British Guardian,

وقَد بيَّنَ كتابُ ذا مايتي وورلتزر "The Mighty Wurlitzer"

اتِّبَاعَ السَّاسَةِ لهذهِ الطَّرِيقةِ فِي اختِراقِ الفِئَاتِ، كَالنِّساءِ والسُّودِ Politicians follow this method to penetrate groups, such as women and blacks.

ثالثًا، النِّدِّيَّةُ بَينَ الأُمِّ والأَبِ وانشِغَالُهُمَا عنِ الأَبناءِ؛ Third, the equality between the mother and father and their preoccupation with the children.

يَعنِي تَفتِيتَ الأُسرةِ وفُقدَانَها لِدَورِها المركزِيِّ في تَربيَةِ الأبناءِ على مَا يَعتَقدُهُ الوَالِدانِ، It means the fragmentation of the family and its loss of its central role in raising children according to what the parents believe.

وبالتَّالِي يُصبِحُ المُرَبِّي هُو المَدرَسةُ، والدَّولَةُ، Therefore, the educator becomes the school, the state,

ويُملِي المُتَحكِّمُونَ فِي سِياساتِها مَا شَاؤوا مِن التَّوَجُّهَاتِ عَلى هَذهِ القُلوبِ الصَّغِيرَةِ Those who control its policies dictate whatever directions they want to these little hearts.

وَقد شَاعَ في أَمرِيكَا مُصطلحُ "العَائلَةُ النَّووِيَّةُ تَمَّ تَذوِيبُهَا"، The term “the nuclear family has been dissolved” has become widespread in America.

وَقدِ استَفادَ السَّاسَةُ فِي ذَلكَ مِن مُعَاداةِ النَّسوِيَّةِ لِكِيَانِ الأُسرةِ، Politicians took advantage of feminism’s hostility to the family entity.

تَقُولُ النَّسوِيَّةُ ماري بين "Mary Bane": Feminist Mary Bane says:

"حتَّى نُنْشِئ الأَبْناءَ بالتَّسَاوِي بينَ الجِنسَينِ "Until we raise children with equality between the sexes

عَلينَا أنْ نَأخُذَهم بَعيدًا عنِ العَوائِلِ، ونُرَبِّيَهُم تَربيَةً مُجتمعِيَّةً"

وَبالفِعلِ تَفَكَّكَتْ كَثيرٌ منَ الأُسرِ، In fact, many families broke up.

ووَصلَتْ نِسَبُ الأَولادِ المُشَرَّدِينَ فِي أَمرِيكَا أَرقامًا تَارِيخيَّةً، The percentage of homeless children in America has reached historic numbers.

كَمَا فِي تَقرِيرٍ نَشرَتهُ صَحِيفَةُ النيوزْوِيك "Newsweek" As in a report published by “Newsweek” newspaper

حَيثُ فِي عَامِ 2013 مثلًا عَانَى 2.5 مِليُونَ طِفلٍ منَ التَّشرُّدِ،

بَعضُ هَؤلَاءِ الأطفالِ هَارِبُونَ مِن بيُوتِهمُ المُفكَّكَةِ،

الأَبُ مَشغُولٌ، والأُمُّ مَشغُولةٌ، أَو مُتخاصِمانِ مُتَصارِعانِ، The father is busy, the mother is busy, or two quarrels are fighting,

وَالابنُ أوِ البِنتُ لَا أَحدَ يَهتمُّ بهِ، أَو تُسَاءُ مُعامَلتُهُ؛ فَيهرُبُ أوْ تَهرُبُ، No one cares about the son or daughter, or he is mistreated; So he or she flees,

وهُناكَ قِسمٌ مُخصَّصٌ مِن وِزَارةِ العَدلِ الأمرِيكيَّةِ There is a dedicated section of the US Department of Justice

لِظَاهِرَةِ الأولَادِ والبَناتِ الهَارِبِينَ "Children or Ran Away Youth" For the phenomenon of runaway boys and girls “Children or Ran Away Youth”

هؤُلاءِ الأَولادُ والبَناتُ -بِلَا مَأوى- يَتفشَّى فِيهِم بِشكلٍ كَبيرٍ؛ المخَدِّراتُ، والأَمراضُ النَّفسيَّةُ، These boys and girls - homeless - are widespread among them; Drugs, mental illnesses,

والتَّعرُّضُ لِلإهَانةِ، والاستِغلالِ الجِنسيِّ، exposure to humiliation and sexual exploitation,

حيْثُ يَبِيعُ بَعضُهم نَفسَهُ للمُمَارساتِ الجِنسيَّةِ مُقابِلَ المَأوَى، والأَرقامُ فِي تَصاعُدٍ مُستَمِرٍّ Where some of them sell themselves for sexual practices in exchange for shelter, and the numbers are constantly rising.

ماذا عن المرأة؟ والتي استُخدِمَت كأداةٍ للسَّاسة وأصحابِ رؤوسِ الأموال في تحقيق هذا كلِّه. What about women? Which was used as a tool for politicians and capitalists to achieve all of this.

هل حصَّلتْ لنفسها حقًّا، أو عدلًا كما كان ينبغي أن تكون مطالباتُها؟ Did she obtain for herself a right, or justice, as her claims should have been?

بل هل حقَّقت حُرِّيَّةً ومساواةً كما كانت تتمنَّى؟

تعالوا الآن نرى قصَّتها بحقائقَ وإحصائياتٍ من كبار المواقعِ الغربيةِ،

وأظنكُّم -إخواني وأخواتي- ستُصدمُون بما ستسمعون اليومَ. I think you - my brothers and sisters - will be shocked by what you will hear today.

لكن، قبل أن نُتابِع ،

بعضُ مَن يسمعُ هذا الكلامَ يتأهَّب ويستعدُّ ليقولَ: طيِّب ما المسلمين برضو عندَهم ظُلم للمرأة، Some of those who hear these words become prepared and prepare to say: Well, why do Muslims not oppress women?

أنتَ تنكرُ أنَّ مجتمعاتنا فيها قصصٌ كثيرةٌ من الظُّلم للمرأة؟!

أقولُ لك: وما علاقةُ سؤالِك بموضوعِنا؟ ما الفائدةُ مِن هذه المقارنةِ؟ I say to you: What does your question have to do with our topic? What is the benefit of this comparison?

هل الهدفُ مِن كلمتي هذه هو إجراءُ مقارَنةٍ إحصائيَّة بين مجتمعاتِنا ومجتمعاتِهم؟ Is the purpose of my speech to make a statistical comparison between our societies and their societies?

أم هل الهدفُ تبرئةُ الرجالِ في مجتمعاتنا من أيِّ ظلمٍ للمرأة؟ Or is the goal to exonerate men in our societies from any injustice against women?

بل نحن نُدرِك تمامًا أن مجتمعاتنا مليئةٌ بأشكالِ الظلم للمرأة ولغيرِها،

ويَتزايدُ فيها الشقاءُ للرجل وللمرأة، Misery increases for both men and women.

وإنما نَطرُق هذا الموضوعَ؛ للمساهمة في رفعِ هذا الظُّلمِ، وإيقاف البؤسِ والشَّقاء. But we address this topic; To contribute to alleviating this injustice and stopping the misery and misery.

الدُّول الغربيَّة والمنظَّمات الدَّولِيَّة والأُمميَّة تَعرِضُ خدماتِها Western countries and international and UN organizations offer their services

لمساعدةِ المرأة المسلمة على طريقتِهم الخاصَّة.

والأفكارُ النَّسَوِيَّة ألقت بظلالها بقوة على مجتمعات المسلمين؛ Feminist ideas have cast a strong shadow on Muslim societies.

لذلك فموضوع كلمة اليوم هو تحديدًا عَرضُ قصَّة المرأة الغربيَّة؛ Therefore, the topic of today’s speech is specifically to present the story of Western women.

لنرى هل هؤلاء الذين يَعرِضون خدماتهم حَلُّوا مشكلة المرأة لديهم بالفعل؟ Let's see if those offering their services have actually solved their women's problem?

هل حقَّقوا لها العدلَ؟ بل هل حقَّقوا لها الحريَّةَ والمساواةَ؟

هل هم يُريدون خيرًا للمرأة المسلمة بالفعل؟

هذا الطريق الذي يريدون وضع قَدَمِ المرأةِ المسلمةِ والمجتمعات المسلمة عليه؛ This is the path that they want to put Muslim women and Muslim communities on;

ما نهاياتُه؟ What are its endings?

لذلك -يا كرام ويا كريمات- دعونا نعرض القصَّة دونَ تقطيعٍ، Therefore - O honorable people and O generous ones - let us present the story without interruption.

دون ما أضطرّ كل شويَّة أقول لكم: Without having to, I will tell you every moment:

أودُّ التَّأكيد على أنَّ الظُّلم الحاصل في بلادنا لا يُمثِّلُ الإسلامَ، I would like to emphasize that the injustice taking place in our country does not represent Islam.

لا تظنُّوا أنِّي ضدَّ عَمَلِ المرأة بكافَّة أشكالِه. Do not think that I am against women's work in all its forms.

أرجو ألَّا تُسيؤُوا فَهمي بكذا وكذا.

دعونا من حالة الدِّفاع الَّتي يضعُنا عدوُّنا فيها دائمًا Let us get out of the state of defense that our enemy always puts us in

ولْنَتَعاون كمسلمين ومسلماتٍ، إخوةً وأخواتٍ، على تشخيص المشكلةِ

وتمييز الحلِّ الحقيقيِّ من الحُلولِ الزَّائفة الَّتي لا تزيدُنا إلَّا بُؤسًا وشقاءً. And distinguishing the real solution from the false solutions that only increase our misery and misery.

إذن، المرأةُ الغربيَّةُ So, Western women

تَعالَوا نُرافقُها مَحطَّةً مَحطَّةً. Let us accompany her station by station.

الفتاةُ المشرَّدةُ في الشَّارع أو في بيت أهلِها لكنَّها مُستقلَّة ، وتُريد أنْ تصرفَ على نفسِها، A homeless girl on the street or in her family’s house, but she is independent and wants to support herself.

أو لم يَعُدْ معها ما يكفي لمتابعة الدِّراسة في الجامعة. ما الحل؟! Or she no longer has enough money to continue studying at university. What is the solution?!

هناك ظاهرةٌ في بلاد الحريَّة نتورَّعُ عن ذكر اسمِها There is a phenomenon in the land of freedom that we refrain from mentioning its name

تبيعُ فيها هذه الفتاةُ المحتاجَةُ للمال عِرْضَها لرجلٍ يَكبُرُها سنًّا - في سنِّ والدِها -، In which this girl, in need of money, sells her offer to an older man - the same age as her father -,

فيستأجِرُها جِنسيًّا ويصطحبُها معه كجزءٍ من ديكوره، مُقابِلَ مبلغٍ من المال. He hires her sexually and takes her with him as part of his decor, in exchange for a sum of money.

يعني تعمل (بالإنجليزية): عملًا جزئيًا في البِغاء، وتبقى طالبةً في الجامعة. It means that she works (in English): part-time in prostitution, and remains a student at the university.

هذه مقابلةٌ مع أحد المشترين لِعِرض ستةٍ مِن الفتيات بمالِه، وانظروا قِيمةَ المرأةِ عندَه. This is an interview with a buyer to offer six girls with his money, and see the value of the woman to him.

[تومي كان يعمل إداريًّا في مجال تقنية المعلومات، [Tommy used to work as an IT administrator,

وقد تقاعدَ، ومعه ما يكفي لأن يَصرِف مبلغ 150 ألف دولار سنويًا على أولئك الفتيات، He retired, with enough money to spend $150,000 a year on those girls.

هو يقول أنَّ ذلك أرخص من الزَّواج، وأنَّه مبلغ ضئيلُ مقارنةً بما يحصل عليه هو] He says that it is cheaper than marriage, and that it is a small amount compared to what he gets.]

(بالإنجليزية): [حينما تدخل إلى غرفتك وبرفقتك امرأة جميلة

فإن ذلك يُعتبر إطراءً لك أنت كرجل.

إنَّه مثْلُ أن تَحضُر بسيارة فارهة، أو شيءٍ من هذا القَبِيل. It's like coming in a luxury car, or something like that.

إذن يقول هذا المستأجِر أنَّ الاستمتاعَ بعددٍ من الفتيات بهذه الطَّريقة أرخصُ من الزَّواج، So this tenant says that enjoying a number of girls in this way is cheaper than marriage.

وأنَّ الدُّخولَ على مكانٍ بفتاةٍ جميلة هو مثل أن تظهر بسيارة جميلة. Entering a place with a beautiful girl is like showing up with a beautiful car.

هذه قيمةُ المرأة عنده.

أصبحَ هناك عدد من مواقع الـ (بلإنجليزية) "المواقع اللإلكترونية" There have become a number of (English) websites.

لإتمام هذا النَّوع من الِخدمة. To complete this type of service.

وإحصائيَّات تفصيليَّة عن دَخْلِ الفتيات من هذا التأجير للأَعْرَاضِ، And detailed statistics on the girls’ income from this rental of displays,

وعن أعمارِ وطبيعة أعمال الذُّكور المشترين للأعراض، Regarding the ages and nature of the work of the males who purchase the honors,

وكيف أنَّ نسبةً كبيرةً من مُشتري الأعراضِ هؤلاء And how a large percentage of these symptom buyers

هم من القيادييِّن في شركات كُبرى ومن رجال الأعمال. They are leaders in major companies and businessmen.

بالمناسبة، لعلَّكم أُصِبتم بالاشمئزازِ وأنتم تسمَعون هذا الشَّخصَ By the way, you may have been disgusted listening to this person

الَّذي يتكلَّم عن النِّساء كسلعةٍ جنسيَّة جُزء من ديكوره، كشيء "Thing" Who talks about women as a sexual commodity, part of his decor, as a “thing”

وليس كإنسانة "Human".

لكن ماذا إذا علِمتم أن التَّعامل مع المرأة كشيءٍ، أو سلعةٍ، أصبحَ هو الأصل في الغرب؟

في بحثٍ منشورٍ سُئِل عددٌ من الأمريكان عن الصِّفة التي يقدِّرونها أكثرَ شيءٍ في الرِّجالِ والنِّساءِ، In a published study, a number of Americans were asked about the quality they value most in men and women:

فجاءت الأمانةُ والأخلاقُ على رأس القائمة بالنِّسبة للرِّجال، Honesty and morals came at the top of the list for men.

بينما في حالةِ النِّساءِ

كانت الصِّفة الأهمّ الَّتي يُقدِّرُها الشَّعبُ الأمريكي

هي (Physical Attractivness) "الجاذبيَّةُ الجسميَّةُ".

إذن تقديرُ المرأة مَرهونٌ بجاذبيَّتها الجسميَّة

وهذا يقود إلى ظاهرة ٍمُهمَّة يسمُّونَها: (Sexual objectification of women)

يعني "التَّسليع الجنسيّ للنِّساء".

التَّعامل مع المرأة على أنَّها شيء للاستعمال، Treating women as objects to be used.

سِلعة جنسيَّة،

لا إنسانةٌ، تُقيَّمُ بإيمانها، وأخلاقها وأمانتها، ولا حتى بذكائِها ومهاراتِها.

هذا بحثٌ في الموضوع تمَّت الإحالةُ إليه مئات المرَّات، This research on the subject has been referred to hundreds of times.

وهناك عشرات الأبحاث العلميَّة المنشورة عن هذا الموضوع، There are dozens of scientific studies published on this topic.

عن: (بالإنجليزية) (التَّسليع الجنسيّ للمرأة)

وهذه الأبحاث بالمناسبة - إخواني - لا تتحدَّثُ عن تسليع المرأة كظاهرةٍ خبيثة، By the way, my brothers, these studies do not talk about the commodification of women as a malicious phenomenon.

لا إنسانيَّة، يجب محاربتُها، Inhumanity must be fought,

بل كظاهرةٍ تُدرَسُ عِلميًّا لتحليل آثارها النَّفسيَّة بحياديَّة. Rather, it is a phenomenon that is studied scientifically to analyze its psychological effects impartially.

تذكر هذه الأبحاث أنَّ عامَّة النِّساء أصبَحن يَرينَ أنفسَهنَّ كَسِلَعٍ جنسيَّةٍ للرِّجال، This research indicates that women in general have come to see themselves as sexual commodities for men.

وأنَّ الإعلام يُكرِّسُ هذه النَّظرةَ، The media perpetuates this view,

والمجتمعُ يُكرِّسُها، Society dedicates it,

وحتى (بالإنجليزية) ألعاب الفيديو تُكرِّسُها،

وأنّ أجسادَ النِّساءِ تُعرَضُ للدِّعاية وكَديكور، And that women's bodies are exposed for propaganda and as decoration,

وأنَّ هذا يُؤدِّي إلى العِناية المفرِطَة مِن بعض النِّساءِ بأشكالهنَّ، This leads to excessive attention on the part of some women about their appearance.

وإمضاء أوقاتٍ طويلةٍ أمامَ المِرآة Spending long periods of time in front of the mirror

ويُؤدِّي إلى أمراضٍ نفسيَّة لدى بعضهنَّ بالإصابَة بالِخزي من أجسادهنَّ (Body shame)، It leads to psychological illnesses in some of them, causing them to feel ashamed of their bodies (Body shame).

خِزيٌ لأنَّها تُعامَل كسِلعةٍ جنسيَّة وهي كارهةٌ لذلك، Shame because she is treated like a sexual commodity and she hates it.

أو خِزيٌ لأنَّها ليست جذَّابةً في مجتمعٍ يُقيِّمُها بحسب الجاذبيَّة. Or shame because she is not attractive in a society that evaluates her according to attractiveness.

وتذكر الأبحاث أنَّ بعضَ النِّساء يتعرَّضنَ لأمراضٍ نفسيَّةٍ بسبب ذلك،

ويُقارِنَّ أنفسَهنَّ بالمرأة الدِّعائِيَّة (النَّمطيَّّة) الـ " Typical"؛ They compare themselves to the “typical” advertising woman.

فيّقمنَ بعمليَّات ٍتجميليَّة (Plastic surgery) أو يستخدمنَ أدواتٍٍ تجميليَّة They perform plastic surgery or use cosmetic tools.

لتغيير لون الشَّعرِ، أو الجِلْد، أو العَينين.

لكم أن تتصوَّروا الآن هذه الفتاة الحُرَّةَ التي تُريدُ أن تُثبِتَ نفسَها، You can now imagine this free girl who wants to prove herself.

والَّتي يراها المجتمعُ سِلعةً جنسيَّة، ويُقيِّمُها بحسب جاذبيتها الجسميَّة.

لكم أن تتصوَّروا ما الَّذي ستتعرَّضُ له You can imagine what you will be exposed to

في الشَّارِع،