الاسد والفار
كان يا ما كان في قديم الزمان منذ زمنٍ بعيد بعيد كانت تعيش عائلة فئران في الغابة.
كانوا عائلة كبيرة جدا.
أصغر الفئرانِ والذي يدعی "فينديك" كان مختلفا كثيرا عن إخوانه و أخواته.
كان صغيرا جدا وألوانه لا تشبه أي أحد من إخوته.
في الواقعِ كان فروه البني الفاتح وعيناه السود جميلين للغاية.
لكنه كان خجولا كثيرا بسببِ ذلك وحزينا أيضا.
لم أختلف عن إخواني وأخواتي، لم لم يكن لوني رماديا وأسودا؟ إني قصير وضعيف.
كيف أستطيع أن أحمي نفسي في الغابة؟
من هناك؟
بدأ يخاف من كلِ شيء.
حتی لو سقطت ورقة شجرٍ علی الأرض كان يقفز في الهواء.
كانت أمه علی الدوام تحاول تشجيعه وجعله شجاعا.
لم أنت قلق؟
خلق كل حيوان لسببٍ معين.
ربما يوما ما ستفهم ذلك. أرجوك لا تحزن، هيا الآن أعط والدتك قبلة!
لكن الفأر الصغير "فينديك" لم يستطع كسب أي شجاعة ليرتاح.
حتی إخوته كانوا يهزأون به.
فينديك خائف.... فينديك خائف....فينديك خائف.
في يوم ما، خطرت بباله فكرة.
هذا الوضع لا يجب أن يستمر أكثر، علي إيجاد حل لذلك.
إذا كنت خائفا جدا ولا أستطيع حماية نفسي إذا سأذهب إلی الأسد ملك الغابة.
أنا واثق أن باستطاعته حمايتي وبعدها يمكننا عيش أيامنا معا.
وجد نفسه فجأة علی مدخلِ كهف الأسد ملك الغابة.
كان جلالة الأسد الضخم مستلقيا في مقابل الكهف نائما منعما بأشعة الشمس.
ذهب فينديك مباشرة إلی الأسد ولمس أنفه.
يوماً سعيداً يا جلالة الملك.
أرجو أن تسامحني علی إيقاظك.
كان الأسد الملك غاضبا جداً لأنه استيقظ.
ومن أنت يا صغير؟ لماذا تزعجني وأنا نائم؟
اسمي الفأر فينديك. لدي طلب منك.
تفضل، أخبرني ما هو هذا الشيء المهم جدا؟
بعدها أود العودة إلی النوم.
انتفض الأسد الملك ووقفَ، كان ينظر إلی فينديك بغضب..
في الحقيقة كان الفأر فينديك خائفا للغاية تحت عيني الملك المتوهجتين، كان يرتجف مرتعدا لكنه تمكن من تجميع كل شجاعته وشرح الموقف.
كما تری أنا فأر صغير جدا وأخاف جدا من الغابة.
بعد إذنك أود طلب حمايتك.
ساعدني، وربما يوما ما سأكون قادرا علی مساعدتك.
زأر الأسد الملك بصوت عال، لكنه كان يحاول جاهدا ألا يضحك.
ماذا...
أنت ستساعدني؟
إذا كنت تحت قدمي ستطير في الهواء بضربة واحدة من مخالبي وتضيع.
هيا، قبل أن أغضب أكثر، عد إلی المنزل.
شاعرا بالعجز التام، عاد الفأر فينديك إلی المنزل حزيناً وجلس في زاوية.
هل سأكون ذا نفع يوما ما؟ علي أن أجد حلا لهذا الوضع بسرعة.. لكن ما هو؟
في اليوم التالي وبينما كان الأسد الملك يكتشف الغابةَ، وقعَ عن طريق الخطأ في فخ صياد.
وجد نفسه معلقا بشجرة.
كان يزأر بغضب، ضجت الغابة كلها بصوته.
سمعت كل الحيوانات هذا الصوت وركضت مباشرة باتجاهه.
لكنهم لم يكونوا قادرين علی مساعدته لأنهم لا يستطيعون الاقتراب من الأسد الملك خوفا منه.
كان الأسد الملك المسكين يصارع داخل الشباك.
شكراً لله أن الصيادِينَ لَمْ يصلوا الغابةَ بعدْ لأنَّ الوقتَ ما زالَ مُبْكراً.
فَأْرُنا فينديك ركضَ إلی الصوتِ مع إخوانِه و أخواتِه.
كانَ مُضطرِباً جداً لِمَا رأی.
خَطرَ لفينديك حلٌّ ۔ معَ أنهُ كانَ صغيراً لكنهُ كانَ ذكياً جداً۔.
بدأ يركضُ إلی الشجرةِ التي كانَ معلقاً بها الأسدُ.
فينديك..... أين تذهب؟ لا تقتربْ منهُ!
بدأ الفأرُ فينديك بتسلقِ الشجرةِ وقَرَضِ الشِبَاكِ.
ماذا يفعل؟ لابُدَّ أنهُ مجنونٌ..
هيا يا إخوتي.
تعالوا وساعدوني. إذا قرضْنا الشِبَاكَ معاً نستطيعُ إنقاذَ الأسدِ قبلَ وصولِ الصيادِين.
قفزَ الفِئرانُ الأشقاءُ جميعُهم باتجاهِ الشِبَاكِ ومزقوها.
عندما سقطَتِ الشِبَاكُ علی الأرضِ وقفَ الأسدُ الملكُ وزأرَ.
في الحالِ اختبأت كلُّ الحيواناتِ خلفَ الأشجارِ.
ماعدا طبعاً الفأرُ فينديك. اقتربَ الأسدُ الملكُ من فينديك.
أيُّها الصغيرُ فينديك كَمْ أنتَ ذكيٌ. لقدْ أنقذتَ حياتي.
انحنی الفأرُ فينديك باحترامٍ.
إنهُ شرفٌ لي أنْ أستطيعَ مساعدتَكَ يا مولاي.
وقفَ الأسدُ الملكُ مقابلَ الفأرِ فينديك وهو يشعرُ بالخجلِ.
لقدْ كنتُ مخطئاً يا فينديك.
اعتقدتُ بأنكَ لا تستطيعُ تقديمَ أيِّ خدمةٍ لي بسببِ حجمِكَ الضئيلِ ولقد جرحتُ مشاعرَكَ. مع ذلك لا يتوجبُ عليَّ أنْ أُقَلِلَ مِنْ شأنِ أحدٍ.
بسببِكَ استطعتُ كَسْبَ الثقةِ والشجاعةِ ونجحتُ في تحقيقِ ما كنتُ أبغاهُ.
الصيادونَ علی وَشَكِ الوُصولِ، تعالَ، ولنذهب إلی كهفي.. نستطيعُ الحديثَ هناكَ.
كما ترغبُ يا مولاي
توجهَ الأسدُ الملكُ والفأرُ فينديك إلی الكهفِ.
في الطريقِ بدأ الأسدُ الملكُ بتعليمِ الفأرِ فينديك طرقاً لجعلِهِ شجاعاً أكثرَ.
فينديك.. لقد كنتُ أفكرُ.. إنْ كنتَ راغباً تستطيعُ مشاركتي في الكهفِ. ما رأيك؟
حقاً؟؟
شكراً جزيلاً. السكنُ معكَ سيكونُ مريحاً ورائعاً للغايةِ. في هذهِ الطريقةِ أستطيعُ أيضاً أنْ أكونَ معَ أمي وأشقائي عندما أريدُ.
الأسدُ الملكُ الذي تعلَّمَ الآنَ ألَّا يُقَلِلَ مِنْ شَأنِ أحدٍ ، والفأرُ فينديك الذي تعلمَ أنهُ ليس من العيبِ وجود الاختلاف مع الآخرين، كلاهما عاشا معا بسعادة و أصبحا صديقينِ حميمين.